عبدالسلام جحاف
عبدالسلام جحاف
February 5, 2025 at 06:51 PM
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. أما بعدُ، فإنَّ ما يُكشفُ اليومَ من خططٍ إجراميةٍ لطردِ أبناءِ غزةَ وتهجيرِهم قسرًا بزعامةِ ترامب ودعمِ الكيانِ الصهيونيِّ ليس إلا حلقةً في سلسلةِ المؤامراتِ التي تستهدفُ وجودَ الأمةِ وهويتَها. فمنذُ "طوفانِ الأقصى" والعدوُّ الصهيونيُّ بدعمٍ أمريكيٍّ صريحٍ يُنفذُ حربَ إبادةٍ جماعيةٍ ضدَّ غزةَ، مُدمِّرًا البنيةَ التحتيةَ، ومُزهقًا أرواحَ عشراتِ الآلافِ، ومُحوِّلًا القطاعَ إلى ساحةٍ للدمارِ الشاملِ . فالمخطط الصهيوني الذي كشفتْ وثائقُ استخباراتيةٌ إسرائيليةٌ تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023— عن خطةٍ مُمنهجةٍ لتهجيرِ سكانِ غزةَ إلى سيناءَ، بدعمٍ من الإدارةِ الأمريكيةِ، وهو ما يُكرِّسُ سياسةَ "التطهيرِ العرقيِّ" التي تمارسُها إسرائيلُ منذُ 1967 . اليومَ، يعيدُ ترامبُ إحياءَ هذا المخططِ تحتَ ذرائعَ إنسانيةٍ زائفةٍ، مُتجاهلًا رفضَ مصرَ والأردنِ القاطعَ لأيِّ توطينٍ يُهدِّدُ أمنَهُما الديمغرافيَّ والسياسيَّ . تصريحاتُ ترامبِ الأخيرةُ —التي تدعو إلى نقلِ سكانِ غزةَ إلى دولٍ عربيةٍ ليستْ سوى استكمالًا لسياسةِ "صفقةِ القرنِ" الهادفةِ إلى إلغاءِ الحقِّ الفلسطينيِّ في العودةِ وإقامةِ الدولةِ. هذه الجرأةُ تُعبِّرُ عن استخفافٍ بالعربِ والمسلمينَ، بعدَ أنْ أصبحتْ أنظمتُهم إلا قليلًا أداةً لتنفيذِ المخططاتِ الصهيو-أمريكيةِ . لا يقتصرُ خطرُ المخططِ على غزةَ وحدَها، بل هو جزءٌ من رؤيةٍ توسعيةٍ تهدفُ إلى إقامةِ "الدولةِ العبريةِ الكبرى"، تمتدُّ من النيلِ إلى الفراتِ، وتُحَوِّلُ المنطقةَ العربيةَ إلى كياناتٍ هشَّةٍ تُدارُ مِنْ واشنطنَ وتل أبيبَ إذا كُنتمْ لا تغضبونَ اليومَ لغزةَ التي دافعتْ عن حرمةِ الأقصى وعِرضِ الأمةِ فمتى ستغضبونَ؟! ألمْ يَكفِكمْ أنَّ العدوانَ وصلَ إلى تدميرِ المساجدِ والمستشفياتِ، وقتلِ الأطفالِ والأبرياءِ والان تظهر النوايا الخبيثة بتنصيب اسرائيل حاكما على الامة وتنفيذ مخططاتهم الاجرامية . مَنْ يظنُّ أنَّ المخططَ يتوقفُ عندَ فلسطينَ فهو واهمٌ. فالصهاينةُ بِدعمِ ترامبَ يُحضِّرونَ لمرحلةٍ جديدةٍ من التوسعِ، تستهدفُ المقدساتِ الإسلاميةَ في الحجازِ. فهل ننتظرُ حتى تُنزعَ الأذانُ منَ الحرمينِ؟! . أيها الأحرارُ، إنَّ التاريخَ لن يرحمْ مَنْ يقفُ متفرجًا على ذبحِ الأبرياءِ وتهجيرِهم. غزةُ اليومَ تقفُ كالطودِ الشامخِ، تُذكِّرُنا بأنَّ المقاومةَ هيَ طريقُ النصرِ الوحيدُ. فإمَّا أنْ نكونَ أوْلاكَ الحفاظِ على الأرضِ والعرضِ، أوْ نُسجَّلَ في سجلِّ الخائنينَ.
👍 ❤️ 4

Comments