
محمد بن علي بن فضل الكعبي
February 25, 2025 at 08:57 AM
*حكم المسحِّر في شهر رمضان المبارك*
* *المُسحِّر هو من ينادي بالناس ليستعدوا للصيام بالتسحر قبل دخول الفجر باستعمالهم للطبل ونحوه ورفع الصوت*
* *وهذا الفعلُ شرعًا منكرٌ من جهة استعمالهم للطبل وهو من أدوات المعازف، ومن جهة أخرى بدعةٌ محدثةٌ؛ لأنَّها أصبحت بديلة عن السُّنَّة الواردة عن النبي ﷺ وهي الأذان الأول لصلاة الفجر، وهذه السُّنَّة صارت متروكة في كثير من الدول والله المستعان*
* *وتُسمَّى في بعض الدول بـ "التواشيح" أو "ابتهالات"*
* قال الإمام ابنُ باز (ت1420هـ) رحمه الله: *"هذه التواشيحُ التي ذكرها السائل بدعةٌ لا تجوز، بل السُّنة للمؤذِّن في الصبح وغيرها أن يبدأ بقوله: الله أكبر، ولا يكون قبله تواشيح ولا قراءة خاصة ولا كلام خاص بل الأذان مستقل أن يبدأه يقول: الله أكبر، وينهيه بـ لا إله إلا الله، ولا يكون قبله شيء خاص، لا تواشيح ولا غيرها"*
[ "فتاوى نور على الدرب" (6/401) ]
* *والسُّنَّة هنا هو الأذان الأوَّل لصلاة الفجر ✅*
* روى البخاري (7247)، واللفظ له ومسلم (1093)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي ﷺ قال: *«لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِن سَحُورِهِ، فإنَّه يُؤَذِّنُ لِيَرْجِعَ قَائِمُكمْ، وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ»*
* وروى البخاري (2656)، ومسلم (1092)، واللفظ له، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي ﷺ قال: *«إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»*
* قالَ ابن عمر: *"ولَمْ يَكُنْ بيْنَهُما إلَّا أنْ يَنْزِلَ هذا ويَرْقَى هذا"*
* *فائدة: توقيتُ الأذان الأول بالساعة الزمنية*
* قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ) رحمه الله: *"الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة"*
[ "تمام المنة في التعليق على فقه السُّنة" (146) ]
* *وقد استبدل النَّاسُ هذه السُّنَّة بما يُسمى بالتواشيح والابتهالات والمُسحِّر، والله المستعان*
* روى ابنُ الوضَّاح في "البدع والنهي عنها" (95)، وابنُ بطَّة في "الإبانة الكبرى" (11)، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: *"ما يأتي على الناس من عامٍ إلَّا أحدثوا فيه بدعةً، وأماتوا فيه سُنَّةً، حتى تحيا البدعُ، وتموت السُّننُ"*
*وخيرُ الهدي هديُ محمد ﷺ*