أنابيش الكنانيش
أنابيش الكنانيش
March 1, 2025 at 07:40 PM
جائزة العمرة! عبد الله وعبد الرحمن ابنا الشيخ حميد الحاشدي، أتما حفظ القرآن الكريم، في الحرم المكي، فكافأهما والدهما -عافاه الله- بجائزة عمرة، وأنعم بها من جائزة -أرجو أن تجيز الصراط-! وفي طريقهم شطر مكة المكرمة، وقد قربا واقتربا، وربما اشتما نسيم تيك البقاع المطهرة، وتنفسا صعداء تلك التلاع المقدسة.. فجأهم حادث أودى بحياتهما! رحمهما الله وغفر لهما، وأسكنهما فسيح الجنان، وعلي الرضوان. وأقول لوالديهما وأهلهما، معزيا ومسليا، كما قال الله تعالى: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" فما تعزى مصاب بمثلها، فهي سلوى الحزين، ومتنفس الكئيب، ومستراح القريح. أحسن الله عزاءكم في مصابكم، وربط على قلوبكم، وألهمكم الصبر والاحتساب! ولعمري، ما أحسن جائزتهما بعمرة، وما أعظم جائزتكم بهما، وقد أتما حفظ كتاب ربهم سبحانه! (والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) وهذا هو حال الدنيا، لا تدوم على حال، ولا يقر لها قرار؛ فتبكي وتضحك، وتغني وتفقر، وتسر وتضر، فهي محل الحوادث، والفاعل والصانع هو الله جل جلاله "والشر ليس إليه". نعم، يحزن الإنسان ويألم، ويتوجع ويتفجع، ولكنه، يستذكر فيسترجع، ويوقن أنه سبحانه "يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد" "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" وفق "حكمة بالغة" لا يدركها أكثر الخلق، فوجب التسليم لا التعليل، ومن سلّم سلم. وإنها لحسن خاتمة -نحسبها-؛ إذ كانا في طريق طاعة، وبعد تمام طاعة، وفي مكان طاعة، وفي زمان طاعة. فواهاً واها. حفظا كتاب الله، في زمن قلّ فيه الحفظة، ونشآ على الطاعة في وقت زهد فيها الكثير، لا سيما من الشباب، وفي الحديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: (وشاب نشأ في عبادة الله ... ورجل قلبه معلق بالمساجد) وقد كانا كذلك -نحسبهما-. فهنيئاً هنيئا. اصبروا واثبتوا، صبركم الله، وثبت قلوبكم، وجبر كسركم، وشرح صدركم، ورضاكم وأرضاكم. وحسبكم؛ أنهما -بإذن الله- ذخرا لكم وفرطا بين يديكم، ونرجوا أن يكون قد سبقكم بعضكم إلى الجنة، فما للدنيا وزيفها وحيفها! وقد: طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار؟! وإنكم كما سعدتم بهما في الدنيا، ستسعدون بهما في الأخرى؛ فقد أخبرنا الصادق المصدوق، عن قارئ القرآن، أنه (يوضع على رأسه تاج الوقار، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا) فما أحراكما بهذا الفضل، وما أغبطكما على هذا النبل، "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" والحياة قصيرة مهما طالت .. والحياة بئيسة مهما طابت! وكل بساط عيش سوف يطوى *** وإن طال الزمان به وطابا اللهم ارحم -عبد الله وعبد الرحمن- رحمة الأبرار، وأسكنهما جنات تجري تحتها الأنهار. واجبر قلب والديهما وأهلهما، وبرد أكبادهما، وألهمهما الصبر والسلوان والاحتساب. يا رب العالمين. وكتب: وليد أبو نعيم ١٤٤٦/٩/١ #وفاة_علم #أمالي_رمضانية #أنابيش_الكنانيش https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X/102

Comments