{كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15)} لمن تمعن في ترابط الآيتين لوجد الشئ العظيم، فهؤلاء القوم عندما استكثروا من الذنوب ولم يتوبوا ولم ينزعوا، وماجت بهم الفتن ولم يصدوا، علا الران على قلوبهم حتى غمره فجعله أسودا مربادا كالكوز مجخيا، فصار بصير العينين أعمى البصيرة، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. فكان لزاما لمن كان أعمى في الدنيا، وأبى إلا أن يعمى عن الحق ولا يرى إلا الضلال، أن يكون جزاؤه من جنس عمله. فكما عميت قلوبهم في الدنيا عن رؤية ربهم في أوامره ونواهيه، عوقبوا في الآخرة بأن يحجبوا عنه سبحانه وتعالى، فأي خسارة بعد ذلك، كان كالأنعام في الدنيا، وأعمى في الآخرة محجوب عن رؤية ربه. نسأل الله السلامة.