
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
301 subscribers
About سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما، كل يوم منشور واحد فقط بعون الله. رابط القناة للنشر: https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *أهم شروط الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان* (رضي الله عنهم) تحدثت الكتب التاريخية والمصادر الحديثة وأشارت إلى حصول الصلح وفق شروط وضعها الطرفان، وقد تناثرت تلك الشروط بين كتّاب التاريخ وحاول بعض العلماء جمعها وترتيبها واستئناسا إلى ما وصلوا إليه نحاول ترتيبها على وفق ما وصل إليه اجتهادي مع التعليق على كل مادة من مواد الصلح بما يناسبها. أولاً: *العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الراشدين*: ورواية البخاري ذكرت أن الحسن ما سأل الوفد (عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر) شيئًا إلا قالا له: نحن لك به. والتذكير بالعمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الراشدين يتناسب مع الحالة التي تم فيها الصلح، وهو نوع من التذكير والإلزام لمعاوية بالسير على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الراشدين، ولا نوافق ما ذهب إليه بعض المؤرخين في كون إيراد ذلك ضمن شروط الصلح تعريض من الرواية بمعاوية واتهامه بمجافاة ذلك، مما ينفي أن يكون هذا الشرط من شروط الصلح بين الجانبين، وقد ذكر هذا الشرط مجموعة من العلماء منهم ابن حجر الهيثمي حيث ذكر صورة الصلح بين الحسن ومعاوية وجاء فيها: صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين وأن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين، وحتى بعض كتب الشيعة ذكرت هذا الشرط وهذا دليل على توقير الحسن بن علي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلى حد جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: أنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله وسنة رسوله، وسيرة الخلفاء الراشدين -وفى النسخة الأخرى- الخلفاء الصالحين، ففي هذا الشرط ضبط لدولة معاوية في مرجعيتها ومنهجها في الحياة *ونفهم من هذا الشرط أمورا منها*: 1- *مصادر التشريع في عهد الخلافة الراشدة*: أ- *القرآن الكريم*: قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]. فهو المصدر الأول الذى يشتمل على جميع الأحكام الشرعية التي تتعلق بشئون الحياة، كما يتضمن مبادئ أساسية وأحكامًا قاطعة لإصلاح كل شعبة من شعب الحياة، كما بين القرآن الكريم للمسلمين كل ما يحتاجون إليه من أسس تقوم عليها. ب- *السنة المطهَّرة*: هي المصدر الثاني الذى يستمد منه الدستور الإسلامي أصوله ومن خلالها يمكن معرفة الصيغ التنفيذية لأحكام القرآن، وقد أمر المولى عز وجل بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: { *قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ* } [آل عمران: 32]. وقد بين المولى عز وجل خطورة من يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { *فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* } [النور: 63]. ونفى الخيار عن المؤمنين إذا صدر حكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { *وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا* } [الأحزاب: 36]. وقد أمر المولى عز وجل بالرد إلى الرسول عند النزاع قال تعالى: { *فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ* } [النساء: 59]. وجعل الرد إلى الرسول عند النزاع من موجبات الإيمان ولوازمه، قال تعالى: { *فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ* } [النساء: 59]. فكان من الطبيعي أن تكون السنة المطهرة من مصادر التشريع في عهد الخلافة الراشدة. إن دولة الخلافة الراشدة خضعت للشريعة، وكانت سيادة الشريعة الإسلامية فيها فوق كل تشريع وفوق كل قانون، وأعطت صورة مضيئة مشرقة على أن الدولة الإسلامية دولة شريعة، خاضعة بكل أجهزتها لأحكام هذه الشريعة، والحاكم فيها مقيد بأحكام لا يتقدم ولا يتأخر عنها. ففي عهد الخلافة الراشدة وفى مجتمع الصحابة، الشريعة فوق الجميع، يخضع لها الحاكم، والمحكوم. ولهذا قيد الصديق طاعته التي طلبها من الأمة بطاعة الله ورسوله فقال: "أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم". 2 - *أهمية سنة الخلفاء الراشدين*: كان الحسن بن علي رضي الله عنه مستوعبًا لعهد الخلافة الراشدة، فالعهد الراشدي تتجلى أهميته بصلته بالعهد النبوي وقربه منه، فكان العهد الراشدي امتدادًا للعهد النبوي، مع المحافظة الكاملة والتامة على جميع ما ثبت في العهد النبوي، وتطبيقه بحذافيره، وتنفيذه بنصه ومعناه، والسير في ركابه والاستمرار في الالتزام به، كما أن العهد الراشدي وضع التنظيمات الجديدة المتعلقة بمؤسسات الدولة لترسيخ دعائمها ومواجهة المستجدات المتنوعة، على أصول قواعد الشورى، وحدثت اجتهادات جديدة في مجالات متعددة استفادت الدولة والأمة الإسلامية منها ويكفي للبرهان على أهمية عهد الخلافة الراشدة للحكام المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: *عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي*، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: *اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر*. 