🤍🌀 رواياتي حلقات 🌀🤍
🤍🌀 رواياتي حلقات 🌀🤍
February 3, 2025 at 10:28 AM
#داري "65" "الأخيرة _ الجزء الاول" "وتكتشف في كل مرة أن الدفء الموجود حول مائدة العائلة دفءٌ لا يعوّض بثمن)) "يوم جمعة" "بـ لسان كريم" الحياة مليانة تحديات وصراعات وتفاصيل وكل يوم في امتحان جديد .. لكن وسط الزحمة دي بكون في حاجات بتخلي المشوار أسهل وأجمل .. أهمها وجود بني آدم حنون شخص بيكون السند وقت الضيق والونس وقت الفرح. الإنسان الأصيل دايمًا بيفوز ما بس عشان قوي لكن عشان قيمو بتخليهو ثابت وسط العواصف .. بيلعب دور البطل في حياة الناس الحوالينو..سواء كان أخ/ت شايل هم أهلو..أو ود/بت الأسرة الكبير البيلم الشمل..أو الزوج/ة البيعرف معنى الاحتواء أو أم/أب بيرسم لأولادو طريق الأمان أو صاحب/ة وقت الضيق بيكون أول المتواجدين في المشهد. صحيت كالعادة بدري ومع آذان الصبح إتوضيت ولحقت الجماعة .. لاقيت عزيز والشباب كانوا مشغلنها لعلي تشغيلة شديدة عشان خلاص يوسف حيسافر السعودية بعدما خلص إجراءاته كلها وبما إنو علي فردته شديد فالموضوع فارق معاهُ عزيز: والله يا علي تاني البشوفك بتلعب دافوري مع ناس ياسين أصلو ما كضب. ياسين: ما بيعرف يلعب الأشول ده. عثمان: ياخ ده حيكون مسكين مسكنة .. لكن ما تخافوا كل ما أجي طالع بطلعو معاي. يوسف: يا شباب مالكم مع زولي ده ياخ. علي: زولي زولي كلام خشم ساي .. لو زولك صحي كان ظبطت لي وسافرنا سوا. يوسف: عقد عمل قصدك؟ علي: عروس يا وهم. كريم: ما منك رجا والله يا ود هدى. علي: يعني كلكم تعرسوا إلا أنا أقعد براي كده زي الشيطان؟ عزيز: الشيطان ذاتو بي مرتو. كلنا بقينا نضحك.. يوسف: خلاص ياخ والله إنتو بتحبوا الطعجة زي عيونكم. علي: خليهم بكرة بس أعرس ألقوا ليكم زول تاني ألعبوا بمشاعرو. كريم: زعلتي يا بطة ؟ عثمان: قلبِك وجعك يا توتة ؟ علي:بحاول أحترم نفسي وأحترم إنو ده يوم مُبارك. عزيز:يديك العافية يا شيخنا. كريم: هووي يلا إتخارجوا .. أنا ماشي أخد لي غمدة كده نتلاقى صلاة الجمعة. ودعتهم ومشيت بيتي .. لقيت نود يدوب صاحية وشكلها مُرهقة شديد .. كل يوم حالتا ماشة لأسوأ ومخوفاني جد جد .. صبحت عليها وقعدت جنبها _أصبحتي كيف يا حُبي ؟ =وجع ضهر شديد بمشي ويجي. _ده من حق أمس داك ؟ =أممممم بس المرة دي حاسة الألم زايد. _نمشي المستشفى طيب .. قومي أدخلك الحمام ونطلع. ="مسكت يدي" لالا ما بحتاج .. ببقى كويسة. _نود إنتِ ما شايفة وشك بقى أصفر كيف من التعب .. أسمعي الكلام ياخي ما تبقي عنيدة كده. =ما عناد والله يا كيمو بس الدكتورة قالت وجع الضهر ده أساساً ما حيفارقني .. ما تخاف ساي أنا كويسة. _فيها شنو لو مشينا وإطمنا يا نود .. إنتِ حملك ده من اوله مشاكل والشهر ده خطير زيما بقولو عليك الله أسمعي مني وخلينا نمشي المستشفى. =طيب نمشي بس بعد الصلاة .. نفسي في قرع بالكسرة. _غريبة ليك زمن ما إتشهيتي براك الا أجبرك جبر للأكل. =نفسي فيه شديد والله .. وأساساً ننا قالت جاية فاطرة معاي. _طيب أساعدك في شنو وريني؟ =بالسكات يا كريم .. أسكت مني بس .. قايمة أتدوش وأصلي الصبح قبل يفوتني. _متأكدة ما محتاجة مساعدة في التدوش ده؟ ="نص إبتسامة" لأ شكرًا. _وجاي جاي؟ =كريم الله يهديك .. كفاية النحن فيهو ده. _"ضحك" .. خلاص خليتك يا جرسة يا خوافة. =يارب تضوق الأنا ضايقاه. _دعوة ما في محلها لكن. =هسسس. دخلت شالت غيارا وطلعت .. أنا رقدت عاوز أنوم عشان أمس مساهر معاها ما قدرت أنوم بدري. _____________ "بـ لسان نود" دخلت الحمام إتدوشت وطلعت .. يا الله قدرت أقعد في الوضاية .. إتوضيت وجيت قعدت في الكرسي وصليت الصبح .. بعد خلصت عاينت لقيت كريم ممدد في الكرسي ونايم .. إبتسمت وأنا بقوم من الكرسي وبقلع توبي .. صحيت كريم عشان يرقد جوة أحسن ما يجيه وجع رقبة يعذبو .. بعدها مشيت المطبخ عملت لي كباية شاي وكسرت فيها البسكويت وطلعت القرع عشان أنضفه .. حسيت بدوخة بسيطة كده .. طوالي قعدت في أقرب كرسي وبقيت أستغفر .. _يارب تعبت أنا ياخي أرزقني الحلل الهين يارب. يوم من أوله كان غريب بالنسبة لي .. عملت طبيخ القرع وجهزت عجيني عشان أعوس الكسرة لاحظت للساعة كانت ماشة لـ 9 .. ختيت الصاج في عين البوتجاز وأثناء ما بعوس كده سمعت صوت زي الضربة في بطني .. وحسيت كأنه في شي نازل مني .. عاينت تحت لقيت موية نازلة بين رجولي .. طفيت الغاز بسرعة وبقيت أكورك لـ كريم بأعلى صوت عندي وبرضو ما حاساه حيسمعني .. وحيلي ما شايلني مع الخوف ما فهمت منو شي .. بس شايفاه واقف قدامي وصوته جايني بعيد .. أظن خوفة ساي فقدت الوعي. "بـ لسان كريم" يدوب مسكت النومة زي الناس ولما بديت أحلم سامع صوت نود بعييييد كأنها بتكورك لي .. ما عارف كيف طلعت من الغرفة لما وصلتها في المطبخ .. كانت واقفة وبتقول اسمي بدون تتنفس .. لفتها علي وبسأل فيها _في شنو .. نود في شنو بتكلم معاك حاسة بشنو إنتِ؟ آشرت لي على رجولا وفجأة يدها رخت من يديني مسكتها قبل تصل الواطة .. شلتها وانا جسمي برجف من الخلعة والخوف .. وصلتها السرير وأقرب توب بس لفيته عليها .. ما عارف كيف مسكت تلفوني .. اول اسم في سجل المكالمات كان عزيز اتصلت ليه يجيني حالا .. كنت واقف وبعاين حوالي ما فاهم شي .. من خوفي عليها ما قادر أتصرف حتى ولا أفهم الحاصل .. وعيت بـ صوت الباب بضرب .. جريت فتحته لقيته هو وننا .. أديته المفاتيح يجهز العربية وننا دخلت ساعدتني ألبس نود توبا زي الناس وطلعنا بيها برة .. عزيز كان سايق بأقصى سرعة وننا بتقول ليهو يهدي السرعة .. وأنا ماسك يد نود بيديني الاتنين وحاسي إني ما عارف أتصرف .. وهي مرة تفتح عيونا ومرة تغمض لحدي ما وصلنا المستشفى .. من الباب إستقبلونا ك حالة طارئة .. طلبوا مني أسيبا وأمشي أجيب الفايل بتاعا لو متابعة أو أعمل ليها إجراءات متابعة .. أنا ما عارف أعمل شنو أصلًا لولا عزيز وقف معاي وإتصرف .. أخر شي شفتها وهم مدخلينها غرفة العمليات .. شوية والدكتورة طلعت مشيت ناحيتا بسرعة .. وقبل أقول أي شي قاطعتني .. =كريم ممكن تهدا؟ _دكتورة نود كويسة؟ =تعال معاي. _عزيز ربت على كتفي وأنا تبعتها لما وصلنا المكتب قالت لي أقعد .. بس ما كنت عاوز شي غير أسمع منها كلمة واحدة تطمني .. ما عاوز شي من الدنيا في اللحظة دي غير أعرف إنها كويسة وأكذب أي حاجة حوالي .. المستشفى .. الخوف والقلق .. نظرات الدكتورة الما مطمنة. =ما أكذب عليك يا كريم نود من البداية حالتا حرجة جدًا وإنتوا على دراية بالموضوع ده .. ومؤخرًا حركة الجنين ضعيفة وتكاد تكون معدومة .. وأنا أسفة إني ما قادرة أطمنك بس بنقل الحاصل كله عشان تكون في الصورة .. حاليًا هي في السابع وده شهر خطير وفي حالاتا دي الإحتفاظ بالجنين ممكن يكون صعب جدًا خاصة لو إتعرضت لأي مشاكل فعاوزاك تحكي لي الحصل شنو من أخر مقابلة. الدنيا ضلمت في وشي .. أنا أصلًا متوتر وخايف وقلقان وأسوأ سيناريوهات بتترسم في دماغي وكلاما ده زاد الوضع سوء .. أخدت تنهيدة وحاولت أهدا بقدر الإمكان .. وبديت أحكي ليها : _الطعنات الكانت بتشكي منها ما خفت كل يوم بتزيد .. وساعات ما بتقدر تنوم .. أكلها تعبان والحبوب مؤخرًا بقت ترجعا زي ما هي اول ما تاخدهم .. بقت تشكي من الم الضهر برضو .. بس لحدي الصباح كانت كويسة ومتحركة ما رقدت .. ما عارف كيف لقيتا في الحالة دي .. فجأة بس. =في إحتمالين واحد منهم إنها تكون ولادة مبكرة طبيعية .. والتاني "سكوت للحظات" .. لو الإسعافات البتتعمل ليها هسي خلصت والسائل الأمنيوسي وقف وما حصلت ولادة طبيعية .. أنا أسفة بس بعد كده حنضطر نعمل ليها عملية ونطلع الجنين عشان نحافظ على حياتا وما يحصل ليها تسمم. _"بعد تفكير" .. إتصرفي دكتورة المهم نود ما تحصل ليها حاجة .. أرجوك ما تخلي أي حاجة تحصل ليها حتى لو "بحزن" .. حتى لو نضحي بالجنين. =إن شاءالله ما نضطر لكده .. والموضوع في النهاية بيد ربنا نحن مجرد أسباب .. حأستأذن منك وأمشي أشوف حالتا عشان نتصرف. الدكتورة طلعت وأنا طلعت وراها والدنيا مطششة قدامي .. أخر شي فكرت فيه إني في يوم أتخت في موقف صعب زي ده .. حاسي قلبي إتفتت لحتت من الوجع .. يارب ده وجع كتير أنا ما قدره ألطف بي يارب. __________________ "الراوي" "قدام غرفة العمليات" الكوريدور فجأة إتملا بي أهل نود وكريم .. الجو مكهرب .. عيونهم