
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
276 subscribers
About سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كل يوم منشور واحد بعونه تعالى. رابط القناة: https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 .
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *ولاية الشرطة في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*: عندما تولى عليّ رضي الله عنه أمر الخلافة كانت وظيفة الشرطة إحدى الوظائف المهمة المعروفة في الدولة، والقصص والآثار التي تحدثت عن دور الشرطة في عهد عليّ رضي الله عنه كثيرة، منها ما رواه أصبغ بن نباته، أن شابًا شكا إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه نفرًا، فقال: إنّ هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ولم يعد أبي فسألتهم عنه، فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله: فقالوا: ما ترك شيئًا، وكان معه مال كثير، وترافعنا إلى شريح، فاستحلفهم وخلّى سبيلهم، فدعا عليّ بالشرطة، فوكّل بكلّ رجل رجلين، وأوصاهم ألا يمكنوا بعضهم يدنو من بعض، ولا يمكنوا أحدًا يكلمهم، ودعا كاتبه، ودعا أحدهم، فقال: أخبرني عن أبي هذا الفتى، أي يوم خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم؟ وكيف كان سيركم؟ وبأي علة مات؟ وكيف أصيب بماله؟ وسأله عمَّن غسله ودفنه، ومن تولى الصلاة عليه، وأين دفن، ونحو ذلك، والكاتب يكتب، فكبر عليّ، وكبَّر الحاضرون والمتهمون لا علم لهم إلا أنهم ظنّوا أن صاحبهم قد أقرّ عليهم، ثم دعا آخر بعد أن غيب الأول عن مجلسه، فسأله كما سأل صاحبه، ثم الآخر كذلك، حتى عرف ما عند الجميع، فوجد كل واحد منهم يخبر بضدّ ما أخبر به صاحبه، ثم أمر بردّ الأول فقال: يا عدو الله، قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك، وما ينجيك من العقوبة إلا الصدق، ثم أمر به إلى السجن، وكبّر وكبّر معه الحاضرون، فلما أبصر القوم الحال لم يشكوا أن صاحبهم أقرّ عليهم فدعا آخر منهم، فهدده، فقال: يا أمير المؤمنين، والله لقد كنت كارهًا لما صنعوا، ثم دعا الجميع فأقروا بالقصة واستدعى الذي في السجن وقيل له: قد أقر أصحابك ولا ينجيك سوى الصدق، فأقر بكل ما أقر به القوم، فأغرمهم المال، وأقاد منهم القتيل. فهذه القصة تحوى معان ودلالات كثيرة تفيد المحققين، وتدلّ في الوقت نفسه على وجود السجن، ورجال الشرطة, هذا وقد بنى أمير المؤمنين سجنًا في الكوفة سمّاه *نافعًا* لم يكن مستوثق البناء، فكان المسجونون يخرجون منه، فهدمه وبنى بدلاً منه سجنًا سمّاه *مخيسا*, وقد أجرى على أهل السجون ما يقوتهم من طعامهم وأدمهم وكسوتهم في الشتاء والصيف, وكان لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب شرطة، منهم: أبو الهياج الأسدي، وقيس بن سعد بن عبادة ومعقل بن قيس الرّياحي، ومالك بن خبيب اليربوعي، والأصبغ بن نباته المشاجعي، وسعيد بن سارية بن مرة الخزاعي، وكان من ضمن الوظيفة الاجتماعية للشرطة: مساعدة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وإرشاد التائه، وإطعام المساكين، وتقديم العون، وإظهار الرفق، وغير ذلك من المساعدات الإنسانية التي يراد بها وجه الله تعالى. ومن هنا يظهر لنا أن الأمن في العصر الراشدي كان يقوم بدور حضاري في تقديم خدمات عامة للمجتمع، ولم يقتصر دوره فقط على الجانب الأمني وإن كان للجانب الأمني الأهمية الكبرى. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (85) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *اهتمام الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بترشيد الأسواق*: 3- *خطورة التجارة قبل التفقه في أحكامها*: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: من اتجر قبل أن يتفقه في الدين فقد ارتطم في الربا، ثم ارتطم، ثم ارتطم, وقد كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يضرب بالدرة من يقعد في السوق وهو لا يعرف الأحكام، ويقول: لا يقعد في سوقنا من لا يعرف الربا, وكان يقول: لا يبيع في سوقنا إلا من تفقه، وإلا أكل الربا شاء أو أبى, فكل شؤون الحكم كانت محل اهتمام الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، لا يطغى جانب على جانب، فلا يختل الحال بين يدي الحاكم، فقد كانوا يقعّدون للتجارة القواعد التي تصلح للأسواق، وتنظم التداول، وتضمن الثبات والاستقرار، فلا غبن ولا غش، ولا احتكار ولا أسواق سوداء ولا زرقاء ولا جهل بما يجوز وما لا يجوز في عالم التجارة. ويمكن اليوم تفقيه التجار *من خلال دورات في المساجد* خصوصًا التي في قلب الأسواق، ولابد من توجيه الخطاب للتجار من خلال كتيبات خاصة بهم والأشرطة الصوتية المختصرة التي تبين أحكام التجارة وتبسط المسائل المتعلقة بها والتي تبرز ما يلي: - نماذج مختارة من التجار المسلمين المخلصين لدينهم الذين نصروا الله ورسوله بأموالهم. - بيان أهمية الآخرة بالنسبة لهم لكي يجمعوا بين خيري الدنيا والآخرة. وعلى العلماء وطلاب العلم واجب كبير في تفقيه هذه الشريحة الكبيرة في المجتمعات، وعلى الحركات الإسلامية ألا تنسى واجبها في تعليم أبنائها من التجار وغيرهم هذا الفقه العزيز. 4- *من سبق إلى موضع فهو أحق به*: أثيرت قضية المحل التجاري في السوق وقضى على ابن أبي طالب رضي الله عنه في سوق الكوفة، أن من سبق إلى موضع فهو أحق به ما دام فيه ذلك اليوم، فإذا انتقل عنه، فهو لمن حلَّ فيه، قال الأصبغ بن نباته: خرجت مع عليّ بن أبي طالب إلى السوق, فرأى أهل السوق قد حازوا أمكنتهم, فقال علي: ما هذا؟ فقالوا: أهل السوق قد حازوا أمكنتهم، فقال: ليس ذلك لهم، سوق المسلمين كُمصلَّى المسلمين، من سبق إلى شيء فهو له يومه حتى يدعه، وظلّت هذه القاعدة متَّبعة حتى ولاية *المغيرة بن شعبة*، فلمّا كانت ولاية *زياد بن أبيه* عليها عام 49هـ جعل من قعد في مكان فهو أحق به مادام فيه. 5- *المحتكر عاص ملعون*: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في احتكار الطعام: جالب الطعام مرزوق، والمحتكر عاص ملعون, وقد أمر أمير المؤمنين *بتحريق الطعام المحتكر*، فقد أخرج الحافظ ابن أبي شيبه عن الحكم قال: أُخبر على برجل احتكر طعامًا بمائة ألف فأمر به أن يحرق, وقد ذهب ابن قدامه إلى أن *الاحتكار المحرم ما اجتمعت فيه شروط ثلاثة هي*: أ- أن يشترى، فلو جلب شيئًا، أو أدخل من غلته شيئًا فادخره لم يكن محتكرًا، وهذا واضح من قول عليّ رضي الله عنه. ب- أن يكون المشترى قوتًا. جـ - أن يضيق على الناس بشرائه. وترهيب أمير المؤمنين علىٍّ من الاحتكار مبني على قول رسول صلى الله عليه وسلم: *لا يحتكر إلا خاطئ*. 6- *الخسارة على المال والربح على ما اصطلحوا عليه*: بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب شيئًا من أحكام *المضاربة* وهي (أي المضاربة): نوع من أنواع المعاملات بين الناس، وهي دفع مال معلوم لمن يتجر به ببعض ربحه، فقال رضي الله عنه: الوضيعة على المال، والربح على ما اصطلحوا عليه, والوضيعة تعنى الخسران في الشركة وهي على المال، أي على كل واحد بقدر ماله، فإن كان مالهما متساويًا في القدر فالخسران بينهما نصفان، وإن كان أثلاثًا فالوضيعة تكون أثلاثًا. 7- *تحريقه قرية كانت تباع فيها الخمر*: كان رضي الله عنه شديد الإنكار على من باع خمرًا، فقد أمر بتحريق قرية كانت تباع فيها الخمر، فقد روى الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام أن عليًا بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى *زرارة* فقال: ما هذه القرية؟ قالوا: قرية تدعي زرارة، يلحم فيها، تباع فيها الخمر، فقام يمشي حتى أتاها، فقال: عليَّ بالنيران، اضرموها فيها، فإن الخبيث يأكل بعضه بعضًا، قال (الراوي): فاحترقت من غربيها حتى بلغت بستان خواستا بن جبرونا. 8- *احتسابه فيما يتعلق باللباس والهيئة*: عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادى خلفي: ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك، وخذ من شعرك إن كنت مسلمًا. 9- *حبسه أهل الشر والفساد*: كان رضي الله عنه يلاحق أهل الشر والفساد، فإذا وجد أحدًا منهم حبسه، فقد روى القاضي أبو يوسف عن عبد الملك بن عمير قال: كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إذا كان في القبيلة أو القوم الرجل *الداعر* حبسه، فإن كان له مال أنفق عليه من ماله، وإن لم يكن له مال أنفق عليه من بيت مال المسلمين، وقال: يحبس عنهم شره، وينُفق عليه من بيت مالهم. 10- *الترهيب من عدم الإنفاق*: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: بشِّر مال البخيل بحادث أو وارث, وقال: البخيل مستعجل الفقر، يعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في العقبى حساب الأغنياء. 11- *مناداته للصلاة*: كان أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه شديد الاهتمام بأمر الصلاة، فقد كان يمر في الطريق مناديًا: الصلاة، الصلاة، كان يوقظ بذلك الناس لصلاة الفجر، يحدثنا الحسن رضي الله عنه, عن خروجه اليوم الذي طعن فيه من بيته حيث يقول: فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس! الصلاة الصلاة. وكذلك كان يصنع كل يوم، ومعه درته، فاعترضه الرجلان، فضربه ابن ملجم على دماغه. 12- *الاهتمام بالطرق العامة*: كان أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يأمر بالمثاغب (سيول الوديان), والكنف (المراحيض), التي تقطع من طريق المسلمين. 13- *ظهور بدعة القصص ومحاربة أمير المؤمنين على لها*: حدثت بدعة *القُصَّاص* (الحكواتية) في عهد علي رضي الله عنه، فأنكرها الصحابة والتابعون، فقد أخرج محمد بن وضّاح عن موسى بن معاوية قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عبيد الله بن نافع قال: لم يُقَصّ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، وأول ما كان القصص حين كانت الفتنة, والقصاص هم الوعاظ الذين يعقدون مجالس للوعظ *تضاهي مجالس العلم*، يعظون الناس فيها بالحكايات والإسرائيليات ونحوها، مما لا أصل له أو موضوع، أو مما لا تدركه عقول العامة، وقد منعهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنهم أخذوا يحدثون الناس بالغرائب والمتشابهات، وما لا تدركه عقولهم وما لا يعرفون, وأذن أمير المؤمنين لمن كان متمكنًا من العلم الشرعي بأن يقص على الناس. كانت حياة أمير المؤمنين في المجتمع *دعوة للتوحيد ومحاربة للشرك*، وكان حريصًا على تعليم الناس *أسماء الله وصفاته وربط قلوبهم به وحده*، وتذكيرهم بنعم الله وحضهم على شكرها، وقد كان رضي الله عنه مثابرًا على *محو آثار الجاهلية*، متخذًا جميع الوسائل الدعوية من: خطابة ووعظ، وشعر وحكم، ولم يعش رضي الله عنه بعيدًا عن الناس بل عاش بينهم بأخلاقه وسمته وعلمه رضي الله عنه. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (84) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *المؤسسة القضائية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* ثانيًا: *ميزات القضاء في العهد الراشدي*: إن القضاء في العهد الراشدي يمثل الدرجة الثانية بعد القضاء في العهد النبوي الذي يمثل الجذور والأساس، وجاء القضاء في العهد الراشدي يمثل البناء الكامل والتنظيم الشامل من جهة، ويعطى الصورة البراقة للقضاء الإسلامي من جهة ثانية، ويعتبر أنموذجًا ومثلاً وقدوة وتحت محط الأنظار طوال العهود التالية، ويمكننا أن نشير باختصار وإيجاز إلى *أهم ميزات القضاء في العهد الراشدي* وهي: 1- *كان القضاء في العهد الراشدي امتدادًا لصورة القضاء في العهد النبوي*، بالالتزام به، والتأسي بمنهجه، وانتشار التربية الدينية، والارتباط بالإيمان والعقيدة، والاعتماد على الوازع الديني، والبساطة في سير الدعوى، واختصار الإجراءات القضائية، وقلة الدعاوى والخصومات إذا قورنت باتساع الدولة، وتعدد الشعوب والأمصار، وحسن اختيار القضاة، وتوافر الشروط الكاملة فيهم. 2- *يعتبر القضاء في العهد الراشدي صورة صحيحة وصادقة وسليمة للقضاء الإسلامي*، ولذلك صار موئل الباحثين، ومحط الأنظار للفقهاء، وصارت الأحكام القضائية والتنظيم القضائي في العهد الراشدي مصدرًا للأحكام الشرعية، والاجتهادات القضائية والآراء الفقهية في مختلف العصور، وهذا بالاتفاق – ولو أدبيًا- عند جميع العلماء والمذاهب، مع وجود الاختلاف في التدقيق والجزئيات والتفاصيل، ومن ذلك اختلاف الأئمة في حجية قول الصحابي وعدم حجيته، كما هو مقرر في علم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث، وتاريخ التشريع وسيأتي الحديث عن ذلك بإذن الله. 3- *مارس الخلفاء الراشدون، وبعض ولاة الأمصار، النظر في المنازعات* وتولوا القضاء بجانب الولاية، كما أولوا الاهتمام الكامل لتولى قضاء المظالم وقضاء الحسبة. 4- *عين الخلفاء الراشدون في أكثر المدن والأقطار الإسلامية قضاة لممارسة القضاء خاصة*، دون بقية السلطات، وظهر بشكل مبدئي- ولأول مرة- فصل السلطة القضائية عن بقية السلطات، وأن الولاة لا سلطان لهم على القضاة في المدن الكبرى التي تم فيها تعيين القضاة بجانب الولاة، بينما يتولى الولاة في بقية المدن والأمصار القضاء والولاية معًا وهم تحت بصر ومحاسبة الخليفة الراشد. 5- *كان القضاة في العهد الراشدي مجتهدين*، فينظرون في نصوص القرآن والسنة مباشرة، ويعملون فيها بما يؤدي إليه اجتهادهم، فإن لم يجدوا فيها حكم الواقعة اجتهدوا رأيهم بعد الاستئناس بما قضى به أسلافهم، واستشارة العلماء المعاصرين لهم، ثم أصدروا الحكم الذي وصل إليه اجتهادهم. 6- *ظهرت مصادر جديدة للقضاء في العهد الراشدي* نتيجة للمنهج السابق الذي التزموه، وصارت الأحكام القضائية هي: - القرآن، - والسنة الشريفة، - والإجماع، - والقياس، - والسوابق القضائية، - والرأي الاجتهادي، مع المشورة. 7- *تم التنظيم الإداري الدقيق للقضاء في العهد الراشدي*، وأرسل عمر وعلي رضي الله عنهما الرسائل الخالدة والمشهورة إلى القضاة والولاة، لتنظيم شؤون القضاة، وبيان الدستور والمنهج، وتبع ذلك متابعة الخلفاء للقضاة ومراقبتهم، وتبادل الرأي معهم، والسؤال عن أخبارهم وأقضيتهم، وطلب مراجعتهم في القضايا المهمة والمعضلة والخطيرة، وكانت هذه الميزة في أوجها في عهد عمر رضي الله عنه، وخفت قليلاً في عهد عثمان، وضعفت في عهد علي لاضطراب الأمور، وكثرة الفتن، ونشوب الحروب الداخلية، وظهور بذرة الاستقلال الذاتي في الشام وما يتبعه، مع تعدد السلطة. 