عبد الرحمن الزواوي -  Abd El-Rahman Elzwawy
عبد الرحمن الزواوي - Abd El-Rahman Elzwawy
February 16, 2025 at 03:37 PM
رغم أن الموقف لم يتعدَ العشر ثوانٍ، إلا أنه غرس في القلب أثرًا لا يزول، وكأن اللحظة امتدت حتى غلبت الزمن! بعد الصلاة، اقترب مني شابٌ، في عينيه دموعٌ حبيسة، وفي صوته رجاءٌ مضطرب، هامسًا: "أطلب منكم طلبًا..." ثم خنقته العبرة، وقال بصوتٍ متهدج: "أرجوك... لا تنسني من الدعاء، ألا يحرمني الله صلاة التراويح معكم بسبب ظروف عملي ... إن صلاة التراويح بالنسبة لي كحياةٍ أو موت." ثم، كأنما خشي أن يثقل أو يُفضي بما في صدره أكثر، انصرف سريعًا، كظلٍّ خفيف، لا يُحدث جلبة، لكنه ترك وراءه دهشةً، ودرسًا، وعبقًا من روحٍ ذابت شوقًا إلى الله... مضى سريعًا، لكنه ترك شيئًا لا يمضي. كلماته كانت كاستغاثة مُحب يخشى الفقد، وروحًا لا تجد أنسها إلا بين يدي الله. لم تكن دموع ضعف، بل دموع من ذاق لذة السجود، فعرف مستقر روحه، ومن أيقن أن السعادة تهطل مع آية تلامس قلبه، وركعة تُخضع جوارحه، ولحظة مناجاة تُنير روحه. كم تتحاقر هموم الدنيا أمام همِّ الطاعة، وكم تبدو المشاغل تافهة أمام قلوبٍ تخشى أن تُحرم القرب!
❤️ 😢 🇵🇸 🥹 26

Comments