
شريف طه
February 2, 2025 at 08:14 PM
تخيلوا إن في إخوة ملتزمين (المفترض يعني) بيرددوا الأخبار بتاعت صفحات وجروبات بعض المهابيل المخابيل ممن يأتون بأخبار مفبركة على أنها من مصادر سرية، متوهمين إن في حاجة بتستخبى في الزمن ده!
بعض هؤلاء نشر خبرا حول وجود أسيرة إسرائيلية حامل، وجعل يلمز بأن الناس كانت بتتباد فوق الأرض، وجنود المقاومة بتجاهد على السرير.
طبعا، بصقت عليه حينما قرأت كلامه، لكن المؤسف أن هناك من يتأثر بمثل هذه اللغة القبيحة، وهذه الأخبار المفبركة.
تتبعت الخبر، وجدته منتشرا في صفحات هؤلاء المخابيل الذين يظنون أنفسهم حماة الوطن، وهم من أعظم من يسيئون له وينفرون الشباب من الانتماء الوطني الحقيقي، لا على طريقة أحمد موسى وأشكاله، ممن يهدمون هذا المعنى في نفوسنا حينما يتاجرون بها تجارة رخيصة.
بعضهم مسك في تأخير المقاومة خبر استشهاد الضيف، وبدأ يشتمهم ويقول (الكذابين نفوا والصهاينة أصدق منهم) وكأننا لسنا في حرب يجوز فيها الكذب والخداع!
لست ممن يقول بتقديس المقاومة، ويحرم نقدها، لكن فرق بين النقد وهذا الخبل والهبل، الذي لا يصح أن نقبل رواجه بشكل من الأشكال.
نقد المقاومة لا بد أن يكون بعلم ورحمة وحكمة وموازنة بين الحسنات والسيئات، وبما لا يعين عليهم عدوهم وعدونا.
أنس بن النضر لما رأى ما حصل يوم أحد قال (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يقصد المسلمين الذين عصوا أمر الرسول ) وابرأ إليك مما صنع هؤلاء (يقصد المشركين).
فالمسلم يعتذر عنه، والكافر يتبرأ منه.
وخطأ المسلم - إن وجد - لا يجعله عدوا، ولا يقلب المعادلة، وتأمل قول الله تعالى عن موسى (فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) فجعل الكافر الظالم عدوا لموسى ولأخيه الإسرائيلي المظلوم، مع أن هذا الإسرائيلي هو من تسبب في ذلك، حتى قال له موسى (إنك لغوي مبين) لأنه يشاد من لا قدرة له على قتاله.
فخطأه موسى، ومع ذلك سعى لنصرته، ولم ينس أن العدو الحقيقي هو الكافر الظالم بداية.
فهذه موازين دقيقة ينبغي العناية بها، دفعا للافراط والتفريط.