"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
February 9, 2025 at 10:09 PM
*العزة وطلب الهداية في الذل وطلب العون منه..* كلما افتقر المرء إلى ربه وسارع في الذل والانكسار له، كان هذا هو الرفعة بعينها. فالعبد كلما انكسر لسيده وافتقر إليه وطلب العون منه كلما زاد رفعة في الناس وصارت قلوب الخلق مجبولة على تعظيمه وطاعته. فعندما يخرج العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته فإنه بذلك يستجلب معية الله، فالمخذول هو من وكله الله إلى نفسه. فأنت خلقة ضعيفة لا تقوى على أيسر اليسير إلا بتوفيقه. وذلك واضح وضوح الشمس في توفيقه للعبد لعبادته، فتجد المرء قوي البدن ولا يقوى على الوقوف بين يدي ربه، وتجد رجلا هزيل البدن سقيم الصحة، ويقف بين يدي ربه بالساعات. فالفرق في توفيق الله ومعيته، فذاك خذله الله والآخر هو الموفق حقا. وهذا معنى قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فبدون عون الله لا يقدر المرء على طاعة ربه. فيا من ضل الطريق وسار بعيدا منكوس الرأس، غافل في ظلمات الغي والتيه، استعن به كي يردك إلى سواء السبيل. فالأمر كله بيده، فهدايتك بيد الله، وكل ما يتطلبه الأمر أن تريده بصدق مستعينا به، متذللا له، منكسرا بين يديه، منيبا إليه، بالتوبة النصوح مع الندم والخشية والرجاء في قبوله لك. فذاك حال لا يرد، وهذا طالب ينال مراده على الفور، وهي الهداية. فيا من تسأل عن الهداية، ها هي بيدك، ولكن خذ الخطوة الأولى فمن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا.
❤️ 1

Comments