شريف طه
شريف طه
February 12, 2025 at 10:21 PM
كتاب "أيام من حياتي" للحاجة زينب الغزالي، هو أحد الكتب التي تربى عليها أجيال من الرجال والنساء، والتي شكلت جزءا من تصورهم السياسي والفكري. وهو كتاب يبالغ جدا في وقائع التعذيب المنسوبة للعهد الناصري، بطريقة لا يمكن لعقل أن يقبلها. وقد يستغرب البعض ويتساءل : هل الحاجة زينب ستكذب وهي تروي ما تعرضت له بنفسها؟ وأترك الجواب للمهندس أبو العلا ماضي - وهو ما زال حيا يرزق - وقد قال أنّه سأل مسؤول العلاقات الخارجية في الإخوان يوسف ندا : "بالنسبة لروايات تعذيب الإخوان تستطيع أن تقول إنّها كانت صادقة وبأي نسبة؟ ويا ريت تخصص الحديث عن روايات التعذيب الواردة في كتاب "أيام من حياتي" الصادر باسم السيدة زينب الغزالي" وهنا انفجر يوسف ندا ضاحكاً، وقال "أنا مؤلف هذا الكتاب" وحين سأله أبو العلا، "كيف تروي وأنت بعيد تفاصيل أحداث العام 1965 التي تحدث عنها كتاب زينب الغزالي؟ أليس هذا محرّماً دينياً؟!" فجاءت الصدمة الثانية عندما ردّ ندا: "اللي تغلب به العب به. الحرب خدعة" وفي كتابه (قذائف الحق) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، نقل فيه ما سماه (وثيقة مقاومة العمل الإسلامي) وهي في حقيقتها مقاومة الإسلام، وهي أيضا أحد الأدبيات التي شكلت فكر أجيال. ولكن المفاجأة أنها كذلك من اختلاق يوسف ندا، هو الذي افتراها لتشويه النظام في العالم الإسلامي. وهذا ما أكده مهندس أبو العلا ماضي والدكتور محمد سليم العوا الذي قال بأنه يحتفظ بالوثيقة الأصلية بخط يوسف ندا في بيته. وأنه جهز ردا شرعيا على يوسف الذي برر كذبه بأن (الحرب خدعة). لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم اتهام عبد الناصر ابن الصعيد بأنه يهودي الأصل، لأنه تربى في حارة اليهود، وهو ما يمكن أن ينطلي على بعض السذج. مع أن عبدالناصر كان قد انضم للإخوان وعمل معهم، قبل أن يحدث الصدام بينهم وعندها تحول من قائد الثورة ليهودي أو عميل لليهود. تماما كما تم تصوير السيسي بأنه وزير دفاع بنكهة الثورة وصوام قوام وإنه لسة له أسبوع ويدخل أسرة إخوانية،. ثم لما اصطدموا به جعلوه يهوديا ابن يهودية. هذه الأكاذيب تشكل صورة خاطئة عن الدولة، وتنتج أجيالا مزيفة الوعي، فضلا عن استخدامها في ترويج أفكار الغلو والقتال وإشعال الفتن تحت مسمى الجهاد. لا أحتاج أن أقول في النهاية أن العهد الناصري لم يكن فيه انحرافات، بل ولا أنفي وجود التعذيب ولا الانتهاكات، فهذا أمور معلومة، ولكن تصخيم الأمور، لا يعالج المشاكل بل يفاقمها.

Comments