قناة عبد الله القادري
قناة عبد الله القادري
February 16, 2025 at 09:14 PM
*فائدة: في قوله صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهنا أو عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)* هل معناه أن صلاته باطلة غير صحيحة كمن حصل منه الإخلال بشرط من شروط الصحة ؟ والجواب: ليس المراد بعدم القبول هنا أنها باطلة غير صحيحة ؛ فهي من حيث توافر شروط الصحة صحيحة ولكن لا يلزم من صحة عمل ما قبوله ؛ فقد يصح العمل ولا يكون عند الله مقبولا لسبب من الأسباب كعدم تقوى الله في ذلك العمل بعدم تحقق الإخلاص لله عزّ وجل فيه قال تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين) وقد جاء عند الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا في تفسير قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أنهم الذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ . وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقرأ قوله تعالى: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } فبكى حتى تكاد أضلاعه تختلف، ويقول : (يا ليت أن الله تقبل مني مثقال ذرة، فإن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } رواه وكيع في الزهد. ومن أسباب عدم قبول خصوص عمل الصلاة إتيان الكهنة والعرافين للحديث المذكور ، ومن ذلك أيضاً شرب الخمر ؛ لما رواه الترمذي وصححه الألباني عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا) ومن ذلك أيضاً ما جاء عند الترمذي وحسنه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون» وحسنه الألباني فهذه الأعمال المراد بعدم قبول الصلاة بسببها عدم حصول الثواب عليها ؛ لأجل استحقاق العقاب ، فإن الصلاة مع القبول يثاب فاعلها بلا عقاب ومع نفي قبولها لا يكون فيها ثواب ؛ لاستحقاق العقوبة *وأما من حيث الصحة والإجزاء فصحيحة لأنها لو كانت باطلة للزم قضاؤها بعد ذلك ولا قائل به من أهل العلم* قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: *" وأما عدم قبول صلاته : فمعناه أنه لا ثواب له فيها ، وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه ، ولا يحتاج معها إلى إعادة*... ولا بد من هذا التأويل ؛ *لإن العلماء متفقون على أنه لايلزم من أتى العراف إعادة صلوات أربعين ليلة، فوجب تأويله* . والله أعلم" اه‍. قال القرطبي في المفهم : « *فليس معنى قوله (لا تقبل له صلاة) أن تحبط* بل: إنما معناه - والله أعلم - أنها لا تقبل قبول الرضا، وتضعيف الأجر. لكنه إذا فعلها على شروطها الخاصة بها، فقد برئت ذمته من المطالبة بالصلاة، وتجزي عن عهدة الخطاب بها، ويفوته قبول المرضي عنه، وإكرامه، وثوابه..اه‍ وقال الشيخ صالح آل الشيخ في التمهيد: *«والمقصود من قوله: لم تقبل له صلاة أربعين يوما أنها تقع مجزئة لا يجب عليه قضاؤها*، ولكن لا ثواب له فيها؛ لأن الذنب والإثم الذي اقترفه حين أتى العراف فسأله عن شيء، يقابل ثواب الصلاة أربعين يوما، فأسقط هذا هذا.» اه‍ نعم قد يأتي نفي القبول ويراد به عدم صحة العمل ومن ذلك قوله: ( لا يقبل الله صلاة أحدكم حتى يتوضأ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) رواه أبو داود ومن المعلوم أنه يلزم من عدم الصحة عدم القبول دون العكس والله أعلم. ك/ آدم المرغمي في ١٤٤٦/٨/١٦ه‍. ⭕️⭕️⭕️
👍 🙏 2

Comments