كلها معلقة باللمبة الفوق باب العمليات .. الدعوات بتطلع منهم كلهم في صمت .. صوت الأنفاس المضطربة .. روان بتبكي بصمت .. أم كريم ماسكة يديها ببعضها وبتدعي من صميم قلبها ودموعها ما راضية تقيف .. مفاز ووريف ماسكات بعض وكل واحدة بتحاول تطمن التانية وتمسح ليها دموعها .. فاطمة وبثينة ماسكات سُنية وبهدو فيها وبحاولوا يطمنوها .. عزيز وننا قاعدين جنب كريم وبحاولوا يواسوه .. علي وعثمان واقفين بدون حركة وباين عليهم الحزن، بيشوفوا أخوهم ماسك راسو بين يديه وبغالب دموعه .. وبدون ما يطلع بيدهم شي يعملوا عشانه: علي (بصوت مبحوح وهو بعاين لكريم بحزن): ياخي ده وضع شنو يا أوسو .. نود حتكون كويسة صح؟! عثمان (بصوت مكسور وهو بعاين للأرض): ما عارف يا علي .. والله ما عارف .. بس يا رب تكون كويسة .. عاين حالة الناس كلهم وحالة كريم كيف. (الوقت بمر ببطء قاتل .. فجأة الباب إتفتح، الدكتورة طلعت .. الكل إنتفض من مكانه .. كريم جرى ناحيتها .. مفاز ووريف مسكوا إيد أمهم من الخوف .. الدكتورة زحت الكمامة ببطء .. سكون وهدؤ رهيب حل في المكان .. بعدها قالت بصوت متردد .. _ محتاجين دم حالًا. كريم بخوف: هي كيف؟ _"بتحاول تكون طبيعية" .. نحن بنحاول بكل جهدنا، بس المشيمة إنفصلت عن الجنين ولسة بنحاول. كريم بعصبية وصوت عالي: يعني شنو؟ _"بتحاول تتحاشى أسئلته" .. مافي وقت للكلام، جيبوا دم بفصيلة O+ سريع، حالتا ما بتستحمل أي تأخير. (وكأن الدنيا إتوقفت للحظة .. كريم حس إنه فقد الإحساس بجسمه .. روان بقت تبكي بحرقة .. ننا بتحاول تمسك نفسها .. علي خت يدو على راسو وقعد .. عثمان مشى بعيد ودفن وشه بين إيديهو .. وريف بتبكي بهستريا في حضن مفاز .. سنية حيلا ما شايلة لو ما فاطمة وبثينة مثبتنها .. كريم حس كأنو قلبه حيتوقف من رهبة الشعور والخوف الحاسيه .. عزيز الوحيد الإتصرف بي حكمة .. مشى جاب الدم المطلوب وقعدوا منتظرين) بعد ساعة من طولا عدت كأنها سنة .. الباب إتفتح تاني .. طلعت الدكتورة .. الكل متوقع منها تقول حاجة كويسة .. أو على الأقل تسكت .. مافي زول جاهز يسمع خبر يزعلهم .. كفاهم الحزن اللي عايشينه .. الدكتورة (بابتسامة واسعة): الحمد لله .. عدت على خير. (لحظة صمت لثواني كأنهم بحاولوا يستوعبوا .. بعدها إتسمع صوت همس جماعي بحمدالله .. بكاء مختلط بي ضحك .. أحضان .. ودموع فرح ..كريم إنهار وقعد على ركبته، بيبكي بحرقة .. هدى قعدت ومسكته وضمتو لصدرها .. علي ضرب كف عثمان بفرحة .. روان جرت وحضنت أخوها .. سنية رفعت يديها للسماء وهي بتردد: "الحمد لله .. الحمد لله .. والشكر لله".. الكل حضنوا بعض، ودموع الفرح غسلت كل الخوف العاشوه من ساعات .. فجأة، الكل مرة وحدة إنتبه إنو الخبر السعيد دا ما أكيد .. منو اللي بخير هسي؟ كريم سأل بتردد: دكتورة نود كويسة بس الـ "صمت تقيل منعه الكلام" لما إتذكر إنو هو بنفسه وقع إنو ممكن يضحوا بالجنين. الدكتورة ابتسمت لما فهمت قصده .. ردت بسرعة البيبي كمان بخير بس محتاجة حضانة لحدي ما نطمن على وضعها. الجميع حمد الله بعد لحظة كانت مفروض تكون النهاية .. رجعوا للحياة من جديد .. وعلي اول واحد صرخ : _ما قلت ليكم حتكون بت. عثمان: خلاص يا أبو العريف. كلهم ضحكوا وبدوا يفتحوا أحاديث جانبية .. ننا شالت تلفونا وإتصلت لأسرار وكلمتهم يطمنوا حبوبة السُرة والبقية. بعد الفرحة وتوزيع الحلاوة .. الدكتورة طلبت منهم ينتظروا برة لأنو التجمعات في الكوريدور _"المساحة بين غرف العناية والعمليات" _ ممنوعة. طلعوا وإنتظروا لساعات طويلة لحدي ما المدة المحددة لنود تحت المراقبة خلصت وسمحوا ليهم بي 10 دقايق فقط لحدي ما الحالة تستقر أكتر .. سنية وكريم وهدى وننا هم الحيدخلوا اول لو فضل شوية وقت البقية يدخلوا .. كريم كان ملهوف وعيونه علي الغرفة لحدي ما سنية طلعت دخل مع أمه سوا .. اول ما شافا ابتسم .. هدى ما أخدت وقت وطلعت بعد إطمنت عليها .. قرب بخطوات بطيئة مشاها بقلبه. "بـ لسان كريم" يمكن دي اول مرة في عمري كله أستشعر نعمة مهمة في حياتي .. ما إتخيلت مجرد خيال إنو شعور زوال النعم ده ممكن يعلمك درس قاسي إلا لما عشته قبل ساعات وحسيت إني حأفقد أهم وحدة في حياتي .. خلال الساعات الفاتت دي عدت علي لحظات بتساوي عمري كله .. إتعلمت فيها درس لخص حياتي كلها .. كنت هنا بجسدي بس روحي وعقلي كانوا بناجوا ربنا وبتوسلوا ليهو .. بحياتي ما حسيت إني في يوم كنت محتاج زي الليلة .. حسيت بشعور الخوف والرهبة والإحتياج كل الأحاسيس الصعبة دي مرة وحدة .. طلبت من ربنا من كل قلبي طلب واحد بس مقابل حياتي كلها .. أنا كنت بقول ليو .. خلي نود في حياتي لسة .. والله محتاج ليها .. حياتي ما ليها معنى من غيرا .. يارب بس خليها تبقى كويسة وترجع لي .. فحاليًا وأنا شايفا قدامي حاسي إنو ربنا كافأني تاني ورزقني ليها من جديد .. غمضت عيوني شكرت ربنا ولسة قلبي بدق وكأنه حيطلع من مكانه .. قربت منها شوية باين إنها تعبانة بس بتقاوم .. عاينت لي وحاولت تبتسم رغم الألم .. ختيت يدي على خدها بدون ما أعرف أقول شنو .. جاني صوتا مرهق .. =كيمو. _روحو والله العظيم .. حمدلله على سلامتك يا عمري. =الله يسلمك .. خلاص أنا كويسة ما تخاف. مسكت يدها وضميتا علي وكأني ما مصدق عيوني إنها لسة قدامي وبتتكلم معاي .. قربت وشي جنب وشها وسألتها: _كيف ما أخاف وإنتِ كُنتِ عاوزة تمشي تخليني. =أنا قايلة نفسي موتا والله .. حسيت بشعور مخيف. _الله لا عاد اللحظات دي في حياتنا ياخ .. والله العظيم قلبي قرب يقيف .. حسيت بأسوأ شعور في الدنيا. =خلاص أنا عايشة أهو. شعور الخوف ده ما بتشرح ولا بتفسر كنت عاوز أطمن .. أي حاجة تمسح من ذاكرتي اللحظات الصعبة العشتها دي .. محتاج أغمض وأفتِّحألقى كل الكابوس ده إنتهى .. حسيت بيدها على راسي رغم إنها مرهقة وتعبانة وما فيها حيل أصلًا ومركبة كانيولا في يد والاُكسميتر في اليد التانية بس مع ذلك طبطبت علي .. وأخدتني في حضنها .. ختيت راسي مسافة في صدرها بعد هديت شوية وحسيت روحي إتردت لي .. رفعت راسي قلت ليها: _ننا حتموت من خوفا عليك .. خايف تحصل ليها حاجة بسبب التوتر العاشته الليلة ده. =ناديها لي. _حاضر واقفة برة أصلًا. طلعت وندهت ليها .. دخلت وأنا قعدت مع عزيز أفهم منو الحصل شنو .. والإجراءات والرسوم والتفاصيل دي. ________ ننا دخلت وإطمنت عليها شوية .. بعد البكي والكلام العاطفي قالت: _تاني أوعك تولدي لو إلا بتخوفينا عليك كده. =سمعي كريم الكلام ده أنا قاعدة أجيبه براي. _لا خلاص إطمنت عليك من قلتدبك دي بقيتي كويسة. =كويسة شنو أنا بموت من الوجع أقسم بالله. _شيلتيني هم من هسي. =أقسم بالله موت يا ننا. ما اتكلموا كتير ننا طلعت والبقية أصروا يدخلوا يطمنوا عليها .. دخلوا بسرعة تحانيس إطمنوا عليها وطلعوا. ____________ سقت عزيز ومشينا كملنا الاجراءات رجعت لنود وشوية الممرضة جات إطمنت عليها وقالت بعد كده ممكن تاكل او تشرب حاجة دافية عشان تمشي الحضانة تشوف بتها .. جوا أمي وأمها قعدوا معاها شوية وجابو ليها حاجة تاكلا .. أنا يدوب إنتبهت إني إنشغلت من ضهر الجمعة .. طلبت ربنا يسامحني وسقت العربية بسرعة رجعنا البيت وصلت عزيز وننا ومشوا معانا وريف ومفاز .. أخدت لي دش صليت وننا جابت لي كيس وصتني أوديه لنود .. جوا وريف ومفاز خليت ليهم المفتاح ورجعت .. لقيت أسامة جا هو وأمه وجايبين معاهم حلويات وبكج كامل مجهز للبيبي .. نحن كلنا ما جهزنا وما اتحمسنا بسبب إنو كان في خطورة بنسبة 50% إنو الحمل ده يسقط في أي لحظة .. بس الحمدلله ربنا أكرمنا .. شكرته وجا أبوي كلمتو يسوق العربية ويرجعهم يرتاحوا ويجوا بعدين .. صليت العصر ودخلت لقيتا مصحصة شوية ما زي قبيل .. _مساء الخير يا ماما. =أهلين يا بابا. _"ابتسم" .. ها بقيتي كيف؟ =أكلت معناها كويسة. _"ضحك" .. أخيرًا إتصالحتوا إنتِ والطقة. =من الصباح صاحية بنفس مفتوحة .. بس بتك دي شكلها هادمة ملذات. _وده ما لفت نظرك إنها طالعة لمنو في الموضوع ده؟ =أقعد اول. قعدت في الكرسي وختيت الكيس .. سألتني: _جبت لي شنو؟ =ده ننا جابتوا ليك. _أفتحوا سريع الشمار. =شماراتك دي يوم بتغطس حجرك. فتحته كان فيهو ملابس ليها ولي البيبي .. قالت: =أنا ننا دي أعمل شنو عشان أكافيها البتعملوا لي ده .. اتخيل الملابس دي مجهزاهم لولادتا هسي مرسلاهم لي. _ننا وعزيز جمايلهم علينا فاتت الحد والله .. لكن بس طلعي بالسلامة ونجهز لبتهم دولاب كامل بما إنو هسي أنقذونا. =إن شاءالله. شوية والممرضة جات قالت تمت مدة الحضانة الاولية .. وبعد كده مفروض نمشي عشان نشوف البيبي. سندت نود ومشينا براحة .. جاني شعور غريب ما قدر أفهمه بس اول ما وقفت قدام الإنكيوبيتر "الزجاجة البختوا فيها الأطفال في الحضانة" .. قلبي إترعش وأنا بشوفا .. دي بتي؟ حتة مني؟ أنا بقيت أب وعندي أسرة لطيفة فيها كائن جديد دخل حياتنا؟ لسة متذكر تفاصيل اليوم الكلمتني فيه نود إنها حامل .. قبل فترة بسيطة كانت اول مرة شفتها في السونار .. كائن صغير بدون ملامح .. متذكر اول حركة ليها .. متذكر حتى وأنا ما عارفا بت ولا ولد زعلت عليها لما الدكتورة قالت في إحتمال إننا نفقدا .. ما فقدنا الأمل للنهاية بس كنا بنهيأ نفسنا إنو نتقبل إرادة ربنا إذا جات عكس إرادتنا .. مع ذلك كنت بصنع تفاصيل وذكريات بينا .. صور .. فيديوهات .. بسمع حركتا من فترة لفترة وكنا بنفرح لما تتحرك ولو لدقيقة وحدة .. مشاعري كانت متلخبطة .. قلبي بيدق كأنو داخل سباق .. روحي كلها معلقة في الإنكيوبيتر القدامي .. حسيت المستشفى كلها سكتت. في الحضانة، بين الأجهزة والضوء الأبيض، كانت ملفوفة في مريلة بيضة عليها رقم بالأزرق، وشها .. ناعم .. حجمها صغير .. وعيونا مغمضة كأنها بتحلم. ما قدرت أتحرك. ما عرفت أتنفس عديل. وقفت جنب الزجاج، يدي ممدودة لكن ما قادرة تلمسها .. شعور رهبة .. خوف .. دهشة .. حب غريب ما حسيتو قبل كده. الدنيا كلها إختفت، ما بقت في حاجة في الكون غيرها .. بتي أنا .. بتنا أنا ونود. أنا؟ بقى عندي روح صغيرة، مسؤوليتي، حياتي، أغلى ما عندي! يا الله، ده الشعور البخلي الأمهات والآباء يبكوا أول ما يشوفوا أولادهم؟ ده السبب البخليهم يسهروا الليل ويخافوا على أولادهم أكتر من خوفهم على نفسهم؟أنا حأعيشوا؟ حسيت بالدموع إتجمعت في عيوني، مسحتا بسرعة، لكن قلبي كان بيدق من رهبة اللحظة .. إلتفت لـ نود : _حبيبي، شوفيها، سبحان الله شبهك. =خلي الشبه حسيت بشعوري لما أنا شلتها اول مرة ؟ _شعور حلو الله ما يحرم زول منه. = حاسي إني ما عاوز أشيل عيوني منها، رجعت عاينت ليها كأنها حست بينا .. إتحركت، عاينت لنود لقيت الابتسامة في وشها رغم التعب، عيونها بتلمع .. حسيت بإنها أجمل وأقوى أم في الدنيا. طول الفترة الفاتت نود كانت مرهقة وتعبانة وبتعاني .. الفرحة الحسيتا هسي دي بسببا .. دي كانت في بطنها، كانت بتتحمل عشانا .. ودي حاجة ما في زول في الدنيا ممكن يعرف قيمتا غير الأم ذاتا. همست ليها: _حتكوني أحسن أم في الدنيا .. ويا بختها بيك. =بينا يا كريم .. يلا خلينا نرجع ما قادرة أقيف. _ما حيطلعوها لينا؟ =لأ لسة حتكون في المراقبة .. ما تنسى هي بت سبعة شهور ويمكن تحتاج رعاية فترة أطول. _الدكتورة قالت كويسة بس ممكن تعاني من مشاكل تغذية لقدام. =الله الحفظها وهي في بطني وبالمعاناة دي كلها حيحفظا برة .. ونحن حنهتم بيها ما تخاف. _______________ "بعد مرور اسبوعين" "بـ لسان يوسف" رتبت شنطتي بعدما ناس الحلة طلعوا من عندنا .. عدا أسرار وروان كانوا برتبوا في البيت مع نتالي .. ناديت ياسين عشان يجيب لي موية ننو جاتني. _عاوز حاجة يا يويو؟! =ياسين طلع ولا شنو ؟؟ _أيوة طلع مع أمي قبل شوية مشوا يشوفوا ننا. =طيب عليك الله يا ننو جيبي لي موية وحبة مسكن. _صدعت ولا شنو ؟؟ =أي والله. _طيب ثواني بس. طلعت وأنا رجعت رقدت في سريري ومسكت تلفوني .. فجأة سمعت صوتا وهي بتقول : _الموية. عاينت ليها وابتسمت .. قمت على حيلي وشلت منها الحبة وكباية الموية وجريتا علي. _يوسف لا. =يوسف أييي. _"وهي بتتلفت" يوسف عليك الله لا بطل حركاتك دي غلطانة أنا الجبت ليك الموية فكني. =القال ليك تجي منو يا زولة ؟ _ننو مسكتني الصينية وقالت لي يوسف قال ليك ودي ليهو موية. ="ضحكت وحاوطتها أكتر" والله ننو تقفيلتي جد جد .. أنا لا قلت لا حاجة لكن مالو ما بأبى شوفتك حبيبي. _يااااخي اسي لو خالتو شافتنا ولا ناس روان؟ =ناس البيت ماف .. وروان وننو تلقيهم مشغولين بغسيل العدة _إنت عايز شنو اسي ؟ =في مرة بتسأل راجلا المسافر عايز شنو عيب عليك. _يوسف ما تعمل دراما .. ما ياها التلاتة شهور الح تقعدهم براك دي تجرسك كده. =والله كتيرة ياخي أنا لو ما مفروض أنزل شغل الأسبوع الجاي كان قعدت معاك وسافرنا سوا. _يا حبيبي والله حتعدي وبكرة نكون سوا العمر كله ان شاء الله. =الصبر يا الله للحظة لم أعد أفكر في الصبر بل في تلك المسافة الصغيرة بيننا تلك التي اختفت حينما مالت نحوي دون وعي..حينما سقطت أنفاسها على وجهي كنسيم دافئ..لم أقاوم، ولم أستأذن. اقتربتُ منها كما يقترب الليل من البحر برفقٍ يغمر ولا يغرق ولامستُ بأنفي عنقها في قُبلة سرقتها قبل أن تسرقني الأيام منها. شعرتُ برجفتها الخفيفة، بذلك الارتباك اللذيذ الذي لا يُقال فأغمضتُ عيني تاركًا اللحظة تتمدد بيننا كأنها وعدٌ غير منطوق، كأنها قسمٌ بأن نعود، مهما طالت المسافات. ُتبع. #على_الهامش: ‏"لم أدرك معنى أن يحبني رجلٌ حنونًا ويظل يختارني دائمًا مهما حدث.. إلا حينما جئت أنتَ، لم أضع رأسي على الوسادة كي أنام في مرة وشعرت أنني مُطمئنة وأن هُناك شخص أثق بأنه يحاول بكُل جُهده ألا يخذلني أبدًا." لا أبالغ قبلك لم أستشعر الحنان بهذه الدرجة، لم يخف فراقي أحدٌ.. لذلك سأعيش عُمرًا كاملًا وأنا أحبك.)) ُودين_بِت_مِن_حُب. #ننس_تمدين.
❤️ 😭 😢 😮 🥹 💞 🔥 🙏 🥺 🦋 57

Comments