شريف طه
شريف طه
February 23, 2025 at 06:29 AM
قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الاستقامة) ص:١٥ "[و] كَلَام مَالك فِي ذمّ المبتدعة وهجرهم وعقوبتهم كثير، وَمن أعظمهم[المبتدعة] عِنْده الْجَهْمِية، الَّذين يَقُولُونَ: إِن الله لَيْسَ فَوق الْعَرْش، وَإِن الله لم يتَكَلَّم بِالْقُرْآنِ كُله، وَإنَّهُ لَا يُرَى، كَمَا وَردت بِهِ السنة، وينفون نَحْو ذَلِك من الصِّفَات. ثمَّ إِنَّه كثير فِي الْمُتَأَخِّرين من أَصْحَابه من يُنكر هَذِه الْأُمُور كَمَا ينكرها فروع الْجَهْمِية، وَيجْعَل ذَلِك هُوَ السنة، وَيجْعَل القَوْل الَّذِي يُخَالِفهَا - وَهُوَ قَول مَالك وَسَائِر أَئِمَّة السّنة- هُوَ الْبِدْعَة، ثمَّ إِنَّه مَعَ ذَلِك يعْتَقد فِي أهل الْبِدْعَة مَا قَالَه مَالك! فبدل هَؤُلَاءِ الدّين! فصاروا يطعنون فِي أهل السنة. [وكذلك] الشَّافِعِي من أعظم النَّاس ذما لأهل الْكَلَام وَلأَهل التَّغْيير، ونهيا عَن ذَلِك، وَجعلاً لَهُ من الْبِدْعَة الْخَارِجَة عَن السنة، ثمَّ إِن كثيرًا من أَصْحَابه عكسوا الْأَمر، حَتَّى جعلُوا الْكَلَام الَّذِي ذمه الشَّافِعِي هُوَ السّنة وأصول الدّين الَّذِي يجب اعْتِقَاده وموالاة أَهله! وَجعلُوا مُوجب الْكتاب وَالسّنة الَّذِي مدحه الشَّافِعِي هُوَ الْبِدْعَة الَّتِي يُعَاقب أَهلهَا! ".

Comments