*الإدارة في القرآن* ❥✿ *النظام والتنظيم الإداري في مملكة سليمان عليه السلام* ❥✿ *التوحيد لا تهاون فيه* : لقد كان جواب الهدهد واضحًا مفصلًا مختصرًا؛ قال: {إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ.وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَﱞ} [سورة النمل:23-24]. والهدهد ليس من الطيور القوية والتي عليها الأمر من التعظيم، ومع ذلك لم يحتقر نفسه في هذه المهمة العظيمة عندما أحاط بهذا الأمر الكبير. ولقد وقف الهدهد أمام سليمان عليه السلام يشرح الأمر بكل ثقة في نفسه وفي قائده، ولم يقل: ليس من شأني، ولم يقل: أين الأعلى مني؟ بل تحمَّل كشف الأمر بنفسه، وتوصيل أمر الخطب الجلل إلى سليمان عليه السلام بخطاب كافٍ وشافٍ. وهذه هي تربية سليمان عليه السلام لمرؤوسيه، فقد كانت تربية عظيمة فيها التوحيد أمرًا أساسيًّا، لا تهاون فيه؛ ففصل الهدهد في خطابه، وبيَّن عظم ما يفعل قوم بلقيس، فقال: {وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَ. أَلَّا یَسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِی یُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَیَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} [سورة النمل:24-25].