راسخ لأمهات كتب التفسير
568 subscribers
About راسخ لأمهات كتب التفسير
رؤيتنا: نشر تفاسير أمهات الكتب بشكل واضح ومبسط يخدم كل باحث في مجال خدمة كتاب الله عزوجل 🌧️مشروع تابع ليدبروا اياته
Similar Channels
Ya Gimana Lagi
احياء ريحانة القلب
فوائد العلّامة ابن عثيمين
Adelante! Noticias
COBRELOA 🦊
(ذبیح الله م..)Zabihullah
ملخصات كتب 📘🔍📚
MTS مزود خدمة الإنترنت
ڪانال حاميان موَلانا احمد فيࢪوَز احمدي (حفظه الله)🌺♥
Youngsters of Hyderabad Youth Welfare Association (YOHYWA)
لا اله الا الله محمد رسول الله
Lecturas Sociológicas - Difusión @Lecturas_sociof
Boda Wasiu
نشر إعلانات التوظيف والنتائج
اقرأ السنة في ٣٠٠ يوم
Swipe to see more
Posts
📝 *الإدارة في القران* *النظام والتنظيم الإداري كما في قصة ذي القرنين* : 3️⃣ *ثالثًا* : *خطر غياب الهدف عن القائد:* ثم أمرهم ذو القرنين بتنفيذ ما سيطلبه منهم لحل هذا الأمر، فكان هو فقط موجهًا لهم، قال عز وجل: { *ءَاتُونِی زُبَرَ ٱلۡحَدِیدِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَیۡنَ ٱلصَّدَفَیۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِیۤ أُفۡرِغۡ عَلَیۡهِ قِطۡرࣰا* } [سورة الكهف:96-97]. فغياب الهدف وغياب الرؤية هي أكبر ضرر على القائد والرعية، وهي كانت أكبر مشكلة عند أولئك القوم. 4️⃣ *رابعًا* : *الترتيب والخطوات والرؤية ووضع الأهداف* : الاهتمام بالترتيب والرؤية الواضحة من بداية له الأثر الكبير في الوصول للأهداف براحة ونجاح أكبر كما قال ذو القرنين: { *فَأَعِینُونِی بِقُوَّةٍ* } هنا الإمكانيات، ثم { *أَجۡعَلۡ بَیۡنَكُمۡ وَبَیۡنَهُمۡ* } هنا التطبيق، ثم { *رَدۡمًا*} هنا الوصول للهدف. وهذا الأمر ينطبق في كل المسؤوليات حتى على الفرد نفسه من بداية يومه حتى نهايته، فلا بد من الترتيب والخطوات والرؤية ووضع الأهداف لليوم كاملاً بداية من صلاة الفجر والأذكار والمهام في الأسرة والمنزل ثم مسؤوليات العمل ودورك مع المرؤسين، ومع من هم أعلى، ومن هم دون، وهذه كلها منظومة منهجية متكاملة. ثم قال عز وجل: { *حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَیۡنَ ٱلصَّدَفَیۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِیۤ أُفۡرِغۡ عَلَیۡهِ قِطۡرࣰا* } [سورة الكهف:96]، والصدفين فتحة كانت في ذلك الموقع يخرجون منها إليهم، وكان الحل هو إغلاق تلك الفجوة بمواد مناسبة تعجز عندها قوتهم: { *فَمَا ٱسۡطَـٰعُوۤا۟ أَن یَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ لَهُۥ نَقۡبࣰا* } [سورة الكهف:97]. 5️⃣ *خامسًا* : *الاعتراف بأن الأمر لله والقوة والقدرة لله وحده* : قال تعالى: { *قَالَ هَـٰذَا رَحۡمَةࣱ مِّن رَّبِّیۖ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ رَبِّی جَعَلَهُۥ دَكَّاۤءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّی حَقࣰّا* } [سورة الكهف: 98]، هنا بيان لمنهج التعامل مع الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات العظيمة في الاعتراف بأن الأمر لله والقوة والقدرة لله وحده، وإنما نحن أسباب، وعلينا الحرص في أعمالنا أن تكون خالصة لله وأن نكون من المقبولين عنده سبحانه. ولقد ضربنا مثلين بالقادة العظماء في القرآن الكريم هما سليمان عليه السلام وذو القرنين، فقد كانوا مضرب المثل في الإدارة والتخطيط وإدارة الوقت.
