
زاد الصالحين zadassalihin
February 8, 2025 at 07:10 PM
شرح #الحديث
ذِكرُ اللهِ سُبحانَه وتعالَى ممَّا يُؤنِسُ الرُّوحَ والقَلبَ، ويَرزُقُ النَّفْسَ الطُّمأْنينةَ، ويُثقِّلُ مَوازينَ العَبدِ بالحَسَناتِ، ويُنَجِّي اللهُ تعالَى به صاحِبَه مِنَ الهَمِّ والغَمِّ، فيَكشِفُ ضُرَّه ويُذهِبُ غَمَّه.
وفي هذا الحديثِ بَيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الفَرْقَ بيْن المؤمِنِ الَّذي يَذكُرُ اللهَ تعالَى وبيْن مَن لا يَذكُرُه وأنَّه مِثلُ الفَرْقِ بيْن الحَيِّ والميِّتِ في نَفْعِه وحُسنِ ظاهرِه وباطِنِه؛ فشَبَّه الذَّاكِرَ بالحَيِّ الذي تزَيَّن ظاهِرُه بنُورِ الحياةِ، وإشراقِها فيه، وبالتصَرُّفِ التَّامِّ فيما يريدُ، وباطِنُه مُنَوَّرٌ بنُورِ العِلمِ والفَهمِ والإدراكِ، كذلك الذَّاكِرُ مُزَيَّنٌ ظاهِرُه بنُورِ العَمَلِ والطَّاعةِ، وباطِنُه بنُورِ العِلمِ والمعرفةِ؛ فقَلْبُه مُستَقِرٌّ، وهو إنسانٌ سليمٌ مُعافًى؛ فهو يَنْفَعُ مَن حَولَه، ومَن يَذكُرُ اللهَ يَحْيَا قَلْبُه، ويَظهَرُ أثَرُ ذلك فيه، فيكونُ ذلك نافعًا له في الدُّنيا والآخِرةِ، بخِلافِ مَن لا يَذكُرُ اللهَ سُبحانَه، فهو كالجِيفةِ؛ لا أحَدَ يَقْرَبُها، ولا خَيْرَ فيها، ولا نَفْعَ عِندَها، باطلٌ ظاهرُه وباطِنُ
❤️
3