3 - *من معالم الخلافة الراشدة*: أ- كان خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ينطلقون من حكمهم وتصرفاتهم ورعايتهم لأمور الدولة ومعالجتهم للأحداث من الإسلام وباسم الإسلام وشورى من المسلمين. ب- لم يتول أحد منهم أمر المسلمين بفرض نفسه عليهم أو بفرضه من قبل من سبقه في رئاسة الدولة، بدءًا من أبي بكر وانتهاءً بعلي، بل كان كل ذلك بشورى من المسلمين، ولكن هذه الشورى قد اتخذت صورًا متعددة مما يدل على أن الإسلام لم يفرض كيفية معينة لاختيار الخليفة، بل إن ذلك متروك. ج- بعد الاختيار المنبثق من الشورى، تتم مبايعة الخليفة علنًا، ولا يُلتفت لما قد يحصل من مخالفة البعض، فالعبرة بما تراه غالبية الأمة وسوادهم الأعظم، ثم إذا حصلت البيعة لا يجوز نقضها إلا حين يكون كفرًا بواحًا. د- الأمة مسؤولة عن محاسبة الخليفة في كل تصرفاته بدءًا من الشئون المالية وانتهاء بشئون السياسة والحكم والولاية، ولكن ذلك ضمن أطر حددها الإسلام ويتم ذلك عن طريق أهل الحل والعقد، ولا يجوز للأمة أن تثور بشكل غوغائي، لأن ذلك يؤدي إلى الفتنة وانتشار الإشاعات، كما حدث في فتنة عثمان رضي الله عنه، ومبدأ محاسبة الحاكم وحق الأمة في مراقبته قرره الخلفاء الراشدون بأقوالهم وأفعالهم؛ فأبو بكر رضي الله عنه يقول: فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. وعمر يقول: أحب الناس إليَّ من رفع إليَّ عيوبي، وقال: إني أخاف أن أخطئ فلا يردني أحد منكم تهيبًا.. وما قاله عثمان: إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في القيد فضعوا رجلي في القيد.. وقال علي: إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم، إلا أنه ليس لي أمر دونكم . وقد جرى العمل في عهد الخلفاء الراشدين على التسليم للأمة بحق الرقابة على الحكام ولم ينكره أحد فدل ذلك على الإجماع، كما أن إجماع الصحابة - حكامًا ومحكومين- في عهد الخلافة الراشدة له معنى واحد وهو الفهم الصحيح للكتاب، والطريق السليم للعمل بالسنة. هـ- للخليفة أن يقوم بما يراه من إجراءات تنظيمية فيما لا نص فيه تحت شعار المصالح المرسلة وفى ظلال الشورى حسب ما يراه مناسبًا لتحقيق المصلحة العامة: كما فعل أبو بكر في جمع القرآن، وكما فعل عمر في أرض السواد وقضاياه التنظيمية، كديوان الجند والخراج، وعثمان في نسخه للمصحف وتوزيعه على الأمصار. واختلاف علماء الأمة وعظمائها أمر طبيعي، ولكن في ظلال الأخوة والتناصح والبحث عن مصلحة الأمة، فتفاوت العقول يؤدى إلى تفاوت الآراء واختلاف وجهات النظر، كما حصل في سقيفة بنى ساعدة، وحروب الردة، وجمع القرآن، ويجب أن لا يصل ذلك إلى تفرق الأمة وتنازعها، فذلك مؤد إلى الفشل، لا محالة، والحكم في ذلك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ز- يمكن اختزال ملامح الخلافة الراشدة في النظام السياسي إلى: - المرجعية العليا للكتاب والسنة، - حكم الشريعة -دولة القانون- ولكنه السماوي، والتطبيق الشامل له، - الحاكم يتم اختياره بالشورى، - الحاكم أجير، - بيت المال للأمة وليس للحاكم، - نظام الشورى الشاملة، وله آلية تراض بين أفراد المجتمع، - الأمة فاعلة ومشاركة في الأحداث. وأما في البناء الاجتماعي: تميز عهد الخلافة الراشدة في مجمله: - بالإعداد النفسي الإيماني، - وقوة الوازع الداخلي، - ومحاربة العنصرية، - والإعداد الشامل للإنسان المسلم، - وحماية حقوق الإنسان عمومًا، - وحماية الوحدة الداخلية، - وحماية حدود الدولة، - والمسؤولية الحضارية على الجميع حكامًا ومحكومين.. فهذه هي المفاهيم الأساسية في الدولة الإسلامية والتي أصبحت نموذجًا ومقياسًا لكل العصور، وعبر عنه المسلمون بلفظ *الخلافة الراشدة* تمييزًا له عن أي شكل آخر من أشكال الحكم الأخرى، ولذلك اشترط الحسن بن علي في صلحه مع معاوية رضى الله عنه؛ العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [93]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *ملامح من سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه*: إن تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية مع أن معه أكثر من أربعين ألفًا بايعوه على الموت، فلو لم يكن أهلاً لها لما سلمها السبط الطيب إليه، ولحاربه، فمعاوية رضى الله عنه لم يتزعم أهل الشام من فراغ، فقد ذكر المترجمون لهذا الصحابي الكريم فضائل جمة، وإليك شيئًا منها: 1- *من القرآن الكريم*: - اشترك معاوية رضى الله عنه في غزِوة حنين، قال تعالى: { *ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* } [التوبة: 26]. ومعاوية رضى الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم. 2- *من السنة*: دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: *اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهد به*. وقوله صلى الله عليه وسلم: *اللهم علِّم معاوية الكتاب، والحساب، وقهِ العذاب*. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا* قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: *أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم*. فقلت -أي أم حرام-: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: *لا*. قال المهلب : فى هذا الحديث منقبه لمعاوية؛ لأنه *أول من غزا البحر*. 3- *نظرات أهل العلم على معاوية رضي الله عنه*: أ- ثناء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قيل لابن عباس رضى الله عنهما: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه . ب- ثناء عبد الله بن المبارك على معاوية رضي الله عنه: قال عبد الله بن المبارك: معاوية عندنا مِحنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزرًا اتهمناه على القوم، يعني: الصحابة . ج- ثناء أحمد بن حنبل: سئل الإمام أحمد: ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول: إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصبًا؟ قال أبو عبد الله: هذا قول سوء رديء، تجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس . د- ثناء القاضي ابن العربي على معاوية رضي الله عنه: تحدث ابن العربي عن الخصال التي اجتمعت في معاوية رضي الله عنه، فذكر منها: قيامه بحماية البيضة، وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخلق.. وقد علق محب الدين الخطيب على هذا النص بقوله: وقد بلغ من همته -يعنى معاوية- وعظيم عنايته بذلك أن أرسل يهدد ملك الروم وهو في معمعة القتال مع علي في صفين، وقد بلغه: أن ملك الروم اقترب من الحدود في جنود عظيمة، وفى ذلك يقول ابن كثير: وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه، وأذله، وقهر جنده، ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب عليّ تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة، وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت؛ فعند ذلك خاف ملك الروم، وبعث يطلب الهدنة . هـ- ثناء ابن تيمية على معاوية رضي الله عنه: قال عنه ابن تيمية: "فإن معاوية ثبت بالتواتر: أنه أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم، كما أمَّر غيره، وجاهد معه، وكان أمينًا له بالوحي، وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذى كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته. و- ثناء ابن كثير عليه: قال عنه ابن كثير: وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين ... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرضي، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح، وعفو. وقال أيضًا: كان حليمًا ، وقورًا، رئيسًا، سيدًا في الناس، كريمًا، عادلاً، شهمًا. وقال عنه أيضًا: كان جيد السيرة، حسن التجاوز، جميل العفو، كثير الستر. رحمه الله تعالى . 4- *روايته للحديث*: يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، لكونه صهره، وكاتبه، هذا وقد روى معاوية رضي الله عنه مئة وثلاثة وستون حديثًا عن رسول الله، اتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة. وكانت سيرة معاوية رضي الله عنه مع الرعية في ولايته من خير سير الولاة مما جعل الناس يحبونه، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، ويُصَلُّونَ علَيْكُم وتُصَلُّونَ عليهم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ*. 5- *قول أمير المؤمنين علي بن أبى طالب على إمارته*: عن سفيان بن الليل قال: قلت للحسن بن علي لما قدم الكوفة إلى المدينة: يا مذل المؤمنين، قال: لا تقل ذلك، فإني سمعت أبى يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، فكرهت أن تراق بيني وبينه دماء المسلمين. وفى رواية، عن علي رضى الله عنه، قال: لا تكرهوا إمارة معاوية، فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسًا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل . فهذه آثار تشير إلى قدرة معاوية على الإمارة، كما أن أسلوب معاوية في التفاوض والتعامل مع الحسن أوجد قواسم مشتركة للوصول إلى الإصلاح، وإن كان المهندس الفعلي لمشروع الإصلاح هو الحسن بن علي، إلا أن شخصية معاوية، وسعة أفقه، ورحابة صدره، وما أبداه من المرونة ساعد على نجاح الصلح، وقد كان رضى الله عنه يتأدب إلى الحسن ويكرمه ويروي فضائل أهل البيت، فهذا يدل على إيثاره الحق مع المنازعة والمخاصمة التي سبقت بقدر الحق سبحانه، وقد أخرج أحمد في مسنده عن معاوية قال: كان رسول الله يمص لسان الحسن وشفتيه، وأنه لن يعذب الله لسانًا أو شفة مصها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رضى الله عنه صريحًا مع نفسه معترفًا بذنوبه، طالبًا مغفرة ربه، وطامعًا في رحمته وحلمه، فعن ابن شهاب، عن عروة أن المسور، أخبره أنه قدم على معاوية، فقال: يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال: دعنا من هذا، وأحسن فيما جئنا له. قال: لتكلمني بذات نفسك مما تعيب عليَّ؟ قال: فلم أترك شيئًا إلا بينته، فقال: لا أبرأ من الذنب، فهل تعد لنا مما نلي من الإصلاح في أمر العامة، أم تعد الذنوب، وتترك الإحسان؟ قلت: نعم. قال: فإنا نعترف لله بكل ذنب، فهل لك من ذنوب في خاصتك تخشاها؟ قال: نعم. فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني، فوالله ما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولا أُخيَّر بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل، ويجزى فيه الحسنات، قال: فعرفت أنه قد خصمني، قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه -أي دعا له-. وهذه القصة التى تبين خوف معاوية وخشيته من الله تعالى، فعندما كان يروى في مجلسه حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة من أمة محمد: القارئ المرائي، والمنفق المرائي، والمجاهد المرائي، وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وقال لأبى هريرة: *يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة*، فكان معاوية يقول عندما يسمع الحديث: فقد فعل هؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ فقال الراوي: ثم بكى معاوية بكاء شديدًا، حتى ظننا أنه هالك، ثم أفاق ومسحِ عن وجهه، وقال: صدق الله، ورسوله: { *مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* } [هود: 15، 16]. إن شخصية معاوية رضى الله عنه وتاريخه في خدمة الإسلام كان عاملاً مهمًا في نجاح الصلح، ولا نزعم بأنه من طبقة الخلفاء الراشدين، المهديين، ولكنه من الملوك العادلين، كما أن سيرته غنية بالفقه السياسي والإداري والعسكري، والاقتصادي، والاجتماعي، وهذا يحتاج إلى دراسة متأنية لعصره، عند نشر كتاب *الدولة الأموية*. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [92]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله لكم شهر رمضان مباركا وصياما مقبولا .. ابتداء من هذه الليلة سنقوم بعونه تعالى بنشر *5 صفحات من القرآن كل 6 ساعات* كي نتمكن من ختم المصحف خلال هذا الشهر المبارك وذلك لمن لا يسعه قراءة وتدبر المزيد على واتساب القناة https://whatsapp.com/channel/0029VaESEqmKmCPWaQ2Mfx0Q المجموعات https://chat.whatsapp.com/I3o7dnRKUuZAC8jhIN21xW أو https://chat.whatsapp.com/IFrhAs82RzvJUPfxEhDb97 على تلغرام https://t.me/ed5pages أو https://t.me/iqrafasser1pED أو https://t.me/RandIonePdaily ساهم في تذكير إخوانك وأهلك بقراءة ما تيسر من كتاب الله عز وجل وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. باقي قنواتنا على واتساب *السيرة النبوية من الرحيق المختوم* https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519 *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n *سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه* https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h *سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه* https://whatsapp.com/channel/0029VaFaBDtBlHphnLmkUq01 *سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه* https://whatsapp.com/channel/0029VaFEaLK7DAWtV3tQvM43 *سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما* https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 *تعلم حديثا صحيحا كل يوم* https://whatsapp.com/channel/0029Vb3bw7nLtOjFgpQ2v527 *الإعجاز العددي العلمي في القرآن* https://whatsapp.com/channel/0029VaD8JdZCRs1uGsVhzZ0s *الوابل الصيب* https://whatsapp.com/channel/0029Vawc9aN2v1Ik7MKUp506 .............................. قم فضلا بمشاركة هذه القنوات فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: نتابع مع *أهم شروط الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان* (رضي الله عنهم) ناقشنا في المنشور السابق الشرط الأول: العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الراشدين.. ثانيًا: *الأموال*: ذكر البخاري في صحيحه أن الحسن قال لوفد معاوية وعبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال .. فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فالحسن يتحدث عن أموال سبق أن أصابها هو وغيره من بني عبد المطلب يريد الحسن أن لا يطالبهم معاوية، ولا ذكر لأموال يطلب من معاوية أن يدفعها إليه من قادم.. وذكر ابن أعثم أن الحسن قال: أما المال فليس لمعاوية أن يشترط لي فيء المسلمين، وذكر أبو جعفر الطبرى برواية عوانة بن الحكم أن أهل البصرة حالوا بين الحسن وبين خراج داردا بجرد، وقالوا: فيئنا، والمعلوم أن جباية الخراج من مهام الدولة، ولا علاقة مباشرة بين الحسن وأهل البصرة في هذا الجانب، ولكن الرواية أشارت إلى أن خراج داردا بجرد لم يكن في الأموال التي صُيرت إلى الحسن، ورُوي أن الحسن قال لمعاوية: إن عليّ عدَّات ودُيونًا، فأطلق له من بيت المال نحو أربعمائة ألف أو أكثر، وذكر ابن عَساكر: يُسلّم له بيت المال فيقضى منه ديونه ومواعيده التي عليه، ويتحمل منه هو ومن معه عيال أهل أبيه وولده وأهل بيته. وذهب بعض المؤرخين إلى أن إبقاءه ما في بيت المال معه (خمسة ملايين درهم)، استبقاه لأولئك المحاربين الذين كانوا معه، يوزعه بينهم، ويبقي لمعيشته له ولأهل بيته ولأصحابه، ولا شك أن توزيع الأموال على بعض الجنود يساعد في تخفيف شدة التوتر. إن الذى جاء في رواية البخاري هو الذى أميل إليه، فالأمر لا يكون تجاوز طلب العفو عن الأموال التي أصابها الحسن وآله في الأيام الخالية. وأما الروايات التي تشير بأن يجري معاوية للحسن كل عام مليون درهم وأن يحمل إلى أخيه الحسين مليوني درهم في كل عام، ويفضل بنى هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وكأن الحسن باع الخلافة لمعاوية، فهذه الروايات، وما قيل حولها من تحليل وتفسير، لا تقبل ولا يعتمد عليها، لأنها تصور إحساس الحسن بمصالح الأمة يبدو ضعيفًا أمام مصالحه الخاصة. وأما حقه من العطاء فليس الحسن فيه بواحد من دون المسلمين، ولا يمنع أن يكون حظه منه أكثر من غيره، ولكنه لا يصل إلى عشر معشار ما ذكرته الروايات. ثالثًا: *الدماء*: ويتضمن اتفاق الصلح بين الجانبين أن الناس كلهم آمنون لا يؤخذ أحد منهم بهفوة أو إحنة، ومما جاء في رواية البخاري أن الحسن قال لوفد معاوية: وأن هذه الأمة عاثت في دمائها، فكفل الوفد للحسن العفو للجميع فيما أصابوا من الدماء. ولكن الرواية عن الزهري ذكرت أن عبيد الله بن عباس (قائد جيش الحسن) لما علم بما يريد الحسن من معاوية، بعث إلى معاوية يسأله الأمان وشرط لنفسه على الأموال التي قد أصاب، ثم خرج إليهم ليلاً ولحق بهم وأن قيس بن سعد الذى خلّفه على الجيش تعاهد والجيش على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم. وقد حاول المستشرق فلهوزن أن يلصق هذه التهمة الباطلة بعبد الله بن عباس، وذكر أن قائد الجيش كان عبد الله بن عباس، واستند فلهوزن في ذلك إلى أن الاسم الذى ورد في بعض النسخ المخطوطة من تاريخ الطبري هو عبد الله ابن عباس، وأن الاختلاف بين المخطوطات في عبد الله وعبيد الله ليس مرجعه إلى الناسخ وإنما إلى الرواة الذين لم يريدوا أن يلحق هذا العار بعبد الله بن عباس جد العباسيين، وأما إخوة عبيد الله فلم يروا بأسًا من التخلي عن الدفاع عنه، والحقيقة التاريخية تقول: أن قائد الجيش كان الحسن بن علي، وأن قائد مقدمته كان قيس بن سعد ولا ذكر لعبد الله بن عباس أو أخيه عبيد الله في هذا الجانب، إلا في الروايات الضعيفة والتي لا يقوم عليها دليل، كما أنه مما ورد عند أبى حنيفة الدينوري فى الأخبار الطوال، وابن حجر في المطالب العلية، وابن أعثم في الفتوح، أن قطبي الرحى في الجيش كانا الحسن بن على وقيس بن سعد، ولا ذكر لعبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس. وتأكيد فلهوزن على أن عبد الله بن عباس كان قائدًا للجيش لا عبيد الله واحتجاجه على ذلك بما سبق الإشارة إليه يخالفه ما نقله زياد بن عبد الله البكائي عن عوانة بن الحكم الذي لا يتهم بمحاباة العباسيين قال: إن عبيد الله بن عباس كان واليا لعلي على اليمن، ولما بلغه مسير بسر بن أرطاة إليه استخلف على اليمن عبيد الله بن عبد المدائن الحارثي وهرب إلى علي بالكوفة، وذلك عام أربعين للهجرة، وأرسل علي بن أبي طالب جيشًا إلى اليمن يتعقب جيش بسر، وقتل علي في نفس العام، ولم يرد ما يشير إلى أن عبيد الله بن عباس ترك الكوفة إلى اليمن، وسواء كان قائد الجيش عبد الله بن عباس أو عبيد الله أو غيرهما فإن دواعي اتصال قائد جيش الحسن بمعاوية وطلب الأمان منه غير قائمة، فجيش الحسن قوي وممتنع كما جاء عند البخاري، والاتصالات بين الحسن وقيادته موجودة نقلاً وعقلاً، والحسن ولي الأمر ورأسه، وقد جرت المفاوضات بينه وبين وفد معاوية، وأخذ الأمان لأتباعه ومن كان في جانبه فضلاً عن بني العباس وغيرهم