
كنز المعرفة
February 17, 2025 at 02:25 PM
{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}
۞۞۞۞۞۞۞
شرح الكلمات
❁❁❁❁❁❁❁
{أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}: أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت ويجازيها بعملها.
{قل سموهم}: أي صفوهم له من هم؟{أم تنبونه بما لا يعلم}: أي اتخبرونه بما لا يعمله؟{بظاهر من القول}: أي بظن باطل لا حقيقة له في الواقع.
{أشق}: أي أشد.
{واق}: أي مانع يمنعهم من العذاب.
{مثل الجنة}: أي صفتها التي نقصها عليك.
{أكلها دائم وظلها}: أي ما يؤكل فيها دائم لا يفنى وظلها دائم لا ينسخ.
معنى الآيات
❂❂❂❂❂❂❂
ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال التنديد بقوله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} أي حافظها ورازفها وعالم بها وبما كسبت من خير وشر ومجازيها كمن لا يحفظ ولا يرزق ولا يعلم ولا يجزي وهو الاصنام، إذا فبطل تأليهها ولم يبق الا الاله الحق الله الذي لا الله الا هو ولا رب سواه، وقوله تعالى: {وجعلوا لله شركاء} أي يعبدونهم معه {قل سموهم} أي قل لهم يا رسولنا سموا لنا تلك الشركاء صفوهم بينوا من هم؟ {أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض} أي أتنبئون الله بما لا يعلم في الأرض؟ {أم بظاهر من القول} أي بل بظاهر من القول أي بظن باطل لا حقيقة له في الواقع.
وقوله تعالى: {بل زين للذين كفروا مكرهم} أي قولهم الكاذب وافتراؤهم الماكر فبذلك صدوا عن السبيل سبيل الحق وصرفوا عنه فلم يهتدوا اليه، {ومن يضلل الله فما له من هاد} وقوله تعالى: {لهم عذاب في الحياة الدنيا} بالقتل والأسر، و{العذاب الآخرة أشق} أي أشد من عذاب الدنيا مهما كان {وما لهم من الله من واق} أي وليس لهم من دون الله من يقيهم فيصرفه عنهم ويدفعه حتى لا يذوقوه، وقوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون} أي لما ذكر عذاب الآخرة لأهل الكفر والفجور ذكر نعيم الاخرة لأهل الإيمان والتقوى، فقال: {مثل الجنة التي وعد المتقون} أي صفة الجنة ووصفها بقوله: {تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظللها} دائم كذلك فطعامها لا ينفذ، وظلها لا يزول ولا ينسخ بشمس كظل الدنيا، وقوله: {تلك} أي الجنة {عقبى الذين اتقوا} أي ربهم فآمنوا به وعبدوه ووحدوه واطاعوه في أمر ونهيه، {وعقبى الكافرين النار} والعقبى بمعنى العاقبة في الخير والشر.
من هداية الآيات
❀❀❀❀❀❀❀
1- تقرير التوحيد إذ الاصنام لا تحفظ ولا ترزق ولا تحاسب ولا تجزي، والله هو القائم على كل نفس فهو الاله الحق وما عداه فآلهة باطلة لا حقيقة لها الا مجرد أسماء.
2- استمرار الكفار على كفرهم هو نتيجة تزيين الشيطان لهم ذلك فصدهم عن السبيل.
3- ميزة القرآن الكريم في الجمع بين الوعد والوعيد إذ بهما تمكن هداية الناس.
۞۞۞۞۞۞۞۞
الرعد ﴿ 9 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
👍
1