*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )* WhatsApp Channel

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*

102 subscribers

About *( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*

*(قناةٌ سلفيةٌ تهتمُ بكشفِ شُبهاتِ أهلِ البدعِ والأهواءِ من الخوارج ومن نحا نحوهم في مسألة الخروج على الولاة )*

Similar Channels

Swipe to see more

Posts

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/27/2025, 11:21:40 AM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ والخِلافةِ :* *▪️الحلقةُ الثانيةُ :* *▪️المبحثُ الثَّالِثُ : وُرودُ لَفظِ الإمامِ في القُرآنِ والسُّنَّةِ :* _ ورَدَ لَفظُ الإمامِ في القُرآنِ الكَريمِ بصيغةِ الإفرادِ في مَواضِعَ منها : _ قَولُ اللهِ تعالى حِكايةً عن إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : *{ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }* . [البقرة: 124] . _ وقَولُ الله سُبحانَهُ حِكايةً عن دُعاءِ المُؤمنينَ : *{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }* . [الفرقان: 74] . _ ووَردَ لَفظُ الإمامِ بصيغةِ الجَمعِ، ومن ذلك : _ قَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : *{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }* .[الأنبياء: 73] . _ وقَولُ اللهِ سُبحانَه : *{ وَنَجعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }*. [القصص: 5] . _ وقد ورَدَ اللَّفظَ أيضًا بمَعنى مَن يُؤتَمُّ بهم في الشَّرِّ . _ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ : *{ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أيْمَانَ لَهُمْ }* . [التوبة: 12] . _ قال اللهُ تعالى : *{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدعُونَ إِلَى النَّارِ ويَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }* . [القصص: 41] . وإذا أطلِقَ لَفظُ الإمامِ دونَ تَقييدٍ فإنَّه لا يَنصَرِفُ إلى أئِمةِ الباطِلِ؛ لأنَّه ورَدَ ذِكرُهم في القُرآنِ بهذه الكَلِمةِ مُقَيَّدةً كما في الآيَتَين السَّابِقَتَين . _ ووَردَ لَفظُ الإمامِ في السُّنَّة النَّبَويَّةِ في عِدَّةِ أحاديثَ؛ منها : _ عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال : *" فالإمامُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِه . "* . ( رواه مطولًا البخاري : 7138 واللَّفظُ له، ومسلم : 1829 ). _ قال القَسطلانيُّ : ( " فالإمامُ " الأعظَمُ " الَّذي على النَّاسِ راعٍ " يَحفَظُهم ويُحيطُ من ورائِهم ويُقيمُ فيهمُ الحُدودَ والأحكامَ " وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِه " . ( إرشاد السَّاري : 10 /216 ). _ وقال البَغَويُّ : " مَعنى الرَّاعي هُاهنا : الحافِظُ المُؤتَمَن على ما يَليه ... فالرِّعايةُ : حِفظُ الشَّيءِ وحُسنُ التعَهُّدِ ... فرعايةُ الإمامِ وِلايةُ أمورِ الرَّعيَّةِ، والحياطةُ من ورائِهم، وإقامةُ الحُدودِ والأحكامِ فيهم " . ( شرح السنة : 10 /62 ). _ وتوصَفُ الإمامةُ أحيانًا بالإمامةِ العُظمَى أوِ الكُبرَى تَمييزًا لَها عنِ الإمامةِ في الصَّلاةِ، على أنَّ الإمامةَ إذا أُطلِقَت فإنَّها تُوَجَّهُ إلى الإمامةِ الكُبرَى أوِ العامَّةِ . *▪️المبحثُ الرَّابِعُ : الترادُفُ بَينَ ألفاظِ: الإمامِ والخَليفةِ وأميرِ المُؤمِنينَ :* _ ظاهِرُ الأحاديثِ الوارِدةِ في شَأنِ الخِلافةِ والإمامةِ أنَّ الرَّسولَ ﷺ والصَّحابةَ والتابِعين الَّذينَ رووها لم يُفَرِّقوا بَينَ لَفظِ خَليفةٍ وإمامٍ، وبَعدَ تَوليةِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضي اللَّهُ تعالى عنه أضافوا إليها لَفظَ : أميرِ المُؤمنينَ، وإلى ذلك ذَهبَ أهلُ العِلمِ، فجَعلوها من الكَلِماتِ المُتَرادِفةِ المُؤَدِّيةِ إلى مَعنًى واحِدٍ. _ قال النَّوَويُّ : " يَجوزُ أن يُقال للإمامِ : الخَليفةُ، والإمامُ، وأميرُ المُؤمنين . " ( روضة الطالبين : 10 /49 ). _ وقال ابنُ خَلدونِ : " وإذ قد بَيَّنَّا حَقيقةَ هذا المَنصِبِ، وأنَّه نيابةٌ عن صاحِبِ الشَّريعةِ في حِفظِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به، تَسَمَّى خِلافةً وإمامةً، والقائِمُ به خَليفةً وإمامًا " ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ) _ وقال ابنُ منظورٍ : " الخِلافةُ : الإمارةُ " . ( لسان العرب : 2 /1235 ). _ وقال مُحَمَّد رَشيد رِضا : " الخِلافةُ، والإمامةُ العُظمَى، وإمارةُ المُؤمنين، ثَلاثُ كلِماتٍ مَعناها واحِدٌ، وهو رِئاسةُ الحُكومةِ الإسلاميَّةِ الجامِعةِ لمَصالِحِ الدِّين والدُّنيا " . ( الخلافة : ص: 17 ). _ ولَفظُ الأميرِ كان مُستَعمَلًا في عَهدِ النَّبيِّ ﷺ فيُسَمَّى به أمراءُ الجُيوشِ والأقاليمِ والمُدُنِ ونَحوِ ذلك؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال : " من أطاعني فقد أطاعَ اللَّهَ، ومن عصاني فقد عَصَى اللَّهَ، ومن أطاعَ أميري فقد أطاعني، ومن عَصى أميري فقد عصاني . " . ( رواه البخاري : 7137 ، ومسلم : 1835 ) . *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على الواسآب :* https://whatsapp.com/channel/0029VaLpFECCXC3L031o431a

