
مكتب المحامي أحمد فضل أحمد السريحي( الحمودي للمحاماة )
February 5, 2025 at 09:54 PM
**ثمن المحاماة*
*
✍ *يحيى علي الجرفي- المحامي
*
ما بين مطرقة القضاء وسندان الخصوم يتموضع المحامي ويمارس مهامه الصعبة!.
يعيش حياته مزيجا من المشاعر، والعلاقات المتناقضة؛ والغريبة احيانا! تظهر وتختفي بأشكال مفاجئة ومعقده!
يجب على كل من يتعامل مع المحامي معرفتها وادراكها ليسهل عليه التعامل مع محاميه.
فما بين مشاعر الفرح الممتزجة، بحكم حصل عليه، أو سجين نجح في الإفراج عنه، أو حاجة قضاها لأحد موكليه...الخ، ثم ما تلبث أن تهجم عليه مشاعر السخط لسبب يتعلق بطبيعة المهنة أيضًا، إما لحكم على موكل اخفق في الدفاع عنه، أو سجين خذلته الظروف في الإفراج عنه أو حاجة لم يستطع قضائها لاحد الموكلين، لسبب او لآخر.
وبالتوازي، حينما تظهر مشاعر المحامي بهذا القدر من التضاد والتغيرات الطارئة، تمر علاقة المحامي بأشخاص المؤسسة القضائية ( قضاة و اداريين)، ما بين علاقات متوترة احيانا، وهادئة ومتزنة أحياناً أخرى.
هذا المزيج من المشاعر والعلاقات، يصاحبه جهد دؤوب، وتفكير عميق عن حلول ومخارج وفرص لخدمة موكليهم، فيكتب تارة، ويفكر تارة، ويطرق الأبواب تارة اخرى.
"وما بين هذا وذاك" يجد المحامي سهولة ويسر في تنفيذ مهامه بصورة [نادرة]، وتعتريه الصعاب والعقبات التي تمنعه من تنفيذ مهامه في [اغلب الاحيان].
وكل هذه المشاعر والعلاقات والمهام الصعبة تلقي بظلالها على صحة المحامي وسلامته الجسدية.
فمهنة المحامي تنحت من جسده، وتقتات من صحته، وتؤثر على هدوءه واتزانه! وكما قيل ( المحاماة عشق: القرب منها تعب، والبعد منها تعب!).
حينما يستوعب القضاة الفضلاء، والموكلين النبلاء هذه الحقائق، ويتعاملوا مع المحامي وفقا لمقتضياتها واثارها، فإنهم يسهلون على أنفسهم من جهة، وينساب التعامل مع المحامين من جهة اخرى.
¤ قضاتنا الفضلاء والاكارم: لا تجعل الطلبات الواردة اليكم المتعلقة بالرد والتنحي، لا تجعلوا منها قصة كقصة "البقرة الصفراء" وتكونوا سببا في عرقلة انسياب طبيعة الحياة والمشاعر والعلاقات، وتسببوا عقداً واشكالات أنتم في غنىً عنها.
سهلوا على انفسكم، وعلى المحامين، واطراف الخصومة، ليسهل فتح الطريق الى العدالة.
ترفعوا عن العناد في التشبث بالقضايا المقدم فيها طلبات الرد والتنحي، ليرتفع قدركم وتصان مكانتكم.
أديروا جلسات المحاكمة بهدوء واتزان، واجيدوا التعامل مع المحامين لإزالة الصعاب من طريقكم، وتسهيل أعمالكم، فإن القاضي الذي يتعامل بفضاضة وغلظة مع المحامين، انما يصنع لنفسه مشقة لا طائل منها، واشكالات هو في غنى عنها.
*خذوها مني.. إن تعاونكم مع المحامين وتسهيل مهامهم، انما هو تعاون مع انفسكم وتسهيل لمهامكم أنتم أولا وآخرا.*
¤ وأما الأخوة الموكلين المرتادين لابواب ومكاتب المحامين فنصيحتي لكم لخدمه قضاياكم وتسهيل الطريق أمامكم في التعامل مع المحامين فخذوها مني موجزه في النقاط الآتية:
- كن وفياً في التعامل مع محاميك.
- وكَل المحامي الذي تثق به وتعامل معه بصراحة، واي شكوك تراودك فيه اتركه فورا وابحث عن غيره، فإن الاستمرار معه يتعبك ويتعبه في آن واحد.
- استوعب تعليمات المحامي وطلباته ونفذها لمصلحتك انت دون غيرك.
- لا تكثر الاتصالات مع محاميك، فليس وكيلا حصريا لك دون غيرك، واذا لم يجب على اتصالك فافهم وتجنب الازعاج.
- لا تتحدث اثناء حضورك الجلسات معه إلا بإذن منه.
- اعلم ان خدمات المحامي التي يقدمها لك ليس لها ثمن، ولا يعرف ذلك الا الراسخون في دهاليز المحاكم والنيابات.
*لزملاء المهنة، المتعبين بأثقالها، القابعين بين مطرقة القضاة وسندان الخصوم.. اهدي هذا المقال*
تابع قناة مستشارك القانوني في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaDPFaoHAdNXUEDwbN3v
قناة تلجرام
https://t.me/Counsel_Jurist