8- *كانت اختصاصات القاضي في الغالب عامة وشاملة لجميع الوقائع*، وكانت صلاحية القاضي واسعة، وله الحرية الكاملة في الإجراءات، ولكن ظهر في هذا العهد نواة الاختصاص الموضوعي والنوعي للقضاة، وتم تعيين قضاة للنظر في القضايا الصغيرة والبسيطة، كما تم تعيين قضاة للأحداث الجسيمة والوقائع الكبيرة، وبقي معظم الخلفاء غالبًا يتولون النظر في الجنايات والحدود، وقام بهذا الشأن بعض الولاة أيضًا، كما ظهر في هذا العهد تعدد القضاة في وقت واحد في المدن الكبرى والأقطار الواسعة كالمدينة المنورة، والكوفة، والبصرة، واليمن، كما ظهر قاض للعسكر لأول مرة. 9- *تأكد في هذا العهد ما كان في العهد النبوي من مراقبة الأحكام القضائية*، وإقرار ما وافق القرآن والسنة، وما صدر عن الرأي والاجتهاد، لأن الاجتهاد لا ينقض بمثله، وينقض ما خالف القرآن والسنة. 10- *استحدثت في العهد الراشدي رواتب القضاة بشكل منظم*، مع التوسعة على القضاة، وأقيمت دار للقضاء، وأنشئ السجن للحبس، كما ظهر- ولأول مرة- امتناع كبار الصحابة عن القضاء، *كابن عمر* الذي طلبه عثمان فامتنع، *وكعب بن يسار بن ضَنَّة* الذي طلبه عمر لتولى القضاء بمصر فأبى أن يقبل، وقيل قبله أيامًا، ثم اعتزل. 11- *كانت إجراءات التقاضي في العهد الراشدي بسيطة وسهلة وقليلة*، بدءًا من سماع الدعوى، إلى إقامة البينة والإثبات والحجج، إلى إصدار الحكم فيها، إلى التنفيذ، وكانت آداب القضاء مرعية في حماية الضعيف، ونصرة المظلوم، والمساواة بين الخصوم، وإقامة الحق والشرع على جميع الناس، ولو كان الحكم على الخليفة أو الأمير أو الوالي، وكان القاضي في الغالب يتولى تنفيذ الأحكام، إن لم ينفذها الأطراف طوعًا واختيارًا، وكان التنفيذ عقب صدور الحكم فورًا، ولكن *ظهرت في العهد الراشدي أمور تنظيمية جديدة*: - فوجد كاتب للقاضي في عهد عمر، - وظهرت الشرطة والأعوان لمساعدة القاضي والوالي في عهد عثمان، - وتطور التحقيق الجنائي في عهد سيدنا عليّ رضي الله عنه، وفرَّق بين الشهود للوصول إلى الحق وكشف الواقع حتى صار مضرب المثل. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (88) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *المؤسسة المالية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* في عهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لم يحدث تغيير يذكر في السياسة المالية للدولة الإسلامية، إلا أن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه رجع إلى ما كان عليه أبو بكر الصديق في التسوية في العطاء, فلم يفضل أحدًا، فأعطى الموالي كما أعطى السادة, وكان الخراج في بعض الأمصار موكولاً إلى الولاة أنفسهم، ففي مصر كان *قيس بن سعد بن عبادة* – الوالي العام- مسؤولاً عن الخراج فيها، وكذلك حينما بعث عليّ رضي الله عنه *الأشتر النخعي* على مصر كان في خطابه له ما يوحي أنه مع ولايته العامة كان مسئولاً عن الخراج بما يصلح أهله، فإن صلاحه وصلاحهم صلاح لمن سواهم ولا صلاح إلا بهم، لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ عن نظرك في استجلاب الخراج، لأن ذلك يدرك بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة، أضر بالبلاد وأهلك العباد ولم يستقم أمره إلا قليلاً، فإن شكوا ثقلاً أو علة أو انقطاع شرب، أو إحالة أرض اغتمرها غرق، أو أجحف بها عطش، خففت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم.. فإن العمران محتمل ما حملته، وإنما خراب الأرض من إعواز أهلها، وإنما إعوازها أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع وسوء ظنهم بالبقاء وقلة انتفاعهم بالعبر. فقد كانت نظرة أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه إلى الخراج بما يتعدى الجباية إلى المسألة الاقتصادية برمتها، حيث يشكل الخراج المصدر الأساسي لها في ذلك الوقت، وقد اشتهر عن عليّ رضي الله عنه تشديده في مراقبة عماله في جميع النواحي، وكان الخراج والشؤون المالية من الأمور المهمة التي كان يدقق فيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فكان يبعث العيون والأرصاد ليعلم أحوالهم, وقد كان لولاة البلدان صلاحيات عامة في المصروفات من ولاياتهم وبيوت أموالها، فالولاة الذين كانوا يباشرون بيت المال وعمال الخراج بأنفسهم في عهد الخلفاء عمومًا كانوا ينفقون من الأموال التي لديهم في الأوجه الشرعية في مصالح الولاية، فكانوا يستخدمون هذه الأموال في شؤون الجهاد والفتوح من إعداد للسلاح والدواب ومرتبات الجند وغير ذلك من أوجه الجهاد، كما كان الولاة يقومون بصرف نفقات العمال، والموظفين في الولاية, بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون ببعض الإصلاحات من بناء الجسور وحفر للقنوات والعيون والأنهار، وكان ذلك يستدعى الصرف مما يجبونه من ولاياتهم. وفي الأوقات التي تعزل فيها ولاية الخراج أو بيت المال عن الولاية العامة فإن الولاة بحكم إشرافهم العام على الولاية يطلبون من عمال الخراج الإنفاق على هذه الإصلاحات، أو يقوم الولاة بتعيين عمال خاصين بهذه المشاريع، وتصرف نفقات العمل أو التجهيز من دخل الولاية عن طريق عمال الخراج إذا كانوا مستقلين، وهكذا فإنه حتى لو عزلت مهمة (الجباية) عن الوالي كما عبرّ عنها بعض الباحثين فإن النفقات مع ذلك كانت تأخذ طريقها بواسطة الولاة في كثير من الأحيان سواء للجهاد أو التعمير. ولقد نبه بعض الفقهاء إلى أن على الولاة إنفاق الأموال في مصالح المسلمين وعدم تجميدها، إذا إن تجميد الأموال التي أخذت بحقها وعدم صرفها في مصالح المسلمين يوازي الظلم في جمعها، فعدوا *التجميد للأموال العامة من باب الظلم والتقصير من جانب الولاة*, قد كانت الأمصار والولايات أحق بأموالها وجباياتها من غيرها، فكان الولاة لا يعملون على ترحيل الأموال عن مناطقهم إلى العاصمة في المدينة أو الكوفة فيما بعد، إلا بعد أن يسدوا حاجة ولاياتهم من النفقات, ولا شك أن ما قام به الخلفاء الراشدين خصوصًا في عهد عمر من تنظيم دقيق للشؤون المالية في الولايات بما فيها من جباية- مصادر الدخل أو الواردات العامة إضافة إلى النفقات العامة- يعتبر تنظيمًا جديدًا، ولم يمنعهم ذلك من الاستفادة من خبرات من سبقوهم حيث استحدثوا *الدواوين* وضبطوا أمورهم المالية من مختلف جوانبها، وقد حاول بعض المستشرقين وفيهم فيليب حتى في موسوعته عن تاريخ العرب أن يقلل من شأن ما قام به الخلفاء الراشدين من تنظيم للأموال في الدولة عمومًا فقال: «والحقيقة أن الأخبار تعزو إلى عمر كثيرًا مما أحدثته السنون التي لحقت عهده من إنشاءات دعت إليها التجارب والأحوال الجديدة، وأن ما جاء به الخلفاء وعمال الأمصار الأول في صدد الخراج والجزية، وأصول جبايتها وسياسة أموال الدولة لم يكن بالشيء الخطير، فلقد أبقى الإسلام أساس الحكم وأنظمة الإدارية البيزنطية على ما كانت عليه في سوريا ومصر، ولم يفكر أرباب الأمر في الأمصار الفارسية أن يبدوا أصول الحكومة المحلية، ولم يأخذ القاتحون الضرائب إلا طبقًا لطبيعة البلاد وبمقتضى الأصول المرعية في العهد المنقرض سواء أكان بيزنطيًا أو فارسيًا، ولم يعتبروا في ذلك إذا كانت قد دانت لهم صلحًا أو أنهم فتحوها عنوة، ولا اهتدوا بتشريع أوجده عمر». والكاتب هنا قد تجاهل النصوص التي وردت في استنباط عمر للخراج على الأراضي المفتوحة عنوة، وكيف أن النظام قد لقي مجادلة ومعارضة من بعض الصحابة إلى أن استقر الأمر عليه، واتفق الجميع على تنفيذه. وقد تولى محمد ضياء الدين الريس الرد على هؤلاء المستشرقين فيما قالوه من خلال نصوص تاريخية موثقة يخلص منها إلى أن هذه الدعوى لا أساس لها من الصحة، وأن المسلمين وفقهاءهم كانوا يفرقون بين ما أحدثه عمر، وما أحدثه غيره، بل ويفصلون تفصيلاً دقيقًا في قضايا الخراج في عهد عمر. وهذه عادة المستشرقين وأذنابهم من الطعن والتنقص في عظماء الإسلام، ولكن المشكلة أنهم يجدون من الأمة من ينظر لهم بإجلال وتقدير. وبسبب الحروب والنزاعات الداخلية تأثرت دولة الخلافة في عهد علي في مؤسساتها المتعددة، كالمالية والعسكرية، ومنصب الخلافة، مما ساهم في زوال الخلافة الراشدة، وسيأتي تفصيل ذلك في محله بإذن الله. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (86) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *تحذير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من الأمراض الخطيرة التي تصيب المجتمع*: 4- *العُجْب*: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: الإعجاب آفة الألباب. إن العجب من الآفات التي تفسد الأعمال، وتهلك العباد، والعجب أحد العوارض التي تعرض للعاملين أثناء سيرهم إلى الله تعالى، والعجب داء ينافي الإخلاص ويضاده، ويجافي الذلَّ والافتقار لله تعالى، فهو سوء أدب مع الله جلا جلاله، كما أن العجب يجانب محاسبة النفس، ويعمي عن معرفة أدواء النفس وعيوبها، ومع كل ذلك فالحديث عن تلك الآفة قليل مع شدة خطرها، وعظيم ضررها، وكثرة انتشارها، قال عبد الله بن المبارك: العجب أن ترى عندك شيئًا ليس عند غيرك, وفرق ابن تيمية بين الرياء والعجب فقال: والعجب قرين الرياء لكن الرياء من باب الاشتراك بالخلق، والعجب من باب الاشتراك بالنفس، فالمرائي لا يحقق قوله تعالى: ( *إِيَّاكَ نَعْبُدُ* ) والمعجب لا يحقق قوله تعالى: ( *وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* ) فمن حقق قوله: ( *إِيَّاكَ نَعْبُدُ* ) خرج من الرياء، ومن حقق قوله: ( *وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* ) خرج عن الإعجاب. وقال الغزالي: اعلم أن آفات العجب كثيرة، فإن العجب يدعو إلى الكبر، فيتولد عن العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى، والعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها، وأما العبادات فإنه يستعظمها ويتبجح بها، ويمنّ على الله بفعلها وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والتمكين منها، والمعجب يغتر بنفسه وبرأيه ويأمن مكر الله وعذابه، ويظن أنه عند الله بمكان.. ويخرجه العجب إلى أن يثنى على نفسه ويحمدها ويزكيها. وقال القرافي: وسر تحريم العجب أنه سوء أدب مع الله تعالى، فإن العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرب به إلى سيده، بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيده، لا سيما عظمة الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: ( *وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ* ) [الزمر: 67]، أي ما عظموه حق تعظيمه، فمن أعجب بنفسه وعبادته فقد هلك مع ربه، وهو مطلع عليه، وعرض نفسه لمقت الله تعالى وسخطه. *ويمكن القول ابتداء أن سبب العجب أمران*: أ- الجهل بحق الله تعالى، وعدم تقدير الله تعالى حقّ قدره، وقلة العلم بأسماء الله وصفاته، وضعف التعبد بهذه الأسماء والصفات. ب- الغفلة عن حقيقة النفس، وقلة العلم بطبيعتها، والجهل بعيوبها وأدوائها، وإهمال محاسبة النفس ومراقبتها. ومن ثم فإن العلاج هو التعرف على الله تعالى، وتحقيق تعظيمه وتقديره حق قدره والقيام بالعبودية له من خلال العلم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وتعبد المولى عز وجل بها، فالخير كله بيديه، ورحمته تعالى وسعت كل شيء: ( *وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ* ) [النحل:53]. قال الإمام الشافعي: إذا خفت على عملك العُجْب، فاذكر رضا من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله. وقال النووي: وطريقة في نفي الإعجاب أن يعلم أن العلم فضل من الله تعالى، ومنّة عارية، فإن لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه، وليس مالكًا له، ولا على يقين من دوامه. قال ابن القيم: اعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي مرضاة الله، مطالعًا فيه منة الله عليه به، وتوفيقه له فيه، وأنه بالله لا بنفسه، ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن، فالذي منّ عليه بالقول والفعل، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه. وأما العلاج الآخر للعُجْب فهو معرفة النفس ومحاسبتها، قال ابن الجوزي: من تلمح خصال نفسه وذنوبها، علم أنه على يقين من الذنوب والتقصير، وهو من حال غيره في شك، فالذي يُحذر منه الإعجاب بالنفس، ورؤية التقدم في أعمال الآخرة، والمؤمن لا يزال يحتقر نفسه، وقد قيل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن مت ندفنك في حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إليّ من أن أرى نفسي أهلاً لذلك, وقال ابن حزم: من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله، فليفتش عما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه جملة حتى لا يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه أتّم الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا، وأول ذلك أنه ضعيف العقل، جاهل، ولا عيب أشد من هذين، لأن العاقل هو من ميّز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه، وإن أعجبت بآرائك، فتفكر في سقطاتك واحفظها ولا تنسها، وفي كلّ رأي قدّرته صوابًا فخرج بخلاف تقديرك، وأصاب غيرك وأخطأت أنت، وإن أعجبت بعملك، فاعلم أنه لا حصة لك فيه، وأنه موهبة من الله مجردة، وهبك إياها ربك تعالى، فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها، تولّد عليك نسيان ما علمت وحفظت، وإن أعجبت بمدح إخوانك لك، ففكر في ذمّ أعدائك إياك، فحينئذ ينجلي عنك العجب، فإن لم يكن لك عدو، فلا خير فيك، ولا منزلة أسقط من منزلة من لا عدو له، فليست إلا منزلة من ليس لله تعالى عنده نعمة يحسد عليها- عافانا الله – فإن استحقرت عيوبك، ففكر فيها لو ظهرت إلى الناس، وتمثل إطلاعهم عليها، فحينئذ تخجل وتعرف نقصك. ويقول ابن القيم أثناء حديثه عن الحكم والأسرار في قضاء السيئات وتقدير المعاصي: ومنها: أن الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسي طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه، كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاً فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار. هذا شرح موجز وسريع لقول أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: الإعجاب آفة الألباب. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (82) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *المؤسسة القضائية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*: ولي الخلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، واقترنت توليته التي نجمت عن قتل عثمان وما تبعها من أحداث شقت صف المسلمين وفرقت كلمتهم، وأصبحت مواجهة تلك الأحداث لرأب الصدع شغله الشاغل، ولم يكن هذا الصراع الدامي في عهد عليّ رضي الله عنه مانعًا له من أن يعطى للقضاء نصيبًا من الاهتمام به وتنظيمه، ويدل على هذا رسالته التي أرسلها إلى *الأشتر النخعي* واليه على مصر حين كانت تابعة لحكمه، وفيها يقول: ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر في الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تستشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلهم تبرمًا بمراجعة الخصوم، وأصبرهم على كشف الأمور، وأصرمهم على اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء، ولا يستميله إغراء، وأولئك قليل، ثم أكثر من تعاهد قضائه، وأفسح له في البذل ما يزيل علته، وتقل معه حاجته إلى الناس، وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال عندك. وفي هذه الرسالة أيضًا: أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتّك، فإنك إلا تفعل تَظْلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حربًا، حتى ينزع أو يتوب. وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله، وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد. ونلاحظ أن هذا العهد تضمن صفات القاضي، كما تضمن حقوقه وواجباته، والذي يتأمل في الذي كتبه أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه لواليه على مصر، يعجب لهذا العهد الذي كتب عام 40هـ، أو حولها، في وقت لم يكن للعرب فيه أي اتصال بالحضارات الأخرى بعد، وكيف كان العقل السليم الذي ينظر بنور الله قادرًا على تفتيق المعاني، ووضع أمور الدولة في نصابها، على خير ما نرى اليوم في الدساتير والقوانين. وهذه النظرات من أمير المؤمنين على في إنصاف الرعية، وتجنب ظلمها كانت فيما بعد عمادًا في تنظيم ولاية المظالم. أولاً: *الخطة القضائية والتشريعية في عهد الراشدين والمصادر التي اعتمدها الصحابة في ذلك العهد*: قصد بهذه الخطة الطريقة التي سلكها الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام وهم يبحثون عن الأحكام الشرعية لما يحدث لهم من وقائع وقضايا في حياتهم العملية، وهي طريقة هدتهم إليها صحبتهم للرسول الكريم وتدريبهم على يديه، لذلك كان اتباع هذه الطريقة حقًا على ما جاء بعدهم. وقد لاحظنا من خلال دراستنا لعهد الخلفاء الراشدين في كتبنا عن أبي بكر وعمر وعثمان ودراستنا الحالية لعهد عليّ رضي الله عنهم، أنهم كانوا كلما عرض لهم حادث أو قضاء، لجؤوا إلى كتاب الله أولاً، فإن وجدوا فيه الحكم الشرعي للنازلة حسم الأمر، وإلا رجعوا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا لم يجدوا فيها حلاً انتقلوا إلى الرأي بمعناه الواسع، وقد لاحظنا أن هذا الرأي كان في أول الأمر جماعيًا في غالب الأحيان، خصوصًا إذا انصب موضوعه على أمر من أمور الدولة ذات الصبغة العامة، وقد ساعد على ذلك أن كبار الصحابة كانوا مازلوا مستقرين بالمدينة يسهل جمعهم وأخذ رأيهم، وقد انبثق عن رأيهم الجماعي ما اصطلح على تسميته فيما بعد *الإجماع*، وقد كانوا يستعملون *القياس*, والمصلحة هي مناط التشريع، وخير دليل على هذه الخطة ما قال ميمون بن مهران حيث قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصوم نظر في كتاب الله فإن وجد فيه ما يقضى بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب، وعَلِم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر سنة قضى بها، فإن أعياه أن يجد فيه سنة عن رسول الله جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به. وكان عمر يفعل ذلك فإن أعياه أن يجد في القرآن والسنة نظر هل كان فيه لأبي بكر قضاء به، وإلا دعا رؤوس المسلمين، فإن أجمعوا على شيء قضى به. وعن ابن مسعود قال: فمن عرض عليه قضاء بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله، فإن جاءه أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم، فليقض بما قضى به الصالحون، فإن جاءه أمر ليس في كتاب الله ولا قضى نبيه صلى الله عليه وسلم ولا قضى به الصالحون فليجتهد رأيه، ولا يقل: إني أرى وإني أخاف، فإن الحلال بين، والحرام بين، وبين ذلك مشتبهات فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك. وقد بينا في حديثنا عن المرجعية العليا لدولة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب حرصه على السير على نفس المنهج، ويتبين من هذه الآثار أن الصحابة كانوا يعتمدون في خطتهم التشريعية والقضائية على الكتاب والسنة قبل الانتقال إلى الرأي بمعناه الواسع. ونحب أن نقف عند هذه الآثار لنستخلص منها بعض النتائج: 1- اتفاق الصحابة حول هذه الخطة، إذ كانوا يرتبون مراحل اجتهادهم وفقههم مبتدئين بكتاب الله أولاً، ثم الانتقال إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل استخدام الرأي الجماعي ثم القياس. 2- كان للسابقة القضائية دور مهم في الخطة وهو دور جعلها تلي النصوص مباشرة. 3- ومما يلفت النظر في هذه الخطة أن أبا بكر وعمر على الخصوص، لم يكونا يستشيران إلا من كان موجودًا من الصحابة بالمدينة، ولم نطلع على نص يدل على أنهما كانا يستدعيان من كان غائبًا من الصحابة قصد استشارته في أمر من الأمور الاجتهادية، مما يدل على أن *الإجماع كان ينعقد باتفاق من حضر من الصحابة* بصرف النظر عن رأي من كان غائبًا, ويتضح لنا من خلال ما سبق من خطة الخلفاء الراشدين والصحابة في التشريع والقضاء أنهم كانوا كلما حزبهم أمر، أو عرضت عليهم قضية بادروا إلى القرآن أولاً حتى إذا لم يجدوا فيه حلاً رجعوا إلى السنة، فإذا لم يجدوا الحل، استعملوا الرأي بمعناه الواسع، سواء كان جماعيًا أو فرديًا، وقد انبثق عن آرائهم الجماعية ما سمي *بالإجماع*، وهو مصدر طارئ لم يكن له وجود في عصر الرسالة، وقد صنف هذا المصدر *ثالث المصادر بعد الكتاب والسنة*، وبما أنه لم يكن من الميسور دائمًا جمع الصحابة قصد التشاور والاتفاق على حكم معين لأسباب كثيرة، فقد لجأ الصحابة لاستعمال الرأي بصورة فردية في الفتوى والقضاء، وقد اعتمدوا الكتاب والسنة في آرائهم الفردية والجماعية، وعلى الفهم العميق لمقاصد الشريعة الهادفة إلى دفع المفاسد وجلب المصالح، واستوحوا الأحكام للحوادث التي لا نص فيها من روح النصوص ولم يقضوا مع ظواهرها، وقد استعملوا *القياس* منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المصدر الرابع من مصادر التشريع ويأتي بعد الإجماع في المرتبة وإن كان سابقًا في الوجود. *وهذه هي المصادر التي اعتمدها الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام*: 1- *القرآن الكريم*: وهو العمدة والأساس، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه. 2- *السنة*: وتطلق على ما جاء منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم *بطرق صحيحة*. 