
محمد اسماعيل
February 21, 2025 at 03:41 PM
لطيفة:
حكى لنا شيخنا إبراهيم الميموني في مجلس الدرس: أن الشيخ العلامة سعد الدين التفتازاني لمَّا انتهى من تأليف كتابه" المطوّل" وكان - كما ذكر في الخُطبة- على حالٍ ضيِّق من مَعِيشته وقلة ذات يده، مع شدة الاحتياج إلى ما يُقِيم أَوَدَه = ذهب بالكتاب إلى الأمير المذكور في الخُطبة؛ رجاءَ أن يحصُل من جانبه ما يستعين به على معاشه.
وكان عند الأمير أستاذٌ له خِبرة بهذا العلم، وهو من خواصّ الأمير، فخشيَ العلامة سعد الدين إنْ قَدِمَ بالكتاب مع حضور هذا الأستاذ أن يَصرِف وجهَ الأمير عنه ويطعن فيه، لِما عُلم مما يكون بين أرباب الصناعة الواحدة.
فجعَل سعد الدين يرتقب غيبة هذا الأستاذ، بسفرٍ، أو مرضٍ، أو نحو ذلك.
إلى أن مرِض هذا الأستاذ، وغاب عن مجلس الأمير، فاغتنم سعد الدين هذه الفرصة، ودخل على الأمير، وأهداه الكتاب، ففرِح الأمير بذلك، وقال: أرسِلوا لفلان - يعني ذلك الأستاذ- لِيحضُر من فَوره، حتى ينظر في هذا الكتاب.
فارتبك السعد واغتمّ، لِما كان يخشى من جانبه من الطعن عليه والإزراء بكتابه.
فلما وصل ونظر في الكتاب طار به فرحا، وبالغ في الثناء عليه وعلى مؤلفه، حتى قام وقبَّل يدَ السعد أمام الأمير.
وقال للأمير: لو لم يكن في سلطنتك ومُلكك من المفاخر والمناقب إلا قدوم هذا الشيخ عليك، وكونُ هذا الكتاب بحضرتك لكفى.
قال شيخنا: فجاءت المِنَن من حيث تُخشى المِحَن، وبالغ الأمير في تعظيمه والإنعام عليه.
- فوائد الارتحال للعلامة الشيخ مصطفى الحموي 1123هـ -
❤️
2