
عبدالسلام جحاف
February 22, 2025 at 12:21 AM
ماذا لو لم يرحل السيد نصر الله؟
تخيلوا ذلك…
أن نستيقظ من هذا الكابوس،
أن يكون الخبر مجرد إشاعة،
أن يبقى صوته يجلجل في الآفاق، يهز الأرض تحت أقدام الطغاة،
أن تبقى رايته مرفوعة، ويظل القائد بيننا، كما كان دومًا…
لكن الحقيقة موجعة، أقسى من أن نتحملها،
السيد نصر الله رحل…
رحل من كان الحصن، والسند، والملجأ…
من كان كلما ضاقت بنا الأرض، فتح لنا في العزة أفقًا لا نهاية له.
كيف للحروف أن تصف وجعًا بحجم أمة؟
كيف تُكتب الكلمات بيدٍ مرتعشة، وقلبٍ مزقته الحسرة؟
منذ رحيله، والأرض أقل ثباتًا،
والسماء أقل نورًا،
والقلب… مثقلٌ بالوجع، مترعٌ بالحزن، يفيض مرارة ودمعًا لا يجف.
يا سيد المقاومة،
يا جبلًا لم تهزه العواصف،
يا من صرت للأحرار بوصلةً ونهجًا،
يا من كنت الأب لكل محروم، والسند لكل مستضعف…
أيُّ فراغ تركت؟ أيُّ لوعة أورثتنا؟
كم مرة التففنا حول شاشاتنا ننتظر خطابك،
نبحث عن القوة في كلماتك،
كم مرة كنت تصفع الأعداء بحقيقةٍ لا يجيد غيرك قولها،
وترفع رؤوسنا بعزةٍ لا يملكها سواك؟
كيف نستوعب أن هذا الصوت الذي كان يملأ الدنيا صمودًا… قد خفت؟
لكنهم واهمون…
من ظن أن رحيلك خسارة، لم يعرف من تكون،
أنت أكبر من أن تُغيِّبك اللحود،
أعظم من أن يطويك الزمن،
أنت فكرةٌ، أنت مدرسة،
أنت نهجٌ خالدٌ لا يموت!
لقد رحلت، نعم… لكنك باقٍ في كل قلبٍ عشقك،
في كل مقاومٍ نهل من فكرك،
في كل جبهةٍ تقاتل لأجل الحق،
في كل وعدٍ قطعته وبقينا نحن على العهد!
فنم قرير العين، أيها السيد،
نم كما ينام القادة الذين لا يموتون،
نم كما ينام الشهداء الذين يضيئون ظلمة الطريق،
نم، فنحن باقون، صامدون، على دربك سائرون،
وإن غبت بالجسد… لم ولن تغب عن الوجدان!
#نحن_على_العهد
#عبدالسلام_جحاف
❤️
😢
👍
😂
9