3- *الإجماع*: ولابد أن يكون مستندًا إلى نص من كتاب أو سنة أو قياس. 4- *القياس*. وكان الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام يشرعون أحكامًا لحوادث بناء على المصلحة الواجب مراعاتها أو دفع المفسدة، فكان اجتهادهم فيما لا نص فيه فسيحًا مجاله يتسع لحاجات الناس ومصالحهم. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (87) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *المؤسسة القضائية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* رابعًا: *الأسلوب القضائي عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ونظرته للأحكام الصادرة قبله، والمؤهلين للقضاء ومكانه ومجانية الحصول على الحكم*: 1- *إبقاؤه على أسلوب القضاء*: يظهر أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه كان ينوي إدخال بعض التعديلات في أسلوب القضاء وأصول المحاكمات بما يتناسب مع التطورات الجديدة التي طرأت على المجتمع، إلا أنه أرجأ ذلك إلى أن تستقر الأمور، فقد أثر عنه رضي الله عنه إنه قال: اقضوا كما تقضون حتى تكونوا جماعة، فإني أخشى الاختلاف. 2- *عدم نقضه الأحكام الصادرة قبله*: وحرصًا على استقرار الأمور فإن أمير المؤمنين كان يرى بأنه: لا يحق للقاضي أن ينقض حكمًا أصدره قاض آخر، وقد كان هو رضي الله عنه كتب الكتاب بين أهل نجران وبين النبي صلى الله عليه وسلم فكثروا في عهد عمر حتى خافهم على الناس، فوقع بينهم الاختلاف، فأتوا عمر، فسألوه البدل، فأبدلهم، ثم ندموا، ووضع عليهم شيئًا فأبوه، فاستقالوه، فأبى أن يقيلهم، فلما ولي علي أتوه فقالوا: يا أمير المؤمنين شفاعتك بلسانك وخطك بيمينك، فقال علي: ويحكم إن عمر كان رشيد الأمر, ولن أرد قضاء قضى به عمر. 3- *الأهلية للقضاء*: القضاء من الولايات العامة، ولذلك يشترط في القاضي ما يشترط فيمن تكون له ولاية عامة على المسلمين من العقل والبلوغ والإسلام، ويشترط في القاضي أن يكون عفيفًا عما في أيدي الناس، حليمًا لا تثيره الكلمة، ولا يغضبه التصرف النابي، عالمًا بأحكام الشريعة، وبناسخها ومنسوخها، فقد قال عليّ بن أبي طالب لقاض: هل تعلم الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكتَ وأهلكتَ, وإنما سأله على عن الناسخ والمنسوخ لأن معرفته ليس بالأمر السهل في ذلك العصر، ويشترط فيه أن يكون عالمًا بما قضى به القضاة السابقون، حتى لا يخرج عن خطهم في القضاء، حسمًا لفوضى الأحكام، وأن يكون متواضعًا لا يرى غضاضة في استشارة ذوى العلم والعقل الراجح، لأن هذه الشورى تبعده عن الخطأ في الأحكام، وأن يكون جريئًا في الحق لا يتأخر عن النطق بالحكم به، ولو أغضب ذوي السلطان، وقد جمع ذلك كله قول عليّ رضي الله عنه: لا ينبغي أن يكون القاضي قاضيًا حتى تكون فيه خمس خصال: - عفيف، - حليم، - عالم بما كان قبله، - يستشير ذوى الألباب، - لا يخاف في الله لومة لائم. 4- *مكان القضاء*: على القاضي أن يختار مكان جلوسه بين المتخاصمين في وسط المدينة بحيث لا يشق على أحد الوصول إليه، ولذلك كان عليّ رضي الله عنه يأمر شريحًا- القاضي- بالجلوس في المسجد الأعظم, لييسر الوصول إليه. 5- *مجانية الحصول على الحكم*: لما كانت إقامة العدل بين الناس من أهداف الدولة الإسلامية، فإن الفقه الإسلامي يقضي بألا يقام أي حائل بين صاحب الحق وبين الحصول على حقه، ولذلك فإن المتقاضيين لايدفعان للقاضي ولا للدولة شيئًا من المال للحصول على الحكم الذي يفصل الخلاف بينهما، بل الدولة الإسلامية هي التي تتكفل بنفقات الحاكم والمحكمة، وقد كان عليّ رضي الله عنه يعطى *شريحًا* على القضاء رزقًا، وقد رزقه حين ولاه القضاء في الكوفة كل شهر خمسمائة درهم. 6- *بذور الوكالة*: في العهد الراشدي ظهرت بذور الوكالة، فكان عليّ رضي الله عنه يوكل أخاه *عقيلاً* في المخاصمة، ولما أسنّ (كبر) عقيل، وكَّل *عبد الله بن جعفر بن أبي طالب* عنه أمام القضاء، وكان يقول: ما قُضي لوكيلي فلي، وما قُضي على وكيلي فعليَّ. خامسًا: *ما يجب على القاضي*: لكي يحقق القاضي العدل في الأحكام لابد له من مراعاة ما يلي: 1- *دراسة القضية المعروضة عليه دراسة واعية*: ولا يجوز له أن يتسرع في إصدار الحكم قبل الانتهاء من الدراسة، والاطمئنان إلى الحكم، ولذلك قال علي لشريح: لسانك عبدك ما لم تتكلم، فإذا تكلمت فأنت عبده، فانظر ما تقضي، وفيم تقضي، وكيف تقضي. 2- *المساواة بين الخصوم*: فقد نزل على علىٍّ ضيفٌ، فكان عنده أيامًا، فأتى في خصومة، فقال له علي: أخصم أنت؟ قال: نعم، قال: فارتحل عنا، فإنا نُهينا أن ننزل خصمًا إلا مع خصمه. 3- *عدم الصياح بالمتخاصمين*: ولى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه *أبا الأسود الدؤلي* القضاء، ثم عزله فقال: لم عزلتني وما خُنْتُ ولا جَنَيْتُ؟ فقال: إنما رأيتك يعلو كلامك على الخصمين. 4- *الابتعاد عن المؤثرات ومجاهدة النفس*: سواء كانت هذه المؤثرات: قرابة، أو مالاً، أو بغضًا أو.. فقد جاء *جعدة بن هبيرة* إلى عليّ بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين، يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من نفسه، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك، فتقضي لهذا على هذا؟ قال: فلمزه علي وقال: هذا شيء لو كان لي لفعلت، ولكن إنما ذلك شيء لله. 5- *الشورى*: وعلى القاضي أن يستشير ذوي العلم والرأي لئلا يفلت منه حق، وقد كان عليّ رضي الله عنه أحد أعضاء الشورى الذين يحرص الخلفاء على استشارتهم عندما تعرض عليهم مشكلة، فقد روى الخصاف في أدب القاضي أن عثمان بن عفان كان إذا جاءه الخصمان قال لهذا: ادع عليًا، وقال لهذا: ادع طلحة والزبير ونفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا جاءوا إليه قال لهما: تكلما، فإذا تكلما يقبل عليهم فيقول: ماذا تقولون؟ فإن قالوا ما يوافق قضى عليهما ولا ينظرهما بعد. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (90) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl نتابع مع *المؤسسة القضائية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه* ثالثًا: *أشهر قضاة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه*: أقر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي بعض القضاة الذين ثبتت جدارتهم، وكانوا على القضاء قبله، وعين قضاة وولاة آخرين, منهم: 1- *شريح بن الحارث*: الذي كان على قضاء الكوفة، وأقره علىٌّ عليها، وكان يرزقه كل شهر خمسمائة درهم. 2- *أبو موسى الأشعري*: الذي ولاه عثمان القضاء بالكوفة، فأقره علي، ثم عزله. 3- *عبيد الله بن مسعود*، الوالي والقاضي باليمن. 4- *عثمان بن حنيف*: على البصرة. 5- *قيس بن سعد*: على مصر، وكان شهد فتح مصر، واختط بها دارًا، ووليها لعلي، ثم عزله بمحمد بن أبي بكر. 6- *عمارة بن شهاب*: على الكوفة. 7- *قثم بن العباس*: على المدينة المنورة، سنة 37هـ, على مكة والطائف. 8- *جعدة بن هبيرة المخزومي*، ثم *خليد بن قرة اليربوعي* على خراسان. 