📝 *الإدارة في القرآن* > أبرز المواقف التي اتخذها سليمان عليه السلام من إرسال بلقيس للهدية: ❥ *أولًا* : *نزاهة القائد* : قال تعالى: { *فَلَمَّا جَاۤءَ سُلَیۡمَـٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالࣲ فَمَاۤ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَیۡرࣱ مِّمَّاۤ ءَاتَاكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِیَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ* } [سورة النمل:36]. وفي هذا إشارة إلى صفة عظيمة من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها القائد العظيم، وهي صفة النزاهة، والنزاهة مطلب رئيس لكل قائد أيًّا كان مكانه وعمله. وعندما جاءت هدية بلقيس إلى سليمان عليه السلام، كانت رؤيته واضحة، وأهدافه مدروسة؛ ولذلك كان قراره سريعًا ورده مباشرًا: { *ٱرۡجِعۡ إِلَیۡهِمۡ فَلَنَأۡتِیَنَّهُم بِجُنُودࣲ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَاۤ أَذِلَّةࣰ وَهُمۡ صَـٰغِرُونَ* } [سورة النمل:37]. ❥ *ثانيًا* : *حسن الإدارة مع معرفة الإمكانيات المتاحة* : ثم قال سليمان عليه السلام مخاطبًا أهل مجلسه ممن أتاهم الله العلم والحكمة: { *قَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُا۟ أَیُّكُمۡ یَأۡتِینِی بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن یَأۡتُونِی مُسۡلِمِینَ}* [سورة النمل:38]. فما الذي يريده سليمان من عرشها؟ فسليمان عليه السلام كان يريد كسب مملكة بلقيس، وضمها إلى مملكته بسلام. وفي هذا إشارة إلى أن القائد العظيم يتحلى بالحكمة في حل الأمور بحسب الإمكانيات، وأن يجرب ويتعب ويجتهد؛ لكسب الموقف بما فيه صالح الجميع قدر الإمكان ومهما كان الموقف. وكان سليمان عليه السلام يريد أن يبين لها عظمة الله سبحانه وتعالى، وأن تعرف بلقيس وقومها أن الرسالة التي يحملها سليمان عليه السلام هي رسالة التوحيد وعبادة الله وحده. كما ظهرت صفات سليمان عليه السلام كقائد في طريقة إدارته لرعيته؛ حيث بدأ يسمع لكل واحد من الذين استعدوا لهذا الأمر، وما هي قدراته ونقاط قوته؛ ليختار لهذه المهمة الأفضل والأصلح من بينهم، وليكون قرارًا صحيحًا، قال تعالى: { *قَالَ عِفۡرِیتࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّی عَلَیۡهِ لَقَوِیٌّ أَمِینࣱ* } [سورة النمل:39-40]. ❥ *ثالثًا* : *وضوح الهدف عند القائد* : وعندما أصبح عرشها عنده: { *قَالَ نَكِّرُوا۟ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِیۤ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِینَ لَا یَهۡتَدُونَ* } [سورة النمل:41]؛ لأنه يريدها إذا دخلت العرش أن تكتشف بنفسها إن كان هو عرشها أم لا. فيريدها أن تعرف عظمة الله سبحانه وعظم الرسالة التي أعطي سليمان عليه السلام. علمًا أن نقل عرش من مكانه ليس بالأمر السهل.