
رسـائـل لـم تصـل بعـد
February 15, 2025 at 07:31 PM
إلى من لم تغادر قلبي أبدًا،
كان يجلس على ذات المقعد الذي شهد لقاءاتنا، لكنه الآن وحيد، إلا من طيفك الذي لا يزال يحوم حوله، تمامًا كما يحوم حولي. أمسكُ خطاباتك، أعيد قراءتها كمن يبحث بين السطور عن مخرج لهذا الحنين، لكنني لا أجد سوى المزيد منه.
أتساءل: هل ما زالت عيناكِ تلمعان كما في المرة الأخيرة؟ هل ما زلتِ تحتسين مشروبك المفضل وأنتِ تقرأين كلماتي؟ هل تسللت بعض القطرات من عينيكِ كما خشيتُ يومًا؟
يا من سكنتِ ذاكرتي، لم يكن الرحيل اختياري، ولم تكن المسافات حاجزًا بيني وبينكِ، بل كانت جسرًا يمتد بين الحنين والصبر، بين ما نريد وما تريده الحياة. كنتُ أعتقد أن الذكريات ستمضي، لكنها تجدد نفسها في كل حرف منكِ، في كل خطاب يصلني دون عنوان، في كل لحظة أغمض فيها عينيّ فأجدكِ أمامي.
أما عن خوفي من أن تصلك كلماتي، فقد قررتُ أخيرًا أن أتركه جانبًا، فلتعلمي أنني أشتاق، أكثر مما تستطيع الحروف أن تصف. وإن كان اللقاء قدرًا مؤجلًا، فلتكن كلماتي هذه عناقًا لا ينكسر، ورسالة أخيرة تصل إليكِ، حتى لو لم تردّي عليها.
- إكسير الحياة
رسائل لم يكن عليها أن تُبعث، لكنها وصلت.
همس الحروف♡
❤️
3