سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
February 13, 2025 at 07:50 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *تحذير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من الأمراض الخطيرة التي تصيب المجتمع*: 1- *جزاء المعصية*: قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنقص في اللذة، قيل: وما النقص في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلالاً إلا جاءها ما ينغصه إياها, ومع هذا الترهيب والتخويف من المعصية فإن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه لا يغفل عن الترغيب في تركها، حيث قال: من كان يريد العز بلا عشيرة، والنسل بلا كثرة، والغنى بلا مال، فليتحول من ذل المعصية إلى عز الطاعة, وقال: إذا رغبت في المكارم، فاجتنب المحارم. 2- *طول الأمل واتباع الهوى*: خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر الكوفة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم: طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل. فقد أشار أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه في هذه الخطبة إلى أمرين خطيرين لهما تأثير كبير في حياة الناس وهما طول الأمل بالبقاء على قيد الحياة، فإنه يخدع الإنسان فيشغله بمشاريعه وطموحاته الدنيوية، ويمنّيه بتأجيل الأعمال الصالحة وينسيه الحياة الآخرة، فيتضخم عمله للدنيا ويتضاءل عمله للآخرة، ولو أن كل إنسان وضع في مخيلته أنه معرض للموت في كل ساعة لأصبح العمل للدنيا قليلاً بقدر الضرورة، ولأصبح العمل للآخرة كثيرًا لأنه هو الذي سيبقى بعد الموت، وأما اتباع الهوى فإنه يغير اتجاه صاحبه، ويجعل الهدف الأعلى في فكره هو تحقيق هوى نفسه وهوى من يعمل تحت إرادتهم، وينسى الهدف الإسلامي الأعلى الذي هو ابتغاء رضوان الله تعالى وفضله في الجنة، وبناء على تغير الأهداف فإن مناهج العمل تتغير فتصبح مناهج دنيوية يُراد بها تحقيق أهداف لا تتجاوز الحياة الدنيا، كما تتغير العلاقات والروابط، فتصبح الأخوة قائمة على المصالح الدنيوية بدلاً من الإيمان والتقوى، إلى غير ذلك مما يترتب على تغير الأهداف. 3- *الرياء*: قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: لا تعمل شيئًا من الخير رياءً، ولا تتركه حياء, وقال رضي الله عنه: للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أُثني عليه، وينقص إذا ذُمَّ به, وقد جاءت نصوص الشرع بتسمية الرياء شركًا أصغر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر*، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: *الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة، إذا جازى الناس بأعمالهم، اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء*, وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر. إن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه حذّر من مرض القلب الخطير المتعلق بإرادة الإنسان وقصده، وحث الناس على إفراد الله سبحانه وتعالى بالقصد والطاعة والالتزام بالسير على هدى السنة النبوية، فقد ثبت عنه أنه قال: لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية، ولا نية إلا بموافقة السنة, وروي عن الفضيل بن عياض أنه تلا قوله تعالى: ( *لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً* ) [الملك:2]، فقال: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إذا كان العمل خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة. إن صور الرياء متعددة منها: ما يكون بالأعمال، كمن يصلي فيطيل القيام ويطيل الركوع والسجود ويظهر الخشوع عند رؤية الناس له، ومنها ما يكون من جهة القول، كالرياء بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار لأجل المحاورة وإظهار غزارة العلم، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس ويتغافل عنه في منزله، أو يكون الرياء من جهة الزي، كإبقاء أثر السجود على جبهته، ولبس الغليظ من الثياب وخشنها مع تشميرها كثيرًا ليقال: عابد زاهد، أو ارتداء نوع معين من الزي ترتديه طائفة يعدهم الناس علماء ليقال: عالم، أو يكون الرياء بالأصحاب والزائرين، كالذي يتكلف أن يستزير عالمًا أو عابدًا ليقال: إن فلانًا قد زار فلانًا، ودعوة الناس لزيارته كي يقال: إن أهل الخير يترددون عليه، وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ ليقال: لقي فلان شيوخًا كثيرين واستفاد منهم ليباهي بذلك، أو يكون الرياء لأهل الدنيا، كمن يتبختر ويختال في مشيته، أو يصعر خده أو يلف عباءته، أو يحرك سيارته حركة خاصة، أو يكون الرياء من جهة البدن، كأن يرائي بإظهار النحول والصفار ليوهم الناس أنه جاد في العبادة، كثير الخوف والحزن، وغير ذلك من الصور التي يرائي بها المراءون، يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد. وبالجملة فإن المحافظة على أعمال الخير والإكثار من ذكر الله وعبادته وخشيته وحده، وعدم خشية الناس في ذات الله ومحبة الصالحين وغيرها، كل هذا من الأعمال الصالحة الحسنة المطلوبة، ولكن لابد أن تكون كلها لله، لأن الرياء هو عمل العمل الصالح لغير الله، فيجب على المؤمن تصحيح نيته لله، لا أن يترك العمل الصالح خوفًا من الرياء، فلتحذر تلك الأصناف من خطورة مرض الرياء، ولتتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: *من طلب العلم ليماري به الفقهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار*. إن أمير المؤمنين عليًا حذّر من الرياء، وبين أن الأعمال لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حث رضي الله عنه على التمسك بالسنة في مناسبات عديدة، فقد قال: واقتدوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، فإنه أفضل الهدى، واستنوا بسنته فإنها أفضل السنن. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (81) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments