
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
February 9, 2025 at 07:20 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445
قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/
نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*
نتابع مع *أهم الشخصيات في خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي*:
نتابع مع شخصية *قيس بن سعد بن عبادة* رضي الله عنه..
4- *قيس بن سعد في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما*:
استشهد عثمان رضي الله عنه وعلى مصر *محمد بن أبي حذيفة* مغتصبًا للولاية فيها،
ولم يقره عثمان عليها،
وبعد وفاة عثمان أقره عليّ على مصر فترة من الوقت لم تطل،
حيث وجه معاوية جيشًا إلى نواحي مصر
فظفر بمحمد بن أبي حذيفة فقبض عليه ثم سجن وقتل،
وقد ذكر أن عليًا لم يعين محمد بن أبي حذيفة على مصر
وإنما تركه على حاله
حتى إذا قتل
عين علي: *قيس بن سعد* الأنصاري على ولاية مصر،
فقال له:
سر إلى مصر وليتكها
واخرج إلى رحلك واجمع إليه ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند،
فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك،
فإذا أنت قدمتها إن شاء الله،
فأحسن إلى المحسن
واشتد على المريب
وارفق بالعامة والخاصة
فإن الرفق يُمْن..
وقد ظهر ذكاء قيس وحسن تصرفه في العديد من المواقف؛
فإنه حين توجه إلى مصر كان فيها مجموعة ممن غضبوا لمقتل عثمان،
ومجموعة ممن اشتركوا في قتله،
ولقد لقيته خيل من مصر قبل دخوله إليها
فقالوا: من أنت؟
قال: من فألة عثمان، فأنا أطلب من أوى إليه فأنتصر به لله،
قالوا: من أنت؟
قال: قيس بن سعد،
قالوا: امض
فمضى حتى دخل مصر..
وهذا الموقف الذي لقيس هو الذي مكنه من دخول مصر،
ثم أعلن بعد ذلك أنه أمير،
وربما لو أنه أعلن لهؤلاء الأجناد أنه أمير لمنعوه من دخول مصر أصلاً،
كما حدث لمن وجهه عليّ إلى الشام
فمنعته أجناد الشام من دخولها حينما علموا أنه قد بعث أميرًا على الشام..
وحينما وصل قيس بن سعد إلى الفسطاط
صعد المنبر وخطب في أهل مصر،
وقرأ عليهم كتابًا من علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
وطلب البيعة لعلي،
وهنا انقسم أهل مصر إلى فريقين
فريق دخل في بيعة علي وبايعوا قيسًا،
وفريق توقف واعتزل،
وكان قيس ابن سعد حكيمًا مع الذين بايعوا والذين امتنعوا،
حيث لم يجبرهم على البيعة، وكف عنهم وتركهم في حالهم،
ولم يكتف بذلك
بل إنه بعث لهؤلاء أعطياتهم في مكان اعتزالهم،
ووفد عليه قوم منهم فأكرمهم وأحسن إليهم،
فساعدت تلك المعاملة الطيبة على تجنب الصدام بهم،
وبالتالي ساعدته على هدوء الأوضاع بمصر،
حتى استطاع قيس أن ينظم الأمور فيها،
فوزع الأمراء
ونظم أمور الخراج
وعين رجالات على الشرطة،
وبذلك استطاع أن يرتب ولاية مصر،
وأن يسترضي جميع الأطراف فيها..
وأصبح قيس بن سعد في هذا الموقع يشكل ثقلاً سياسيًا وخطرًا عسكريًا على معاوية بن أبي سفيان في الشام،
ونظرًا لقرب مصر من الشام،
ولترتيب قيس لها وتنظيمها،
وما اشتهر عن قيس من حزم ودهاء،
وخوف معاوية من حركات عسكرية مناوئة له تخرج من مصر،
ولذلك فإنه أخذ يراسل قيس بن سعد في مصر مهددًا له،
وفى الوقت نفسه يحاول إغراءه بالانضمام إليه،
وكانت إجابات قيس على تلك الرسائل إجابات ذكية،
بحيث لم يستطع معاوية أن يفهم موقف قيس وما ينوى عمله،
وقد تعددت بينهما الرسائل..
وقد انتشرت الروايات الشيعية من الرسائل بين معاوية وقيس بن سعد التى ذكرها أبو مخنف في كتب التاريخ، وهي باطلة لا تصح،
فقد انفرد بها هذا الرافضي التالف، الذي ضعفه رجال الجرح والتعديل بها،
وفي متن تلك الرواية الساقطة غوائب من أبرزها ما يلي:
أ- خطاب علي إلى أهل مصر مع قيس بن سعد وفيه:
ثم ولى بعدهما وال، فأحدث أحداثًا، فوجدت عليه الأمة مقالاً، فقالوا ثم نقموا عليه فغيروا،
وهذا يعني أن الذين قاموا على عثمان رضي الله عنه، رجال الأمة، وأن الأمة قد غيرت هذا المنكر بقتل عثمان،
وعلي رضي الله عنه برئ من هذا القول،
وهو يعلم أن الذين قتلوا عثمان هم أوباش الناس، وأن قتله ظلم وفجور،
وأقواله تدل على ذلك،
ومنها ما رواه ابن عساكر أن محمد بن الحنفية قال:
ما سمعت عليًا ذاكرًا عثمان بسوء قط،
وأخرج الحاكم وابن عساكر أن عليًا رضي الله عنه قال:
اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان.
ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي،
وجاؤوني للبيعة فقلت:
والله إني لأستحيي من الله أن أبايع قومًا قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة*
وإني لأستحي من الله أن أُبايَع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد،
فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس يسألونني البيعة،
فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه،
ثم جاءت عزيمة فبايعت،
فلما قالوا: أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي وانسكب بعبرة..
وقد أرسل علي: الحسن والحسين رضي الله عنهما للدفاع عن عثمان رضي الله عنه،
وأقواله في هذا المعنى كثيرة.
ب- قول قيس بن سعد:
*أيها الناس إنا قد بايعنا خير ما نعلم بعد نبينا صلى الله عليه وسلم*
وهذا مردود؛
إذ أن الثابت تفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على بقية الصحابة
وعلى علىٍّ رضي الله عنه كما صح عن علي نفسه أنه صرح بذلك،
وهذا لا يشك فيه أحد في ذلك الزمان من الصحابة وغيرهم،
وعليه فلا يصح نسبة هذا الكلام لقيس بن سعد رضي الله عنه، ولا لغيره من الصحابة،
ولم يشتهر هذا إلا عند الشيعة الروافض المتأخرين،
قال ابن تيمية:
الشيعة المتقدمون كلهم متفقون على تفضيل أبي بكر وعمر،
والأدلة في تفضيل أبي بكر وعمر كثيرة
منها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،
فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان،
والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة ..
وحقيقة الأمر كما مر معنا في الروايات الصحيحة السابقة
أن معاوية طلب من أمير المؤمنين تسليمه قتلة عثمان
ولم يتهم أمير المؤمنين علياً به.
ج- رسالة معاوية إلى قيس بن سعد:
وإشارته فيها إلى كون علي طرفًا في قتل عثمان،
وهذا لا يصح صدوره من معاوية،
ذلك أن الأمر واضح فيه براءة علي رضى الله عنه كما في الفقرة السابقة
وهذا لا يجهله معاوية رضي الله عنه
فضلاً أن يُقره لقيس بن سعد رضي ألله عنهما..
وهذا محمد بن سيرين من كبار التابعين ومن الذين عاصروا ذلك المجتمع يقول:
لقد قتل عثمان وما أعلم أحدًا يتهم عليًا في قتله،
ويقول أيضاً:
لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار يومئذ لغاصة،
فيهم عبد الله بن عمر،
وفيهم الحسن بن علي في عنقه السيف،
ولكن عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا..
وأخرج ابن أبي شيبة بسند رجاله ثقات عن محمد بن الحنفية أن عليًا قال:
لعن الله قتلة عثمان في السهل والجبل والبر والبحر.
والنصوص الصحيحة في هذا المعنى كثيرة جدًا،
مما يؤكد اشتهار كراهية علي رضي الله عنه لقتل عثمان .
د- وأما ما أورده من اتهام معاوية للأنصار في دم عثمان
فهذا لا يصح من معاوية
وهو يعلم أن الذي قام بالدفاع جميعًا هم الأنصار،
فقد أخرج ابن سعد بسند صحيح أن زيد بن ثابت رضي الله عنه جاء إلى عثمان رضي الله عنه وهو محصور فقال:
هذه الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين،
قال: فقال عثمان: أما القتال فلا .
هـ- ما ذكره من اختلاق معاوية كتابًا على لسان قيس بن سعد،
فهذا من الكذب الذي لا يعقل صدوره من معاوية،
ذلك أن العرب كانوا يعدون الكذب من أقبح الصفات التي يتنزه عنها الرجال الكرام،
وهذه قصة أبي سفيان وهو يومئذ على الشرك فيما أخرجه البخاري
في قصة سؤال هرقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أبو سفيان: فوالله لولا الحياء ممن يؤثرون علي كذبًا لكذبت عنه..
فهذه منزلة الكذب عند العرب،
وعند المسلمين أشد وأخزى.
ولا يقول قائل: هذه خدعة، والحرب خدعة؛
فإن الخدعة ليس معناها الكذب، كما هو معلوم من كلام العرب،
ومعاوية رضي الله عنه أحذق من أن يفعل هذا .
و رواية هذه الكتب الكثيرة بين قيس ومعاوية وعلى رضي الله عنهم بهذا التسلسل وبهذه الدقة تدخل الشك والريبة على القارئ، لجهالة المطلع والناقل لها.
وكل من ترجم لقيس لم يذكر هذه التفاصيل التى ذكرها أبو مخنف في روايته
وحتى مؤرخو مصر المعتبرون لم يذكروا ذلك..
وفي رواية: أخرج الكندي عن عبد الكريم الحارث قال:
لما ثقل مكان قيس على معاوية كتب إلى بعض بنى أمية بالمدينة:
أن جزى الله قيس بن سعد خيرًا واكتموا ذلك؛
فإني أخاف أن يعزله علي إن بلغه ما بينه وبين شيعتنا،
حتى بلغ عليًا فقال من معه من رؤساء أهل العراق وأهل المدينة: بدل قيس وتحول،
فقال علي: ويحكم إنه لم يفعل، فدعوني،
قالوا: لتعزله فإنه بدل،
فلم يزالوا به حتى كتب إليه: إني قد احتجت إلى قربك، فاستخلف على عملك وأقدم.
والمرجح لهذه الرواية:
- أنها من رواية مصري ثقة وهو أعلم بقطره من غيره.
- أخرجها مؤرخ مصري.
- خلوها من الغرائب.
- متنها مما يتفق مع سيرة أولئك الرجال.
- بينت تردد علي في عزل قيس حتى ألح عليه الناس، فاستبقاه عنده، وهكذا القائد لا يفرط بالقيادات الحاذقة وقت المحن.
هذا وقد تدخل بعض الناس للإفساد بين علي وقيس بن سعد لكي يعزله،
وفى نهاية المطاف طلب بعض مستشاري على منه أن يعزل قيسًا،
وصدقوا تلك الإشاعات التي قيلت فيه، وألحوا في عزله،
فكتب إليه علي: إني قد احتجت إلى قربك فاستخلف على عملك وأقدم .
كان هذا الكتاب بمثابة عزل لقيس عن ولاية مصر،
وقد عين على مكانه *الأشتر النخعي*، على أكثر الأقوال،
وقد التقى علي بالأشتر قبل سفره إلى مصر،
فحدثه حديث أهل مصر وخبره خبر أهلها، وقال:
ليس لها غيرك اخرج رحمك الله؛
فإني إن لم أوصك اكتفيت برأيك،
واستعن بالله على ما أهمك،
فاخلط الشدة باللين،
وارفق ما كان الرفق أبلغ
واعزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة،
وقد توجه الأشتر إلى مصر ومعه رهط من أصحابه
إلا أنه حينما وصل إلى أطراف بحر القلزم -البحر الأحمر- مات قبل أن يدخل مصر،
وقد قيل إنه سُقيَ شربة مسمومة من عسل فمات منها،
وقد اتهم أناس من أهل الخراج أنهم سمموه بتحريض من معاوية،
والتهمة الموجهة إلى معاوية في قتل الأشتر بالسم لا تثبت من طريق صحيح،
واستبعد ذلك ابن كثير، وابن خلدون..
هذا وقد مات الأشتر قبل أن يباشر عمله في مصر،
ومع ذلك فإن المصادر تتحدث عنه كأحد ولاة مصر لعلي بن أبي طالب،
وقد ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعده على مصر: *محمد بن أبي بكر*،
وقد سبق لمحمد بن أبي بكر أن عاش في مصر قبل أن يغادرها الوالي الأول قيس بن سعد،
وقد دارت محاورة بين قيس بن سعد ومحمد بن أبي بكر
قدم فيها قيس عدة نصائح لمحمد،
خصوصًا فيما يتعلق بالناس الغاضبين لمقتل عثمان،
والذين لم يبايعوا عليًا بعده
وقد قال قيس:
يا أبا القاسم إنك قد جئت من عند أمير المؤمنين
وليس عزله إياي بمانعي أن أنصح لك وله،
وأنا من أمركم هذا على بصيرة،
دع هؤلاء القوم ومن انضم إليهم -يقصد الذين لم يبايعوا عليًا ولا غيره- على ما هم عليه؛
فإن أتوك، فاقبلهم
وإن تخلفوا عنك فلا تطلبهم،
وأنزل الناس على قدر منازلهم،
وإن استطعت أن تعود المرضى وتشهد الجنائز فافعل فإن هذا لا ينقصك.
ثم رجع قيس إلى المدينة
وبعدها التحق بأمير المؤمنين علي رضي الله عنه بالكوفة
وشهد معه معركة صفين
وهو القائل يومها:
هذا اللواءُ الذي كُنا نحفُّ به ...
مع النبيِّ وجبريلٌ لنا مددُ
ما ضرَّ من كانت الأنصارُ عيبتَه ...
أنْ لا يكون له من غيرهم أحدُ
قوم إذا حاربوا طالت أكُفُهمُ ...
بالمشرفية حتى يُفتَحَ البلدُ
وبقى مع أمير المؤمنين علي حتى قتل.
فصار مع الحسن في مقدمته إلى معاوية،
فلما بايع الحسن معاوية
دخل قيس في بيعة معاوية،
وعاد إلى المدينة ،
وأقبل على العبادة .
==
من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [76].
نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB
أو
https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH
أو
https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD
أو
https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX
أو
https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J
أو
https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m
أو
https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN
أو
https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY
أو
https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM
أو
https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc
وعلى فيسبوك:
https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/
وعلى تلغرام:
https://t.me/HASANHOSAINSEERA
ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك
فالدال على الخير كفاعله
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.