"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
February 3, 2025 at 07:58 PM
{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج : 14] في اقتران اسم الله الغفور مع الودود من مظاهر المحبة الكثير الذي تطير به أفئدة السائرين. فالعبد إذا ما أذنب ثم نزع وتاب غفر له الله، فلا يعود العبد كما كان وإنما تزداد محبة الله له ويكتسب محبة خاصة لا يكتسبها إلا التوابون، فالمغفرة هي الستر ومحو الذنوب، فالحبيب إذا أحبَّ تغاضى عن زلة المحبوب، فما بالك بأن ينكسر هذا المحبوب له ويعترف بتقصيره وخطأه متمنيا ليس فقط المغفرة وإنما عدم ذهاب المحبة، فحينها يفرح الرب ويحب العبد محبة خاصة لم تكن موجودة من قبل وهي محبة التوابين، لقوله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}. فالعبد إذا  ما تاب مع حفاظه على أصل المحبة الناتجة من الطاعات الآخرى، زادت المحبة فكانت المغفرة مفضية للمحبة والاستغراق فيها، فكلما تاب العبد واستغفر زادت المحبة ويكفيك في ذلك حديث أنس بن مالك في صحيح مسلم«الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه...» الحديث. فالشاهد أن الله أشد فرحا بتوبة العبد من الرجل الذي أخطأ من شدة الفرح وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. وقوله {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)} [البروج : 13-14] فالله كما يبدئ ويعيد الخلق، فهو محب للعبد لذلك يسَّر له التوبة ومعيد للمحبة بعد التوبة بل بالزيادة، وفيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الود والمحبة منه لعبده أبدًا.
❤️ 4

Comments