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/27/2025, 1:50:41 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ :* *▪️أَوَّلاً : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً واصطِلاحًا :* *▪️المبحثُ الأوَّلُ : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً :* *_ الإمامةُ في اللُّغةِ :* مَصدَرٌ من الفِعلِ ( أمَّ ) تَقولُ : أمَّهم وأمَّ بهم : تَقدَّمَهم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ : ما ائتُمَّ به من رَئيسٍ أو غَيرِه، فيَفعَلُ أهلُه وأمَّتُه كما يفعَلُ، أي: يَقصِدون لِمَا يَقصِدُ، وأصلُ ( أم ) يدُلُّ على القَصدِ . ( يُنظر : " الصحاح " للجوهري ( 5 /1865 " ، و " مقاييس اللغة " لابن فارس ( 1 /21)، و " التفسير البسيط " للواحدي ( 3 /292 ) و " القاموس المحيط " للفيروزآبادي ( ص: 1077 ). *▪️المبحثُ الثَّاني : تَعريفُ الإمامةِ إصطِلاحًا :* _ عَرَّفَ العُلماءُ الإمامةَ في الاصطِلاحِ بعِدَّةِ تَعريفاتٍ مُتَقارِبةِ المَعاني . _ ومن هذه التعريفاتِ : _ قال الماوَرديُّ : *" الإمامةُ مَوضوعةٌ لخِلافةِ النُّبُوَّةِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا "* . ( الأحكام السلطانية : ص: 15 ). _ وقال أبو المَعالي الجُوينيُّ : *" الإمامةُ رياسةٌ تامَّةٌ، وزَعامةٌ عامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بالخاصَّةِ والعامَّةِ في مُهمَّاتِ الدِّين والدُّنيا "* . ( غياث الأمم في التياث الظلم : ص: 22 ). _ وقال ابنُ تَيمِيَّةَ : *" الإمامُ هو الَّذي يُؤتَمُّ به، وذلك على وَجهَينِ : أحَدُهما : أن يَرجِعَ إليه في العِلمِ والدِّينِ بحَيثُ يُطاعُ باختيارِ المُطيعِ؛ لكَونِه عالِمًا بأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ آمِرًا به، فيُطيعُه المُطيعُ لذلك، وإن كان عاجِزًا عن إلزامِه الطَّاعةَ .* *_ والثَّاني : أن يَكونَ صاحِبَ يَدٍ وسَيفٍ، بحَيثُ يُطاعُ طَوعًا وكَرْهًا؛ لكَونِه قادِرًا على إلزامِ المُطيعِ بالطَّاعةِ . وقَولُه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] قد فُسِّر بالأمراءِ بذَويِ القُدرةِ كأُمراءِ الحَربِ، وفُسِّر بأهلِ العِلمِ والدِّينِ، وكِلاهما حَقٌّ "* . ( منهاج السنة النبوية : 4 / 106 ). _ وقال ابنُ خَلدون : هي *" خِلافةٌ عن صاحِبِ الشَّرعِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به "* . ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ). _ و قال ابنُ المِبْرَدِ الحَنبَليُّ : الإمامُ هو *" ما يُؤتَمُّ به، تارةً في الصَّلاةِ: وهو إمامُ الصَّلاةِ، وتارةً يَكونُ في الفَصلِ بَينَ النَّاسِ: وهو الخَليفةُ، وتارةً في العِباداتِ والأحكامِ : وهو إمامُ الفِقهِ . وسُمِّيَ بذلك لتَقدُّمِه على غَيرِه؛ فإنَّ إمامَ الصَّلاةِ يَتَقدَّمُهم، وإمامَ الحُكمِ يُقدَّمُ على غَيرِه في هذا الأمرِ، وإن لم يَكُنِ التقدُّمُ حَقيقةً، وإمامُ الفِقهِ يُقدَّمُ قَولُه على قَولِ غَيرِه "* ( الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي : 2 / 201 ). _ وقال صِدِّيق حَسَن خان : *" إنَّ حَقيقةَ الإمامةِ الشَّرعيَّةِ النَّظَرُ في مَصالِحِ الأمَّةِ لدِينِهم ودُنياهم "* ( إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة " : ص : 18 ). _ و قال ابنُ عُثَيمين : *" الخِلافةُ مَنصِبٌ كبيرٌ ومَسئوليَّةٌ عَظيمةٌ، وهيَ تولِّي تَدبيرِ أُمورِ المُسلِمينَ بحَيثُ يَكونُ هو المَسؤولَ الأوَّلَ في ذلك، وهيَ فَرْضُ كِفايةٍ؛ لأنَّ أمورَ النَّاسِ لا تَقومُ إلَّا بها "* . ( شرح لمعة الاعتقاد : ص : 156 ) _ وقال أيضًا : *" الإمامةُ نَوعانِ : إمامةٌ في الدِّينِ، وإمامةٌ في التدبيرِ والتنظيمِ . فمن إمامةِ الدِّينِ الإمامةُ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ الإمامَ في الصَّلاةِ إمامَتُه إمامةُ دينٍ، ومَعَ ذلك فلَهُ نَوعٌ من التدبيرِ، حَيثُ إنَّ النَّبيَّ ﷺ أمرَ بمُتابَعَتِه، ونَهى عن سَبقِه والتخَلُّفِ عنه، فهذا نَوعُ تَدبيرٍ؛ لأنَّه مَثَلًا إذا كبَّرَ كبَّرْنا، وإذا رَكَعَ رَكَعْنا، وإذا سَجَدَ سَجَدنا ، وهكَذا . وأمَّا إمامةُ التدبيرِ فتَشمَلُ الإمامَ الأعظَمَ ومَن دُونَه، والإمامُ الأعظَمُ هو الَّذي لَهُ الكَلِمةُ العُليا في البِلادِ؛ كالمُلوكِ ورُؤَساءِ الجُمهوريَّاتِ وما أشبَهَ ذلك، ومَن دونَه كالوُزراءِ والأمراءِ وما أشبَه ذلك، والأمَّةُ الإسلاميَّةُ بشَرٌ كغَيرِها من البَشَرِ، والبَشَرُ كائِنٌ من الأحياءِ، وكُلُّ حَيٍّ فلا بُدَّ لَهُ من رَئيسٍ . "* ( شرح العقيدة السفارينية : 1 / 663 ) *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
6/6/2025, 8:36:50 AM

تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأعْمَالِ وَغَفَرَ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ، عِيْدُكُمْ مُبَارَك، وَفِيْكُمْ بَارَك. 🌹 ✍🏻 أَبُوْ الحَارثِ مُحمدُ بْنُ عَبْدِ الرحيمِ البَيضَانيُّ العدنيُّ .

