إشراق
إشراق
February 27, 2025 at 04:26 AM
ألمَّ الانحراف العقديُّ والسلوكيُّ بكثيرٍ مِن أطياف المجتمَع المسلم وفئامِ الأمَّة، في لونٍ من ألوانِ التّغريب والتفلُّت من القيَم والثّوابت، وانسياقٍ محمومٍ وغير مسبوق في سالف الأيام، وراء شعارات التقليد والتبعيّة بدعوى الحريَّة والمدنيَّة، واللّهث خلف سرابٍ وانفتاحٍ غير منضبطٍ، وعولمةٍ ثقافيةٍ نكدةٍ مفضوحةٍ! وعلى مدار عقودٍ تستحضر ذاكرتي، وعلى وجه الديمومة، الزفراتِ التي أطلقها أبو البقاء الرندي في رثائه للممالك الزائلة، والتي صعَّدها في قوله: يا من لذلَّة قومٍ بعد عزُّهمُ أحال حالهمُ جورٌ وطغيانُ بالأمس كانوا ملوكاً في ديارهمُ واليوم هم في ديار الكفر عبدانُ وأيضاً في الآهاتِ التي ملأت أركان قيثارة شاعر الإسلام [إقبال] التي ضمَّنها شكواه حين قال: قيثارتي ملئت بأنَّات الجوى لا بُـدَّ للمكبوت من فيضانِ أشكو وفي فميَ التراب وإنما أشكو مصاب الدين للديَّانِ يشكو لك اللهمَّ قلب لم يـعش إلا لحمد علاك في الأكوانِ عن جبير بن نفير قال: لما فُتحِت قبرص فُرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعضٍ، ورأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء! ما يبكيك في يوم أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: "ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره، بينما هم أمَّة قاهرةٌ ظاهرةٌ لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى". وهذا من السنن الربانية الحاكمة لحركة الحياة. ومن هنا فإنا نشهد اليوم، أنَّ أوتار كيان الأمَّة قد ارتخت فهي تحتاج إلى من يعتني بشدِّها وجذبها وتهذيبها، والأصالة التي حفظتها أمتنا المسلمة في فكرها وسلوكها قروناً عديدةً قد ذهب ضياؤها، فهي تحتِّم علينا العمل على إعادة تفعيلها؛ ولو تطلَّب ذلك جهداً كبيراً فالمصاب جللٌ، والمسؤولية هي أيضاً كبيرة! #اقتباسات كتاب #الوعي _الغائب_في_تميُّز_الأمَّة_المسلمة #موفق_شيخ_إبراهيم #قناة_إشراق
👍 ❤️ 3

Comments