كنز المعرفة
February 17, 2025 at 02:26 PM
{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
۞۞۞۞۞۞۞
شرح الكلمات
❁❁❁❁❁❁❁
{والذين آتيناهم الكتاب}: أي كعبد بن سلام ومن أمن من اليهود.
{يقفرحون بما انزل اليك}: أي يسرون به لأنهم مؤمنون صادقون ولأنه موافق لما عندهم.
{ومن الأحزاب}: أي من اليهود والمشركين.
{من ينكر بعضه}: أي بعض القرآن فالمشركون أنكروا لفظ الرحمن وقالوا لا رحمن الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب.
{وكذلك أنزلناه حكماً عربياً}: أي بلسان العرب لتحكم به بينهم.
{لكل أجل كتاب}: أي لكل مدة كتاب كتبت فيه المدة المحددة.
{يمحو الله ما يشاء}: أي يمحو من الاحكام وغيرها ويثبت ما يشاء فما محاه هو المنسوخ وما أبقاه هو المحكم.
معنى الآيات
❂❂❂❂❂❂❂
ما زال السياق في تقرير أصول العقيدة: التوحيد والنبوة والبعث والجزاء، فقوله تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب} كعبدالله بن سلام يفرحون بما انزل اليك وهو القرآن وفي هذا تقرير للوحي وإثبات له، وقوله: {ومن الأحزاب} ككفار اهل الكتاب والمشركين {من ينكر بعضه} فاليهود انكروا اغلب ما في القرآن من الاحكام ولم يصدقوا الا بالقصص، والمشركون انكروا {الرحمن} وقالوا لا رحمن الا رحمان اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب عليه لعائن الله، وقوله تعالى: {قل إنما أمرت ان أعبد الله ولا أشرك به} أي امرني ربي أن اعبد ولا اشرك به، اليه تعالى ادعو الناس أي إلى الايمان به والى توحيده وطاعته، {وإليه مآب} أي رجوعي وإيابي وفي هذا تقرير للتوحيد، وقوله تعالى: {وكذلك أنزلناه حكماً عربياً} أي وكهذا الانزال للقرآن أنزلناه بلسان العرب لتحكم بينهم به، وفي هذا تقرير للوحي الالهي والنبوة المحمدية، وقوله: {ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما جاءك من العلم} بان وافقتهم على مللهم وباطلهم في اعتقادهم، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يفعل وإنما الخطاب من باب إياك اعني واسمعي يا جارة {ما لك من الله من ولي ولا واق} أي ليس لك من دون الله من ولي يتولى امر نصرك وحفظك، ولا واق يقيك عذاب الله إذا اراده بك لأتباعك اهل الباطل وتركك الحق واهله، وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم ازواجاً وذرية} فلا معنى لما يقوله المبطلون: لم يتخذ محمد أزواجاً ولم تكون له ذرية؟ وهو يقول انه نبي الله ورسوله، فان الرسل قبلك من نوح وإبراهيم إلى موسى وداوود وسليمان الكل كان لهم ازواج وذربة، ولما قالوا {لولا أنزل عليه آية} رد الله تعالى عليهم بقوله: {وما كان لرسول ان يأتي بآية الا باذن الله} فالرسل كلهم مربوبون لله مقهرون لا يملكون مع الله شيئاًَ فهو المالك المتصرف ان شاء اعطاهم وان شاء منعهم، وقوله: {لكل أجل كتاب} أي لكل وقت محدد يعطي الله تعالى فيه أو يمنع كتاب كتب فيه ذلك الأجل وعين فلا فوضى ولا انف، وقوله: {يمحمو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} رد على قولهم لم يثبت الشيء ثم يبطله كاستقبال بيت المقدس ثم الكعبة وكالعدة من الحول إلى اربعة أشهر وعشرة فاعلهم ان الله تعالى يمحو ما يشاء من الشرائع والاحكام بحسب حاجة عباده ويثبت كذلك ما هو صالح لهم نافع، {وعنده أم الكتاب} أي الذي حوى كل المقادير فلا يدخله تبديل ولا تغيير كالموت والحياة والسعادة والشقاء، وفي الحديث: «رفعت الأقلام وجفت الصحف».
رواه مسلم.
من هداية الآيات
❀❀❀❀❀❀❀
1- تقرير عقيدة الوحي والنبوة.
2- تقرير عقيدة التوحيد.
3- تقرير ان القضاء والحكم في الإسلام مصدره الأول القرآن الكريم ثم السنة لبيانها للقرآن، ثم القياس المأذون فيه بإجماع الامة لاستحالة اجتماعها على غير ما يحب الله تعالى ويرضى به.
4- التحذير من اتباع أصحاب البدع والأهواء والملل والنحل الباطلة.
5- تقرير عقيدة القضاء والقدر.
6- بيان النسخ في الاحكام بالكتاب والسنة.
۞۞۞۞۞۞۞۞
الرعد ﴿ 10 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
👍
1