كيف يستغل المعتمر أوقاته؟ من نعمة الله على العبد أن يوفقه بلوغ بيته الحرام وأداء شعائر الحج أو العمرة. وقد تيسر في هذه الأيام طول البقاء في بلاد الحرمين الشريفين بسبب تطويل مدة إقامة العمرة لثلاثة أشهر أو نحوها. ولكن طول المدة يكون عند كثير من الناس سببا لضياع الوقت في غير ما ينفعه، وهذه أمور يمكن للمعتمر أن يستغل وقته بها: ١- العمرة، فيؤدي العمرة الأولى، وله أن  يضيف عمرة فأكثر من الحل عن نفسه أو غيره، لا سيما إذا خرج من الحرم لغرض آخر ثم عاد إليه فإنه يتأكد في حقه أن يعود محرما بعمرة، وقال كثير من العلماء أو أكثرهم بوجوبه. ٢- الطواف، فيكثر من كان في مكة من الطواف بالبيت العتيق، فإن الطواف عبادة عظيمة تكون ضمن حج أو عمرة وتكون مستقلة، فيطوف الشخص خمس مرات أو أكثر يوميا، كأن يطوف بعد كل صلاة سبعة أشواط، وقد ورد في فضل الطواف أدلة كثيرة. ٣- حضور مجالس العلم، وهذا من أهم ما يفعله الشخص وينبغي أن يقصد هذا من قبل سفره؛ ليكون سالكا طريقا يلتمس فيه علما، فيحرص على تتبع مجالس العلماء ليستفيد من دروسهم وفتاواهم ويسألهم عما يشكل عليه من أمر دينه، ويحرص على تقييد الفوائد في دفتر حتى تحفظ، ويسجل ما عنده من إشكالات حتى يضعها على أهل العلم، وكان السلف يستغلون مواسم الحج والعمرة لسماع الحديث ومدارسة العلم ولقاء علماء الحرمين والعلماء القادمين من البلدان لأداء الحج والعمرة. وقد كان شيخنا الوصابي رحمه الله مثلا عظيما في ذلك فقد كان يتتبع حلق العلم في المسجد الحرام والنبوي ويدون الفوائد ويعود يمليها أو بعضها على طلابه، وكان له في بعض رحلاته ألف فائدة وسماها الرحلة الألفية. ‏٤- الإكثار من الصلاة النافلة، فإن الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدين. ‏٥- الإكثار من قراءة القرآن، ويعمر به أوقات طوافه إلا ما ورد فيه ذكر مأثور كما بين الركنين. ‏٦- الإكثار من الدعاء لا سيما في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وما بين الأذان والإقامة ووقت الطواف، وغير ذلك. ٧- الاعتكاف في أي وقت لا سيما في رمضان فقد كان النبي ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي العام الذي توفي فيه اعتكف العشر الأواخر والأواسط. ‏ وغير ذلك من الأعمال التي يستغل بها أوقاته، وليحذر من مجالس القيل والقال والكلام الفارغ الذي لا يعود عليه ولا على جليسه بالنفع والفائدة. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعيننا وإخواننا على استغلال أوقاتنا والانتفاع بمقامنا في البقاع الطاهرة إنه ولي قدير، والله المستعان. https://t.me/amhalkaderi/2149