9- *عبد الله بن عباس*: كان واليًا لعلي على البصرة، وكان *أبو الأسود الدؤلي* على قضائها، وفي قول ولي عبد الله بن عباس على القضاء في البصرة *عبد الرحمن بن يزيد الحُدّاني*، وكان أخا *المهلب بن أبي صفرة* لأمه، وبقى قاضيًا عليهم أيام عليّ بن أبي طالب، وطائفة من عمل معاوية حتى قدم زياد فعزله, وقال أبو عبيدة: كان ابن عباس يفتى الناس ويحكم بينهم, وإذا خرج ابن عباس عن البصرة استخلف أبا الأسود، فكان هو المفتي، والقاضي يومئذ يدعى المفتي، فلم يزل كذلك حتى قتل على سنة أربعين، ونقل عن أبى الأسود أقضية طريفة، ولما خرج أمير المؤمنين علي من المدينة إلى البصرة ولى عليها عبد الله بن عباس. 10- *سعيد بن نمران الهمداني*: الذي عينه علي لما قدم الكوفة، ثم عزله، ثم استقضاه *مصعب ابن الزبير* على الكوفة، فقضى ثلاث سنوات، ثم عين ابن الزبير *عبد الله بن عتبة بن مسعود*. 11- *عبيدة السلماني*، *محمد بن حمزة*: الذي عينه عليٌّ على قضاء الكوفة بعد عزل سعيد الهمذاني، وقال له: اقضوا كما كنتم تقضون، ثم عزله وعين *شريحًا*، وقال الشعبي: كان شريح أعلم الناس بالقضاء، وكان عبيدة يوازي شريحًا في القضاء، وله أقضية طريقة، وكان من علماء الكوفة المشهورين، وكان شريح يستشيره ويرجع إليه. 12- *محمد بن يزيد بن خليدة الشيباني*: عينه على قاضيًا على الكوفة، وله أقضية فيها. وقد كان قضاة علي في الأمصار هم ولاته على البلدان المختلفة، لأن ولايتهم كانت عامة تشمل الحكم والإدارة وإقامة الحدود والإمامة والقضاء وجباية الصدقات وغيرها, وكان عليّ رضي الله عنه يطلب من ولاته التحري في تعيين القضاة، مما يدل على أنه خول لهم تعيين القضاة في البلدان التابعة لولاياتهم، مع أن الولاة- في الغالب – هم قضاة الأمصار التي يقيمون فيها، إلا أنه ورد ذكر أسماء عدد من قضاة الأمصار في عهد علي، كما مر معنا، ويبدو أن ولاة الأمصار كان لهم الحق في النظر في المظالم التي يرفعها الناس ضد أحكام القضاء، وبالدرجة الأولى التي حكم فيها قضاة ولوا من قبلهم وليس من قبل الخليفة، كما كان لهم النظر في المظالم الأخرى من قبل قضاة البلدان المعينين من قبل الخليفة بحكم عموم ولايتهم, إلا أنهم كانوا يرجعون إلى الخليفة في مثل هذه القضايا، ومن المعروف أن الخلفاء كانوا يفتحون أبوابهم لمن يجأر بالشكوى سواء كانت الشكوى ضد الولاة أو ضد القضاة أو عمال الخراج أو غيرهم. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (89) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *اهتمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بترشيد الأسواق*: حرص أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه على تفقد أحوال المتعاملين في السوق وحملهم على التعامل بالشرع الحنيف، وقد ثبت أن عليًا رضي الله عنه كان شديد العناية بالاحتساب في مجال السوق، فعن الحر بن جرموز المرادي عن أبيه قال: رأيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من القصر وعليه قطريتان، إزاره إلى نصف الساق، ورادؤه مشمر قريبًا منه، ومعه الدرة يمشى في الأسواق ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع ويقول: أوفوا الكيل والميزان ولا تنقحوا (تنفحوا) اللحم, وعن أبي مطر قال: خرجت من المسجد، فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك، وخذ من رأسك إن كنت مسلمًا، فمشيت خلفه، وهو مؤترز بإزار، مرتد برداء، ومعه الدرة، كأنه أعرابي بدوي، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريبًا في هذا البلد، فقلت: أجل من أهل البصرة. فقال: هذا على ابن أبي طالب أمير المؤمنين، حتى انتهى إلى دار ابن أبي معيط وهو يسوق الإبل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا، فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة، ثم أتى أصحاب التمر، فإذا خادمة تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمرًا بدرهم، فرده مولاي فأبى أن يقبله. فقال له علي: خذ تمرك وأعطها درهمًا، فإنها ليس لها أمر، فدفعه، فقلت: أتدري من هذا؟ فقال: لا. فقلت: هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين فهبت تمرها فأعطاها درهمًا. ثم قال الرجل: أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين. قال: ما أرضاني عنك، إذا وفيت الناس حقوقهم. ثم مر مجتازًا بأصحاب التمر، فقال: يا أصحاب التمر، أطعموا المساكين يَرْبُ كسبكم، ثم مر مجتازًا – ومعه المسلمون – حتى أتى إلى أصحاب السمك، فقال: لا يباع في سوقنا طاف. ثم أتى دار فرات وهي سوق الكرابيس. عن زاذان قال: كان علي يمشي في الأسواق وحده يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: ( *تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا* ) [القصص: 83]، ثم يقول: نزلت هذه الآية بأهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس. وأخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد قال: كان علي أتى السوق فقال: يا أهل السوق، اتقوا الله وإياكم والحلف، فإن الحلف ينفق السعلة، ويمحق البركة، وإن التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطى الحق، والسلام عليكم ثم ينصرف، ثم يعود إليهم فيقول لهم مثل مقالته. وعن أبي الصهباء قال: رأيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بشط الكلأ يسأل عن الأسعار, فهذا الإشراف المباشر من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، *تضمن أمورًا منها*: أ- لم تقتصر الجولات على الإشراف والتوجيه، بل تعدت ذلك إلى خدمة الناس في شؤونهم، كإرشاد الضال، وإعانة الضعيف، فمن كانت هذه حاله كانت كلماته وتوجيهاته أقرب للناس، وأبلغ في نفوس السامعين. ب- تضمن التوجيه النصح بتقوى الله سبحانه وتعالى وحسن البيع، وربما وعظهم بالقرآن الكريم، فإن من اتقى الله سبحانه وتعالى أحسن معاملته للناس في النفع لهم، والبعد عن مخادعتهم وغشهم. جـ- منع الظلم في المعاملات، وإعادة الحق إلى أهله، لأن موالي الجارية التي اشترت التمر لم يجيزوا هذا الشراء، وهي في نفسها ليس لها أمر. د- النهي عن أصناف الغش التي تحصل في الأسواق، كنهيه عن تنقيح اللحم، وفي رواية (نفح اللحم). هـ- *بيان بعض الأحكام والآداب المتعلقة في معاملات الناس ومنها*: - *النهي عن الحلف في البيع*، وتعليل ذلك بأن اليمين تنفق السلعة، وتمحق البركة، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: *الحلف منَفْقَة للسلعة، مَمْحقُة للبركة*. - *الحث على إطعام المساكين وترغيبهم فيه*، لأنه زيادة في الكسب. - *النهي عن بيع السمك الطافي*, ولعل ذلك حتى لا يختلط مع المصيد الطري. كان أمير المؤمنين يتفقد أمور التجار في حضرته، ويأمر ولاته بذلك في الولايات، ويثنى على المحسن منهم، أما من يقترف خطيئة بعد النهى، فينكل به، ويعاقبه من غير إسراف, وكانت له بعض الإرشادات النافعة والنواهي الزاجرة التي تحث الناس على مكارم الأخلاق والالتزام بأحكام الشريعة *وإليك بعض منها*: 1- *إنكاره على مزاحمة النساء الرجال في الأسواق*: أنكر أمير المؤمنين علىّ على أناس لا يمنعون نساءهم من الخروج إلى الأسواق مزاحمات الكفار، فقال لهم: ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج. 2- *لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره*: كان عليّ رضي الله عنه يدخل السوق وبيده الدرة، وعليه عباء ويقول: يا أيها التجار، خذوا الحق، وأعطوا الحق تسلموا، لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره، ونظر إلى رجل يقص، فقال له: أتقص ونحن قريب عهد برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأسألنك فإن أجبتني وإلا جعفتك (صرعتك) بهذه الدرة، ما ثبات الدين وما زواله؟ قال: أما ثباته فالورع، وأما زواله فالطمع، قال: أحسنت، قص، فمثلك من يقص. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (83) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL أو https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl *تحذير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من الأمراض الخطيرة التي تصيب المجتمع*: 1- *جزاء المعصية*: قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنقص في اللذة، قيل: وما النقص في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلالاً إلا جاءها ما ينغصه إياها, ومع هذا الترهيب والتخويف من المعصية فإن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه لا يغفل عن الترغيب في تركها، حيث قال: من كان يريد العز بلا عشيرة، والنسل بلا كثرة، والغنى بلا مال، فليتحول من ذل المعصية إلى عز الطاعة, وقال: إذا رغبت في المكارم، فاجتنب المحارم. 2- *طول الأمل واتباع الهوى*: خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر الكوفة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم: طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل. فقد أشار أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه في هذه الخطبة إلى أمرين خطيرين لهما تأثير كبير في حياة الناس وهما طول الأمل بالبقاء على قيد الحياة، فإنه يخدع الإنسان فيشغله بمشاريعه وطموحاته الدنيوية، ويمنّيه بتأجيل الأعمال الصالحة وينسيه الحياة الآخرة، فيتضخم عمله للدنيا ويتضاءل عمله للآخرة، ولو أن كل إنسان وضع في مخيلته أنه معرض للموت في كل ساعة لأصبح العمل للدنيا قليلاً بقدر الضرورة، ولأصبح العمل للآخرة كثيرًا لأنه هو الذي سيبقى بعد الموت، وأما اتباع الهوى فإنه يغير اتجاه صاحبه، ويجعل الهدف الأعلى في فكره هو تحقيق هوى نفسه وهوى من يعمل تحت إرادتهم، وينسى الهدف الإسلامي الأعلى الذي هو ابتغاء رضوان الله تعالى وفضله في الجنة، وبناء على تغير الأهداف فإن مناهج العمل تتغير فتصبح مناهج دنيوية يُراد بها تحقيق أهداف لا تتجاوز الحياة الدنيا، كما تتغير العلاقات والروابط، فتصبح الأخوة قائمة على المصالح الدنيوية بدلاً من الإيمان والتقوى، إلى غير ذلك مما يترتب على تغير الأهداف. 3- *الرياء*: قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: لا تعمل شيئًا من الخير رياءً، ولا تتركه حياء, وقال رضي الله عنه: للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أُثني عليه، وينقص إذا ذُمَّ به, وقد جاءت نصوص الشرع بتسمية الرياء شركًا أصغر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر*، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: *الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة، إذا جازى الناس بأعمالهم، اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء*, وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر. إن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه حذّر من مرض القلب الخطير المتعلق بإرادة الإنسان وقصده، وحث الناس على إفراد الله سبحانه وتعالى بالقصد والطاعة والالتزام بالسير على هدى السنة النبوية، فقد ثبت عنه أنه قال: لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية، ولا نية إلا بموافقة السنة, وروي عن الفضيل بن عياض أنه تلا قوله تعالى: ( *لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً* ) [الملك:2]، فقال: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إذا كان العمل خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة. إن صور الرياء متعددة منها: ما يكون بالأعمال، كمن يصلي فيطيل القيام ويطيل الركوع والسجود ويظهر الخشوع عند رؤية الناس له، ومنها ما يكون من جهة القول، كالرياء بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار لأجل المحاورة وإظهار غزارة العلم، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس ويتغافل عنه في منزله، أو يكون الرياء من جهة الزي، كإبقاء أثر السجود على جبهته، ولبس الغليظ من الثياب وخشنها مع تشميرها كثيرًا ليقال: عابد زاهد، أو ارتداء نوع معين من الزي ترتديه طائفة يعدهم الناس علماء ليقال: عالم، أو يكون الرياء بالأصحاب والزائرين، كالذي يتكلف أن يستزير عالمًا أو عابدًا ليقال: إن فلانًا قد زار فلانًا، ودعوة الناس لزيارته كي يقال: إن أهل الخير يترددون عليه، وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ ليقال: لقي فلان شيوخًا كثيرين واستفاد منهم ليباهي بذلك، أو يكون الرياء لأهل الدنيا، كمن يتبختر ويختال في مشيته، أو يصعر خده أو يلف عباءته، أو يحرك سيارته حركة خاصة، أو يكون الرياء من جهة البدن، كأن يرائي بإظهار النحول والصفار ليوهم الناس أنه جاد في العبادة، كثير الخوف والحزن، وغير ذلك من الصور التي يرائي بها المراءون، يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد. وبالجملة فإن المحافظة على أعمال الخير والإكثار من ذكر الله وعبادته وخشيته وحده، وعدم خشية الناس في ذات الله ومحبة الصالحين وغيرها، كل هذا من الأعمال الصالحة الحسنة المطلوبة، ولكن لابد أن تكون كلها لله، لأن الرياء هو عمل العمل الصالح لغير الله، فيجب على المؤمن تصحيح نيته لله، لا أن يترك العمل الصالح خوفًا من الرياء، فلتحذر تلك الأصناف من خطورة مرض الرياء، ولتتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: *من طلب العلم ليماري به الفقهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار*. إن أمير المؤمنين عليًا حذّر من الرياء، وبين أن الأعمال لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حث رضي الله عنه على التمسك بالسنة في مناسبات عديدة، فقد قال: واقتدوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، فإنه أفضل الهدى، واستنوا بسنته فإنها أفضل السنن. == من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (81) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM أو https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv أو https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2 أو https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn أو https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC أو https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3 أو https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum أو https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79 أو https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD أو https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.