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/21/2025, 3:56:56 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ :* *▪️أَوَّلاً : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً واصطِلاحًا :* *▪️المبحثُ الأوَّلُ : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً :* *_ الإمامةُ في اللُّغةِ :* مَصدَرٌ من الفِعلِ ( أمَّ ) تَقولُ : أمَّهم وأمَّ بهم : تَقدَّمَهم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ : ما ائتُمَّ به من رَئيسٍ أو غَيرِه، فيَفعَلُ أهلُه وأمَّتُه كما يفعَلُ، أي: يَقصِدون لِمَا يَقصِدُ، وأصلُ ( أم ) يدُلُّ على القَصدِ . ( يُنظر : " الصحاح " للجوهري ( 5 /1865 " ، و " مقاييس اللغة " لابن فارس ( 1 /21)، و " التفسير البسيط " للواحدي ( 3 /292 ) و " القاموس المحيط " للفيروزآبادي ( ص: 1077 ). *▪️المبحثُ الثَّاني : تَعريفُ الإمامةِ إصطِلاحًا :* _ عَرَّفَ العُلماءُ الإمامةَ في الاصطِلاحِ بعِدَّةِ تَعريفاتٍ مُتَقارِبةِ المَعاني . _ ومن هذه التعريفاتِ : _ قال الماوَرديُّ : *" الإمامةُ مَوضوعةٌ لخِلافةِ النُّبُوَّةِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا "* . ( الأحكام السلطانية : ص: 15 ). _ وقال أبو المَعالي الجُوينيُّ : *" الإمامةُ رياسةٌ تامَّةٌ، وزَعامةٌ عامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بالخاصَّةِ والعامَّةِ في مُهمَّاتِ الدِّين والدُّنيا "* . ( غياث الأمم في التياث الظلم : ص: 22 ). _ وقال ابنُ تَيمِيَّةَ : *" الإمامُ هو الَّذي يُؤتَمُّ به، وذلك على وَجهَينِ : أحَدُهما : أن يَرجِعَ إليه في العِلمِ والدِّينِ بحَيثُ يُطاعُ باختيارِ المُطيعِ؛ لكَونِه عالِمًا بأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ آمِرًا به، فيُطيعُه المُطيعُ لذلك، وإن كان عاجِزًا عن إلزامِه الطَّاعةَ .* *_ والثَّاني : أن يَكونَ صاحِبَ يَدٍ وسَيفٍ، بحَيثُ يُطاعُ طَوعًا وكَرْهًا؛ لكَونِه قادِرًا على إلزامِ المُطيعِ بالطَّاعةِ . وقَولُه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] قد فُسِّر بالأمراءِ بذَويِ القُدرةِ كأُمراءِ الحَربِ، وفُسِّر بأهلِ العِلمِ والدِّينِ، وكِلاهما حَقٌّ "* . ( منهاج السنة النبوية : 4 / 106 ). _ وقال ابنُ خَلدون : هي *" خِلافةٌ عن صاحِبِ الشَّرعِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به "* . ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ). _ و قال ابنُ المِبْرَدِ الحَنبَليُّ : الإمامُ هو *" ما يُؤتَمُّ به، تارةً في الصَّلاةِ: وهو إمامُ الصَّلاةِ، وتارةً يَكونُ في الفَصلِ بَينَ النَّاسِ: وهو الخَليفةُ، وتارةً في العِباداتِ والأحكامِ : وهو إمامُ الفِقهِ . وسُمِّيَ بذلك لتَقدُّمِه على غَيرِه؛ فإنَّ إمامَ الصَّلاةِ يَتَقدَّمُهم، وإمامَ الحُكمِ يُقدَّمُ على غَيرِه في هذا الأمرِ، وإن لم يَكُنِ التقدُّمُ حَقيقةً، وإمامُ الفِقهِ يُقدَّمُ قَولُه على قَولِ غَيرِه "* ( الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي : 2 / 201 ). _ وقال صِدِّيق حَسَن خان : *" إنَّ حَقيقةَ الإمامةِ الشَّرعيَّةِ النَّظَرُ في مَصالِحِ الأمَّةِ لدِينِهم ودُنياهم "* ( إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة " : ص : 18 ). _ و قال ابنُ عُثَيمين : *" الخِلافةُ مَنصِبٌ كبيرٌ ومَسئوليَّةٌ عَظيمةٌ، وهيَ تولِّي تَدبيرِ أُمورِ المُسلِمينَ بحَيثُ يَكونُ هو المَسؤولَ الأوَّلَ في ذلك، وهيَ فَرْضُ كِفايةٍ؛ لأنَّ أمورَ النَّاسِ لا تَقومُ إلَّا بها "* . ( شرح لمعة الاعتقاد : ص : 156 ) _ وقال أيضًا : *" الإمامةُ نَوعانِ : إمامةٌ في الدِّينِ، وإمامةٌ في التدبيرِ والتنظيمِ . فمن إمامةِ الدِّينِ الإمامةُ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ الإمامَ في الصَّلاةِ إمامَتُه إمامةُ دينٍ، ومَعَ ذلك فلَهُ نَوعٌ من التدبيرِ، حَيثُ إنَّ النَّبيَّ ﷺ أمرَ بمُتابَعَتِه، ونَهى عن سَبقِه والتخَلُّفِ عنه، فهذا نَوعُ تَدبيرٍ؛ لأنَّه مَثَلًا إذا كبَّرَ كبَّرْنا، وإذا رَكَعَ رَكَعْنا، وإذا سَجَدَ سَجَدنا ، وهكَذا . وأمَّا إمامةُ التدبيرِ فتَشمَلُ الإمامَ الأعظَمَ ومَن دُونَه، والإمامُ الأعظَمُ هو الَّذي لَهُ الكَلِمةُ العُليا في البِلادِ؛ كالمُلوكِ ورُؤَساءِ الجُمهوريَّاتِ وما أشبَهَ ذلك، ومَن دونَه كالوُزراءِ والأمراءِ وما أشبَه ذلك، والأمَّةُ الإسلاميَّةُ بشَرٌ كغَيرِها من البَشَرِ، والبَشَرُ كائِنٌ من الأحياءِ، وكُلُّ حَيٍّ فلا بُدَّ لَهُ من رَئيسٍ . "* ( شرح العقيدة السفارينية : 1 / 663 ) *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/15/2025, 9:02:18 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ :* *▪️أَوَّلاً : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً واصطِلاحًا :* *▪️المبحثُ الأوَّلُ : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً :* *_ الإمامةُ في اللُّغةِ :* مَصدَرٌ من الفِعلِ ( أمَّ ) تَقولُ : أمَّهم وأمَّ بهم : تَقدَّمَهم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ : ما ائتُمَّ به من رَئيسٍ أو غَيرِه، فيَفعَلُ أهلُه وأمَّتُه كما يفعَلُ، أي: يَقصِدون لِمَا يَقصِدُ، وأصلُ ( أم ) يدُلُّ على القَصدِ . ( يُنظر : " الصحاح " للجوهري ( 5 /1865 " ، و " مقاييس اللغة " لابن فارس ( 1 /21)، و " التفسير البسيط " للواحدي ( 3 /292 ) و " القاموس المحيط " للفيروزآبادي ( ص: 1077 ). *▪️المبحثُ الثَّاني : تَعريفُ الإمامةِ إصطِلاحًا :* _ عَرَّفَ العُلماءُ الإمامةَ في الاصطِلاحِ بعِدَّةِ تَعريفاتٍ مُتَقارِبةِ المَعاني . _ ومن هذه التعريفاتِ : _ قال الماوَرديُّ : *" الإمامةُ مَوضوعةٌ لخِلافةِ النُّبُوَّةِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا "* . ( الأحكام السلطانية : ص: 15 ). _ وقال أبو المَعالي الجُوينيُّ : *" الإمامةُ رياسةٌ تامَّةٌ، وزَعامةٌ عامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بالخاصَّةِ والعامَّةِ في مُهمَّاتِ الدِّين والدُّنيا "* . ( غياث الأمم في التياث الظلم : ص: 22 ). _ وقال ابنُ تَيمِيَّةَ : *" الإمامُ هو الَّذي يُؤتَمُّ به، وذلك على وَجهَينِ : أحَدُهما : أن يَرجِعَ إليه في العِلمِ والدِّينِ بحَيثُ يُطاعُ باختيارِ المُطيعِ؛ لكَونِه عالِمًا بأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ آمِرًا به، فيُطيعُه المُطيعُ لذلك، وإن كان عاجِزًا عن إلزامِه الطَّاعةَ .* *_ والثَّاني : أن يَكونَ صاحِبَ يَدٍ وسَيفٍ، بحَيثُ يُطاعُ طَوعًا وكَرْهًا؛ لكَونِه قادِرًا على إلزامِ المُطيعِ بالطَّاعةِ . وقَولُه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] قد فُسِّر بالأمراءِ بذَويِ القُدرةِ كأُمراءِ الحَربِ، وفُسِّر بأهلِ العِلمِ والدِّينِ، وكِلاهما حَقٌّ "* . ( منهاج السنة النبوية : 4 / 106 ). _ وقال ابنُ خَلدون : هي *" خِلافةٌ عن صاحِبِ الشَّرعِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به "* . ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ). _ و قال ابنُ المِبْرَدِ الحَنبَليُّ : الإمامُ هو *" ما يُؤتَمُّ به، تارةً في الصَّلاةِ: وهو إمامُ الصَّلاةِ، وتارةً يَكونُ في الفَصلِ بَينَ النَّاسِ: وهو الخَليفةُ، وتارةً في العِباداتِ والأحكامِ : وهو إمامُ الفِقهِ . وسُمِّيَ بذلك لتَقدُّمِه على غَيرِه؛ فإنَّ إمامَ الصَّلاةِ يَتَقدَّمُهم، وإمامَ الحُكمِ يُقدَّمُ على غَيرِه في هذا الأمرِ، وإن لم يَكُنِ التقدُّمُ حَقيقةً، وإمامُ الفِقهِ يُقدَّمُ قَولُه على قَولِ غَيرِه "* ( الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي : 2 / 201 ). _ وقال صِدِّيق حَسَن خان : *" إنَّ حَقيقةَ الإمامةِ الشَّرعيَّةِ النَّظَرُ في مَصالِحِ الأمَّةِ لدِينِهم ودُنياهم "* ( إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة " : ص : 18 ). _ و قال ابنُ عُثَيمين : *" الخِلافةُ مَنصِبٌ كبيرٌ ومَسئوليَّةٌ عَظيمةٌ، وهيَ تولِّي تَدبيرِ أُمورِ المُسلِمينَ بحَيثُ يَكونُ هو المَسؤولَ الأوَّلَ في ذلك، وهيَ فَرْضُ كِفايةٍ؛ لأنَّ أمورَ النَّاسِ لا تَقومُ إلَّا بها "* . ( شرح لمعة الاعتقاد : ص : 156 ) _ وقال أيضًا : *" الإمامةُ نَوعانِ : إمامةٌ في الدِّينِ، وإمامةٌ في التدبيرِ والتنظيمِ . فمن إمامةِ الدِّينِ الإمامةُ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ الإمامَ في الصَّلاةِ إمامَتُه إمامةُ دينٍ، ومَعَ ذلك فلَهُ نَوعٌ من التدبيرِ، حَيثُ إنَّ النَّبيَّ ﷺ أمرَ بمُتابَعَتِه، ونَهى عن سَبقِه والتخَلُّفِ عنه، فهذا نَوعُ تَدبيرٍ؛ لأنَّه مَثَلًا إذا كبَّرَ كبَّرْنا، وإذا رَكَعَ رَكَعْنا، وإذا سَجَدَ سَجَدنا ، وهكَذا . وأمَّا إمامةُ التدبيرِ فتَشمَلُ الإمامَ الأعظَمَ ومَن دُونَه، والإمامُ الأعظَمُ هو الَّذي لَهُ الكَلِمةُ العُليا في البِلادِ؛ كالمُلوكِ ورُؤَساءِ الجُمهوريَّاتِ وما أشبَهَ ذلك، ومَن دونَه كالوُزراءِ والأمراءِ وما أشبَه ذلك، والأمَّةُ الإسلاميَّةُ بشَرٌ كغَيرِها من البَشَرِ، والبَشَرُ كائِنٌ من الأحياءِ، وكُلُّ حَيٍّ فلا بُدَّ لَهُ من رَئيسٍ . "* ( شرح العقيدة السفارينية : 1 / 663 ) *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/27/2025, 1:51:24 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ والخِلافةِ :* *▪️الحلقةُ الثانيةُ :* *▪️المبحثُ الثَّالِثُ : وُرودُ لَفظِ الإمامِ في القُرآنِ والسُّنَّةِ :* _ ورَدَ لَفظُ الإمامِ في القُرآنِ الكَريمِ بصيغةِ الإفرادِ في مَواضِعَ منها : _ قَولُ اللهِ تعالى حِكايةً عن إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : *{ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }* . [البقرة: 124] . _ وقَولُ الله سُبحانَهُ حِكايةً عن دُعاءِ المُؤمنينَ : *{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }* . [الفرقان: 74] . _ ووَردَ لَفظُ الإمامِ بصيغةِ الجَمعِ، ومن ذلك : _ قَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : *{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }* .[الأنبياء: 73] . _ وقَولُ اللهِ سُبحانَه : *{ وَنَجعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }*. [القصص: 5] . _ وقد ورَدَ اللَّفظَ أيضًا بمَعنى مَن يُؤتَمُّ بهم في الشَّرِّ . _ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ : *{ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أيْمَانَ لَهُمْ }* . [التوبة: 12] . _ قال اللهُ تعالى : *{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدعُونَ إِلَى النَّارِ ويَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }* . [القصص: 41] . وإذا أطلِقَ لَفظُ الإمامِ دونَ تَقييدٍ فإنَّه لا يَنصَرِفُ إلى أئِمةِ الباطِلِ؛ لأنَّه ورَدَ ذِكرُهم في القُرآنِ بهذه الكَلِمةِ مُقَيَّدةً كما في الآيَتَين السَّابِقَتَين . _ ووَردَ لَفظُ الإمامِ في السُّنَّة النَّبَويَّةِ في عِدَّةِ أحاديثَ؛ منها : _ عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال : *" فالإمامُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِه . "* . ( رواه مطولًا البخاري : 7138 واللَّفظُ له، ومسلم : 1829 ). _ قال القَسطلانيُّ : ( " فالإمامُ " الأعظَمُ " الَّذي على النَّاسِ راعٍ " يَحفَظُهم ويُحيطُ من ورائِهم ويُقيمُ فيهمُ الحُدودَ والأحكامَ " وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِه " . ( إرشاد السَّاري : 10 /216 ). _ وقال البَغَويُّ : " مَعنى الرَّاعي هُاهنا : الحافِظُ المُؤتَمَن على ما يَليه ... فالرِّعايةُ : حِفظُ الشَّيءِ وحُسنُ التعَهُّدِ ... فرعايةُ الإمامِ وِلايةُ أمورِ الرَّعيَّةِ، والحياطةُ من ورائِهم، وإقامةُ الحُدودِ والأحكامِ فيهم " . ( شرح السنة : 10 /62 ). _ وتوصَفُ الإمامةُ أحيانًا بالإمامةِ العُظمَى أوِ الكُبرَى تَمييزًا لَها عنِ الإمامةِ في الصَّلاةِ، على أنَّ الإمامةَ إذا أُطلِقَت فإنَّها تُوَجَّهُ إلى الإمامةِ الكُبرَى أوِ العامَّةِ . *▪️المبحثُ الرَّابِعُ : الترادُفُ بَينَ ألفاظِ: الإمامِ والخَليفةِ وأميرِ المُؤمِنينَ :* _ ظاهِرُ الأحاديثِ الوارِدةِ في شَأنِ الخِلافةِ والإمامةِ أنَّ الرَّسولَ ﷺ والصَّحابةَ والتابِعين الَّذينَ رووها لم يُفَرِّقوا بَينَ لَفظِ خَليفةٍ وإمامٍ، وبَعدَ تَوليةِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضي اللَّهُ تعالى عنه أضافوا إليها لَفظَ : أميرِ المُؤمنينَ، وإلى ذلك ذَهبَ أهلُ العِلمِ، فجَعلوها من الكَلِماتِ المُتَرادِفةِ المُؤَدِّيةِ إلى مَعنًى واحِدٍ. _ قال النَّوَويُّ : " يَجوزُ أن يُقال للإمامِ : الخَليفةُ، والإمامُ، وأميرُ المُؤمنين . " ( روضة الطالبين : 10 /49 ). _ وقال ابنُ خَلدونِ : " وإذ قد بَيَّنَّا حَقيقةَ هذا المَنصِبِ، وأنَّه نيابةٌ عن صاحِبِ الشَّريعةِ في حِفظِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به، تَسَمَّى خِلافةً وإمامةً، والقائِمُ به خَليفةً وإمامًا " ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ) _ وقال ابنُ منظورٍ : " الخِلافةُ : الإمارةُ " . ( لسان العرب : 2 /1235 ). _ وقال مُحَمَّد رَشيد رِضا : " الخِلافةُ، والإمامةُ العُظمَى، وإمارةُ المُؤمنين، ثَلاثُ كلِماتٍ مَعناها واحِدٌ، وهو رِئاسةُ الحُكومةِ الإسلاميَّةِ الجامِعةِ لمَصالِحِ الدِّين والدُّنيا " . ( الخلافة : ص: 17 ). _ ولَفظُ الأميرِ كان مُستَعمَلًا في عَهدِ النَّبيِّ ﷺ فيُسَمَّى به أمراءُ الجُيوشِ والأقاليمِ والمُدُنِ ونَحوِ ذلك؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال : " من أطاعني فقد أطاعَ اللَّهَ، ومن عصاني فقد عَصَى اللَّهَ، ومن أطاعَ أميري فقد أطاعني، ومن عَصى أميري فقد عصاني . " . ( رواه البخاري : 7137 ، ومسلم : 1835 ) . *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على الواسآب :* https://whatsapp.com/channel/0029VaLpFECCXC3L031o431a

