أنابيش الكنانيش
أنابيش الكنانيش
February 20, 2025 at 07:55 PM
التعصب للعَلم المدروس! من معائب بعض المحققين؛ أنه يجهد غاية، ويعنت جدا؛ أن يجعل العَلم المدروس= وحيد مصره، وفريد عصره، ليس عن حق واستحقاق، بل بنفس التعصب، ومحل الاعتباط. يتقفر العذر وإن بان الغلط، ويتلمس الاعتذار وإن افتأت، ويكبر عليه ويعظم؛ أن يبين الخطأ، ويزيف الوهن! (ولم يبل أخف وزنا أم رجح) وهذا، وإن رآه حسناً، لكن، ما باله إذا صادفه علَم آخر، أقل وهماً، وأهون سهوا؛ فوّق سهامه الرائشة الطائشة، وأجلب بخيله ورجله، واصطنع الغيرة على التراث، واحتمى حتى اعتمى! ويكأنها عصبية عصيبة! ويقبح من سواك الفعل عندي *** فتفعله فيحسن منك ذاكا! وقد وجدت العلامة محمود الطناحي، يقول: "من آفات البحث العلمي؛ العصبية الطائشة للشخصية المدروسة"! مقدمة تحقيق الطناحي، لـ (الأمالي الشجرية: ٦) وقد انتفى هذا الخلق الغريب؛ العلامة محمد عبد الخالق عضيمة، في مقدمة تحقيقه، لـ (المقتضب: ١/ ١٢٦)، فقال: "وليس من غرضي في إخراج المقتضب؛ أن أزهو به، وأحط من قدر سواه، فإني أكرم نفسي عن أن أكون كشخص كلما ترجم لشاعر جعله أشعر الشعراء". فالميزان، هو الإنصاف والأدب، فيبين الخطأ، ويصوب الوهم، مع حسن القول، وبسط العذر، دون غلواء وشطط، سواء كان العَلم المدروس أم غيره، فالناس في ميزان العلم سواء، والله الموفق من شاء لما شاء. وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٨/١٩ #مقولاتي_ونقولاتي #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

Comments