
شريف طه
8.4K subscribers
About شريف طه
مسلم مهتم بشؤون أمته.. أحاول الالتزام بمنهج السلف علما وعملا وسلوكا.
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

الشمول والتوازن في إدراكنا وتصورنا عن المخاطر والمشاريع المعادية، يؤدي للاتزان في سلوكنا وموقفنا من صراعات المنطقة. المشروع الصهيوني في مقدمة المشاريع المعادية. لا يجوز الاختلاف في ذلك، ولا التشكيك فيه، ولا التهوين منه. والمشروع الإيراني كذلك لا يجوز التقليل من خطره، أو اعتباره معنا وليس ضدنا أو أن الخلاف معه خلاف فكري بسيط، أو الغفلة عن كونه مشروعا مؤسسا على تصدير ثورته على أنقاض الدول العربية. ولا يجوز نسيان أحلامه باحتلال القاهرة ومكة والشام، و امتلاك مراكز التوجيه الديني في المسلمين. وهو ينظر لصراعه مع السنة على أنه امتداد للصراع التاريخي مع بني أمية، الذين يكنون لهم العداوة والحقد الشديد. لا يصح الخلاف في ما سبق؛ لأنها ببساطة حقائق وليست وجهات نظر. حقائق عشناها على مدار خمسين عاما تقريبا، رأينا فيها صفحات من الحقد الأسود، والتحالف مع الأمريكان والصهاينة لتمكينهم من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان. ملايين القتلى والمشردين على أيدي الإيرانيين، لم يعتذروا عنها حتى اليوم، ولا يرون أنهم ارتكبوا جرما، ولو عاد بهم الزمن لعادوا. كل هذا معروف.. وحينما يشتعل الصراع بين هذين المشروعين، فلا يجوز الخلاف في هذا، ولكن يتمحض النظر في توابع ذلك الصراع علينا، وما ارتدادات هذا الصراع من الناحية الجيوسياسية (أي النفوذ والسيطرة في المنطقة) بدلا من المزايدات، واستدعاء توصيفات وخلافات فقهية، ليست هي العامل الوحيد في النظر لهذا الصراع. ولكن للأسف الشديد مع كل نازلة، ينحرف النقاش لقضايا كلامية جدلية لا أثر لها في الواقع بالمرة. كثير ممن يعرف ويقر بخطر المشروع الإيراني، يتخوف من انطلاق جماح الصهاينة، وانفلات عقالهم، وانفتاح شهيتهم لتحقيق أحلامهم التي كانوا يرونها بعيدة نسبيا، ولكن مع هذا التراجع والسقوط لخصومهم، ربما تنفتح شهيتهم أكثر وأكثر. فلا معنى لأن تسرد لمن هذا موقفه، التحذير من الرافضة، فهو مقر بذلك. وهذا الموقف المتخوف من التمدد الصهيوني، سيكون موجودا حتى ولو كانت إيران دولة غير مسلمة بالكلية، فقضية التوازنات السياسية في عالم اليوم، تعتمد على المصالح المرتبطة بالدول، وليس فقط على الهويات. نعم للعقائد دور في ذلك لا يمكن إنكاره أو تجاهله، ولكن ليس الأمر منحصرا في ذلك. فمثلا : أذربيجان دولة ذات أكثرية شيعية، ولكنها تابعة لمحور أمريكا وإسرائيل، ومتحالفة مع إسرائيل تحالفا وثيقا، خاصة في مجال الاستخبارات والأمن، وهو ما تعتبره إيران تهديدا لها، وفي المقابل تتحالف مع أرمينيا المسيحية وتؤيدها في صراعها مع أذربيجان. باكستان مثلا رغم وجود توتر في علاقتها مع إيران لأسباب عديدة، من أهمها وجود علاقات جيدة بين إيران والهند الخصم التاريخي لباكستان، وقامت الهند بتطوير ميناء (تشابهار) الإيراني المنافس لطريق (الحزام والطريق) الصيني الذي يمر بباكستان. ومع ذلك تخشى باكستان من نتائج الصراع الأخير، أن يجعلها في مرمى الاستهداف بعد ذلك؛ ولذلك ترفض العدوان الإسرائيلي بشدة. ومصر تعرف - وكل أحد يعرف - أنها في بؤرة الاستهداف الصهيوني، وأن الأطماع الصهيونية في سيناء لم تنقطع، وأن اتفاقية السلام لم تعد سدا منيعا يحول دون نشوب الصراع. ولذلك من الطبيعي أن ترفض مصر بشدة هذا الاعتداء الإسرائيلي. بل إن توسع الصراع يجعله يؤثر ويمتد لكل دول المنطقة، ولذلك أتصور أن التصريحات الصادرة عن وزراء الخارجية العرب اليوم، و الرافضة لهذا العدوان والمنددة به، هي تصريحات صادقة وتعبر عن حقيقة المخاوف من امتداد هذا الصراع وآثاره على المنطقة كلها. نسأل الله تعالى أن يجعل فرجا ومخرجا لعباده المستضعفين. قال تعالى {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}.

التمسك بالمحكم، وتفويض المتشابه إلى الله، منهج سلامة من الفتن، ليس فقط في قضايا الصفات ونحوها من القضايا العقدية التي يكثر فيها استحضار هذه القاعدة، بل حتى المواقف السياسية التي تكون محل اشتباه، فلا يعرف المسلم فيها الموقف الصحيح تفصيلا. فمن أحسن المسالك هنا : التمسك بالمحكم، وترك المتشابه للراسخين في العلم، خاصة إذا كان الشخص غير مطالب عمليا بفعل شيء محدد، ولكنه مجرد مشاهد ومتفرج. فيكفيه أن يكون مواليا لأهل الإسلام، بريئا من أهل الكفر والنفاق، محبا لنصرة الإسلام والمسلمين، ومؤيدا لكل ما فيه مصلحة المسلمين، متبرئا إجمالا من كل ما يضاد ذلك. ولو وقف المسلم العامي عند ذلك لبرئ عند الله، وسلك مسلك السلامة.

أشراط الساعة ونهاية العالم : - أخبار نصدق بما صح منها، ولا نعول على المكذوب والتالف من الأخبار. - نعمل بالشرع وبما وجب علينا، ولا ننتظر مجئ مخلص ولا مهدي حتى نعمل بالشرع الذي نقدر عليه. - لسنا مكلفين بتهيئة الأرض لهذه العلامات، ولكن نعمل بالشرع ونصدق بالخبر. - لا نرجم بالغيب، ونحدد وقتا معينا لما يقع في المستقبل، فهذا من الغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله. - لا نفسر أشراط الساعة قبل وقوعها، ولكن إذا وقعت وفق الأخبار الصحيحة، علمنا أن هذا الذي وقع هو تأويل هذه الأخبار. فلا نقول : فلان هو المهدي، وإنما إذا خرج واجتمع الناس عليه، وحصلت فيه العلامات المذكورة في الأخبار، علمنا أنه المهدي. ومن تأمل هذه الضوابط، وقارن بينها وبين طريقة أهل الكتاب والإنجيليين خصوصا، وتعامل الشيعة مع هذه المسألة = علم أن الإسلام وأهل السنة هم ابعد الناس عن الخرافة والأساطير، وأبعدهم عن توظيف الدين لأغراض سياسية خسيسة.