💡 *أثر الرحمة في الفتح والتسديد من الله* : > لقد أخبر أحد الغربيين عن إسلامه فقال: ظننت أننا الأسبق في الإدارة وفي التكنلوجيا حتى قرأت كتاب المسلمين، وقرأت عن قائدهم العظيم، فوجدت أننا لم نصل للإدارة ولا للتنظيم كما وصل لها، فحتى أنماط الشخصيات كان مُلِّمًا بها، وعندما قرأت سيرته علمت أنه لا يمكن أن يلم بهذا العلم كله بشر لوحده، بل لا بد أن يكون وراءه قوة عظيمة تعينه على ذلك فآمنت بالله الحق. نحن لدينا كنز عظيم كتاب الله وسنة رسوله. وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: { *إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا* } [سورة الفتح:1]، وقال: { *مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَاهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۖ سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَ ٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَاةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا* } [سورة الفتح:29]. وهنا سر من أسرار المنهج الصحيح وفن التعامل وهو: الرحمة { *رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ* }، *فإذا كنت تريد الفتح والتسديد فعليك بالرحمة* .
قراءة القُرآن بالتدبّر أصل صلاح القلب، وأصلٌ في تلذذه بالعبادة والقراءة، فمن تدبّر القرآن وجد ضالّته، وانكشف له أعظم الأسرار، {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}، فيها إشارة أنّ التدبّر يفتح مغاليق القلوب ..
⭐️ *الإدارة في القرآن* > تابع للمواقف التي اتخذتها الملكة بلقيس من خطاب سليمان عليه السلام: ⭐️ *ثالثًا* : *نصح القائد لمن كانوا تبعًا له* : ثم أخبرت بلقيس برأيها كملكة مسؤولة عنهم، وناصحة لهم؛ لما فيه نجاتهم وسلامتهم: { *قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا۟ قَرۡیَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوۤا۟ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَاۤ أَذِلَّةࣰۚ وَكَذَ ٰلِكَ یَفۡعَلُونَ* } [سورة النمل:34]، وهنا ظهرت الحكمة وبعد النظر لديها كقائدة. وفي هذا إشارة إلى ما يجب أن يكون عليه القائد من حكمة ورؤية أبعد مما يرى قومه: { *قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا۟ قَرۡیَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوۤا۟ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَاۤ أَذِلَّةࣰۚ وَكَذَ ٰلِكَ یَفۡعَلُونَ* } [سورة النمل:34]، وهذا رأي امرأة عاقلة رشيدة، فليس كل موقف عليك مواجهته، بل هناك مواقف يجب عليك التسليم فيها والرضى. وفي نهاية الآية تأييد الله لرأيها بقوله تعالى: { *وَكَذَ ٰلِكَ یَفۡعَلُونَ* } [سورة النمل:34]. ⭐️ *رابعًا* : *دراسة كل الجوانب قبل اتخاذ القرار* : قالت بلقيس: { *وَإِنِّی مُرۡسِلَةٌ إِلَیۡهِم بِهَدِیَّةࣲ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ یَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ* } [سورة النمل:35]. فبلقيس تريد أن تعرف موقف سليمان عليه السلام، وغايته، وما هي ردة فعله على الهدية؛ لتستطيع بعدها أن تحدد ما هو قرارها. وفي هذا إشارة إلى ما كانت تتمتع به هذه المرأة من الحكمة، وأنه لا بد قبل اتخاذ أي قرار من دراسة كل الجوانب التي تتعلق به.
