
سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
February 18, 2025 at 08:04 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43
قناتنا على تلغرام: https://t.me/talebsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/talebsira/posts/pfbid02pUfd5SKigpcx7D6VPJRcrqCN35pNfnv9QxznPPL8LMEdDA1brQMomHNtrGEzAxBgl
*المؤسسة المالية في عهد الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*
في عهد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
لم يحدث تغيير يذكر في السياسة المالية للدولة الإسلامية،
إلا أن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه
رجع إلى ما كان عليه أبو بكر الصديق في التسوية في العطاء,
فلم يفضل أحدًا،
فأعطى الموالي كما أعطى السادة,
وكان الخراج في بعض الأمصار موكولاً إلى الولاة أنفسهم،
ففي مصر كان *قيس بن سعد بن عبادة* – الوالي العام-
مسؤولاً عن الخراج فيها،
وكذلك حينما بعث عليّ رضي الله عنه *الأشتر النخعي* على مصر
كان في خطابه له ما يوحي أنه مع ولايته العامة
كان مسئولاً عن الخراج بما يصلح أهله،
فإن صلاحه وصلاحهم صلاح لمن سواهم ولا صلاح إلا بهم،
لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله
وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ عن نظرك في استجلاب الخراج،
لأن ذلك يدرك بالعمارة
ومن طلب الخراج بغير عمارة،
أضر بالبلاد وأهلك العباد
ولم يستقم أمره إلا قليلاً،
فإن شكوا ثقلاً أو علة أو انقطاع شرب،
أو إحالة أرض اغتمرها غرق،
أو أجحف بها عطش،
خففت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم..
فإن العمران محتمل ما حملته،
وإنما خراب الأرض من إعواز أهلها،
وإنما إعوازها أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع
وسوء ظنهم بالبقاء
وقلة انتفاعهم بالعبر.
فقد كانت نظرة أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه إلى الخراج
بما يتعدى الجباية إلى المسألة الاقتصادية برمتها،
حيث يشكل الخراج المصدر الأساسي لها في ذلك الوقت،
وقد اشتهر عن عليّ رضي الله عنه تشديده في مراقبة عماله في جميع النواحي،
وكان الخراج والشؤون المالية من الأمور المهمة
التي كان يدقق فيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه،
فكان يبعث العيون والأرصاد ليعلم أحوالهم,
وقد كان لولاة البلدان صلاحيات عامة في المصروفات من ولاياتهم وبيوت أموالها،
فالولاة الذين كانوا يباشرون بيت المال وعمال الخراج بأنفسهم في عهد الخلفاء عمومًا
كانوا ينفقون من الأموال التي لديهم في الأوجه الشرعية في مصالح الولاية،
فكانوا يستخدمون هذه الأموال في شؤون الجهاد والفتوح
من إعداد للسلاح والدواب
ومرتبات الجند
وغير ذلك من أوجه الجهاد،
كما كان الولاة يقومون بصرف نفقات العمال،
والموظفين في الولاية,
بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون ببعض الإصلاحات
من بناء الجسور
وحفر للقنوات والعيون والأنهار،
وكان ذلك يستدعى الصرف مما يجبونه من ولاياتهم.
وفي الأوقات التي تعزل فيها ولاية الخراج أو بيت المال عن الولاية العامة
فإن الولاة بحكم إشرافهم العام على الولاية
يطلبون من عمال الخراج الإنفاق على هذه الإصلاحات،
أو يقوم الولاة بتعيين عمال خاصين بهذه المشاريع،
وتصرف نفقات العمل أو التجهيز من دخل الولاية
عن طريق عمال الخراج إذا كانوا مستقلين،
وهكذا فإنه حتى لو عزلت مهمة (الجباية) عن الوالي
كما عبرّ عنها بعض الباحثين
فإن النفقات مع ذلك كانت تأخذ طريقها بواسطة الولاة في كثير من الأحيان
سواء للجهاد أو التعمير.
