-من أيام قليلة أتاني في المسجد شخص مع أهله لمحاولة علاج مشكلة عند هذا الابن. بعد جلستين مطولتين تيقنتت أن الشخص مصاب بوسواس قهري مزمن، وهذا سبب كل هذه الاضطرابات. طبعا اتصلت بصديقي الدكتور إسلام حمودة وهو متخصص في الصحة النفسية، وأحلت الشخص عليه. - هذا الأمر يتكرر عشرات المرات، شكاوى ظاهرها أمر وحقيقتها (أمراض نفسية) مثل الوسواس القهري، أو ثنائي القطب، أو الرهاب أو غير ذلك من الأمراض التي تحتاج علاجا كيميائيا، إضافة للعلاج المعرفي السلوكي الذي يجيده المتخصصون. وللأسف بدلا من توجيه الناس الوجهة الصحيحة وهي طلب التداوي، يشتغلون بالشعوذة والكهانة. أو يلجؤون لمن يبالغون في أمر السحر من الرقاة الذين يرجمون بالغيب، ويجزمون بأمور لا دليل عليها. ولذلك النصيحة المهمة لكل الدعاة وطلبة العلم الذين تُعرض عليهم المشاكل أو الأسئلة ااشرعية، أن ينتبهوا لأثر هذه الاضطرابات النفسية في المشاكل أو الأسئلة المطروحة عليهم، فكثير جدا من الأسئلة منبعها من الوسواس أو غيره من الأمراض. ولا شك أنه لا يمكن جواب الموسوس بنفس جواب الشخص العادي. ونصيحة كذلك للرقاة ألا يتوسعوا في الأمر، فهذا مسحور وهذا محسود وهذا عليه جن عاشق، وهذ معمول له عمل وقف الحال، وهذا عليه جن أزرق واحمر... الخ هذه الأمور التي لا دليل عليها. ويقتصرون على قراءة الآيات والأدعية، ثم توجيه الناس للعلاج النفسي عند الأطباء الثقات. والله المستعان.