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/15/2025, 7:06:05 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ :* *▪️أَوَّلاً : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً واصطِلاحًا :* *▪️المبحثُ الأوَّلُ : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً :* *_ الإمامةُ في اللُّغةِ :* مَصدَرٌ من الفِعلِ ( أمَّ ) تَقولُ : أمَّهم وأمَّ بهم : تَقدَّمَهم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ : ما ائتُمَّ به من رَئيسٍ أو غَيرِه، فيَفعَلُ أهلُه وأمَّتُه كما يفعَلُ، أي: يَقصِدون لِمَا يَقصِدُ، وأصلُ ( أم ) يدُلُّ على القَصدِ . ( يُنظر : " الصحاح " للجوهري ( 5 /1865 " ، و " مقاييس اللغة " لابن فارس ( 1 /21)، و " التفسير البسيط " للواحدي ( 3 /292 ) و " القاموس المحيط " للفيروزآبادي ( ص: 1077 ). *▪️المبحثُ الثَّاني : تَعريفُ الإمامةِ إصطِلاحًا :* _ عَرَّفَ العُلماءُ الإمامةَ في الاصطِلاحِ بعِدَّةِ تَعريفاتٍ مُتَقارِبةِ المَعاني . _ ومن هذه التعريفاتِ : _ قال الماوَرديُّ : *" الإمامةُ مَوضوعةٌ لخِلافةِ النُّبُوَّةِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا "* . ( الأحكام السلطانية : ص: 15 ). _ وقال أبو المَعالي الجُوينيُّ : *" الإمامةُ رياسةٌ تامَّةٌ، وزَعامةٌ عامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بالخاصَّةِ والعامَّةِ في مُهمَّاتِ الدِّين والدُّنيا "* . ( غياث الأمم في التياث الظلم : ص: 22 ). _ وقال ابنُ تَيمِيَّةَ : *" الإمامُ هو الَّذي يُؤتَمُّ به، وذلك على وَجهَينِ : أحَدُهما : أن يَرجِعَ إليه في العِلمِ والدِّينِ بحَيثُ يُطاعُ باختيارِ المُطيعِ؛ لكَونِه عالِمًا بأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ آمِرًا به، فيُطيعُه المُطيعُ لذلك، وإن كان عاجِزًا عن إلزامِه الطَّاعةَ .* *_ والثَّاني : أن يَكونَ صاحِبَ يَدٍ وسَيفٍ، بحَيثُ يُطاعُ طَوعًا وكَرْهًا؛ لكَونِه قادِرًا على إلزامِ المُطيعِ بالطَّاعةِ . وقَولُه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] قد فُسِّر بالأمراءِ بذَويِ القُدرةِ كأُمراءِ الحَربِ، وفُسِّر بأهلِ العِلمِ والدِّينِ، وكِلاهما حَقٌّ "* . ( منهاج السنة النبوية : 4 / 106 ). _ وقال ابنُ خَلدون : هي *" خِلافةٌ عن صاحِبِ الشَّرعِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به "* . ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ). _ و قال ابنُ المِبْرَدِ الحَنبَليُّ : الإمامُ هو *" ما يُؤتَمُّ به، تارةً في الصَّلاةِ: وهو إمامُ الصَّلاةِ، وتارةً يَكونُ في الفَصلِ بَينَ النَّاسِ: وهو الخَليفةُ، وتارةً في العِباداتِ والأحكامِ : وهو إمامُ الفِقهِ . وسُمِّيَ بذلك لتَقدُّمِه على غَيرِه؛ فإنَّ إمامَ الصَّلاةِ يَتَقدَّمُهم، وإمامَ الحُكمِ يُقدَّمُ على غَيرِه في هذا الأمرِ، وإن لم يَكُنِ التقدُّمُ حَقيقةً، وإمامُ الفِقهِ يُقدَّمُ قَولُه على قَولِ غَيرِه "* ( الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي : 2 / 201 ). _ وقال صِدِّيق حَسَن خان : *" إنَّ حَقيقةَ الإمامةِ الشَّرعيَّةِ النَّظَرُ في مَصالِحِ الأمَّةِ لدِينِهم ودُنياهم "* ( إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة " : ص : 18 ). _ و قال ابنُ عُثَيمين : *" الخِلافةُ مَنصِبٌ كبيرٌ ومَسئوليَّةٌ عَظيمةٌ، وهيَ تولِّي تَدبيرِ أُمورِ المُسلِمينَ بحَيثُ يَكونُ هو المَسؤولَ الأوَّلَ في ذلك، وهيَ فَرْضُ كِفايةٍ؛ لأنَّ أمورَ النَّاسِ لا تَقومُ إلَّا بها "* . ( شرح لمعة الاعتقاد : ص : 156 ) _ وقال أيضًا : *" الإمامةُ نَوعانِ : إمامةٌ في الدِّينِ، وإمامةٌ في التدبيرِ والتنظيمِ . فمن إمامةِ الدِّينِ الإمامةُ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ الإمامَ في الصَّلاةِ إمامَتُه إمامةُ دينٍ، ومَعَ ذلك فلَهُ نَوعٌ من التدبيرِ، حَيثُ إنَّ النَّبيَّ ﷺ أمرَ بمُتابَعَتِه، ونَهى عن سَبقِه والتخَلُّفِ عنه، فهذا نَوعُ تَدبيرٍ؛ لأنَّه مَثَلًا إذا كبَّرَ كبَّرْنا، وإذا رَكَعَ رَكَعْنا، وإذا سَجَدَ سَجَدنا ، وهكَذا . وأمَّا إمامةُ التدبيرِ فتَشمَلُ الإمامَ الأعظَمَ ومَن دُونَه، والإمامُ الأعظَمُ هو الَّذي لَهُ الكَلِمةُ العُليا في البِلادِ؛ كالمُلوكِ ورُؤَساءِ الجُمهوريَّاتِ وما أشبَهَ ذلك، ومَن دونَه كالوُزراءِ والأمراءِ وما أشبَه ذلك، والأمَّةُ الإسلاميَّةُ بشَرٌ كغَيرِها من البَشَرِ، والبَشَرُ كائِنٌ من الأحياءِ، وكُلُّ حَيٍّ فلا بُدَّ لَهُ من رَئيسٍ . "* ( شرح العقيدة السفارينية : 1 / 663 ) *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
5/19/2025, 12:02:03 PM

