💥 *شُبهاتٌ والجوابَ عليها :* *▪️ مُوقف الإمام الشَّافعي رحمه الله تعالى (204 ه‍ ) من الخروج على الولاة الظلمة والفسقة .* *▪️الحلقةُ الثانيةُ :* *🔥 زعم أهل الأهواء والبدع من أنَّ الإمام الشافعي ، كان يرى الخروج على الولاة الظلمة والفسقة ، واحتجوا بما حكاه عنه الإمام الزبيديُّ رحمه الله ( 1205 ه‍ ) في ( إتحاف السادة المُتقين ) ( 2/233) : " وذهب الشَّافعي في القديم ، إلى أنَّه ينعزل وعليه أقتصر الماوردي في الأحكام السلطانية . "* *▪️ والجوابُ على بُطلان ما نُسب للإمام الشافعي من وجوه :* *- الوجه الثالث :* أنَّ أئمة السُّنة قد حكت إجماع السَّلف على السَّمع ، والطَّاعة للحاكم المُسلم ، ولو فسق ، وجار ، وممن حكى ذالك أئمة الشافعية ، ولم يستثنوا الشَّافعي ولو في القديم . _ قال الإمام ابوبكر محمد بن إبراهيم بن المُنذر النِّيسابوري الشَّافعي (١) رحمه الله (ت :319 ه‍ ) : " ... فإنَّ كل من نحفظ عنهم من عُلماء أهل الحديث كالمُجمعين على أنَّه من لم يُمكِنه أن يمنع نفسه و ماله إلا بالخروج على السُّلطان و مُحاربته أنَّه لايُحاربه ولا يخرج عليه للأخبار الواردة الدَّالة عن رسول الله ﷺ بالأمر بالصبر على ما يكون منهم من الجور و الظلم وترك قِتالهم والخُروج عليهم ماأقاموا الصَّلاة ، وروينا عن ابن عباس عن النبي ﷺ أنَّه قال :" من رأى من أميره شيئاً يكرههُ فليصبر فإنه ليس أحدٌ يفارق الجماعة إلا مات ميتة جاهلية . " . " الإشراف على مذاهب العلماء " (7/248) . _ وقد نقل الحافظ ابن حجر الشافعي في ( الفتح ) ، نص كلام ابن المنذر مُقراً له ، عند شرحه لحديث رقم (2480) _ وقال الحافظ ابن حجر في ( الفتح) : قال إبن بطَّال - المالكي - : " في الحديث (٢) ، حُجَّةٌ في ترك الخروج على السُّلطان ولو جار، وقد أجمع الفُقهاءُ على وجوب طاعة السُّلطان المتغلِّب والجهادِ معه ، وأنَّ طاعتَه خيرٌ مِن الخُروج عليه؛ لِما في ذلك مِن حَقنِ الدِّماء وتسكينِ الدَّهماء . ( قال الحافظ ) : وحجتُّهم هذا الخبرُ وغيره مِمَّا يُساعده، ولم يستثنوا مِن ذلك إلاَّ إذا وقع من السُّلطان الكفر الصَّريحُ، فلا تجوزُ طاعتُه في ذلك، بل تجب مجاهدَتُه لِمَن قدر عليها كما في الحديث الذي بعده ". ( فتح الباري : 7/13) . _ وقال الإمام المُزني في (شرح السنة ) (ص :85) : " وترك الخُروج عند تعَدِّيهم وجَورِهم ، والتَّوبةُ إلى الله عزوجل كَيما يَعطفَ بهم على رعيَّتهم " . _ ثمَّ ذكر إجماع السلف على ماذكره من المقالات ومنها هذه المسألة فقال (ص : 88) : " هذه مقالاتٌ وأفعالٌ أجتمعَ عليها الماضون الأولون من أئمة الهُدى ، وبتوفيق الله أعتصم بها التابعون قدوة ورضا .. " . _ وقال الإمام النووي الشافعي رحمه الله : في شرحه على صحيح مسلم (12/229) : " وَأَمَّا الْخُرُوجُ عَلَيْهِمْ وَقِتَالُهُمْ فَحَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالِمِينَ وَقَدْ تَظَاهَرَتِ الْأَحَادِيثُ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْتُهُ . وَأَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّهُ لَا يَنْعَزِلُ السُّلْطَانُ بِالْفِسْقِ . " . *- الوجه الرابع :* أنَّ في قول الزبيدي :( وذهب الشافعي في القديم ) ، يَدلَّ على أنَّ هذا القول قد تراجع عنه الشافعي ، وأعتقد خطئه ، وبطلانه ، فكيف يُحتجُّ علينا بقولٍ قد رجع عنه قائِلهُ ، ويترك قوله الجديد ؟! ، قال الإمام ابن القيم في ( أعلام الموقعين ) ( 4/221) : ( لا يصحُّ للمُفتي أن يُفتي بِما رجع عنه إمامه ) . *#إنتهى ، ويليها الحلقةُ الثالثةُ إن شاء الله تعالى .* ___ *# الحاشية :* - 1 ) : انظر ترجمته في مقدمة كتاب ( الإشراف : 1/15) . وقد ذكر محقق الكتاب كلام العلماء في نسبة الإمام ابن المنذر للمذهب الشافعي . - 2 ) : يُشيرُ الى مارواه الإمام البخاري ( 6532 ) - : عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : دَعَانَا النَّبِيُّ ﷺ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ : فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia