عبد الرحمن الزواوي - Abd El-Rahman Elzwawy
February 4, 2025 at 06:06 PM
أقسى لحظة..
لحظةٌ تتجمد فيها الدماء في العروق، ويختنق فيها النفس في الصدور، ويقف العبد بين يدي ربه، لكنه لا يرى!
كان في الدنيا مبصرًا، يتنقل بين طرقاتها، يفتح عينيه على مباهجها، يرى الشمس تُشرق، والنجوم تتلألأ، لكنه في الحقيقة كان أعمى القلب، لم يبصر نور الحق، ولم يهتدِ إلى صراط الله المستقيم.
﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِیۤ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِیرࣰا ﴾
يا لها من صرخة يأس، وحسرةٍ لا تُطفأ، حين يُفاجأ بأن ما كان عليه من الغفلة قد صار وبالًا عليه، وأن بصره الذي طالما ملأه بزينة الدنيا، لم يكن نورًا، بل كان سرابًا خداعًا.
فيرد عليه الجبار، بقولٍ تقشعر منه الأبدان:
﴿ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَایَٰتُنَا فَنَسِیتَهَا وَكَذَٰلِكَ ٱلۡیَوۡمَ تُنسَىٰ ﴾ [طه: 126]
نسيت آيات الله، فتناساه الله، وأعرض عن نوره، فطُمس بصره، وضاع في ظلماتٍ لا خروج منها.
فيا عبد الله، ما أقسى أن يُحرم العبد نور الله في الآخرة، لأنه لم يتبصر به في الدنيا!
اللهم اجعلنا ممن يبصرون الحق فيتبعونه، وينأون عن الضلال فيجتنبونه، ولا تجعلنا من الذين يصرخون يوم القيامة: "لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ؟"
#عشاء_الجمعة
❤️
😢
👍
🤲
🇵🇸
🩵
18