
كنز المعرفة
February 18, 2025 at 04:45 AM
{وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
۞۞۞۞۞۞۞
شرح الكلمات
❁❁❁❁❁❁❁
{نعدهم}: أي من العذاب.
{أو نتوفينك}: أي قبل ذلك.
{ننقصها من اطرافها}: أي بلداً بعد بلد بالفتح ودخول الإسلام فيها وانتهاء الشرك منها.
{لا معقب لحكمه}: أي لا راد له بحيث لا يتعقب حكمه فيبطل.
{ومن عنده علم الكتاب}: من مؤمني اليهود والنصارى.
معنى الآيات
❂❂❂❂❂❂❂
قوله تعالى: {واما نرينك الذي نعدهم أو نتوفينك} أي ان أريتك بعض الذي نعد قومك من العذاب فذاك، وان نتوفينك قبل ذلك فليس عليك الا البلاغ فقد بلغت وعلينا الحساب فسوف نجزيهم بما كانوا يكسبون، فلا تأس أيها الرسول ولا تضق ذرعاً بما يمكرون، وقوله: {أو لم يروا} أي المشركون الجاحدون الماكرون المطالبون بالآيات على صدق نبوة نبينا {أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} أي نفتحها للاسلام بلداً بعد بلد أليس ذلك آية دالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة دعوته، وقوله: {الله يحكم ولا معقب لحكمه} أي والله جل جلاله يحكم في خلقه بما يشاء فيعز ويذل ويعطي ويمنع وينصر ويهزم، ولا معقب لحكمه أي ليس هناك من يعقب على حكمه فيبطله فإذا حكم بظهور الإسلام وإدبار الكفر فمن يرد ذلك على الله، وقوله: {وهو سريع الحساب} إذا حاسب على كسب فحسابه سريع يجزي الكاسب بما يستحق دون بطء ولا تراخ وقوله تعالى: {وقد مكر الذين من قبلهم} أي وقد مكرت اقوام قبل قريش وكفار مكة فكيف كان عاقبة مكرهم؟ وقوله: {فلله المكر جميعاً} أي إذا فلا عبرة بمكرهم ولا قيمة له فلا يرهب ولا يلتفت اليه وقوله: {يعلم ما تكسب كل نفس} من خير وشر فأين مكر من لا يعلم من مكر كل شيء فسوف يصل بالممكور به إلى حافة الهلاك وهو لا يشعر، أفلا يعني هذا كفار قريش فيكفوا عن مكرهم برسول الله ودعوته، وقوله تعالى: {وسيعلم الكفار لمن عقيى الدار} أي سيعلم المشركون خصوم الوحيد يوم القيامة لمن عقبى الدار أي العاقبة الحميدة لمن دخل الجنة وهو محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه أو لمن دخل النار وهم دعاة الشرك والكفر واتباعهم، وقوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً} أي يواجهونك بالانكار عليك والجحود لنبوتك ورسالتك قل لهم يا رسولنا الله شهيد بيني وبينكم وقد شهد لي بالرسالة وأقسم لي عليها مرات في كلامه مثل {يسَ والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين} وكفى بشهادة الله شهادة، {ومن عنده علم الكتاب} الأول التوارة والانجيل وهم مؤمنوا اهل الكتاب من اليهود والنصارى كعبدالله بن سلام وسلمان الفارسي والنجاشي وتميم الداري وغيرهم.
من هداية الآيات
❀❀❀❀❀❀❀
1- انتصار الإسلام وانتشاره في ظرف ربع قرن أكبر دليل على أنه حق.
2- احكام الله تعالى لا ترد، ولا يجوز طلب الاستئناف على حكم من احكام الله تعالى في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3- شهادة الله أعظم شهادة، فلا تطلب بعدها شهادة إذا كان الخصام بين مؤمنين.
4- فضل العالم على الجاهل، إذ شهادة مؤمني أهل الكتاب تقوم بها الحجة على من لا علم لهم من المشركين.
۞۞۞۞۞۞۞۞
الرعد ﴿ 11 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
👍
1