‏ما الذي يحدث في عدن اليوم ؟ ‏--- ‏نحن لسنا فرحين بمعاناة أهلنا في عدن ولا شامتين، فالمواطن لا علاقة له بما أوصله إليه الاحتلال والأدوات الارْتزاقية. لا يمكن أن أكون إلا مع المواطن المغلوب على أمره، المنتهك في حقوقه، وسط الضباع المتوحشة التي لا هم لها إلا الاثراء الشخصي وبناء الإمبراطوريات المالية في الخارج. ‏تخيلوا: 11 ألف شخص يتبعون ما يُسمى "الشرعية"، يعيشون في أفخم الفنادق ويستلمون رواتبهم وإعاشاتهم بالدولار، وأقل واحد فيهم يأخذ عشرة آلاف دولار شهريًا. هذه المبالغ الكبيرة هي من أقوات شعبنا، وعلى حساب معاناته وأوجاعه، وهي من الجمارك والضرائب وسرقة النفط. فهم من يتسبب بأكبر أزمة إنسانية شهدها العصر الحديث. هؤلاء هم اللصوص، وهم من يبررون الاحتلال للأرض ويتصارعون، والضحية هو المواطن. ‏الضحية هو الشعب. وحتى التحركات والشغب وأعمال العنف لن تأتي بنتيجة، فهي الأخرى تعتبر ضمن مخطط "الإلهاء"، وورقة من أوراق الضغط في إطار صراعات لا تنتهي ولن تنتهي. ما يحدث عبارة عن فوضى منظمة مضبوطة، من خلالها يتم ابتزاز طرف دون طرف. وأي ثورة لا قيادة لها ولا تحرك منظم ومدروس، مصيرها الفشل، حتى لو سقط الضحايا فلن يتم الالتفات إليهم. ‏هكذا هو الوضع في اليمن: الناس ضحايا جيران مجرمين، وساسة لصوص ومنافقين. ‏اللهم لطفك بأهلنا وإخواننا في كل مكان: في عدن، في حضرموت، في مأرب، في كل مكان!