
راسخ لأمهات كتب التفسير
February 18, 2025 at 04:39 PM
📝 *الإدارة في القران*
❏ *فوائد في تسليم بلقيس أمرها سليمان عليه السلام* :
فلما وصلت بلقيس ودخلت إلى العرش شُبِّه لها وقيل: { *قِیلَ أَهَـٰكَذَا عَرۡشُكِۖ قَالَتۡ كَأَنَّهُۥ هُوَۚ* } [سورة النمل:42]، وهذا يدل على فطنتها ونباهتها وذكائها.
ثم قال عز وجل: { *قِیلَ لَهَا ٱدۡخُلِی ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةࣰ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَیۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحࣱ مُّمَرَّدࣱ مِّن قَوَارِیرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ}* [سورة النمل:44]
❏ *أي* : ظنت أنه ماء، فرفعت ثوبها؛ كي لا يبتل، بينما كان صرحًا ممردًا من الزجاج، فما الذي جعلها تصغي للحق وتتبع سليمان عليه السلام بهذه السرعة؟ أنه التسليم.
وهنا رسالة لكل قائد في مكانه إذا أتته أوامر من قيادته أن يعلم أنها لم تأتِ من فراغ، بل كانت هناك دراسات وآراء كثيرة واجتماعات وجهود ومشاورات.
> وهكذا ينبغي التسليم لأمر القائد حتى لو لم يرَ المقود ذلك، ولم يرده، فكم من خير لم يره، ولكن مع الأيام سيرى خيرة التسليم لله والرضا لمن ولي أمره وطاعته، فهو طاعة لله الذي أمر بطاعة هذا الولي في غير معصية لله بحسب الحال والأمر.
❏ *ويظهر هذا الأمر بوضوح في غزوة أحد عندما نزل الرماة من الجبل* ! قال الله تعالى: { *وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥۤ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰۤ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَیۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلدُّنۡیَا وَمِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلۡـَٔاخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِیَبۡتَلِیَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ* } [سورة آل عمران:152].
*ماذا كانوا يريدون* ؟ كانوا يريدون الغنيمة، فتسببت مخالفتهم للأوامر في خسارة المعركة واستشهاد (٧٠) صحابيًّا.
ومن هنا نتعلم أن خطأ واحدًا من عنصر في المجموعة يتسبب في مشكلة للجميع، فهؤلاء الصحابة كانوا أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل، وقد كان النصر لهم، ولكن لمخالفتهم الأوامر صرف الله النصر لقريش لماذا؟ اختبارًا من الله لهم.
فما هي الإشكالية التي حصلت؟ وما هي دائرة الخطأ التي أصابتهم بالخسارة؟
ومن هذا نتعلم في حياتنا أن لا نرمي المسؤولية واللوم على أحد دون الآخرين، بل يجب معرفة الخطأ وعلاجه، ويجب أن نكون واثقين وجريئين مع أنفسنا مع الحرص على مخافة الله عز وجل فمن نحن، ومن هم الصحابة رضي الله عنهم. ولقد جعل النظام للتنظيم لا للتعظيم.
أما بلقيس فقد كان الخير في تسليمها لأمر سليمان عليه السلام بأن آمنت بالله، وأخرجت قومها من الكفر بالله إلى توحيد الله وعبادته، حتى أنها اعترفت لله بذنبها: { *قَالَتۡ رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ* ﳳ} [سورة النمل:44].
فبالتسليم للأمر أصبحت بلقيس نظريًّا مرؤسة عند سليمان عليه السلام، ولكنها أصبحت امرأة عظيمة موحدة لله مذكورة في كتاب الله العظيم، وسببًا في نجاة قومها من الكفر والحرب.
👍
1