رُوُحُ الحَرْف 🖤❤
رُوُحُ الحَرْف 🖤❤
February 18, 2025 at 07:42 PM
يا للشبه بيني وبين أبو العلاء المعري! كانت حياةُ أبي العلاء المعرّي محنةً كبيرة، فقد لَقِيَ من دهره قليلًا مما أحب، وكثيرًا مما كره؛ وكأنَّ زهرةَ عمرهِ قُضِيَ عليها قبل أن تتفتّح للنور ! ففَقَدَ الاعترافَ به والمكانةَ التي يستحقها، فلم يَلْقَ الحفاوةَ في بغداد، وأنا في غزة، بل تعرَّض للإهانة، وخاب أملهُ في تحقيقِ مجده وشهرته، فقرَّر اعتزالَ الناس والانحباسَ. وكان لحياته وقعٌ شديدٌ جدًا على نفسه، حتى قال: ‏«مَضَتْ وقد اكتَهَلتُ فخِلتُ أنّي رَضِيعٌ ما بَلَغْتُ مَدى الفِطامِ‏». وقال: ‏«لو لم تكن الآجالُ زَبْرًا، لوجب أن أُقتل بها صبرًا‏». ‏وقال: فَلَيْتَ اللَّيَالِي سَامَحَتْنِي بِنَاظِرٍ يَرَاكَ، وَمَنْ لِي بِالضُّحَى فِي الْأَصَائِلِ؟‏ ليت الأقدار سامحت أبا العلاء وسامحتني ولو مرة !

Comments