
Salafi Da'wah East Africa
February 9, 2025 at 06:31 PM
فتوى الشيخ زيد بن هادي المدخلي - رحمه الله -
(إعلان الترحم على أهل البدع)
السؤال :
أحسن الله إليك، ما حكم الدعاء على أهل البدع ،والترحّم عليهم ؟
وهل تكرار الطعن فى أهل البدع يُعتبر من الغيبة المحرمة ؟
الجواب :
(أهل البدع على قسمين :
*أهل بدع كفرية ، يعنى: بدعهم تكفّرهم وتخرجهم من الإسلام؛ كالقبوريين ، عباد القبور ، والمستغيثين بالأولياء -وغيرهم- ممن يسب الدين ، -ونحو ذلك من البدع التى هى كفر- ؛ فهؤلاء لا خير فيهم ، ويُدعى عليهم؛ لأنهم كفار .
*وأهل بدع فسقة من الفساق ،ليسوا كفاراً -كأهل الحزبيات، والمنظمات المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فى باب الجهاد ، وفى باب النصيحة ، وفى باب الأمر بالمعروف ، وفى باب الولاء -ونحو ذلك- ؛ فهؤلاء نعم يُدعى لهم بالهداية.
فإذا ماتوا وهم على الإسلام: لا حرج من أن يُترحّم عليهم ، فيقول: رحمه الله .
لكن ؛ لا يعلن ويشهر تحسّره عليه ؛ لأن صاحب البدعة من أعداء أهل السنة ، فلا يُظهر أهلُ السنة الأسفَ عليه ؛ لأن موته خير لأهل الأرض من بقائه ، فبحكم الإسلام: له أن يترحّم عليه بينه وبين نفسه ، فلا يُعلن ذلك ؛ لأن خطر أهـل البدع واضح ومعلوم على أهل السنة ومحاربتهم لها .
ثم الكلام فيهم من أجل التحذير من بدعهم والاغترار بأهوائهم هذا ليس من الغيبة المحرمة ،وإنما هو من النصيحة للمسلمين ، ولهذا جاء رجل إلى الإمام أحمد – رحمه الله – فقال: يا أبا عبد الله إنه يشق علىَّ أن أقول: فلان كذا..وفلان كذا من أهل البدع ، قال :إذا سكتّ أنت وسكتّ أنا؛ فمتى يتبين الحق للجاهل؟!
لابد من البيان .
اذكُرْهم بما هم فيه من الجرح والبدع المخالفة للسنن ، فليس لهم غيبة ؛لأنهم هم السبب فى مخالفتهم لأهل السنة والجماعة ، فالكلام فيهم نصيحة .
على المتكلم أن يكون عالماً ببدعهم مطلعاً عليها ، وأن يكون عارفاً بالسنة ، وأن يكون مخلصاً وقاصداً وجه الله بالكلام فيهم ليحذرهم الناس فيسلموا من بدعهم.
وكثيراً ما تجد العلماء الأفاضل يحذّرون من أهل البدع ،ويوصون الناس بالابتعاد منهم ، حتى إن بعضهم يقول -وهو إمام-: " آكل عند اليهودى والنصرانى ولا آكل عند صاحب بدعة " ،وما ذلك إلا لشدة خطر المبتدع.
والسلف يهجرونهم أحياءً وأمواتاً).
❤️
2