
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
116 subscribers
About "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
ًً
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

يقول الإمام ابن القيم: "وإذا جمع الدعاءُ حضورَ القلب وجمعيتَه بكلّيته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم؛ وصادف خشوعًا في القلب، وانكسارًا بين يدي الربّ، وذلاًّ له، وتضرّعًا ورِقّةً؛ واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله تعالى، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنّى بالصلاة على محمَّد عبده ورسوله ﷺ، ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله، وألحّ عليه في المسألة، وتملّقه، ودعاه رغبة ورهبة، وتوسّل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدّم بين يدي دعائه صدقة فإنّ هذا الدعاء لا يكاد يُرَدّ أبدًا." 📚الداءوالدواء.

{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج : 14] في اقتران اسم الله الغفور مع الودود من مظاهر المحبة الكثير الذي تطير به أفئدة السائرين. فالعبد إذا ما أذنب ثم نزع وتاب غفر له الله، فلا يعود العبد كما كان وإنما تزداد محبة الله له ويكتسب محبة خاصة لا يكتسبها إلا التوابون، فالمغفرة هي الستر ومحو الذنوب، فالحبيب إذا أحبَّ تغاضى عن زلة المحبوب، فما بالك بأن ينكسر هذا المحبوب له ويعترف بتقصيره وخطأه متمنيا ليس فقط المغفرة وإنما عدم ذهاب المحبة، فحينها يفرح الرب ويحب العبد محبة خاصة لم تكن موجودة من قبل وهي محبة التوابين، لقوله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}. فالعبد إذا ما تاب مع حفاظه على أصل المحبة الناتجة من الطاعات الآخرى، زادت المحبة فكانت المغفرة مفضية للمحبة والاستغراق فيها، فكلما تاب العبد واستغفر زادت المحبة ويكفيك في ذلك حديث أنس بن مالك في صحيح مسلم«الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه...» الحديث. فالشاهد أن الله أشد فرحا بتوبة العبد من الرجل الذي أخطأ من شدة الفرح وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. وقوله {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)} [البروج : 13-14] فالله كما يبدئ ويعيد الخلق، فهو محب للعبد لذلك يسَّر له التوبة ومعيد للمحبة بعد التوبة بل بالزيادة، وفيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الود والمحبة منه لعبده أبدًا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تُكْثِرُوا الكلامَ بغيرِ ذِكْرِ اللهِ، فإن كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذِكْرِ اللهِ قسوةٌ للقلبِ، وإن أبعدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسِي".♥️

اعلم يا أخي الحبيب أن مدار سعادتك وتلبية حاجاتك في أمرين الذل وطلب العون من الله. اعلم أخي الحبيب أنك خلق ضعيف لا يقوى على شيء، بل يهلك إذا وكله الله إلى نفسه ولو طرفة عين، فاستعن بالله، وأقبل عليه من باب الذل، فإنه أوسع الأبواب التي على الطريق إلى الله، فإذا أقبلت عليه خارجا من حولك وقوتك إلى حوله وقوته مع إذعان الذل والإنكسار والعبودية منك والتعظيم والتقديس له، فهذا حال لا يرد على وجه من الوجوه، فمن كان هذا حاله على الدوام دخل جنة الرحمن.

"إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل فيه الصائمون" ذكر وابتغي أجر من يصوم بتذكيرك.. *صيام_الإثنين*🤍

*العزة وطلب الهداية في الذل وطلب العون منه..* كلما افتقر المرء إلى ربه وسارع في الذل والانكسار له، كان هذا هو الرفعة بعينها. فالعبد كلما انكسر لسيده وافتقر إليه وطلب العون منه كلما زاد رفعة في الناس وصارت قلوب الخلق مجبولة على تعظيمه وطاعته. فعندما يخرج العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته فإنه بذلك يستجلب معية الله، فالمخذول هو من وكله الله إلى نفسه. فأنت خلقة ضعيفة لا تقوى على أيسر اليسير إلا بتوفيقه. وذلك واضح وضوح الشمس في توفيقه للعبد لعبادته، فتجد المرء قوي البدن ولا يقوى على الوقوف بين يدي ربه، وتجد رجلا هزيل البدن سقيم الصحة، ويقف بين يدي ربه بالساعات. فالفرق في توفيق الله ومعيته، فذاك خذله الله والآخر هو الموفق حقا. وهذا معنى قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فبدون عون الله لا يقدر المرء على طاعة ربه. فيا من ضل الطريق وسار بعيدا منكوس الرأس، غافل في ظلمات الغي والتيه، استعن به كي يردك إلى سواء السبيل. فالأمر كله بيده، فهدايتك بيد الله، وكل ما يتطلبه الأمر أن تريده بصدق مستعينا به، متذللا له، منكسرا بين يديه، منيبا إليه، بالتوبة النصوح مع الندم والخشية والرجاء في قبوله لك. فذاك حال لا يرد، وهذا طالب ينال مراده على الفور، وهي الهداية. فيا من تسأل عن الهداية، ها هي بيدك، ولكن خذ الخطوة الأولى فمن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا.

👈سُئل الإمام أحمد بن حنبل: كيف السبيل إلي السلامة من الناس؟ فأجاب: *تعطيهم ولا تأخذ منهم، ويؤذونك ولا تُؤذيهم، وتقضي مصالحهُم ولا تُكلفهم بقضاء مصالحك.* قيل له: إنها صعبة يا إمام ! قال: ولـيتَك تسلم !

وعن أبي العالية، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه قال: المؤمن بين أربع: إن ابتلي صبر، وإن أعطي شكر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل، فهو يتقلب في خمسة من النور، وهو الذي يقول الله عز وجل : ﴿نور على نور﴾ [النور: ٣٥] فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه من نور، ومسيره إلى النور يوم القيامة، والكافر يتقلب في خمس من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله في ظلمة، ومخرجه من الظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة.

تخيل كدا لما هتقف بين يدي الله، ويسألك. عبدي في يوم كذا في ساعة كذا في شهر كذا فعلت الذنب كذا. هتقول لربنا إيه، وحالك هيبقى إيه وقتها، وأنت عارف إن مفيش رجعة ساعتها ولا توبة، أنت وعملك واقفين بين يدي الله. فلو أنت مت دلوقتي، هتبقى مبسوط بعملك، ولا عملك هيوديك في داهية، حاسب نفسك، وخلي بالك إن دلوقتي الباب مفتوح للتوبة، ولكن متضمنش هيفضل مفتوح لحد امتى. فمتأخرش التوبة، عشان التوبة ديه هي نجاتك، عشان لو مت من غير توبة العاقبة نار، نار عظيمة فضلت على نار الدنيا بسبعين جزءا، فمتستهونش بالأمر.