قناة عبد الله القادري
February 8, 2025 at 11:07 AM
التعبئة الخاطئة:
إن التعبئة الخاطئة للأتباع، وإنشاء جيل ممتلئ حقداً وكراهية للغير؛ ليس إلا لأنك اختلفت معه في أشياء يسيرة، أو الفاظ يمكن تعديلها .. أمر كفيل بأن يخرج جيلاً يستبيح أعراض الناس ودماءهم وأموالهم، ويراها قربة إلى الله، ويجود بنفسة لتصبح أشلاء ممزقة في سبيل فكره الذي كان بدايته تكريس جهود زعمائهم بتعبئة أولئك الأتباع تلك الأفكار لتصبح قنابل مؤقته تهلك المسلمين وتسيء للإسلام أكثر من زعمهم نفعه.
وفي الخوارج مثال شاهد على ذلك، فهم مع دينهم وشدتهم في أحكام الشريعة، وإغراقهم في ذلك حتى إن النبي ﷺ قال للصحابة: «تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم» لكنهم «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ويقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم» .. حدا بهم ذلك الغلو إلى استباحة دماء الخلفاء الراشدين وأصحاب النبي ﷺ، والخروج عنهم بعد تزكية النبي ﷺ إياهم وشهادته لهم بالجنة.
لكن الخوارج لما حكموا أهواءهم وانصاعوا وراء زعمائهم .. رموا بتلك البشارات والتزكيات عرض الحائط واتكلوا على تأويلات فاسدة، وأراء كاسدة أودت بهم في مزالق الهلاك، والندم.
فالتأويل الفاسد لنصوص الشريعة يخرج الإنسان عن طوره واعتداله حتى يسن لنفسه ولغيره سننا سيئة تصبح مع مرور الأيام ديناً ومنهجاً لا يمكن أن يُرجع عنه.
ومن خرج عن هذه الحدود تخدشه الأسياج، وتتناوله الألسن فمخدوش ناج، ومكردس هالك، والله المستعان، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
✍️ صلاح شايع
👍
😢
😮
6