لماذا يدعم الغرب إسرائيل دعما مطلقا؟ بالطبع هناك مصالح استراتيجية من وراء هذا الدعم، ولكن هناك البعد الديني الذي يقف وراء هذا الدعم المطلق والثابت. بداية : الصهيونية هي الحركة التي تعتقد بأحقية اليهود في أرض فلسطين. والمسيحية الصهيونية هي التيار الذي يؤمن بأن الله تعالى بارك شعب إسرائيل، وأعطاه أرض إسرائيل، وأن تأييد إسرائيل واجب ديني مقدس. يعتمد هذا التيار على نصوص من العهد القديم يبارك الله تعالى فيها إبراهيم وأتباعه، ويعطيهم حق الأرض. ومن ذلك : "في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقًا، قائلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ، القينيين والقنزيين والقدمونيين، والحثيين والفرزيين والرفائيين، والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين". [سفر التكوين 15: 18–21] ومنها : "وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة، وأباركك، وأعظّم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض". [سفر التكوين 12: 3-1] بناء على هذه النصوص، اعتبر المسيحيون الصهاينة، أن مساندة إسرائيل واجب ديني مقدس، وأن لهم خصوصية مع الله تعالى، وأنهم مهما فعلوا فإن دعمهم واجب وأمر مقدس. ويعتقد هذا التيار أنه عندما تسيطر إسرائيل على أرض الميعاد، فسيعود المسيح للأرض، وعند ذلك يؤمن به اليهود، وتقوم مملكة الله تعالى. تعزز هذا التيار بعد الهولوكوست، وتم الترويج لقضية أن الهولوكوست هو تدبير الله تعالى، لقيام دولة إسرائيل، وتنامى بعدها الشعور بأن المسيحيين قصروا في دعم شعب الله المختار، وأنهم حملوهم ذنب قتل المسيح، وتم تحميل هذا الجرم للرومان الذين خافوا من المسيح على سلطانهم. أو على الأقل فإن اليهود الموجودين الآن لا ذنب لهم في ما حصل للمسيح، واعتبر إدانة اليهود بقتل المسيح مظهرا من مظاهر معاداة السامية، بل واعتبر أي إدانة لإسرائيل هو من معاداة السامية أو التحيز ضد اليهود، أو تعرضا للعنة الرب الذي لعن من لعن نسل إبراهيم وهم اليهود حسب التصور الصهيوني والإنجيلي. في العام الماضي (2024) صرح مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي : "بالنسبة لنا نحن المؤمنين هناك توجيه في الإنجيل بأن نقف إلى جانب إسرائيل، وسنفعل ذلك بلا ريب وسينتصرون طالما كنا معهم". بالتزامن مع ذلك استجوبَ عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري ريك دبليو. ألين رئيسة جامعة كولومبيا ذات الأصول المصرية نعمت شفيق. إبان مظاهرات الطلبة احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة. وبكل جدية، سألَ ألين نعمت قائلا : "لماذا لا تدعم جامعة كولومبيا إسرائيل بشكل كاف؟ لنكن واضحين هذا ميثاق قطعه الرب مع النبي إبراهيم وهذا الوعد واضح للغاية: إذا باركتَ إسرائيل سأباركُك، وإذا لعنتَ إسرائيل سألعنك". وأضاف "وفي العهد الجديد (الإنجيل) تم التأكيد على أن جميع الأمم ستكون مباركة من خلالك. لذا ألم تكوني تعلمين بهذا؟ رئيسة الجامعة: سمعته من قبل ولكن تم شرحه الآن بشكل أفضل. هو: جيد أن ذلك يبدو مألوفا لديكِ. هل تُريدين أن تكون جامعة كولومبيا ملعونة من رب الإنجيل؟" فأجابت: "بالقطع لا". تعود جذور هذا التيار إلى ما عرف بالحركة الإصلاحية المسيحية، التي ظهرت في اوائل القرن السادس عشر، و التي قادها (مارتن لوثر) ونادت بالتخلص من التقاليد الكنسية، واحتكار تفسير النص المقدس. طالب لوثر بالالتزام بحرفية النص المقدس. ومع إعادة القراءة، وجد لوثر أن التوراة تعظم من شأن بني إسرائيل، وأن "الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم.. إن اليهود هم أبناء الله، ونحن الضيوف الغرباء". وأن "المسيح ولد يهوديا" وهذا ما ساعد في تقريب المسيحيين الإنجيليين من اليهود، والتأكيد على منزلتهم الخاصة عند الله تعالى. يعتقد أكثر رموز هذا التيار، بملاحم آخر الزمان، و معركة (هرمجدون) التي يقتل فيها ملايين الناس، و يقودها المسيح بعد عودته، وإيمان اليهود به،. وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. هذه عقائد تسكن عقول التيار الإنجيلي الذي يحكم أمريكا وبريطانيا. هذا في الوقت الذي يظن فيه العلمانيون العرب، أن طريق النهضة والتنوير يكون بفصل الدين عن الحياة والسياسة خصوصا، وتهميش الدين عن المجال العام؛ ليكون مجرد نصوص نتبرك بقراءتها، دون أن يكون لها واقع في حياتنا العامة.