*📚 دُروسٌ في الإِمَامَةِ :* *▪️أَوَّلاً : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً واصطِلاحًا :* *▪️المبحثُ الأوَّلُ : تَعريفُ الإمامةِ لُغةً :* *_ الإمامةُ في اللُّغةِ :* مَصدَرٌ من الفِعلِ ( أمَّ ) تَقولُ : أمَّهم وأمَّ بهم : تَقدَّمَهم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ : ما ائتُمَّ به من رَئيسٍ أو غَيرِه، فيَفعَلُ أهلُه وأمَّتُه كما يفعَلُ، أي: يَقصِدون لِمَا يَقصِدُ، وأصلُ ( أم ) يدُلُّ على القَصدِ . ( يُنظر : " الصحاح " للجوهري ( 5 /1865 " ، و " مقاييس اللغة " لابن فارس ( 1 /21)، و " التفسير البسيط " للواحدي ( 3 /292 ) و " القاموس المحيط " للفيروزآبادي ( ص: 1077 ). *▪️المبحثُ الثَّاني : تَعريفُ الإمامةِ إصطِلاحًا :* _ عَرَّفَ العُلماءُ الإمامةَ في الاصطِلاحِ بعِدَّةِ تَعريفاتٍ مُتَقارِبةِ المَعاني . _ ومن هذه التعريفاتِ : _ قال الماوَرديُّ : *" الإمامةُ مَوضوعةٌ لخِلافةِ النُّبُوَّةِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا "* . ( الأحكام السلطانية : ص: 15 ). _ وقال أبو المَعالي الجُوينيُّ : *" الإمامةُ رياسةٌ تامَّةٌ، وزَعامةٌ عامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بالخاصَّةِ والعامَّةِ في مُهمَّاتِ الدِّين والدُّنيا "* . ( غياث الأمم في التياث الظلم : ص: 22 ). _ وقال ابنُ تَيمِيَّةَ : *" الإمامُ هو الَّذي يُؤتَمُّ به، وذلك على وَجهَينِ : أحَدُهما : أن يَرجِعَ إليه في العِلمِ والدِّينِ بحَيثُ يُطاعُ باختيارِ المُطيعِ؛ لكَونِه عالِمًا بأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ آمِرًا به، فيُطيعُه المُطيعُ لذلك، وإن كان عاجِزًا عن إلزامِه الطَّاعةَ .* *_ والثَّاني : أن يَكونَ صاحِبَ يَدٍ وسَيفٍ، بحَيثُ يُطاعُ طَوعًا وكَرْهًا؛ لكَونِه قادِرًا على إلزامِ المُطيعِ بالطَّاعةِ . وقَولُه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] قد فُسِّر بالأمراءِ بذَويِ القُدرةِ كأُمراءِ الحَربِ، وفُسِّر بأهلِ العِلمِ والدِّينِ، وكِلاهما حَقٌّ "* . ( منهاج السنة النبوية : 4 / 106 ). _ وقال ابنُ خَلدون : هي *" خِلافةٌ عن صاحِبِ الشَّرعِ في حِراسةِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به "* . ( تاريخ ابن خلدون : 1 /239 ). _ و قال ابنُ المِبْرَدِ الحَنبَليُّ : الإمامُ هو *" ما يُؤتَمُّ به، تارةً في الصَّلاةِ: وهو إمامُ الصَّلاةِ، وتارةً يَكونُ في الفَصلِ بَينَ النَّاسِ: وهو الخَليفةُ، وتارةً في العِباداتِ والأحكامِ : وهو إمامُ الفِقهِ . وسُمِّيَ بذلك لتَقدُّمِه على غَيرِه؛ فإنَّ إمامَ الصَّلاةِ يَتَقدَّمُهم، وإمامَ الحُكمِ يُقدَّمُ على غَيرِه في هذا الأمرِ، وإن لم يَكُنِ التقدُّمُ حَقيقةً، وإمامُ الفِقهِ يُقدَّمُ قَولُه على قَولِ غَيرِه "* ( الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي : 2 / 201 ). _ وقال صِدِّيق حَسَن خان : *" إنَّ حَقيقةَ الإمامةِ الشَّرعيَّةِ النَّظَرُ في مَصالِحِ الأمَّةِ لدِينِهم ودُنياهم "* ( إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة " : ص : 18 ). _ و قال ابنُ عُثَيمين : *" الخِلافةُ مَنصِبٌ كبيرٌ ومَسئوليَّةٌ عَظيمةٌ، وهيَ تولِّي تَدبيرِ أُمورِ المُسلِمينَ بحَيثُ يَكونُ هو المَسؤولَ الأوَّلَ في ذلك، وهيَ فَرْضُ كِفايةٍ؛ لأنَّ أمورَ النَّاسِ لا تَقومُ إلَّا بها "* . ( شرح لمعة الاعتقاد : ص : 156 ) _ وقال أيضًا : *" الإمامةُ نَوعانِ : إمامةٌ في الدِّينِ، وإمامةٌ في التدبيرِ والتنظيمِ . فمن إمامةِ الدِّينِ الإمامةُ في الصَّلاةِ؛ فإنَّ الإمامَ في الصَّلاةِ إمامَتُه إمامةُ دينٍ، ومَعَ ذلك فلَهُ نَوعٌ من التدبيرِ، حَيثُ إنَّ النَّبيَّ ﷺ أمرَ بمُتابَعَتِه، ونَهى عن سَبقِه والتخَلُّفِ عنه، فهذا نَوعُ تَدبيرٍ؛ لأنَّه مَثَلًا إذا كبَّرَ كبَّرْنا، وإذا رَكَعَ رَكَعْنا، وإذا سَجَدَ سَجَدنا ، وهكَذا . وأمَّا إمامةُ التدبيرِ فتَشمَلُ الإمامَ الأعظَمَ ومَن دُونَه، والإمامُ الأعظَمُ هو الَّذي لَهُ الكَلِمةُ العُليا في البِلادِ؛ كالمُلوكِ ورُؤَساءِ الجُمهوريَّاتِ وما أشبَهَ ذلك، ومَن دونَه كالوُزراءِ والأمراءِ وما أشبَه ذلك، والأمَّةُ الإسلاميَّةُ بشَرٌ كغَيرِها من البَشَرِ، والبَشَرُ كائِنٌ من الأحياءِ، وكُلُّ حَيٍّ فلا بُدَّ لَهُ من رَئيسٍ . "* ( شرح العقيدة السفارينية : 1 / 663 ) *#إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
2/10/2025, 10:56:45 AM

