
شوارد الفوائد الفقهية
February 11, 2025 at 05:53 AM
لكَ صمتُ ( ٤٣ )
* ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺑﻞ ﻭﻻ ﺳُﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﺍلصائم ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ - ﺛﻼﺙ ﺃﻭ ﺧﻤﺲ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﺃﻭ ﺗﺴﻊ - تمرات ﺇﻻ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ، ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ { ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻐﺪﻭ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻛﻞ ﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻳﺄﻛﻠﻬﻦ ﻭﺗﺮﺍً } ﻭﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻘﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺗﺮﺍً ( فتاوى نور على الدرب الشيخ ابن عثيمين - ٦٩٣ ) .
* من اﻵداب أيضاً أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، فإن لم يجد فعلى ماء ، فإن قال قائل ليس عندي رطب ولا تمر ولكن عندي خبز وماء أيهما أفطر عليه ؟
أفطر على الماء لأن النبي ﷺ أرشد إلى ذلك وقال : { إنه طهور } يطهر المعدة والكبد فلذلك أمرنا ﷺ أن نفطر على الماء وإنما قدم الرطب والتمر لأنه أنفع للبدن من الماء لأنه حلوى وغذاء وقوة وقد قال أهل الطب : ( إن الحلاوة التي في التمر هي أسرع شيء يتقبله الجسم من أنواع الحلوى وإنها تسري إلى العروق فوراً ) ، وهذا من حكمة الله - عز وجل - فهذا الذي ينبغي أن تفطر عليه رطب فإن لم تجد فتمر فإن لم تجد فماء فإن لم تجد ماء فما تيسر من مأكول أو مشروب ، فإن لم تجد كما لو كنت في البر وليس عندك شيء ، إذا لم تجد فتكفي النية في القلب ، ولا شك أنك إذا نويت الفطر إذا ما لم يكن عندك ما تأكله وتشربه فهو أحسن وأفضل حتى تكون مبادراً إلى الإفطار بالنية لعدم القدرة على الأكل والشرب ( شرح رياض الصالحين الشيخ ابن عثيمين - ص ٣١٤ ~ ٣١٥ بتصرف ) .
* قوله ﷺ { لا يزال الناس بخير ماعجلوا الفطر } بهذا نعرف أن الذين يؤخرون الفطر إلى أن تشتبك النجوم كالرافضة أنهم ليسوا بخير ( الشرح الممتع على زاد المستقنع الشيخ ابن عثيمين - المجلد ٦ - ص ٤٤٠ ) .
* كيف كان تعجيل الفطر دليلاً على أن الخير في الناس ؟
الجواب : حيث أنهم طبقوا السنة لأنهم إذا عجلوا الفطر فسيبادرون إلى شيء آخر من السنة سواء كان في الصيام أو في غير الصيام ، فتعجيل الفطر ليس مراداً في حد ذاته ولكن إشارة على أن الناس طوع ﻷمر النبي ﷺ ، وحريصون على السنة ، فإذا عجلوا الفطر للسنة فسيحرصون على الصلاة في أول وقتها للسنة ، وسيفعلون كذا وكذا من أشياء كثيرة كلها تدل على أن هذه صفة متأصلة فيهم ، فهذا وجه والله أعلم ( اﻷمالي على مختصر صحيح البخاري - الشيخ د عبدالرحمن الدهش ) .