١- نحن لا نتمنى انتصار اليهود على إيران (النصر المطلق) الذي تزداد به إسرائيل تسلطا وتنفتح شهيتها للغزو والهجوم أكثر وأكثر ، وفي ذات الوقت لا نروج لإيران بين عموم المسلمين، خاصة مع ضعف التحصين العقدي عند أكثرهم. ٢- تقييم الحروب والصراعات، لا يكون فقط بتحديد الموقف العقدي لكل فريق، بل كذلك بالنظر في مآلات الصراع ونتائجه. فمثلا : الخوارج ليسوا كفارا، ومع ذلك أحيانا يكون قتالهم أوجب من قتال غيرهم؛ لدفع عدوانهم المباشر عن المسلمين. وقد أجاز بعض أهل العلم الاستعانة بالكفار في القتال حتى في قتال الخوارج وأمثالهم، بشرط ألا يكون في ذلك إعلاء لهم، و تسليط لهم على بلاد المسلمين. وتأمل في هذا الشرط المهم؛ لتعرف أن تقييم الأمور لا ينفك عن النظر في النتائج والمآلات السياسية. ٣- بناء على ذلك، لا يقتصر الحديث في الصراع الإسرائيلي الإيراني، على التفريق بين الكافر والمبتدع، فهذا جانب مهم بلا شك، ولكن لا بد كذلك من النظر في مآلات هذا الصراع على السنة والعرب، وعلى مسار الصراع الصهيوني /الإيراني / العربي، وعلى الأطماع الصهيونية والإيرانية في المنطقة. الأمر لا يقتصر على المشاعر، بل يتعلق أساسا بالنظر في مآلات الصراع علينا وعلى دول المنطقة. ٤- تفسير الحروب بالمسرحيات، هو تفسير ساذج وسطحي، ولا يستطيع فهم التعقيد والتركيب الذي تتسم به طبيعة العلاقات السياسية الدولية. هناك مشروعان صهيوني، وإيراني. بينهما مسارات اتفاق وتعاون وتلاقي، وبينهما كذلك مسارات تصادم وتعارض مصالح وصراع نفوذ. العراق أفغانستان، سوريا وتهديد وابتزاز الدول الخليجية كلها مساحات سُمِح و يسمح لإيران بالعمل فيها، وهي تتلاقي مع مصلحة إسرائيل، التي تعتبر أن أي ضعف أو صراع في بلد عربي أو مسلم يخدم أمنها القومي. لكن هذا لا يعني عدم وجود عداء بينهما، كما يحاول البعض أن يصور. ٥- هنا سؤال مهم : ما فائدة وجود نظام مثل هذا؟ والجواب واضح : هو نظام تاريخيا يحمل عداء وحقدا للسنة - وهم أكثر المسلمين - ووجوده يعمل على تعزيز الانقسام والصراع، خاصة في هذه المنطقة المعروفة تاريخيا بإقليم خراسان، وهو إقليم سنة في مجمله تمثل إيران حلقة تمنع من أي وحدة أو اندماج يمثل خطرا. ولذلك توقعي أن المقصود من الحرب هو تحطيم قوة إيران، بما لا يسمح بتهديد إسرائيل، ولا يلزم من ذلك تغيير النظام، إلا إذا تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة. والله أعلم.

المنطقة تغلي، والصراع يحتدم على شكل وقيادة الشرق الأوسط الجديد.. وهذا يتطلب منا يقظة وانتباها واشتغالا بالمهمات والترفع عن السفاسف والتفاهات. العلم والتصنيع ومحاربة الفساد وترميم الجبهات الداخلية، لم تعد اختيارا، بل صارت ضرورة لكي نستطيع مواجهة هذه التحديات الضخمة.

في كل صباح نسمع خبر قتل وقنص المتجمعين عند المساعدات من سكان غزة. عمل حقير وخسيس ليس مستغربا صدوره عن هؤلاء. هل ستنسى أجيالنا هذه الجرائم، ويتغنون مرة ثانية بالغرب الإنساني المتحضر؟!