💥 *موقف الأئمة الأربعة من الخروج على ولاة الجور والفسق  :* *▪️مُوقف الإمام أَبي عبد الله أَحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل الشيباني رحمه الله ( 241 ه‍ ) .* - يرى الإمام أحمد - رحمه الله - تحريم الخروج على ولاة الجور والفسق والبدعة ، وقد قرر هذا الإعتقاد قولاً وفعلاً ، فمن الأمثلة على تقريره لهذه المسألة قولاً : *▪️ نقله رحمه الله تعالى الإجماع على تحريم الخروج :* - فقَالَ - رحمه الله تعالى -  : *" هَذِه مَذَاهِب أهل العلم وَأَصحَاب الْأَثر وَأهل السّنة المتمسكين بعروقها المعروفين بهَا المقتدى بهم فِيهَا من لدن أَصْحَاب النَّبِي ﷺ إِلَى يَومنَا هَذَا وَأدركت من أدركت من عُلَمَاء أهل الحجاز وَالشَّام وَغَيرهم عَلَيهَا فَمن خَالف شَيئا من هَذِه الْمذَاهب أَو طعن فِيهَا أَو أعاب قَائِلهَا فَهُوَ مُبتَدع خَارج من الْجَمَاعَة زائل عَن مَنْهَج السّنة وسبيل الْحق...* ( ثم ذكر جملة من إعتقاد أهل السنة الى أن قال ) : *" والخلافة فِي قُرَيْش مَا بَقِي من النَّاس اثْنَان لَيْسَ لأحد من النَّاس أَن ينازعهم فِيهَا وَلَا يخرج عَلَيْهِم وَلَا يقر لغَيرهم بهَا إِلَى قيام السَّاعَة وَالْجهَاد مَاض قَائِم مَعَ الْأَئِمَّة بروا أَو فجروا لَا يُبطلهُ جور جَائِر وَلَا عدل عَادل وَالْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ وَالْحج مَعَ السُّلْطَان وَإِن لم يَكُونُوا بررة وَلَا أتقياء وَلَا عُدُولًا وَدفع الصَّدقَات وَالْخَرَاج والأعشار والفيء والغنائم إِلَى الْأُمَرَاء عدلوا فِيهَا أم جارو والانقياد إِلَى من ولاه الله أَمركُم لَا تنْزع يدًا من طَاعَته وَلَا تخرج عَلَيْهِ بسيفك حَتَّى يَجْعَل الله لَك فرجًا ومخرجًا وَلَا تخرج على السُّلطات وَتسمع وتُطيع وَلَا تنكث بيعَة فَمن فعل ذَلِك فَهُوَ مُبْتَدع مُخَالف مفارق للْجَمَاعَة ، وَإِن أَمرك السُّلْطَان بِأَمْر هُوَ لله مَعصِيّة فَلَيْسَ لَك أَن تُطِيعهُ أَلبَتَّة وَلَيْسَ لَك أَن تخرج عَلَيْهِ وَلَا تَمنعهُ حَقه . "* . ( ذكره ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة :  1 /24 " من رواية الإصطخري عن الإمام أحمد . *▪️ تحريمه الخروج على الخليفة المُتغلب ولو كان فاجرًا :* *- قال - رحمه الله - :* *" ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسُميَّ أمير المُؤمنين لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراهُ إمامًا ، برًا كان أو فاجرًا ، فهو أميرُ المُؤمنين "* . ( الأحكام السُّلطانية : لإبن أبي يعلى : ص : 20)  *▪️ تحذيرهُ الشديد من الخروج على الولاة  :*  - قال - رحمه الله تعالى - : *" وَمَن خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ مِن أَئِمَّةِ المُسلِمِينَ ، وَقَد كَانَ النَّاسُ إجْتَمَعُوا عَلَيْهِ ، وَأَقَرُّوا لَهُ بِالخِلافَةِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ ؛ بِالرِّضَا أَوْ بِالغَلَبَةِ ؛ فَقَد شَقَّ هَذَا الخَارِجُ عَصَا المُسْلِمِيْنَ ، وَخَالَفَ الآثَارَ عَنْ رَسُولِ الله - ﷺ - ، فَإِنْ مَاتَ الخَارِجُ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَلا يَحِلُّ قِتَالُ السُّلْطَانِ ، وَلا الخُرُوجُ عَلَيْهِ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ وَالطَّرِيقِ "* . ( رواه عبدوس بن مالك العطَّار كما في ( أصول السُّنة : ص 45 ) وأُنظرها في  ( شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي : 1 /181) . _ وعن ابي بكر المروزي قال : *" سمعت ابا عبدالله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكاراً شديداً "* ( السُّنة ) ( 78 )  للخلال . _ وعن ابراهيم بن هانئ قال : *" قال ابو عبدالله : ابن عمر وسعد ، ومن كف عن تلك الفتنة أليس هو عند بعض النَّاسِ أحمد ؟ ثم قال : هذا علي رحمه الله لم يضبط النَّاس ، فكيف اليوم والنَّاس على هذا الحال ونحوه ، والسِّيف لا يعجبني أيضًا "* ( رواه ابن هانئ في " مسائل احمد " )  ( 2 /169) . (وقوله : أحمد : أي محمود فعله أي : من كف عن المشاركة في الجمل وصفين .) *_ بل أنَّه أستنكر على من ينكر على الولاة باليد :* _ قال ابن رجب الحنبلي في  " جامع العلوم والحكم " : ( وقد ذكرنا حديث ابن مسعود الذي فيه " يخلف من بعدهم خلوف فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن " الحديث . وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد وقد استنكر الإمام أحمد هذا الحديث في رواية أبي داود وقال هو خلاف الأحاديث التي أمر رسول الله ﷺ فيها بالصبر على جور الأئمة ."  . - فهذهِ بعض أقوال الإمام أحمد - رحمه الله - وسياتي ذكر لبعض مواقفه مع الخارجين على الولاة في حلقات لاحقة إن شاء الله تعالى . *# إنتهئ ، ويليها الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى .* 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على الواسآب :* https://whatsapp.com/channel/0029VaLpFECCXC3L031o431a *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
*( قناةُ شيخ الإسلام ابن تيمية )*
2/24/2025, 11:15:13 AM

