
شريف طه
February 11, 2025 at 06:22 AM
ما هو الإرجاء؟
الإرجاء هو إخراج العمل من الإيمان، والمرجئة طوائف كثيرة، ومقالاتهم متنوعة، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث مراتب :
الأولى : المرجئة المحضة الغلاة.
الثانية : إرجاء المتكلمين
الثالثة : إرجاء الفقهاء
أما الأولى، فهم الذين يقولون بأن الإيمان هو المعرفة فقط، فمن عرف فهو مؤمن، فإبليس مؤمن وفرعون مؤمن؛ لانهما عرفا.
وهؤلاء هم الإباحية، الذين يستبيحون ترك العمل، ويقولون إذا أقر فقد عمل، ولا يلزمه أن يعمل. ومثل هذا كفر بلا شك؛ لأنه استحلال المحرمات، وكذلك تكذيب للمعلوم من الدين بالضرورة.
الثانية : إرجاء المتكلمين وهم مثل الذين قبلهم، ولكن لم يلتزموا هذه اللوازم الكفرية، ولكن تناقضوا فقالوا : إن إبليس حينما كفر زالت معرفة الله من قلبه، ونحو ذلك.
ومن أقوالهم : أن مرتكب النواقض لا يكفر ما لم يستحلها. لأن الكفر عندهم محصور في التكذيب.
الثالثة : إرجاء الفقهاء، وهم الذين اخرجوا العمل من مسمى الإيمان، ولكنهم وافقوا أهل السنة في مسائل الأحكام، فقالوا في مرتكب الكبيرة، أنه تحت المشيئة، وكفروا الساب والمستهزئ ومرتكب أفعال الكفر؛ لأنهم كانوا فقهاء ملتزمين بطريقة أهل العلم، لكن دخلت عليهم شبهة أنه لو كان العمل من الإيمان لزال الإيمان بزواله، فيكون في ذلك حجة للخوراج.
فوافقوا أهل السنة في الأحكام، لكنهم خالفوهم في الأسماء، فجعلوا مرتكب الكبيرة مؤمنا كامل الإيمان.
وكثير من أهل العلم جعلوا خلاف مرجئة الفقهاء، خلافا لفظيا، والأدق أن اكثره لفظي، أو هو خلاف في الأسماء وليس في الأحكام.
-------------------------
فإذا تأملت هذا، علمت بغي الكثيرين ممن يصفون غيرهم من أهل العلم بأنهم مرجئة، لأنهم لا يوافقونهم على تكفير من يكفرونهم، وهؤلاء في الحقيقة فيهم شعبة من شعب الخوارج.
------
فهم يصفون بذلك رجالا يقولون : الإيمان قول وعمل، والعمل من مسمى الإيمان، ومرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، ولا يكفر إلا إذا استحلها، ومرتكب نواقض الإسلام كافر إذا أقيمت عليه الحجة التي يكفر تاركها.
وأن ترك المباني الأربعة من مسائل الخلاف بين أهل السنة، هل يكفر تاركها أم لا؟ وأنه لا يجوز التضليل ولا التبديع في هذه المسائل.
فلم يكن هذا كله كافيا، في كف العدوان من أهل الغلو، الذين اخترعوا مسائل ومصطلحات يمتحنون بها الناس، كما هي عادة أهل البدع والغلو.
-------------
وأذكر أنني قديما ناقشت واحدا من هؤلاء، فبينت له كلام شيخ الإسلام في مرجئة الفقهاء؟ وأنه يرى أن الخلاف معهم لفظي أو هو خلاف في الأسماء، وليس في الأحكام.
فكيف تتهمون من مقالتهم كما وصفتها بأنه من المرجئة؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم.