
زاد الصالحين zadassalihin
February 7, 2025 at 03:56 PM
شرح #الحديث
وفي حديث آخر: لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا.
الأُلفةُ والمَحبَّةُ بيْن المسلِمينَ مِن أعظَمِ مَقاصِدِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ المُطهَّرةِ؛ لذا جاء النَّهيُ عن كلِّ أسبابِ الفُرقةِ والتَّشاحُنِ في المجْتمعِ، وقدْ أخبَرَ اللهُ تعالَى أنَّ المؤمنينَ إخوةٌ في الدِّينِ، والأُخوَّةُ يُنافيها الحِقْدُ والبَغضاءُ، وتَقْتضي التَّوادُدَ والتَّناصُرَ وقِيامَ الأُلْفةِ والمَحبَّةِ فيما بيْنهم.
وفي هذا الحديثِ نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، ومِنها الحسدُ؛ فلا يَحسُدُ بعضُنا بعضًا، والحسدُ هو تَمَنِّي زَوالِ نِعمةِ المحسودِ، وهو اعتراضٌ على اللهِ تعالَى له حيثُ أنعَمَ على غيرِه، معَ مُحاولَتِه نَقْضَ فِعلِه تعالَى وإزالَةَ فضلِه سُبحانه، والحسدُ غيرُ الغِبطةِ، وهي أنْ يَرى المرءُ نِعمةً عندَ غَيرِه، فيَتمنَّى مِثلَها لنَفْسِه دونَ زَوالِها عن أخيهِ؛ فإنْ كانت الغِبطةُ في أمرٍ دُنيويٍّ -مِن صحَّةٍ، أو قوَّة، أو مَركزٍ، أو ولَدٍ- فلا بأْسَ بها، وإنْ كانت في أمرٍ دِينيٍّ -كا
❤️
2