
أنابيش الكنانيش
24 subscribers
About أنابيش الكنانيش
أنابيش الكنانيش قناة علمية ثقافية لغوية أدبية؛ تُعنى، بنشر شتيت الفوائد والفرائد، ولفيف المقولات والنقولات! وتعتني بضمائم الفوائد، وإضمامات الفرائد، وضميمات الشوارد، وأضاميم الخرائد! ولا أبثّ -بإذن الله وحوله- إلا ما تأكدت من صحته، وتوكدت صدق عزوه. لعل فيها منفعة ومتاعاً إلى حين. والمعين معين. رب يسر وأعن، وسهل واغن (أبو نعيم وليد الوصابي) للانضمام.. اضغط الرابط أدناه👇👇 https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

"أنا من اليمن وأنت أرحم الراحمين"! رأيت مقطعا، لأحد المحرمين اليمنيين، يطوف حول الكعبة، ويدعو قائلا: "أنا من اليمن وأنت أرحم الراحمين"! وكأني بهذا المحرم، قد شق عليه حصر الدعاء لبلده الجريح "اليمن"؛ لكثر جروحه، وكبر قروحه، فما وجد إلا أن يجمع دعاءه في لفظ واحد، فقال "أنا من اليمن" كناية أن اليمن كله جروح وجراح، فلا يسطاع حصرها. وإن في هذا بلاغة فطرية وافقت البلاغة المقننة الدرسية، ففيها: إيجاز قصر، حملت جميع المعاني التي تحكي واقع البلاد! ثم بعد أن أظهر ضعفه وبلده، دعا ربه بألطف أسمائه وأجمعها، فقال: "وأنت أرحم الراحمين". ولعله أخذ دعاءه هذا، من دعاء أيوب عليه السلام، "رب إني مسني الضر وأنتم أرحم الراحمين"، فقد كان الضر قد مس جميع جسده، فأجمل ولم يفصل. فيا أرحم الراحمين، ارحم اليمن وأهله؛ فقد مسهم الضر، وغشيهم الكرب، وحلت بهم الدواهي، ولاقوا الألاقي، ولا بلاغ لهم إلا بك. وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٨/٢٢ #مقولاتي_ونقولاتي #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

الفرحة الرمضانية؛ واجبة شرعية رمضان: كلمة بهيجة، ولفظة مهيجة، تحبّها نفوس المؤمنين، وتأنسها قلوب المتقين، وترتاحها صدور الصالحين؛ لأن رمضان خير الشهور وأفضلها وأحسنها، وفيه من الفضائل والمزايا، والقرب من رب البرايا، ما يجعل المؤمن يزداد إيماناً: "فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون". وهذا دليل على أصل الفرح والسرور، بمواسم الطاعة والخيور. وإن الفرح بمواسم الطاعات والعبادات، والحزن على فواتها وفراقها؛ شأن معلوم، وحال مرسوم، لا يحتاج إلى إقامة الدلائل والبينات، ولا يكاد يختلف مسلم في تيك الميزات. ومن لم يفرح بدخول رمضان وصيامه وقيامه، وتلاوة القرآن، والاستغفار بالأسحار؛ فليراجع نفسه، وليتفقد إيمانه، فإنه في خلل وخبل وخطل؛ لأن عدم الفرح بمواسم الطاعات والعبادات؛ يلزم منه كراهيتها، وحب أضدادها، وهذا دخل ودغل في النفوس -عافانا الله أجمعين-، "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم". وإن الفرح بالطاعة، والحزن على السيئة؛ دليل على إيمان المرء؛ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرّته حسنته، وساءته سيئته؛ فهو المؤمن). رواه أحمد، وصححه محققو (المسند: ١٤٤) فالحذر من بغض هذه المواسم، أو الشعور بالخيبة، أو التنغص بها، أو الكراهة لها، أو التذمر منها، ولو في النفس والإسرار، ومن دون إعلان وإظهار؛ فإنها دسيسة يخشى على صاحبها من النكيسة، والحياة التعيسة -نسأل الله الثبات-. وأنبّه، إلى أن البعض يفرح بمواسم الطاعات ليس لذاتها، وإنما لما فيها من قضاء مصالحه، وإنجاح مآربه، فبعضهم: لبيع تجارته وربحها. وبعضهم: لما فيه من زيادة المطعومات والمشروبات. وبعضهم: لقضاء الحوائج. وبعضهم: لما يروج فيها من المسابقات والجوائز. وبعضهم: لما يكون فيها من الاجتماعات واللقاءات، والسهرات والسمرات. وهكذا، كل يفرح بما يناسبه ويشاكله، وينسى المقصد الأعظم والأرشد، وهو الفرح لذات العبادة؛ لأن الله افترضها ووقّتها بهذا الوقت، فنفرح رمضان؛ للصلاة، والصيام، والقيام، وقراءة القرآن، والصدقات، والنفقات ونحوها من أنحاء البر والتقى. قال تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". "قل بفضل الله" يعني: القرآن الذي أكرموا به "وبرحمته" يعني: الإسلام، "فبذلك" أي: فبمجيئهما "فليفرحوا" أي: لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع، "هو خير مما يجمعون" أي: من الأموال وأسباب الشهوات؛ إذ لا ينتفع بجميعهما ولا يدوم، ويفوت به اللذات الباقية، بحيث يحال بينهم وبين ما يشتهون، والفاء داخلة في جواب شرط مقدر، كأنه قيل: إن فرحوا بشيء؛ فبهما فليفرحوا". (تفسير القاسمي: ٩/ ٤٦) وعن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر رضي الله عنه، ومولى له، فجعل يعدّ الإبل، فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول: الحمد لله، وجعل مولاه يقول: هذا والله من فضل الله ورحمته، فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" وهذا مما تجمعون". (تفسير ابن أبي حاتم: ٦/ ١٩٦٠). فبيّن -رضي الله عنه- أن جمع الأموال، ليس مما يفرح به، بل هو مما استثنى الله من الفرح، بقوله: "هو خير مما يجمعون" وهذا من ورع الفاروق العظيم وزهده. وقال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، ولا يكون اطمئنان القلوب إلا من فرح وسرور، ونيل مطلوب، ونجاة من مرهوب. وقال تعالى: "فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم" فهؤلاء فرحوا بما رزقهم الله من الطاعة واليقين. وأنت أيها الفرِح بطاعة الله، لا شك أنك تعيش هذا الفرح في طاعة ربك؛ لأن الفرح بالطاعة وحبها من لوازمه: العمل بها، وإلا كان التناقض. تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس بديعُ لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيعُ وأبشر بوعدِ الله لك أيها الفرح والطائع، قال الله: "أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه" يصدقها، قوله تعالى: "يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك قدحاً فملاقيه". وأبشر بملازمة السرور لك، وأنت في الجنان، قال تعالى: "فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسرورا". فهنيئاً لك هذا السرور: الدنيوي والأخروي. والفرِح بالطاعة؛ تجده مسروراً مرتاحاً منشرحاً منبسطاً، هاشّاً باشّاً، يحب الصالحين ويحبهم، ويثني عليهم، ويثنون عليه، ولذلك: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن) رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري. وفي رواية: (ويحبه الناس عليه). قال النووي في (شرح مسلم: ١٦/ ١٨٩): "قال العلماء: معناه: هذه البشرى المُعَجَّلة له بالخير، وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له، فيُحَبِّبه إلى الخلْق ...، ثم يوضع له القَبول في الأرض...". ولا شك أن من كان هذا حاله؛ عاش حياة هنيئة مريئة، ولو كان فقيراً مُعدما. وقال ابن الجوزي، في: (كشف المشكل من حديث الصحيحين: ١/ ٣٧١): "والمعنى أن الله تعالى إذا تقبل العمل؛ أوقع في القلوب قبول العامل ومدحه، فيكون ما أوقع في القلوب مبشراً بالقبول، كما أنه إذا أحب عبداً حببه إلى خلقه، وهم شهداء الله في الأرض". وهكذا كان السلف الصالح، يشعرون بالفرحة، ويحسون النعيم من أثر العبادة: "فما في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين.. أمر ثابت بالنصوص المستفيضة، وهو مشهود محسوس يدركه بالذوق والوجد من حصل له، ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، والآثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرة موجودة. حتى كان بعض السلف يقول: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. وقال آخر: لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه. وقال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم، ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا. وقال: إنه ليمر على القلب أوقات، يضحك فيها ضحكا. وقال ابن المبارك وغيره: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها، ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة الله. وقال آخر: أوجدني الله قلباً طيباً حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، فإنهم في عيش طيب. وقال مالك بن دينار: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله. وهذا باب واسع جدا". ينظر: (تفسير ابن رجب: ٢/ ١٣٤) أرأيت إلى هذا النعيم المعجّل لهؤلاء الفرِحين بطاعة ربهم، والعاملين بها -رباه ارزقناه-. وقد جاء موضَحاً في حديث صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير؛ إن أصابه سرّاء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر، فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن). رواه مسلم. وقال أبو الوفاء ابن عقيل: "الإعجاب ليس بالفرح، والفرح لا يقدح في الطاعات؛ لأنها مَسَرّة النفس بطاعة الرب عز وجل، ومثل ذلك مما سَرّ العقلاء، وأبهج الفضلاء، وإنما الإعجاب، استكثار ما يأتي به من طاعة الله عز وجل، ورؤية النفس بعين الافتخار. وعلامة ذلك: اقتضاء الله عز وجل بما أتى الأولياء، وانتظار الكرامة، وإجابة الدعوة". نقله عنه المفلح ابن مفلح، في (الآداب الشرعية: ١/ ١٣٢) ورمضان خير ما يُفرح به ويؤنس، وينشرح له ويقبس؛ لما فيه من خصال البر والتقوى، ولا يعرف ذلك إلا المؤمن صادق الإيمان، وقد جاء منوهاً ومصرحاً. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مرّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه. بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله؛ وذاك لأن المؤمن يعدّ فيه القوة من النفقة للعبادة، ويعدّ فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين، واتباع عوراتهم، فهو غنم للمؤمن، يغتنمه الفاجر). وفي رواية البيهقي: (فهو غنم للمؤمن، ونقمة للفاجر). أخرجه أحمد، في (مسند أحمد، رقم: ٨٨٧٠) وابن أبي الدنيا، في (فضائل رمضان: ٤١) البيهقي في (فضائل الأوقات، رقم: ٥٤)، والطبراني في (الأوسط)، وابن خزيمة، وسكت عنه المنذري، وفي (نضرة النعيم: ١١/ ٥٢٤٧) "وقال الشيخ أحمد شاكر (١٦/ ١٥٨): إسناده صحيح" ولم أجده، فالله أعلم. وجاء عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم وأهّل رمضان، فقال: (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنَّت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان). قال ابن حجر، في (المطالب العالية: ٦/ ٤٢): "أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وقال: إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب. وكأنه تساهل فيه. لكونه من الرغائب". بل قد جاء التصريح، بالفرح في رمضان، على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه". رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال ابن رجب: "أما فرحة الصائم عند فطره؛ فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر؛ فرحتْ بإباحة ما منعت منه؛ خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً، فإن كان ذلك محبوباً شرعاً، والصائم عند فطره كذلك، فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام- تناول هذه الشهوات؛ فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها من أول الليل وآخره، فأحب عباد الله إليه؛ أعجلهم فطراً، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترم شهواته في النهار؛ تقرباً إلى الله وطاعة له، وبادر إليها بالليل؛ تقرباً إلى الله وطاعة له، فما تركها إلا بأمر ربه، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه، فهو مطيع في الحالين؛ ولهذا نهي عن الوصال، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقرباً إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله؛ فإنه ترجى له المغفرة، أو بلوغ الرضوان بذلك". (لطائف المعارف: ١٥٦) وقال -رحمه الله-: "وإن نوى بأكله وشرابه؛ تقوية بدنه على القيام والصيام؛ كان مثاباً على ذلك، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار؛ التقوِّي على العمل؛ كان نومه عبادة. ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه؛ لم يتوقف في معنى فرحه عند فطره، فإن فطره على الوجه المشار إليه؛ من فضل الله ورحمته، فيدخل في قوله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". (لطائف المعارف: ١٥٧) وقال -رحمه الله-: "وأما فرحه عند لقاء ربه؛ ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً؛ فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا"، وقال تعالى: "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا"، وقال تعالى: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره". (لطائف المعارف: ١٥٧) ولا تخفى قصة ذلكم الصحابي الذي توفي بعد صاحبه بسنة، ففضل على صاحبه؛ لأنه فعل خيرات، ومنها: أنه صام رمضان؛ فهذا مما يدعو المؤمن للفرح، واغتنام مواسم الطاعات. قال ابن رجب: "بلوغ شهر رمضان وصيامه؛ نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقاً لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فو الذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض"، أخرجه أحمد وغيره. من رُحِم في شهر رمضان؛ فهو المرحوم، ومن حُرم؛ فهو المحروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده؛ فهو ملوم). (لطائف المعارف: ١٤٨). وحريٌ بالعاقل- الذي يسمع هذا الفضل العظيم، ويفرح بهذا الفضل العميم؛ أن يُفرح إخوانه وخلانه؛ بتفقدهم، والسؤال عن أحوالهم، ومواساتهم، والتخفيف عنهم بما يستطيع، ولا يكون أنانياً كزاً، جلفاً غليظاً، صلداً صلباً؛ فإن فرحه من فرحهم، وحزنه من حزنهم؛ لأن هذا شأن المؤمنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه. هذا ما أقدرني الله عليه -وله الحمد والمنة-، وأسأل الله التوفيق والرشاد، والهداية والسداد، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويض أمري واستنادي. وأسأله تعالى أن يرزقني الإخلاص والمتابعة في جميع الأقوال والأفعال والأحوال. والله أعلم، وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم. وكتب: وليد بن عبده الوصابي ١٤٣٧/٩/١ #مقولاتي_ونقولاتي #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

جائزة العمرة! عبد الله وعبد الرحمن ابنا الشيخ حميد الحاشدي، أتما حفظ القرآن الكريم، في الحرم المكي، فكافأهما والدهما -عافاه الله- بجائزة عمرة، وأنعم بها من جائزة -أرجو أن تجيز الصراط-! وفي طريقهم شطر مكة المكرمة، وقد قربا واقتربا، وربما اشتما نسيم تيك البقاع المطهرة، وتنفسا صعداء تلك التلاع المقدسة.. فجأهم حادث أودى بحياتهما! رحمهما الله وغفر لهما، وأسكنهما فسيح الجنان، وعلي الرضوان. وأقول لوالديهما وأهلهما، معزيا ومسليا، كما قال الله تعالى: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" فما تعزى مصاب بمثلها، فهي سلوى الحزين، ومتنفس الكئيب، ومستراح القريح. أحسن الله عزاءكم في مصابكم، وربط على قلوبكم، وألهمكم الصبر والاحتساب! ولعمري، ما أحسن جائزتهما بعمرة، وما أعظم جائزتكم بهما، وقد أتما حفظ كتاب ربهم سبحانه! (والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) وهذا هو حال الدنيا، لا تدوم على حال، ولا يقر لها قرار؛ فتبكي وتضحك، وتغني وتفقر، وتسر وتضر، فهي محل الحوادث، والفاعل والصانع هو الله جل جلاله "والشر ليس إليه". نعم، يحزن الإنسان ويألم، ويتوجع ويتفجع، ولكنه، يستذكر فيسترجع، ويوقن أنه سبحانه "يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد" "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" وفق "حكمة بالغة" لا يدركها أكثر الخلق، فوجب التسليم لا التعليل، ومن سلّم سلم. وإنها لحسن خاتمة -نحسبها-؛ إذ كانا في طريق طاعة، وبعد تمام طاعة، وفي مكان طاعة، وفي زمان طاعة. فواهاً واها. حفظا كتاب الله، في زمن قلّ فيه الحفظة، ونشآ على الطاعة في وقت زهد فيها الكثير، لا سيما من الشباب، وفي الحديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: (وشاب نشأ في عبادة الله ... ورجل قلبه معلق بالمساجد) وقد كانا كذلك -نحسبهما-. فهنيئاً هنيئا. اصبروا واثبتوا، صبركم الله، وثبت قلوبكم، وجبر كسركم، وشرح صدركم، ورضاكم وأرضاكم. وحسبكم؛ أنهما -بإذن الله- ذخرا لكم وفرطا بين يديكم، ونرجوا أن يكون قد سبقكم بعضكم إلى الجنة، فما للدنيا وزيفها وحيفها! وقد: طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار؟! وإنكم كما سعدتم بهما في الدنيا، ستسعدون بهما في الأخرى؛ فقد أخبرنا الصادق المصدوق، عن قارئ القرآن، أنه (يوضع على رأسه تاج الوقار، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا) فما أحراكما بهذا الفضل، وما أغبطكما على هذا النبل، "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" والحياة قصيرة مهما طالت .. والحياة بئيسة مهما طابت! وكل بساط عيش سوف يطوى *** وإن طال الزمان به وطابا اللهم ارحم -عبد الله وعبد الرحمن- رحمة الأبرار، وأسكنهما جنات تجري تحتها الأنهار. واجبر قلب والديهما وأهلهما، وبرد أكبادهما، وألهمهما الصبر والسلوان والاحتساب. يا رب العالمين. وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٩/١ #وفاة_علم #أمالي_رمضانية #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

التعصب للعَلم المدروس! من معائب بعض المحققين؛ أنه يجهد غاية، ويعنت جدا؛ أن يجعل العَلم المدروس= وحيد مصره، وفريد عصره، ليس عن حق واستحقاق، بل بنفس التعصب، ومحل الاعتباط. يتقفر العذر وإن بان الغلط، ويتلمس الاعتذار وإن افتأت، ويكبر عليه ويعظم؛ أن يبين الخطأ، ويزيف الوهن! (ولم يبل أخف وزنا أم رجح) وهذا، وإن رآه حسناً، لكن، ما باله إذا صادفه علَم آخر، أقل وهماً، وأهون سهوا؛ فوّق سهامه الرائشة الطائشة، وأجلب بخيله ورجله، واصطنع الغيرة على التراث، واحتمى حتى اعتمى! ويكأنها عصبية عصيبة! ويقبح من سواك الفعل عندي *** فتفعله فيحسن منك ذاكا! وقد وجدت العلامة محمود الطناحي، يقول: "من آفات البحث العلمي؛ العصبية الطائشة للشخصية المدروسة"! مقدمة تحقيق الطناحي، لـ (الأمالي الشجرية: ٦) وقد انتفى هذا الخلق الغريب؛ العلامة محمد عبد الخالق عضيمة، في مقدمة تحقيقه، لـ (المقتضب: ١/ ١٢٦)، فقال: "وليس من غرضي في إخراج المقتضب؛ أن أزهو به، وأحط من قدر سواه، فإني أكرم نفسي عن أن أكون كشخص كلما ترجم لشاعر جعله أشعر الشعراء". فالميزان، هو الإنصاف والأدب، فيبين الخطأ، ويصوب الوهم، مع حسن القول، وبسط العذر، دون غلواء وشطط، سواء كان العَلم المدروس أم غيره، فالناس في ميزان العلم سواء، والله الموفق من شاء لما شاء. وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٨/١٩ #مقولاتي_ونقولاتي #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

رد المتاع وإيفاء الميزان بنسبة لامية "الجد في الجد" إلى العلامة بهران! لعل الجم العمّ، قد قرأ هذه اللامية الرائعة الذائعة الشائعة، وتمعن في أبياتها، وتنعم بمعانيها، والتي مطلعها: الجد في الجد والحرمان في الكسل *** فانصب تصب عن قريب غاية الأمل وشم بروق الأماني في مخايلها *** بناظر القلب يكفي مؤنة العمل ولكنها، لم تنسب لفاتقها، ولم تعز لراتقها، بل هجنت ودجنت، فوقع في عزوها خلط وخبط وغمط وغلط، فنفيت من أمها، وأخطئ في والدها، وألصقت إلى أبوين آخرين: الصفدي، وابن الوردي! فامتطيت حصاني، وسللت حسامي؛ لأرد الدرة إلى صاحبها، وأعيد الغرة إلى ربها، فوفقت وهديت، "وما بكم من نعمة فمن الله". وها أنا أكشف اللثام عن قائلها، وأزيل الظلام لنائلها، فقلت مستعيناً بالمعين: إن الحقيقة الجالية المجلية.. أن هذه القصيدة السيارة، للقاضي العلامة محمد بن يحيى بهران الصعدي، تـ٩٥٧، وذلك لأمور: ١- أنها لم تُعز في تراجم الثلاثة، إلا له، فلم تذكر في ترجمة الصفدي، ولا في ترجمة ابن الوردي. ٢- عزاها لبهران؛ أهل بلده، وهم به أدرى، وله أورى -وسيأتيك نبؤهم، فتصبر-. ٣- تصحف حرف "العين" من الصعدي، نسبة