من بني المطلب بشأن الدماء والأموال، وأعلم الحسن قيادته بالصلح وتنازله عن الخلافة لمعاوية، وأمرهم بالدخول في الجماعة ومبايعة معاوية، ولما رأى قيس ومن معه أنهم لم يعدوا مع إمام مفترض الطاعة تركوا القتال وبايعوا معاوية، ودخلوا فى الجماعة. إن الحسن بن علي اشترط على معاوية، أن لا يطلب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء، والذى يلاحظه المؤرخ، أنه من ذلك الوقت ترك الطلب بدم عثمان، وقد تمّ الاتفاق على عدم مطالبة أحد بشيء كان في أيام علي، وهي قاعدة بالغة الأهمية تحول دون الالتفات إلى الماضي وتركز على الحاضر والمستقبل، وقد تم التوافق المبني على الالتزام والشرعية حيث تم الصلح على أساس العفو المطلق عن كل ما كان بين الفريقين، قبل إبرام الصلح، وبالفعل لم يعاقب معاوية أحدًا بذنب سابق، وتأسس بذلك صلح الحسن على الإحسان والعفو، تأليفًا لقلوب الجماعة، خاصة أنه كان بالخيار وهذا هو العمل العظيم الذى قام به الحسن حيث أعاد للأمة وحدتها ولحمتها من جديد، وقد تم بسط الأمن وحفظ الدماء في عهد معاوية إلى حد كبير، وقد اجتهد في قضايا سيأتي بيانها وتفصيلها في محله بإذن الله تعالى. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [94]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: نتابع مع *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: ثانيًا: حديث *إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين*: إن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين دفعت الحسن إلى التخطيط والاستعداد النفسي للصلح والتغلب على العوائق التي في الطريق، فقد كان هذا الحديث الكلمة الموجهة الرائدة للحسن في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته، فقد حلت في قرارة نفسه واستولت على مشاعره وأحاسيسه واختلطت بلحمه ودمه، ومن خلال هذا التوجيه واستيعابه وفهمه له بنى مشروعه الإصلاحي، وقسم مراحله وكان متيقنًا من نتائجه، فالحديث النبوي كان دافعًا أساسيًا وسببًا مركزيًا في اندفاع الحسن للإصلاح. ثالثًا: *حقن دماء المسلمين*: قال الحسن رضي الله عنه: ... خشيت أن يجيء يوم القيامة سبعون ألفًا، أو أكثر أو أقل، كلهم تنضح أوداجهم دمًا، كلهم يستعدي الله فيما هُريق دمه؟ وقال رضي الله عنه: ألا إن أمر الله واقع إذ ليس له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني مما يضرني، ألحقوا بطيتكم. وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية عن الخلافة وتسليمه الأمر إليه: ... إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم . وتلحظ من كلام سيدنا الحسن رضي الله عنه شدة خوفه من الله تعالى ذلك الخوف الذي دفعه إلى الصلح، وقد مدح الله أنبياءه عليهم السلام وأولياءه بمخافتهم الله تعالى: { *إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ* } [الأنبياء: 90] وقال سبحانه: { *وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ* } [الرعد: 21] فالخوف المحمود من الله يحث على العلم، ويكدر جميع الشهوات، ويزعج القلب عن الركون إلى الدنيا، ويدعوه إلى التجافي عن دار الغرور، دون الحديث النفسي الذي لا يؤثر في الكف عن المعاصي والحث على فعل الطاعات، ودون الوصول إلى اليأس الموجب للقنوط . فالحسن بن علي رضي الله عنه أراد أن يحقن دماء المسلمين قربة إلى الله عز وجل، وخشي على نفسه من حساب الله يوم القيامة في أمر الدماء، ولو أدى به الأمر إلى ترك الخلافة، فكان ذلك دافعًا له نحو الصلح، فالحسن بن على رضي الله عنه يعلم خطورة سفك الدماء بين المسلمين، لأن ذلك من أخطر الأمور التي تهز كيان البشرية، ولذلك ورد تحريمه والوعيد عليه، وتحديد عقوبته، في كثير من نصوص الكتاب والسنة. والقتل أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة مما يدل على عظم شأن قتل النفس والاعتداء على حرمة الإنسان، فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: *أول ما يقضى بين الناس في الدماء*. فأمر الدماء عظيم يوم القيامة، والعمل على حفظها في الدنيا من مقاصد الشريعة، ولذلك حرص الحسن على الصلح حفظًا لدماء المسلمين. لقد عنيت الشريعة الإسلامية التي فهمها واستوعبها الحسن رضي الله عنه بالنفس عناية فائقة، فشرعت من الأحكام ما يجلب المصالح لها، ويدفع المفاسد عنها، وذلك مبالغة في حفظها وصيانتها، ودرء الاعتداء عليها لأنه بتعرض الأنفس للضياع والهلاك يُفقد المكلَّف الذي يتعبد الله سبحانه وتعالى وذلك بدوره يؤدى إلى ضياع الدين. *والمقصود من الأنفس التي عنيت الشريعة بحفظها هي الأنفس المعصومة بالإسلام الجزية أو الأمان*: ولهذا لما قيل للحسن من بعض المعترضين على الصلح: يا عار المؤمنين! قال: للعار خير من النار. وفى رواية ابن سعد: إني اخترت العار على النار. ونلحظ أن الحسن بن على كان يناقش أتباعه ويبين لهم دوافعه، ويرتقى بهم نحو قناعته، ولم يكن ممن تقوده الجماهير، وهمه ما يطلبه المستمعون والجمهور، وإنما شق طريقه وفق تصوراته وفهمه لحقائق الأمور، ونأى بنفسه أن يتأثر بضغط عوام الناس ما دامت الخطوات التي يسير بها فيها رضا الله، ومصلحة المسلمين، وهذا درس كبير لكثير من القيادات الإسلامية، في كون القائد هو الذي يقود عامة الناس ويرتقي بهم نحو أهدافهم، *وفي مثل ظروف الحسن عادة يكون الزعماء بين أمور*: أ- ما تطلبه الجماهير. ب- من لا يهتم ولا يرد على أحد. ج- عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير. ونرى الحسن بن علي اختار الطريق الثالث وهو عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير نحو الأهداف السامية التي رسمها، ولذلك قام بتقديم رؤية واضحة وخطوات تنفيذية عبر مراحل وتمهيدات ووضع شروط وتغلب على العوائق، واهتم بإقناع المخالفين لوجهة نظره، وهذا هو الصواب والله أعلم. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [90]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *ولاية العهد أم ترك الأمر شورى بين المسلمين*؟ ومما اتفق الجانبان عليه من الشروط أن يكون الأمر من بعد معاوية للحسن، وإن معاوية وعد إن حَدَثَ به حدث والحسن حي ليُسَمَّينه وليجعلن الأمر إليه، ولكن ابن أعثم روى في هذا الخصوص عن الحسن أنه قال: أما ولاية الأمر من بعده، فما أنا بالراغب في ذلك ولو أردت هذا الأمر لم أسلمه، وجاء فى نص الصلح الذى ذكره ابن حجر الهيثمي: ... بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين. وعند التدقيق في روايات طلب الحسن الخلافة بعد معاوية، نجد أنها تتنافى مع أنفة وقوة وكرم الحسن، فكيف يتنازل عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين وابتغاء مرضاة الله ثم يوافق على أن يكون تابعًا يتطلب أسباب الدنيا، ويشرئب عنقه للخلافة مرة أخرى، والدليل على أن هذا غير صحيح ما ذكر جبير بن نضير قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة، فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء مرضاة الله. ومن الملاحظ أن أحدًا من أبناء الصحابة أو الصحابة لم يذكروا خلال بيعة يزيد شيئًا من ذلك، فلو كان الأمر كما تذكر الروايات عن ولاية عهد الحسن بعد معاوية، لاتخذها الحسين بن علي رضي الله عنه حجة، ولكن لم نسمع شيئًا من ذلك على الإطلاق مما يؤكد على أن مسألة خلافة الحسن لمعاوية لا أساس لها من الصحة، ولو كان الحسن رضي الله عنه أسند إليه منصب ولاية العهد في الشروط لكان قريبًا من معاوية في إدارة الدولة أو تولى أحد الأقاليم الكبرى، لا أن يذهب إلى المدينة وينعزل عن إدارة شؤون الحكم، كما أن روح ذلك العصر تشير إلى أن مبدأ اختيار الأمة للحاكم عن طريق الشورى هو الأصل. *سبُّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بين معاوية والحسن*: تذكر كتب التاريخ: اشترط الحسن على معاوية ألا يُسبَّ عليٌّ وهو يسمع؛ وكأن الحسن عفا عن سبِّ على رضى الله عنه وهو لا يسمع، ولذلك فقد لا تكون هذه القضية بحثت بين الحسن ومعاوية. وقد اتهم الشيعة الروافض معاوية رضى الله عنه بحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، والذى يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حيث صارت عند المتأخرين من المسلمات التي لا مجال لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب الدميري واليعقوبي وأبى الفرج الأصفهاني، علمًا بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء من احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار، فحكاية لعن عليّ على منابر بنى أمية لا تتفق مع منطق الحوادث، ولا طبيعة المتخاصمين، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني أمية، فإننا لا نجد فيها ذكرًا لشيء من ذلك أبدًا .. وإنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بنى العباس بقصد أن يسيئوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي، وقد كتب ذلك المسعودي -الشيعي الرافضي- في مروج الذهب وغيره من كُتَّاب الشيعة الروافض وقد تسربت تلك الأكذوبة إلى كتب تاريخ أهل السنة ولا يوجد فيها رواية صحيحة صريحة، فهذه دعوة مفتقرة إلى صحة النقل، وسلامة السند من الجرح، والمتن من الاعتراض، ومعلوم وزن مثل هذه الدعوى عند المحققين والباحثين، فكيف بها وقد صدرت من الروافض الحاقدين، ومعاوية -رضي الله عنه- منزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة ومدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير: 1 - فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما ولاّه الشام: لا تذكروا معاوية إلا بخير. 2 - وعن علي رضي الله عنه قال بعد رجوعه من صفين: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل. 3 - وعن ابن عمر أنه قال: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية فقيل: ولا أبوك؟ قال: أبي عمر -رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه. 4 - وعن ابن عباس قال: ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية. وفى صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه. وذُكر عند ابن عباس معاوية، فقال: لله تلاد ابن هند ما أكرم حسبه، وأكرم مقدرته، والله ما شتمنا على منبر قط، ولا بالأرض ضنّا منه بأحسابنا وحسبه. 5 - وعن عبد الله بن الزبير أنه قال: لله در ابن هند -يعني معاوية- إنا كنا لنفرقه، وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر، وأثار إلى أبي قبيس. 6 - وعن الزهري قال: عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئًا. والآثار عن الصحابة والتابعين وأتباعهم كثيرة وإنما ذكرنا جزءًا منها. كما أثنى على معاوية رضى الله عنه العلماء المحققون في السير والتاريخ، ونُقّاد الرجال: 1 - يقول ابن تيمية: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة. وقال: فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية، ولا كان الناس زمان ملك من الملوك خيرًا منهم في زمان معاوية. 2 - وقال ابن كثير في ترجمة معاوية رضي الله عنه: وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين .. فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو. 3 - وقال ابن أبي العز الحنفي: وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين. 4 - وقال الذهبي في ترجمته: أمير المؤمنين ملك الإسلام. وقال: معاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم. وإذا ثبت هذا في حق معاوية رضى الله عنه فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي رضى الله عنه على المنابر وهو من هو في الفضل، وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال، وهذا من البهتان العظيم لأولئك العلماء من الصحابة والتابعين، ومن سار على نهجهم من العلماء الربانيين، ومن علم سيرة معاوية رضي الله عنه في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية ظهر له أن ذلك من أكبر الكذب عليه، فقد بلغ معاوية رضى الله عنه في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال وإليك بعض الأمثلة: 1 - قال عبد الملك بن مروان وقد ذُكر عنده معاوية: ما رأيت مثله فى حلمه واحتماله وكرمه. 