سعد بن حسين الأثري
February 14, 2025 at 09:11 AM
ا📌 أبوالحسنِ الْجُرْجَانِيُّ:
براعةُ خطّ، غزارةُ عِلم، عِفّةٌ ونزاهة، عدلٌ وصرامة
أبياتٌ فائقةٌ في إعزاز العلم، ولا شيء ألذّ من العلم.
قال الإمامُ ابنُ كثير: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ
الْجُرْجَانِيُّ، الْقَاضِي بِالرَّيِّ، الشَّاعِرُ الْمَاهِرُ: سَمِعَ الْحَدِيثَ
وَتَرَقَّى فِي الْعُلُومِ حَتَّى أَقَرَّ لَهُ النَّاسُ بِالتَّفَرُّدِ.
وَلَهُ أَشْعَارٌ حِسَانٌ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
يَقُولُونَ لِي فِيكَ انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا ...
رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا.
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُمْ ...
وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا.
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا ...
بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا.
إِذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْتُ قَدْ أَرَى ...
وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا.
وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي ...
لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْتُ لَكِنْ لِأُخْدَمَا.
أَأَشْقَى بِهِ غَرْساً وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً ...
إِذاً فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا.
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ ...
وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا.
وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا ...
مُحَيَّاهُ بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا.
وَمِنْ مُسْتَجَادِ شِعْرِهِ أَيْضًا:
مَا تَطَعَّمْتُ لَذَّةَ الْعَيْشِ حَتَّى
صِرْتُ لِلْبَيْتِ وَالْكِتَابِ جَلِيسا.
لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزَّ عِنْدِي مِنَ الْعِلْـ ـمِ
فَمَا أَبْتَغِي سِوَاهُ أَنِيسَا.
إِنَّمَا الذُّلُّ فِي مُخَالَطَةِ النَّا ... سِ
فَدَعْهُمْ وَعِشْ عَزِيزاً رَئِيساً.
وَمِنْ شِعْرِهِ أَيْضاً:
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَسْتَقْرِضَ الْمَالَ مُنْفِقاً ...
عَلَى شَهَوَاتِ النَّفْسِ فِي زَمَنِ الْعُسْرِ.
فَسَلْ نَفْسَكَ الْإِنْفَاقَ مِنْ كَنْزِ صَبْرِهَا ...
عَلَيْكَ وَإِنْظَاراً إِلَى زَمَنِ الْيُسْرِ.
فَإِنْ فَعَلْتَ كُنْتَ الْغَنِيَّ وَإِنْ أَبَتْ ...
فَكُلُّ مُنَوَّعٍ بَعْدَهَا وَاسِعُ الْعُذْرِ.
ا📚 البداية والنهاية (15/ 498-499)
وقال الإمامُ الذّهبيُّ:
اﻟﻘﺎﺿﻲ، العلّامة، ﺃﺑﻮاﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ
اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ، اﻟﻔﻘﻴﻪ، اﻟﺸّﺎﻓﻌﻲ، اﻟﺸّﺎﻋﺮ، ﺻﺎﺣﺐ
(اﻟﺪﻳﻮاﻥ) اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻟﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻓَﺤُﻤِﺪَ ﻓﻴﻪ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐَ ﻓُﻨﻮﻥ ﻭﻳﺪٍ ﻃُﻮﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﺮاﻋﺔ اﻟﺨﻂّ.
ﻭَﺭَﺩَ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ ﻓﻲ ﺻِﺒﺎﻩُ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ،
ﻭﺳﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻏﺰﻳﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
(اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻭﺧﺼﻮﻣﻪ)، ﻭﻟﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﺮّﻱّ ﻣُﺪّﺓ.
ﻗﺎﻝ اﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲُّ: ﻫﻮ ﻓﺮﺩ اﻟﺰّﻣﺎﻥ، ﻭﻧﺎﺩﺭﺓ اﻟﻔﻠﻚ، ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ
ﺣﺪﻗﺔ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺒﺔ ﺗﺎﺝ اﻷﺩﺏ، ﻭﻓﺎﺭﺱ ﻋﺴﻜﺮ اﻟﺸﻌﺮ،
ﻳﺠﻤﻊ ﺧﻂ اﺑﻦ ﻣﻘﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺜﺮ اﻟﺠﺎﺣﻆ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﻢ اﻟﺒﺤﺘﺮﻱ.
ﻗُﻠﺖُ: ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐُ ﺗِﻴﻚَ اﻷﺑﻴﺎﺕ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ:
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻲ: ﻓﻴﻚ اﻧﻘﺒﺎﺽ ﻭﺇﻧﻤﺎ ...
ﺭﺃﻭا ﺭﺟﻼ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺬﻝ ﺃﺣﺠﻤﺎ.
ﻣﺎﺕ: ﺑﺎﻟﺮّﻱّ، ﻓﻲ ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﻭﺛﻼﺙ ﻣﺎﺋﺔ،
ﻭﻧُﻘِﻞَ ﺗﺎﺑﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺟُﺮﺟﺎﻥ.
ﻭﻟﻪ (ﺗﻔﺴﻴﺮ) ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻛﺘﺎﺏُ (ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ).
ﻗﺎﻝ اﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲُّ: ﺗﺮﻗّﻰ ﻣﺤﻞ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ
ﻗﻀﺎء اﻟﻘُﻀﺎﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺰﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﻮﺗﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺳﻌﺪٍ اﻵﺑﻲ ﻓﻲ (ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ):
ﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺜﻼ ﻭﻻ ﻣُﻘﺎﺭﺑﺎ،
ﻣﻊ اﻟﻌِﻔّﺔ ﻭاﻟﻨّﺰاﻫﺔ ﻭاﻟﻌﺪﻝ ﻭاﻟﺼّﺮاﻣﺔ.
ﺗُﻮُﻓِّﻲَ: ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ،
ﺳﻨﺔ 396، ﻭَﻭَﻫِﻢَ اﺑﻦُ ﺧﻠﻜﺎﻥ ﻭﺻﺤّﺢ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ
ﺳﻨﺔ 366. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫاﻙ ﺁﺧﺮ.
ا📚 سِيَرُ أعلام النُّبلاء (17/ 19-21)
ا✍ انتقاهُ: سعد بن حسين الأثري
https://www.facebook.com/share/p/15k11542tU/
https://t.me/alathare72/190
https://whatsapp.com/channel/0029Vb2dBmbKmCPM5t4tp51E/154
⚡
👍
2