
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
February 15, 2025 at 05:21 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
*اهتمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بترشيد الأسواق*:
حرص أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه
على تفقد أحوال المتعاملين في السوق
وحملهم على التعامل بالشرع الحنيف،
وقد ثبت أن عليًا رضي الله عنه كان شديد العناية بالاحتساب في مجال السوق،
فعن الحر بن جرموز المرادي عن أبيه قال:
رأيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من القصر وعليه قطريتان،
إزاره إلى نصف الساق،
ورادؤه مشمر قريبًا منه،
ومعه الدرة يمشى في الأسواق
ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع ويقول:
أوفوا الكيل والميزان
ولا تنقحوا (تنفحوا) اللحم,
وعن أبي مطر قال:
خرجت من المسجد،
فإذا رجل ينادي من خلفي:
ارفع إزارك،
فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك،
وخذ من رأسك إن كنت مسلمًا،
فمشيت خلفه،
وهو مؤترز بإزار،
مرتد برداء،
ومعه الدرة،
كأنه أعرابي بدوي،
فقلت: من هذا؟
فقال لي رجل: أراك غريبًا في هذا البلد،
فقلت: أجل من أهل البصرة.
فقال: هذا على ابن أبي طالب أمير المؤمنين،
حتى انتهى إلى دار ابن أبي معيط وهو يسوق الإبل،
فقال:
بيعوا ولا تحلفوا،
فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة،
ثم أتى أصحاب التمر،
فإذا خادمة تبكي،
فقال: ما يبكيك؟
فقالت: باعني هذا الرجل تمرًا بدرهم،
فرده مولاي فأبى أن يقبله.
فقال له علي:
خذ تمرك وأعطها درهمًا،
فإنها ليس لها أمر،
فدفعه،
فقلت: أتدري من هذا؟
فقال: لا.
فقلت: هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين فهبت تمرها فأعطاها درهمًا.
ثم قال الرجل: أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين.
قال: ما أرضاني عنك، إذا وفيت الناس حقوقهم.
ثم مر مجتازًا بأصحاب التمر،
فقال:
يا أصحاب التمر،
أطعموا المساكين يَرْبُ كسبكم،
ثم مر مجتازًا – ومعه المسلمون –
حتى أتى إلى أصحاب السمك،
فقال: لا يباع في سوقنا طاف.
ثم أتى دار فرات وهي سوق الكرابيس.
عن زاذان قال:
كان علي يمشي في الأسواق وحده
يرشد الضال،
ويعين الضعيف،
ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ:
( *تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا* ) [القصص: 83]،
ثم يقول:
نزلت هذه الآية بأهل العدل والتواضع من الولاة
وأهل القدرة من سائر الناس.
وأخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد قال:
كان علي أتى السوق فقال:
يا أهل السوق،
اتقوا الله وإياكم والحلف،
فإن الحلف ينفق السعلة،
ويمحق البركة،
وإن التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطى الحق،
والسلام عليكم
ثم ينصرف،
ثم يعود إليهم فيقول لهم مثل مقالته.
وعن أبي الصهباء قال:
رأيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بشط الكلأ يسأل عن الأسعار,
فهذا الإشراف المباشر من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه،
*تضمن أمورًا منها*:
أ- لم تقتصر الجولات على الإشراف والتوجيه،
بل تعدت ذلك إلى خدمة الناس في شؤونهم،
كإرشاد الضال،
وإعانة الضعيف،
فمن كانت هذه حاله كانت كلماته وتوجيهاته أقرب للناس،
وأبلغ في نفوس السامعين.
ب- تضمن التوجيه النصح بتقوى الله سبحانه وتعالى وحسن البيع،
وربما وعظهم بالقرآن الكريم،
فإن من اتقى الله سبحانه وتعالى أحسن معاملته للناس في النفع لهم،
والبعد عن مخادعتهم وغشهم.
جـ- منع الظلم في المعاملات،
وإعادة الحق إلى أهله،
لأن موالي الجارية التي اشترت التمر لم يجيزوا هذا الشراء،
وهي في نفسها ليس لها أمر.
د- النهي عن أصناف الغش التي تحصل في الأسواق،
كنهيه عن تنقيح اللحم، وفي رواية (نفح اللحم).
هـ- *بيان بعض الأحكام والآداب المتعلقة في معاملات الناس ومنها*:
- *النهي عن الحلف في البيع*،
وتعليل ذلك بأن اليمين تنفق السلعة،
وتمحق البركة،
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*الحلف منَفْقَة للسلعة، مَمْحقُة للبركة*.
- *الحث على إطعام المساكين وترغيبهم فيه*،
لأنه زيادة في الكسب.
- *النهي عن بيع السمك الطافي*,
ولعل ذلك حتى لا يختلط مع المصيد الطري.
كان أمير المؤمنين يتفقد أمور التجار في حضرته،
ويأمر ولاته بذلك في الولايات،
ويثنى على المحسن منهم،
أما من يقترف خطيئة بعد النهى،
فينكل به،
ويعاقبه من غير إسراف,
وكانت له بعض الإرشادات النافعة
والنواهي الزاجرة
التي تحث الناس على مكارم الأخلاق
والالتزام بأحكام الشريعة
*وإليك بعض منها*:
1- *إنكاره على مزاحمة النساء الرجال في الأسواق*:
أنكر أمير المؤمنين علىّ على أناس لا يمنعون نساءهم من الخروج إلى الأسواق مزاحمات الكفار،
فقال لهم: ألا تستحيون أو تغارون؟
فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج.
2- *لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره*:
كان عليّ رضي الله عنه يدخل السوق وبيده الدرة،
وعليه عباء ويقول:
يا أيها التجار،
خذوا الحق،
وأعطوا الحق تسلموا،
لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره،
ونظر إلى رجل يقص،
فقال له: أتقص ونحن قريب عهد برسول الله صلى الله عليه وسلم،
لأسألنك فإن أجبتني وإلا جعفتك (صرعتك) بهذه الدرة،
ما ثبات الدين وما زواله؟
قال:
أما ثباته فالورع،
وأما زواله فالطمع،
قال: أحسنت، قص، فمثلك من يقص.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (83)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.