فاتقها "بهران"، إلى حرف "الفاء" من الصفدي، نسبة العلامة خليل بن أيبك، وقد كانوا قبلاً، يغفلون النقط، فرسم الصعدي لا يختلف عن رسم الصفدي، فتصحفت للأشهر، وهذا ساير سيار. ٤- أعان على قبول هذا التصحيف؛ خمول ذكر ابن بهران، -وهكذا هم أهل بلدي، وكما هي عادتهم- وذيوع اسم الصفدي، فنسبت للأشهر! ٥- تسبّب في هذا التصحيف؛ أن للعلامة الصفدي -بالفا- شرحا على "لامية العجم" للطغرائي، بعنوان "الغيث المسجم" فلعله التبس! (وكنت أتدارسها مع بعض الخلوم) وقد سارت مسير الشمس في الرابعة، وهي على غرارها: زنة وقافية ومعنى، والتي مطلعها: أصالة الرأي صانتني عن الخطلِ *** وحلية الفضل زانتني لدى العطلِ وأودعه بعض شعره.. قال الشوكاني: "ونظمه مشهور، قد أودع منه في شرح لامية العجم، وغيرها ما يُعرف به مقداره". ثم قال: "وكان يختلس معاني شعر شيخه ابن نباتة وينظمها لنفسه، وقد صنف ابن نباتة في ذلك مصنفاً سماه "خبز الشعير المأكول المذموم"، وبيّن سرقاته لشعره". وقال في ترجمة محمد بن يحيى بهران، من كتابه (البدر الطالع: ٢/ ٢٧٩): "وله نظم مشهور، منه القصيدة التى سلك فيها مسلك الطغرائي في "لامية العجم" ومطلعها: الجَد في الجِد والحرمان في الكسل *** فانصب تصب عن قريب غاية الأمل". ٦- من نسبها لبهران، فكّ رمزها، الذي أشار إليه الناظم، بقوله: تمّت برسم أخٍ لا زال يسألني *** إنشاءها أبداً في الصبح والطفلِ والمشار إليه، هو تلميذه، العلامة محمد بن علي بن عمر الضمدي. كما ذكر ذلك، المؤرخ ابن أبي الرجال، قال: "وهي أشهر من أن تذكر، وقد سارت مسير الأمثال، والذي عوّل عليه في إنشائها؛ تلميذه العلامة محمد بن علي بن عمر الضمدي، وإليه لمح بقوله: تمت برسم أخ ما زال يسألني *** إنشاء أحرفها في الصبح والطفل". (مطلع البدور: ٤/ ٤٠٠) ٧- قام بتخميس اللامية، القاضي العلامة المقرئ سعيد بن داوود الآنسي الصعدي، تـ١٠١٠، وهو بلدي الناظم. والتي مطلعها: لا تجنحن إلى الإهمال والملل *** وتُتبع النفس في التسويف والعلل واعمل بقول الذي أسمى على زحل الجد في الجد والحرمان في الكسل *** فانصب تصب عن قريب غاية الأمل وهي بكمالها، في (عقد الجواهر بتراجم أعيان صعدة بعد القرن العاشر: ١/ ١٩٧) قال ابن أبي الرجال، في ترجمته، من (مطلع البدور: ٢/ ٣٣١) "وله تخميس قصيدة العلامة ابن بهران اللامية". ٨- نسبها إلى العلامة بهران، كل من: -العلامة يحيي بن محمد حُميد المقرائي، في (مكنون السر في تحرير نحارير السر: ٨٨) أوردها، ثم قال: "انتهى الموجود من القصيدة الفريدة، الحائزة لجيد البلاغة بلآليها النضيدة". ونقل المقرائي عن عبد العزيز بن العلامة محمد بن يحيى بهران؛ أن والده لم يرض بظهورها وانتشارها؛ لأنها لم تك من البلاغة والفصاحة في الغاية، وأنه نظمها في أول أمره! وهذا مسلسل أثبات بالإثبات، لا سيما، وأنهما -ولده عبد العزيز والمقرائي-؛ "أجل تلامذته" كما قال المؤيد، في (طبقاته الكبرى: ١١٠٥) بل كان عبد العزيز "من العلماء الكبار، ومن الجلة الخيار" -كما يقول ابن أبي الرجال، في (مطلع البدور: ٤/ ٣٩٩) -والعلامة ابن أبي الرجال، في (مطلع البدور: ٤/ ٤٠٠) -والعلامة يحيى بن الحسين، في كتابه: (طبقات الزيدية= المستطاب: ٢/ ٢٤٥) ورواها كاملة. والجنداري في (الجامع الوجيز: ٣٩٢) -والعلامة الشوكاني، في (البدر الطالع: ٢/ ٢٧٩) وقال: "وهي قصيدة فائقة مشتملة على حكم نافعة". -والمؤرخ محمد بن محمد زبارة، له مقال، بعنوان "للحقيقة .. الجد في الجد" في (مجلة الحكمة اليمانية، عدد ٥ ربيع أول، ١٣٥٨) وقد دُلل على إثباتها، بابن أبي الرجال والشوكاني، وأثبتها كاملة؛ "لبيان الغلط والتصحيف في نسبتها" وأورد نموذجاً من تخميس المقرئ سعيد بن داوود الآنسي الصعدي. -والمؤرخ إسماعيل الأكوع، في (هجر العلم ومعاقله في اليمن: / ٢٩) وأشار في الحاشية، إلى خطأ نسبتها إلى الصفدي. -والمؤرخ خير الدين الزركلي، في كتابه: (الأعلام: ٧/ ١٣٩) -والشيخ زيد الوزير، في تحقيقه (مكنون السر: ٨٨) وأشار إلى أن الشرواني، نسبها إلى الصفدي. وأخبر القاضي أحمد الروافي؛ أن لديهم مخطوطة قديمة؛ تنسب اللامية، للعلامة بهران. ولها مخطوطة أخرى في مكتبة الحرم، وأحدس أن لها مخطوطات أخر، لم أتهدى لها. هذا.. ولعل أول من نسبها، للعلامة الصفدي، هو العلامة أحمد بن محمد الأنصاري الشرواني، في كتابه: (نفحة اليمن: ١٤٨) ثم تابعه غيره. وممن وجدتهم: -العلامة حسين بن محمد المهدي اليمني، في (صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال) -والأستاذ أحمد الهاشمي، في (جواهر الأدب) ولعل بسببه؛ نشرت وشهرت في الأقطار، وطارت كل مطار. -والأستاذ أحمد قبش، في (مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي) -والأستاذ عبد الرحمن بن درهم، في (نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار) -والأستاذ محمد محمود زيتون، كما في (مجلة الرسالة) والأستاذ محمد عبد المجيد لاشين، في كتابه (الصفدي وآثاره في الأدب والنقد) مع شك وتشكك، كما في كتابه (الصفدي وآثاره) ونسبها بعضهم، للإمام عمر بن مظفر ابن الوردي، صاحب (تحفة الخلان) وقد شرحتها -والحمد لله- شرحاً موسعاً، -يسره الميسر-. ونسيتُ من نسبها إليه. هذا، ولا يحتاج الإثبات كل هذه الأثبات، لكني، وجدتها في طريق البحث، فأثبتها، فائدة وحسن عائدة! ولولا الشهرة الطاغية، الملصقة القصيدة بغير فارعها، لما احتجت إلى كل هاته الإثباتات، وعلى كل، لا يعدم مطالعها خيرا. فائدة: ليست هي اللامية البهرانية، التي فصلت عن ناظمها، بل قد أخطئ في اسم كتابه "الكافل" ونسبته؛ فطبع باسم (مختصر في علم أصول الفقه) ونسب للعلامة عبد الله أبا بطين! وقد صحح الاسم والنسبة، الشيخ ثامر نصيف، في مقال له. نكتة: "الجَد في الجٍد" هكذا ضبطت، بفتح جيم الأولى، وكسر الأخرى، وفيها نوع بلاغي، وهو الجناس، والمعنى: الحظ والنصيب في الجد والاجتهاد. تتمة: مع جزالة ألفاظ القصيدة، وقوة معانيها، وحسن سبكها، وجميل تركيبها، إلا أن فاطرها؛ لم يكن عنها براض! فقد نقل العلامة يحيى المقرائي، عن ابن العلامة بهران؛ أن والده لم يرض بظهورها وانتشارها؛ لأنها لم تك من البلاغة والفصاحة في الغاية، وأنه نظمها في أول أمره! قال المقرائي: "وقد أخبرني ولده الفقيه العلامة عبد العزيز بن المذكور.. أن حي والده لم يرض بظهور هذه القصيدة وانتشارها؛ لكونهـ[ـا] لم يرقمها في البلاغة والفصاحة الغاية. وقال ولده: أنه قالها في ابتداء أمره، فلم تكن مثل ما قاله بعد كماله، لكن حسن معانيها، نشَر مبانيها وحكمها". (مكنون السر: ٩١) قال أبو نعيم: حسبك، برصين سبكها، وجزيل لفظها؛ أن نسبت إلى العلامة ابن الوردي، الشاعر المفتنّ الشهير الذي سارت بقصيده الجم الغفير، وإلى العلامة الصفدي، الأديب الشاعر المتفنن الذي تعددت تصانيفه وتواليفه. فقد رضيت وارتيضت. تذييل: لعل هذه اللامية البديعة، مستوحاة، من لاميتين سابقتين، فهي على سمتهما: زنة وروياً ومعنى. -لامية الحسين بن علي المعروف بالطغرائي، المشهورة بلامية العجم، ومطلعها: أصالة الرأي زانتني عن الخطل *** وحلية الفضل زانتني لدى العطل -لامية إسماعيل بن أبي بكر المقري الزبيدي، ومطلعها: زيادة القول تحكي النقص في العمل *** ومنطق المرء قد يهديه للزلل وإني لآمل وأرجو وأطمع؛ أن ييسرني ربي ويسهل لي، ويصرف عني الشواغل، ويقيني القواطع؛ فأنكت على ثلاثتها. هذا، وما أنا إلا مقتات على فتات، ولست -بحمد الله- بالقتات. والله الموفق والهادي. وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي ١٤٤٠/١٠/١٤ #مقولاتي_ونقولاتي #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

تقبل الله منا ومنكم عميم عملنا، وبلغنا وإياكم جميع شهرنا.. ونحن في أمن وأمان وإيمان، وسلم وسلام وإسلام. وجعل بلوغه بلاغ وصول وقبول، وتوفيق وتحقيق، وخير وستر وجبر، وشفاء ورفاء، ولطف وعطف، وعتق ورزق، وبركة وحركة. وجعله شهر عز ونصر وتمكين وتحصين. مجلكم: أبو نعيم وليد الوصابي ١٤٤٦.