*النظام والتنظيم الإداري كما في قصة ذي القرنين* : > من القصص التي نستلهم منها الكثير من الأفكار المتعلقة بالنظام والتنظيم ما جاء في قصة ذي القرنين، قال تعالى: { *إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَیۡنَـٰهُ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ سَبَبࣰا* } [سورة الكهف:84] أي: آتاه الله كل الأسباب المعينة له من قوة وعدد وعتاد وجنود للتمكين له لأداء رسالته ومهمته في الأرض. *ومن أبرز الأفكار التي تظهر حسن القيادة عند ذي القرنين* : *أولًا* : *أسلوب التحفيز* : قال تعالى عند ذي القرنين: { *فَأَتۡبَعَ سَبَبًا* ● *حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِی عَیۡنٍ حَمِئَةࣲ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمࣰاۖ قُلۡنَا یَـٰذَا ٱلۡقَرۡنَیۡنِ إِمَّاۤ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّاۤ أَن تَتَّخِذَ فِیهِمۡ حُسۡنࣰا* } [سورة الكهف:85-86]، فرد عليهم ذو القرنين كما في قوله تعالى: { *قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ یُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَیُعَذِّبُهُۥ عَذَابࣰا نُّكۡرࣰا* ● *وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُۥ جَزَاۤءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا یُسۡرࣰا* } [سورة الكهف:87-88]، وفي هذا يظهر أسلوب التحفيز لهم ليؤمنوا بالله ويتبعوه. والتحفيز إما أن يكون تحفيزًا إيجابيًّا، أو سلبيًّا. *ثانيًا* : *المعالجة وحسن التنظيم بعد فهم المشكلة* : ثم أكمل ذو القرنين مسيرته كما قال تعالى: { *ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا* *حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمࣲ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرࣰا* *كَذَ ٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَیۡهِ خُبۡرࣰا* *ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا* *حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ بَیۡنَ ٱلسَّدَّیۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمࣰا لَّا یَكَادُونَ یَفۡقَهُونَ قَوۡلࣰا* } [سورة الكهف:89-93]، فوجد قومًا بلغوا من الجهل والضياع الكثير، فهم لا يعرفون أي شيء من بديهيات الحياة، فحتى منطقهم كان منطقًا غير صحيح، لكن عندما جاءهم القائد الحكيم نظمهم وفهم مشكلتهم، وقام بالمعالجة حيث كانت مشكلتهم الكبيرة خروج يأجوج ومأجوج عليهم، فيفسدون عليهم حياتهم، ويأكلون خيراتهم، فجعل بينهم وبين هذا العدو سداً. وهذا السد بين بأيديهم عندما تولى أمرهم ذو القرنين القائد الذي أحسن توجيههم وحل لهؤلاء القوم الضعفاء مشكلتهم حيث قالوا له: { *قَالُوا۟ یَـٰذَا ٱلۡقَرۡنَیۡنِ إِنَّ یَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰۤ أَن تَجۡعَلَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَهُمۡ سَدࣰّا* } [سورة الكهف:94] أي: نعطيك مالًا مقابل أن تكف عنا بأس يأجوج ومأجوج، أو تجعل بيننا وبينهم سدًّا. لكن ذو القرنين أخذ فكرة الحل من القوم أنفسهم، فقال: { *قَالَ مَا مَكَّنِّی فِیهِ رَبِّی خَیۡرࣱ فَأَعِینُونِی بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَیۡنَكُمۡ وَبَیۡنَهُمۡ رَدۡمًا* } [سورة الكهف:95]، أي: لا أحتاج منكم أجرًا. وهنا نتعلم أن وصول القائد لذلك الكرسي أو المركز، أو أيًّا كان، فما وصلت له إلا بتمكين الله لك ليرى ما تفعل فأنت في اختبار.
*الإدارة في القرآن* > النظام والتنظيم الإداري في مملكة سليمان عليه السلام: *أبرز المواقف التي اتخذها سليمان عليه السلام من نبأ الهدهد* : > هنا وقفات عظيمة فيها من العظة والأدب الرفيع وفن التعامل بين الرئيس والمرؤوس في هذا الأمر الطارئ: > كيف كان الخطاب بينهم وإدارة النقاش؟ > وكيف تقبل القائد سليمان عليه السلام هذا الأمر؟ > وكيف بدأ حل هذه المشكلة في مملكته والتي هي بالنسبة لسليمان عليه السلام أصبحت قضية عظيمة وأمرًا ليس بالسهل، فهو الذي قد أعطي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؟ > وكيف تكونت هذه الدولة الصغيرة في زمنه ولم يطلع عليها، ولم يعلم عنها من قبل أبدًا كيف نشأت؟ وكيف لهم أن يعبدوا غير الله؟ *أولًا* : *التثبت من الأمر* : كان أول فعل لسليمان عليه السلام هو التثبت من صحة ما جاء به الهدهد: {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ} [سورة النمل:27]، وهذا الموقف من سليمان عليه السلام لم يفهمه الهدهد على أنه أخطأ، وأن سليمان عليه السلام يكذبه، ولكنه فهمه على أنه مسؤولية وفرصة كبيرة له ليثبت صدقه للجميع. *ثانيًا* : *إبقاء المسؤولية على الهدهد:* ثم إن سليمان عليه السلام أولى هذا الأمر جزءًا من اهتمامه، وأداره بسياسة التنظيم والتثبت والثقة بدون أن يعطل أيَّا من مهام وأعمال مملكته الأخرى، وهذا من جمال التنظيم الإداري حيث أبقى على مسؤولية الهدهد، وأعطاه دورًا في حل هذا الأمر العظيم، فقال: {ٱذۡهَب بِّكِتَـٰبِی هَـٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَیۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا یَرۡجِعُونَ} [سورة النمل:
*الإدارة في القرآن* ❥✿ *النظام والتنظيم الإداري في مملكة سليمان عليه السلام* ❥✿ *التوحيد لا تهاون فيه* : لقد كان جواب الهدهد واضحًا مفصلًا مختصرًا؛ قال: {إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ.وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَﱞ} [سورة النمل:23-24]. والهدهد ليس من الطيور القوية والتي عليها الأمر من التعظيم، ومع ذلك لم يحتقر نفسه في هذه المهمة العظيمة عندما أحاط بهذا الأمر الكبير. ولقد وقف الهدهد أمام سليمان عليه السلام يشرح الأمر بكل ثقة في نفسه وفي قائده، ولم يقل: ليس من شأني، ولم يقل: أين الأعلى مني؟ بل تحمَّل كشف الأمر بنفسه، وتوصيل أمر الخطب الجلل إلى سليمان عليه السلام بخطاب كافٍ وشافٍ. وهذه هي تربية سليمان عليه السلام لمرؤوسيه، فقد كانت تربية عظيمة فيها التوحيد أمرًا أساسيًّا، لا تهاون فيه؛ ففصل الهدهد في خطابه، وبيَّن عظم ما يفعل قوم بلقيس، فقال: {وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَ. أَلَّا یَسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِی یُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَیَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} [سورة النمل:24-25].
*الإدارة في القرآن* ✿ *النظام والتنظيم الإداري في مملكة سليمان عليه السلام* ❁ *أهمية الاحترام والثقة والوضوح بين الرئيس والمرؤوس* : ✿❁ وصل الهدهد ومعه الجواب: { *وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإࣲ یَقِینٍ* } [سورة النمل:22] أي: أنا علمت أمرًا لم تعرفه أنت من قبل أيها القائد. فماذا كان تصرف سليمان عندما سمع هذا الجواب؟ وكيف كانت ردة فعله؟ لقد التزم الهدوء والصمت؛ ليكمل الهدهد تبيان الأمر الذي وجده. وفي هذا إشارة إلى أهمية الاحترام والثقة والوضوح بين الرئيس والمرؤوس.
استشعر ان الوقت الذي تقضيه في تلاوة وردك اليومي من القرآن؛ هو وقتك الخاص مع الله، فاغتنم هذه اللحظات المباركة!.
📝 *الإدارة في القرآن* *المواقف التي اتخذتها الملكة بلقيس من خطاب سليمان عليه السلام* : > ثم انتقلت الآيات الكريمة لتنقل لنا عقلية بلقيس، فهي القائدة والرئيسة لقومها، وكيف أصبحت عندما صارت رئيسة؟ وكيف يجب أن تتعامل المرأة الحكيمة في مختلف المواقف وبحسب مكانتها؟ *أولًا* : *الحكمة والروية* : لقد قرأت بلقيس كتاب سليمان عليه السلام على الملأ: { *قَالَتۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُا۟ إِنِّیۤ أُلۡقِیَ إِلَیَّ كِتَـٰبࣱ كَرِیمٌ* } [سورة النمل:29-30]. فذكرت فيه جميع الجوانب، مستشيرة لهم في هذا الحدث الكبير. وفي هذا إشارة إلى أنها تعاملت مع رعيتها بوضوح، ولم تخفي عنهم حقيقة ما جاءها، وهذا من حسن الإدارة والأمانة للرعية. *ثانيًا* : *الأخذ برأي كبار القوم* : ثم أكملت الآيات توضيح موقف قومها من خطاب سليمان: { *قَالُوا۟ نَحۡنُ أُو۟لُوا۟ قُوَّةࣲ وَأُو۟لُوا۟ بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَیۡكِ فَٱنظُرِی مَاذَا تَأۡمُرِینَ* } [سورة النمل:33]، فأخذت برأيهم.