(كيميت) هي مصر بحسب اللغة المصرية الفرعونية. والكيمتيون نوعان : - من يتبعونها كديانة مستقلة لها آلهتها وطقوسها، وهذا موجود في أمريكا وأوروبا، وتعتبر الكيمتية أحد الأديان الروحية، وهي مظهر من مظاهر الإلحاد الروحي، القائم على فكرة الاتصال بالطبيعة لتحرير الروح من البدن، للاتصال بالحقيقة المطلقة. وتعتبر الآلهة المتعددة التي يعبدها الفراعنة، مظهرا من مظاهر هذه الحقيقة المطلقة. (قريبة من فكرة وحدة الوجود، وهي فكرة فلسفية غنوصية، لا يستبعد أن تكون الفرعونية هي مصدر هذه الفلسفات التي انتقلت لكثير من الأمم والحضارات) - ومن يتبعونها على أساس أنها هوية بديلة للمصريين، وهؤلاء متفاوتون في مدى تصورهم عن هذه الهوية. فمنهم (وهم المسلمون منهم) :لا يرون فيها أكثر من الفخر التاريخي بحضارة قوية مسيطرة في حينها، مع تجاهله لكونها وثنية، وبعضهم يحاول نفي صفة الوثنية عنها، ليكون متسقا مع إيمانه وإسلامه وتوحيده. ومنهم (غالبا المسيحيون منهم) : يرون في هذه الهوية مناكفة للهوية الإسلامية العربية لمصر. وهؤلاء يتجاهلون أن الديانة المسيحية هي من قطعت الصلة بين المصريين والوثنية الفرعونية، وهمشت الفرعونية وحقرتها. ومنهم (وهم الملاحدة وغلاة العلمانية) : يرون في الكيمتية، هوية جديدة تحل محل الإسلام وأي دين. وهؤلاء لا مانع عندهم من اعتبار الكيمتية دينا روحيا، لأنه درب من دروب الإلحاد في الحقيقة، فالديانات الروحية لا شريعة فيها، ولا أمر ولا نهي، ولكن مجرد تعاليم أخلاقية عامة وإنسانية.. وهذا يتفق مع الإلحاد الانسانوي، الذي يروج لها الملاحدة. يتفق هؤلاء على تحقير الهوية العربية، ووصفها أنها حضارة البدو والصحراء، ويرون الفتح العربي لمصر هو احتلال وتغيير لهويتها. وأكثر هؤلاء يقصدون بذلك تحقير الإسلام، ولكنهم يتسترون بسب العروبة والبداوة، ومقصدهم في الحقيقة الإسلام والصحابة. يحاول الكيمتيون إبراز الهوية المصرية باعتبارها هوية قائمة بذاتها، منفصلة عن الهوية العربية والإسلامية خصوصا.. وهو تصور مجاف للحقيقة تاريخيا، فمصر تغيرت لغتها وديانتها عدة مرات،. تبعا في كل مرة لمن يغزوها ويحكمها. والتاريخ والواقع يثبتان أن المصريين قد اندمجوا في الإسلام والعروبة بكليتهم واختيارهم، من غير إكراه ولا عسف، وذلك من غير التخلص من مكونات الهوية والثقافة الأخرى التي لا تتعارض مع الإسلام. وهذه ميزة الإسلام العظيمة، القادر على استيعاب جميع الأمم فيه، من غير أي شعور بالإكراه أو محو الشخصية. لا أحتاج هنا لابراز خطر هذا التيار الكيمتي، وأنه مخالف للدستور الذي ينص على هوية مصر العربية والإسلامية، وهو يشكل تهديدا للهوية المصرية الحقيقية. ولكن نظرة متفحصة على جروبات الكيمتيين،. يظهر منها بوضوح مدى الحقد والكره الذي يكنه أغلبهم للإسلام والعروبة، ورغبتهم في انفصال مصر تماما عن محيطها العربي والإسلامي وسائر قضاياه، وهو ما يمثل تهديدا كذلك على الأمن القومي لمصر. والله المستعان.

الشيعة ثلاثة أقسام : ١- غلاة الشيعة : كالدروز والإسماعيلية والبهرة والقرامطة والنصيرية، فهؤلاء كفار نوعا وعينا. ٢- الروافض الاثنا عشرية : وهؤلاء وإن كانت مقالتهم كفرا، إلا أنه لا يكفر المعين منهم لوجود التأويل. كما لا يكفر الخوارج الدين كفروا الصحابة لوجود التأويل. وإن كان الخوارج والروافض من شر أهل البدع، وأخطرهم على أهل الإسلام. ٣- الزيدية الذين يفضلون عليا، ولكنهم لا يكفرون الصحابة، فهؤلاء وإن كان قولهم بدعة وتقريبا ومدخلا للروافض، إلا أنهم لا يكفرون بالاتفاق. أقول هذا، مع ما سبق من بيان أن تقييم الأمور، لا ينفك عن مآلات الصراع ونتيجته على دول المنطقة، إلا أن البعض يكثر من القول بأن شيعة إيران كفار مرتدون. وهذا خلاف جمهور أهل السنة كما بينه شيخ الإسلام. التحذير من الروافض واجب، لكن بعلم وعدل دون شطط وتجاوز.

حصل تعطل للقناة عندي مع تغيير الهاتف. سأرسل على القناة الآن كل المنشورات السابقة دفعة واحدة