‏قراءة في خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة ذكرى مغادرة الجنود الأمريكيين من اليمن ‏بقلم: عبدالسلام جحاف ‏عضو مجلس الشورى ‏11 فبراير 2025 ‏جاء خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي في ذكرى مغادرة الجنود الأمريكيين من اليمن في توقيت حساس تمر به المنطقة بأكملها، حيث تتصاعد التحديات السياسية والعسكرية، واليمن ليس بمعزل عن هذه الأحداث. حمل الخطاب رسائل واضحة للداخل والخارج، وأكد على الثوابت الوطنية والسيادية في مواجهة التحديات والتدخلات الأجنبية. ‏التأكيد على السيادة ورفض التدخلات الخارجية ‏ركز السيد القائد في خطابه على أهمية وحدة اليمنيين ورفض أي وصاية خارجية أو تدخل في شؤون البلاد، حيث قال بكل وضوح: ‏“ما بنسمح لأي قوة خارجية تلعب بمصير اليمن أو تقرر له مستقبله، هذا بلدنا وإحنا أصحاب القرار فيه.” ‏هذه الرسالة القوية تعكس موقفًا ثابتًا تجاه التدخلات الأجنبية، وتؤكد أن الشعب اليمني هو الوحيد الذي يملك حق تقرير مصيره بعيدًا عن أي إملاءات خارجية. كما شدد السيد القائد على ضرورة الحذر من المؤامرات التي تهدف إلى تمزيق الصف الوطني وزرع الفتن بين أبناء الشعب، مشيرًا إلى أن أعداء اليمن يعملون على استغلال أي فرصة لإضعاف البلاد والتحكم بمقدراتها. ‏الرد على التهديدات الأمريكية والغربية ‏في سياق تصاعد التصريحات العدائية من قبل الإدارة الأمريكية، خاصة مع التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاء رد السيد الحوثي حاسمًا حيث قال: ‏“تهديداتهم ما هي إلا محاولات يائسة للضغط علينا، وإحنا ما بنرضخ ولا بنسلم قراراتنا لواشنطن ولا غيرها.” ‏هذا التصريح يعكس موقفًا مبدئيًا في رفض الضغوط الخارجية، ويؤكد أن اليمنيين مستعدون للصمود في مواجهة أي تصعيد، مهما كان حجمه. كما أوضح السيد القائد أن هذه التهديدات ليست جديدة، بل تأتي ضمن محاولات متكررة لفرض الوصاية والهيمنة، إلا أن الشعب اليمني يزداد صلابة مع كل تصعيد، ويواصل مواجهة المخططات الخارجية بكل عزم وثبات. ‏دعم القضية الفلسطينية والمقاومة في المنطقة ‏كان للقضية الفلسطينية حضور بارز في خطاب السيد القائد، حيث جدد التأكيد على موقف اليمن الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وكل قوى المقاومة، مؤكدًا: ‏“ما بنترك غزة لحالها، ولا بنسكت عن الجرائم اللي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني، ومعهم في نفس الخندق، في وجه العدو الصهيوني.” ‏هذا الموقف يعكس التزام اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية أو فرض حلول ظالمة تخدم الاحتلال الإسرائيلي. كما شدد السيد القائد على أن اليمن يعتبر نفسه جزءًا من محور المقاومة، وأنه لن يتراجع عن موقفه الداعم لفلسطين وحزب الله وكل القوى التي تواجه الاحتلال والاستكبار العالمي. ‏رسائل داخلية لتعزيز الوعي والصمود ‏لم يخلُ الخطاب من توجيهات هامة للداخل اليمني، حيث أكد السيد الحوثي على ضرورة تعزيز الوعي الشعبي في مواجهة الحرب الناعمة، محذرًا من مخططات الأعداء التي تستهدف الفكر والعقيدة والانتماء الوطني، مشددًا على أن المواجهة ليست عسكرية فقط، بل هي معركة وعي وإرادة. ‏“اليوم علينا كشعب يمني أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا للمواجهة، لأنه المعركة مش معركة سلاح فقط، بل معركة وعي وإرادة.” ‏هذه الكلمات تلخص أحد أهم محاور الخطاب، حيث أن اليمنيين مدعوون للبقاء في حالة يقظة دائمة، لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، والوقوف صفًا واحدًا ضد أي محاولات لإضعاف البلاد من الداخل. ‏ختامًا ‏جاء خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي برسائل قوية وواضحة، مؤكدًا على الثبات والصمود في وجه التحديات، ورافضًا أي تدخل أجنبي في شؤون اليمن، ومعززًا الدعم المستمر لفلسطين والمقاومة. كانت الرسالة الأبرز في الخطاب أن الشعب اليمني شعب حر، لا يخضع للضغوط، ولا يمكن شراؤه أو كسره، وسيظل متمسكًا بحريته وكرامته مهما كانت التحديات.