
إشراق
February 17, 2025 at 05:29 PM
قال تعالى: ﴿فَقُطِعُ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 45]
❇ قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: "وَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْحُجَّةَ عَلَى وُجُوبِ تَرْكِ الظُّلْمِ ; لِمَا يَعْقُبُ مِنْ قَطْعِ الدَّابِرِ ، إِلَى الْعَذَابِ الدَّائِمِ ، مَعَ اسْتِحْقَاقِ الْقَاطِعِ الْحَمْدَ مِنْ كُلِّ حَامِدٍ".
❇قال الإمام البغوي في معالم التنزيل: "فَذَكَرَ الْحَمْدَ لِلَّهِ تَعْلِيمًا لَهُمْ وَلِمَنْ آمَنَ بِهِمْ ، أَنْ يَحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى كِفَايَتِهِ شَرَّ الظَّالِمِينَ ، وَلِيَحْمَدَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَبَّهُمْ إِذَا أَهْلَكَ الْمُكَذِّبِينَ".
❇قال السيد رشيد رضا في تفسير المنار: "فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ بَيَانٌ لِلْحَقِّ الْوَاقِعِ مِنْ كَوْنِ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ عَلَى ذَلِكَ مُسْتَحَقًّا لِلَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ ، وَإِرْشَادٌ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، يُذَكِّرُهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَمْدِهِ عَلَى نَصْرِ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْلِحِينَ ، وَقَطْعِ دَابِرِ الظَّالِمِينَ الْمُفْسِدِينَ ، وَحَمْدِهِ فِي عَاقِبَةِ كُلِّ أَمْرٍ ، وَخَاتِمَةِ كُلِّ عَمَلٍ كَمَا قَالَ فِي عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ :﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس : 10] وَسَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي تَمَّ مِنَ السَّرَّاءِ أَوِ الضَّرَّاءِ فَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا عِبْرَةً وَفَائِدَةً ، وَنِعْمَةً ظَاهِرَةً أَوْ بَاطِنَةً".
❇قال الإمام الألوسي في روح المعاني: "عَلَى مَا جَرَى عَلَيْهِمْ مِنَ النَّكَالِ وَالْإِهْلَاكِ فَإِنَّ إِهْلَاكَ الْكُفَّارِ وَالْعُصَاةِ مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ تَخْلِيصٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ شُؤْمِ عَقَائِدِهِمُ الْفَاسِدَةِ وَأَعْمَالِهِمُ الْخَبِيثَةِ نِعْمَةٌ جَلِيلَةٌ يَحِقُّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَيْهَا فَهَذَا مِنْهُ تَعَالَى تَعْلِيمٌ لِلْعِبَادِ أَنْ يَحْمَدُوهُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَاخْتَارَ الطَّبَرْسِيُّ أَنَّهُ حَمِدَ مِنْهُ عَزَّ اسْمُهُ لِنَفْسِهِ عَلَى ذَلِكَ الْفِعْلِ".
❇قال ابن عطية في المحرر الوجيز: "وَحَسُنَ الْحَمْدُ عَقِبَ هَذِهِ الْآيَةِ؛ لِجَمَالِ الْأَفْعَالِ الْمُتَقَدِّمَةِ؛ فِي أَنْ أَرْسَلَ تَعَالَى الرُّسُلَ؛ وَتَلَطَّفَ فِي الْأَخْذِ بِالْبَأْسَاءِ؛ وَالضَّرَّاءِ؛ لِيُتَضَرَّعَ إِلَيْهِ؛ فَيَرْحَمَ؛ وَيُنْعِمَ؛ وَقَطَعَ فِي آخِرِ الْأَمْرِ دَابِرَ ظُلْمِهِمْ؛ وَذَلِكَ حَسَنٌ فِي نَفْسِهِ؛ وَنِعْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ؛ فَحَسُنَ الْحَمْدُ بِعَقِبِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ؛ وَبِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَمَ كُلُّ فِعْلٍ؛ وَكُلُّ مَقَالَةٍ؛ لَا رَبَّ غَيْرُهُ".
❇قال الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن: "وَهَلْ يُحْمَدُ اللَّهُ عَلَى نِعْمَةٍ ، أَجَلَّ مِنْ نِعْمَةِ تَطْهِيرِ الْأَرْضِ مِنَ الظَّالِمِينَ ، أَوْ عَلَى رَحْمَةٍ أَجَلَّ مِنْ رَحْمَتِهِ لِعِبَادِهِ بِهَذَا التَّطْهِيرِ".
❇قال الشيخ محمد أبو زهرة في زهرة التفاسير: "وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يُعَلِّمُنَا الْحَمْدَ لِلَّهِ عِنْدَ زَوَالِ الظَّالِمِينَ، فَهَلَاكُ الظَّلَمَةِ وَالطُّغَاةِ نِعْمَةٌ تَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ وَالثَّنَاءَ، وَيَقُولُ فِي ذَلِكَ الزَّمَخْشَرِيُّ: " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِيذَانٌ بِوُجُوبِ الْحَمْدِ عِنْدَ هَلَاكِ الظَّلَمَةِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَجْزَلِ الْقِيَمِ".
❇ قال الشيخ الغزالي، في نحو تفسير موضوعي: "تسبيح الله في سورة الحشر قبل طرد اليهود من ديارهم يشبه تحميده فى سورة الأنعام بعدما استأصل الظلمة وطهر الأرض منهم "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" . إن خلو الأرض من الطغاة نعمة جليلة، وقدرة كل إنسان على الاستمتاع بحقوقه خير عظيم. وما أجمل أن يصبح المرء آمنا فى سربه معافى فى بدنه لا يتسلط عليه ظالم ولا يحيف عليه متكبر".
#واحة_الهدى
#قناة_إشراق
❤️
👍
3