ولقد نبه بعض الفقهاء إلى أن على الولاة إنفاق الأموال في مصالح المسلمين
وعدم تجميدها،
إذا إن تجميد الأموال التي أخذت بحقها
وعدم صرفها في مصالح المسلمين
يوازي الظلم في جمعها،
فعدوا *التجميد للأموال العامة من باب الظلم والتقصير من جانب الولاة*,
قد كانت الأمصار والولايات أحق بأموالها وجباياتها من غيرها،
فكان الولاة لا يعملون على ترحيل الأموال عن مناطقهم
إلى العاصمة في المدينة أو الكوفة فيما بعد،
إلا بعد أن يسدوا حاجة ولاياتهم من النفقات,
ولا شك أن ما قام به الخلفاء الراشدين
خصوصًا في عهد عمر
من تنظيم دقيق للشؤون المالية في الولايات
بما فيها من جباية- مصادر الدخل أو الواردات العامة إضافة إلى النفقات العامة-
يعتبر تنظيمًا جديدًا،
ولم يمنعهم ذلك من الاستفادة من خبرات من سبقوهم
حيث استحدثوا *الدواوين*
وضبطوا أمورهم المالية من مختلف جوانبها،
وقد حاول بعض المستشرقين وفيهم فيليب
حتى في موسوعته عن تاريخ العرب
أن يقلل من شأن ما قام به الخلفاء الراشدين من تنظيم للأموال في الدولة عمومًا فقال:
«والحقيقة أن الأخبار تعزو إلى عمر كثيرًا مما أحدثته السنون التي لحقت عهده
من إنشاءات دعت إليها التجارب والأحوال الجديدة،
وأن ما جاء به الخلفاء وعمال الأمصار الأول في صدد الخراج والجزية،
وأصول جبايتها وسياسة أموال الدولة
لم يكن بالشيء الخطير،
فلقد أبقى الإسلام أساس الحكم وأنظمة الإدارية البيزنطية على ما كانت عليه في سوريا ومصر،
ولم يفكر أرباب الأمر في الأمصار الفارسية أن يبدوا أصول الحكومة المحلية،
ولم يأخذ القاتحون الضرائب إلا طبقًا لطبيعة البلاد
وبمقتضى الأصول المرعية في العهد المنقرض
سواء أكان بيزنطيًا أو فارسيًا،
ولم يعتبروا في ذلك إذا كانت قد دانت لهم صلحًا أو أنهم فتحوها عنوة،
ولا اهتدوا بتشريع أوجده عمر».
والكاتب هنا قد تجاهل النصوص التي وردت في استنباط عمر للخراج على الأراضي المفتوحة عنوة،
وكيف أن النظام قد لقي مجادلة ومعارضة من بعض الصحابة إلى أن استقر الأمر عليه،
واتفق الجميع على تنفيذه.
وقد تولى محمد ضياء الدين الريس الرد على هؤلاء المستشرقين فيما قالوه
من خلال نصوص تاريخية موثقة
يخلص منها إلى أن هذه الدعوى لا أساس لها من الصحة،
وأن المسلمين وفقهاءهم كانوا يفرقون بين ما أحدثه عمر،
وما أحدثه غيره،
بل ويفصلون تفصيلاً دقيقًا في قضايا الخراج في عهد عمر.
وهذه عادة المستشرقين وأذنابهم من الطعن والتنقص في عظماء الإسلام،
ولكن المشكلة أنهم يجدون من الأمة من ينظر لهم بإجلال وتقدير.
وبسبب الحروب والنزاعات الداخلية
تأثرت دولة الخلافة في عهد علي في مؤسساتها المتعددة،
كالمالية والعسكرية،
ومنصب الخلافة،
مما ساهم في زوال الخلافة الراشدة،
وسيأتي تفصيل ذلك في محله بإذن الله.
==
من كتاب *سيرة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم (86)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Jke0VMAUZ1tKiabyTsX7L3
أو
https://chat.whatsapp.com/BXbxrYt1RvKCtzSeQQScum
أو
https://chat.whatsapp.com/FMy0zjkJhyMKaXyVx5MO79
أو
https://chat.whatsapp.com/J1Q2fFi1lm39A9OFj2rlMD
أو
https://chat.whatsapp.com/C3jaBv16fCi4pREoUc7BfL
أو
https://chat.whatsapp.com/DZeYxykglRt6r0vQNC41eM
أو
https://chat.whatsapp.com/IOPhN2rk4oy5B2dsPq3wxv
أو
https://chat.whatsapp.com/DziGxd8tXOB64Cyx2kaAj2
أو
https://chat.whatsapp.com/BCsWlnrskNsJGBzEkqRYwn
أو
https://chat.whatsapp.com/BUXtBBRcFPULDPkpN061vC
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
ساهم في نشر هذه المجموعات أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.