*💥 موقف الإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل رحمه الله ( 241 ه‍ )  من الخروج على الولاة الظلمة والفسقة والبدعة :* *▪️الحلقة الثالثة :* *▪️شُبهاتٌ والجوابَ عليها :* -🔥 زعم أهل الأهواء والبدع من أنَّ للإمام أحمد قول آخر في المسألة يُجيزُ فيها الخروج على الولاة ، فقد نقل أبو الفضل التميمي الحنبلي كما في العقيدة الملحقة بذيل (١) ( طبقات الحنابلة ) لإبن ابي يعلى ( 2 /305 ) ، عن الإمام أحمد أنَّه قال  : *" من دعا منهم الى بدعة فلا تُجيبوه ، ولا كرامه ، وإن قدرتم على خلعه فافعلوا "*وهذا وإن كان نص كلامه في الولاة المبتدعة الا أنَّ حُكمهُ لا يختلف عن ولاة الجور والفسق لإنَّ الحديث الناهي عن الخروج لم يستثني إلا الكفر فقط ، فختلاف الرأيين يصعب الجمع بينهما إلا إذا قيل : إنَّ الفسق والجور والبدع مختلفه عنده ، فمنها مالا يجوز معه الخروج ، وتحمل عليه الروايات القائلة بالمنع ، ومنها ماهو أعظم فيجوز الخروج بشرط الإستطاعة وتحمل عليه هذه الرواية ، أو أنَّه منع من الخروج لأنَّه يشك في نوايا الخارجين ، أو يعلم ضعفهم وأنَّهم سيحدثون فتنًا وملاحم بين المسلمين ، وأجاز لمن سوى ذالك . - وممن ذهب الى القول بجواز الخروج من الأئمة الحنابلة إبن رزين وابن عقيل وابن الجوزي . *▪️والجواب على بُطلان ما ذهبوا إليه من وجوه :* *- الوجه الأول :* أنَّ هذا النقل يُخالف ماسبق نقله عن الإمام أحمد في تبديع القائل بالخروج على السُّلطان الجائر وتسميته خارجياً ، فكيف يكون هو نفسه قائلا بالخروج ؟! *- الثاني :* سبق النقلُ من أنَّ الإمام أحمد منع من الخروج على المأمون وغيره من العبَّاسيِّن الذَّين كانت بدعتهم مُكفره بالإجماع ، وكان يرى أنَّهم مُسلمون ، و يُخاطبهم بلقبِ الإمارة ! ، *وإنَّما مُنعت الشُّبهةُ العالقِةُ بأذهانهم من تكفيرهم* ، فكيف يأمرُ بالخروج على من بدعتُهُ غيرُ مكِّفرة ؟! ، بل أنُّه في الوقت الذي ينهى عن الخروج على الولاة كان يُحرضُّ على مُقاتلةِ الخارجين عليهم كالخرَّميَّه ، فقد روى الخلَّال في "السُّنة" ( 115- 119 ) بإسانيد يُصحح بعضها بعضا منها رواية حُسين الصَّانع حيثُ قال : " لمَّا كان أمرُ بابك - الخرمي - جعل ابو عبدالله يُحرض على الخروج إليه ، وكتب معي كتاباً إلى أبي الوليد والي البصرة يُحرضهم على الخروج إلى بابك  " (٢). *- الثالث :*  أنَّ الإمام أحمد لو كان يقول بهذا القول لبيَّن ذالك أئمة السُّنة وأنكروه ، كما أنكروا على غيره فعدم إنكارهم عليه يدلُّ على أنَّه لم يقل بهذا القول (٣). *-الرابع :* أنَّ أئمة السُّنة حكوا الإجماع على عدم جواز الخروج وانَّه إعتقادُ أهل السنة ، ولم يذكروا مخالفة الإمام أحمد ؛ ولو كان مخالفاً لبينوه ، فإنَّ للإمام أحمد وأقواله المنزلة العالية والمكانة الرفيعة (٤) .  *- الخامس :* أنَّ نقل أبو الفضل التميمي الحنبلي لا يُعتمد عليه فيما ينقله عن الإمام أحمد لإنَّ روايته عن أحمد منقطعةٌ ، فإنَّ الامام احمد توفي (241 ه‍ ) وابوالفضل التميمي توفي (410 ه‍ ) فبين وفاتهما ( 196 سنه )  ؛ ولإنَّه ينقل الروايات عن أحمد بالمعنى . - قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : *" وَكَانَ مِنْ أَعظَمِ المَائِلِينَ إلَيهِم - أي : للاشاعرة -  التَّمِيمِيُّونَ : أَبُو الحَسَنِ التَّمِيمِيُّ وَابنُهُ وَابنُ ابنِهِ وَنَحوُهُم ؛ وَكَانَ بَينَ أَبِي الحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَبَينَ القَاضِي أَبِي بَكرٍ بنِ الْبَاقِلَانِي مِنْ الْمَوَدَّةِ وَالصُّحبَةِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ مَشهُورٌ . وَلِهَذَا اعتَمَدَ الحَافِظُ أَبُو بَكرٍ البيهقي فِي كِتَابِهِ الَّذِي صَنَّفَهُ فِي مَنَاقِبِ الْإِمَامِ أَحمَدَ - لَمَّا ذَكَرَ اعتِقَادَهُ - اعتَمَدَ عَلَى مَا نَقَلَهُ مِن كَلَامِ أَبِي الفَضلِ عَبدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ التَّمِيمِيِّ. وَلَهُ - أي : التميمي -  فِي هَذَا البَابِ مُصَنَّفٌ ذَكَرَ فِيهِ مِن اعتِقَادِ أَحمَدَ مَا فَهِمَهُ؛ وَلَمْ يَذكُرْ فِيهِ أَلْفَاظَهُ وَإِنَّمَا ذَكَرَ جُمَلَ الِاعتِقَادِ بِلَفظِ نَفْسِهِ وَجَعَلَ يَقُولُ :  "وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ" . وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَن يُصَنِّفُ كِتَابًا فِي الفِقهِ عَلَى رَأْيِ بَعضِ الْأَئِمَّةِ وَيَذكُرُ مَذهَبَهُ بِحَسَبِ مَا فَهِمَهُ وَرَآهُ وَإِنْ كَانَ غَيرُهُ بِمَذهَبِ ذَلِكَ الْإِمَامِ أَعلَمَ مِنهُ بِأَلفَاظِهِ وَأَفهَمَ لِمَقَاصِدِهِ ... وَلِهَذَا قَد تَختَلِفُ الرِّوَايَةُ فِي النَّقلِ عَن الأَئِمَّةِ كَمَا يَختَلِفُ بَعضُ أَهلِ الْحَدِيثِ فِي النَّقْلِ عَن النَّبِيِّ ﷺ ....فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَد قَالَ خَبَرَينِ مُتَنَاقِضَينِ . وَأَمرَينِ مُتَنَاقِضَينِ وَلَم يَشعُر بِالتَّنَاقُضِ . "* ( مجموع الفتاوى ) (4 /167 ) . - وقال الحافظ الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) ( 28 / 207 ) : *" والتميميون معروفون بشئ من الإنحراف عن طريقة أحمد ، كما انحرف ابن عقيل ، وابن الجوزي ، وابن الزاغوني.  وغيرهم "* . - وبهذا الشَّرح والتوضيح من شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي نكون على بينة من أنَّ ماوقع من إبن الجوزي وإبن عقيل وغيرهما من الحنابلة في هذا الموضوع ، وغيرها لا يعدُّ رأيًا آخر للحنابلة وإنَّما هو فهمٌ قاصرٌ للمذهب نفسه ومخالفةٌ صريحة للنصوص ، مع الإنتباه إلى كون هؤلاء متأخرين عن زمن السَّلف زمن الإجماع . *- السادس :* أنَّ الجمع بين أقوال الإمام أحمد فيما يتناسب مع عقيدته مُمكنٌ ، بإن يُقال على فرض صحة الأثر عن الإمام أحمد ، بإنَّ مقصوده بخلع الخليفة المبتدع الذي خرج من الإسلام بسبب بدعته الكفرية ؛ لأنَّ الإمام احمد يُبدَّع من يخرج على الخليفة الواقع في بدعة لم تخرجه من الإسلام كما مر معنا (٤)  . *#إنتهى ، ويليها الحلقة الرابعة بإذن الله تعالى .* ___ # الحاشية : -1 ) : هذه العقيدة الحقها الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله - على كتاب ( طبقات الحنابلة ) لإبن ابي يعلى . - 2 ) : وبابك الخرمي هذا خرج على المأمون والمعتصم ، وهما اللَّذان إمتحنا الإمام أحمد إمتحاناً شديداً وعذبانه عذاباً نكرا ، فلم يمنعه إنتصارهُ لنفسه من الإنقياد للحق ؛ لإنَّه لا مهرب لِمُنشد الحقِ من التَّحاكم الى الكتاب والسنة . - 3 ) : - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وأما أهل العِلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه، كما قد عُرف من عادات أهل السُنة والدين قديماً وحديثاً، ومن سيرة غيرهم ). ( مجموع الفتاوى : 12 / 35 ) . - وقال ايضاً : ( الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السُنة والجماعة ). ( مجموع الفتاوى : 28 /179 ) . - 4) : بل أنَّ الإمام البخاري وحرب بن إسماعيل الكرماني ، وهما من تلامذةِ الإمام أحمد قد نقلا الإجماع على تحريم الخروج ، و نصَّا على أنَّ الإمام أحمد ممن يقول بهذا الرأي . انظر ( شرح اعتقاد اهل السنة : 1 / 172 ) للالكائي و ( حادي الأرواح : 1/289 )  لإبن القيم . - 5 ) : وقد رد الحافظ ابن حجر في الفتح ( 7139 ) على إبن التَّين الذي أدعى الإجماع على جواز الخروج على الإمام المبتدع فقال  : " وإما إدعاه من الإجماع على القيام فيما إذا دعا الخليفة إلى البدعة مردود، *إلا إن حمل على بدعة تؤدي إلى صريح الكفر* ، وإلا فقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن ، وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة، *ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك ،* ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة فأبطل المحنة، وأمر بإظهار السنة ." . _ قلت : وقول الحافظ : ( ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم )  ردٌ على من يزعم بإنَّ الإمام أحمد كان يعتقد بكفر المأمون . 🌴🌴🌴🌴 *- قناتنا على التليجرام :* https://t.me/shaykhaliislamabntaymia

Link copied to clipboard!