المرأة حين تُبدع! المرأة ليست أداة بيد غيرها تابعة للقوانين الغربية وخاضعة، بل إنها مشاركة في حضارتنا ومبدعة. وهذه المرأة العالمة "شهدة" التي سادت عصرها بعلمها وفقهها ودينها المكين. لكننا في عصر انحدر بالمرأة إلى القاع، وجعلها ممسحة في كل البقاع! فيا أختاه: فلا تبالي بما يلقون من شبهٍ *** وعندك الدين إن تدعيه يستجبِ وفقك الله وسددك، وأخذ بيدك ومكنك، وكان لك ومجدك. وليد أبو نعيم ١٤٣٨/٦/١ #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

"هذه أموال لك عند والدي"! قرأت في ترجمة العلامة الكبير عبد الرحمن السعدي، عن ولده محمد؛ أن والده كان يرسله بصرّة فيها مال من الزكاة، إلى بعض المستحقين، ويقول له: أعط فلانا، وقل له: هذه أموال لك عند والدي"! تدبرت هذا الخلق الفذ النادر؛ ما الدافع له .. ما الحامل عليه؟ فأدركت؛ أن وراءه نفس حر كريم الأصل، طيب المنبت، كبير المروءة، حسن العشرة، عظيم التقوى. وليس هذا الخلق فحسب، بل هي مجموعة أخلاق، في جسد واحد، فحيثما أردت السعدي من مجايل العظمة والإكبار، إلا وجدته حاضراً، بل متربعاً الصدر! ولا غرو؛ فهاته أخلاق العلماء حقا، الذين عملوا بالعلم، ووافقت أقوالهم أفعالهم، أما من حاد عن هذا، واتبع سبيل الردى، فقد "ضل سعيه في الحياة الدنيا: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في النفوس لعظما وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٨/١٨ #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

قال السعدي في (تفسير أسماء الله الحسنى: ٢٣٢): "ومن لطفه بعبده الحبيب عنده إذا مالت نفسه مع شهوات النفس الضارة واسترسلت في ذلك أن ينقصها عليه ويكدرها فلا يكاد يتناول منها شيئاً إلا مقرونا بالمكدرات محشواً بالغصص لئلا يميل معها كل الميل، كما أن من لطفه به أن يلذذ له التقربات ويحلي له الطاعات ليميل إليها كل الميل" قلت: ولا يكون هذا؛ إلا من عظم الشريعة، وكبر عليه أمر الذنب، فلا يأتيه إلا خجلا وجلا عجلا.. أما من اعتاد غشيان الحرَم، وواءم الحرام، وقل حياؤه؛ فهذا عزيز توبته! فاللهم وقاية ورعاية. #قول_وتعليق #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X

"من كمال إحسان الرب تعالى؛ أن يذيق عبده مرارة الكسر، قبل حلاوة الجبر". (مختصر الصواعق المرسلة: ٣٠٦) فيا أيها السالك: الزم عتبة العبودية، ولذ بركن الربوبية، ولج من باب الانكسار، وعج بالتوبة والاستغفار. إذا فعلت ذلك، جاءك الجبر والجبران، ورزقت لذة القبول، وطعمت حلاوة العوض، ووجدت نداوة العطاء. ثق بربك، "وكفى بربك هادياً ونصيرا". #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X