2 - وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا، ولا أكثر سؤددًا، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجًا، ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية. 3 - ونقل ابن كثير: أن رجلاً أسمع معاوية كلامًا سيئًا شديدًا، فقيل له: لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. 4 - وقال رجل لمعاوية: ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا. فهل يعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية رضي الله عنه سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبى طالب رضى الله عنه على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان -ويبقى هذا السب إلى أن يأتي عمر بن عبد العزيز رحمه الله فيلغى ذلك- والحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم؟! وأما ما استدل به الروافض على تلك الفرية من صحيح مسلم فليس فيه ما يدل على زعمهم، فعن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبى سفيان سعدًا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثًا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. قال النووي: قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدًا بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب. كأنه يقول: هل امتنعت تورعًا أو خوفًا، أو غير ذلك، فإن كان تورعًا وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعدًا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار، أو أنكر عليهم، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ. وقال أبو العباس القرطبي صاحب المفهم معلقًا على وصف ضرار الصُّدائي لعلي رضى الله عنه وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك وتصديقه لضرار فيما قال: وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضى الله عنه، ومنزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد عن معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفًا به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبى وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية، سكن وأذعن، وعرف الحق لمستحقه. وربما معاوية إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد، وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل علي رضى الله عنه، فإن معاوية رضي الله عنه كان رجلاً فطنًا ذكيًا، يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم، فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي رضى الله عنه، فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير. وهذا مثل قوله رضي الله عنه لابن عباس: أنت على ملة علي؟ فقال له ابن عباس: ولا على ملة عثمان، أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فظاهره أن قول معاوية هنا لابن عباس جاء على سبيل المداعبة، فكذلك قوله لسعد هو من هذا الباب، وأما ما ادعى الروافض من الأمر بالسب فحاشا معاوية رضى الله عنه أن يصدر منه مثل ذلك، والمانع من هذا عدة أمور: 1 - أن معاوية نفسه ما كان يسب عليًا رضى الله عنه كما تقدم حتى يأمر غيره بسبه، بل كان معظمًا له، معترفًا له بالفضل والسبق إلى الإسلام، كما دلت على ذلك أقواله الثابتة عنه. أ- قال ابن كثير: وقد ورد من غير وجه: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع عليًا أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني. ب- ونقل ابن كثير أيضًا عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم. فهل يسوغ في عقل ودين أن يسب معاوية عليًا، بل ويحمل الناس على سبه وهو يعتقد فيه هذا !! 2 - أنه لا يُعرف بنقل صحيح أن معاوية رضي الله عنه تعرض لعلي رضي الله عنه بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته، فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول، وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه. 3 - أن معاوية رضي الله عنه كان رجلاً ذكيًا مشهورًا بالعقل والدهاء، فلو أراد حمل الناس على سب علي -حاشاه ذلك- أفكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه، وهو من هو في الشجاعة والفضل والورع، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً؛ فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيرًا، فكيف بمعاوية. 4 - أن معاوية رضى الله عنه انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه له، واجتمعت عليه الكلمة ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية رضي الله عنه الذى شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير. 5 - أنه كان بين معاوية رضي الله عنه بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الألفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير، والتاريخ، ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمئتي ألف. وقال لهما: ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحدًا أفضل منا. ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: مرحبًا وأهلاً بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف. وهذا مما يقطع الكذب في ما يدّعى في حق معاوية من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة والاحتفاء والتكريم. وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة، كما أن ذلك المجتمع في عمومه مقيد بأحكام الشرع حريص على تنفيذها، ولذلك كانوا أبعد الناس على الطعن واللعان والقول الفاحش والبذيء، فعن ابن مسعود -رضى الله عنه- مرفوعًا-: *ليس المؤمن بالطعان ولا باللعّان ولا بالفاحش ولا البذيء*. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الأموات المشركين فكيف بمن يسب أولياء الله المصلحين، فعن عائشة رضى الله عنها -مرفوعًا-: *لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا*. وبعد أن تمّ الصلح تنازل الحسن عن الخلافة، وتمّ بيان ذلك في حديثنا عن المراحل، وبذلك طويت صفحة من الخلاف والفرقة، واجتمعت الكلمة، وصار معاوية خليفة مجمعًا عليه، قيل: عام أربعين للهجرة، ولكن ابن إسحاق والواقدي، وخليفة بن خياط، يجعلون ذلك عام واحد وأربعين للهجرة، ويختلفون في الشهر الذي وقع فيه الصلح من ذلك العام أهو ربيع الأول أو ربيع الآخر، أو جمادى الأولى، أو جمادى الآخرة، ومضى معاوية يقود مسيرة الأمة من غير أن يجعل للفتنة وأحداثها سبيلاً. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [95]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *موقف معاوية بن أبي سفيان من قتلة الخليفة عثمان بن عفان بعد الصلح مع الحسن بن علي رضي الله عنهم*: وقد يسأل سائل عما فعل معاوية بقتلة عثمان بعد صيرورة الخلافة إليه؟ ويجيب ابن قتيبة في عيون الأخبار قائلاً: إن معاوية بن أبى سفيان لما قدم بعد عام الجماعة، دخل دار عثمان بن عفان، فصاحت عائشة بنت عفان بن عثمان وبكت ونادت أباها، فقال معاوية: يا ابنة أخي، إن الناس أعطونا طاعة، وأعطيناهم أمانا، وأظهرنا لهم حلمًا تحته غضب، وأظهروا لنا ذلاًّ تحته حقد، ومع كل إنسان سيفه ويرى موضع أصحابه، فإن نكثناهَم نكثوا بنا، ولا ندري أعلينا تكون أم لنا، لأن تكوني ابنة عم أمير المؤمنين خيرًا من أن تكوني امرأة من عرض الناس. والذى يعتد به من كلام ابن قتيبة ما جاء عن العهود والمواثيق التي أبرمت بين معاوية والحسن، وقضت بالصلح بين الناس، ووضع الحرب، وحقن الدماء، وعدم تهييج النفوس، وإضافة إلى ذلك فإن السنوات الخمس التي احتضنت المعارك في الجمل وصفين والنهروان ومصر وغيرها ذهبت بأولئك الذين ترددت أسماؤهم بتهمة قتل عثمان، ومع ذلك فإن مسألة قتل عثمان ظلت حاضرة في ذهن الخلفاء من بنى أمية ونوابهم في الأغلب، وأما انتصار بني أمية لعثمان فكان حقيقة لا شبهة فيها. *من نتائج الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما)*: أولاً: *توحد الأمة تحت قيادة واحدة*: سجل في ذاكرة الأمة *عام الجماعة* وأصبح هذا الحدث من مفاخرها التي تزهو به على مر العصور، وتوالي الدهور، فقد التفت الأمة على زعامة معاوية، ورضيت به أميرًا عليها، وابتهج خيار المسلمين بهذه الوحدة الجامعة، بعد الفرقة المشتتة، وكان الفضل في ذلك لله ثم للسيد الكبير مهندس المشروع الإصلاحي العظيم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويعد عام الجماعة من علامة نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضيلة باهرة من فضائل الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويكفي معاوية فخرًا أن كل الصحابة الأحياء في عهده بايعوه، فقد بايع معاوية جم غفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول ابن حزم: فبويع الحسن ثمّ سُلِّم الأمر إلى معاوية، وفى بقايا الصحابة من هو أفضل منهما بلا خلاف ممن أنفق قبل الفتح وقاتل، وكلهم؛ أولهم عن آخرهم، بايع معاوية، ورأى إمامته. ونتعلم من فقه الحسن وموقف الصحابة من بيعة معاوية فهمهم العميق لآيات النهي عن الاختلاف، قال تعالى: { *وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* } [الأنعام: 153] فالصِّراط المستقيم هو: القرآن، والإسلام، والفطرة التي فطر الله النَّاس عليها، والسٌّبل هي: الأهواء، والفرق، والبدع، والمحدثات، قال مجاهد: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153] يعني: البدع، والشُبهات، والضلالات، ونهى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة عمّا وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق من بعد ما جاءتهم البينات، وأنزل الله إليهم الكتب، فقال سبحانه: { *وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* } [الأنعام: 105]. ونهى الأمّة أن تكون من المشركين، الذين فرّقوا دينهم، وكانوا شيعًا، فقال عز من قائل: { *فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ* } [الروم: 30 - 32] وأخبر سبحانه وتعالى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بريء منِ الذين يفرقون دينهم ويكونون شيعًا وأحزابًا، { *إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ* } [الأنعام: 159]، وقد أمر الله تعالى بالاعتصام بحبله قال تعالى: { *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا* } [آل عمران: 103]. لقد تحقق بفضل الله تعالى ثم بنجاح الحسن بن علي في صلحه مع معاوية مقصد عظيم من مقاصد الشريعة من وحدة المسلمين واجتماعهم، وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى، ونحن مأمورون بالتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر، فلابدَّ من تضافر الجهود بين الدُّعاة، وقادة الحركات الإسلاميّة، وبين علماء المسلمين، وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحًا حقيقيًا لا تلفيقيًا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممَّا تصلح، وقد تحدث الشيخ عبد الرحمن السعدي عن الجهاد المتعلق بالمسلمين بقيام الألفة، واتفاق الكلمة، وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث الدّالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال: فإن من أعظم الجهاد السَّعي في تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم ومصالحهم الدِّينيَّة والدنيوية، إن الأخذ بالأسباب نحو تأليف قلوب المسلمين، وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، لأن هذه الخطوة مهمة جدًا في إعزاز المسلمين، وإقامة دولتهم، وتحكيم شرع ربهم، وهذا من فقه الخلفاء الراشدين، ويتجلى في أبهى صورة في تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه من أجل وحدة الأمة، وحفظ دمائها، والأجر والمثوبة عند الله. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [96]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: نتابع مع *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: رابعًا: *حرصه على وحدة الأمة*: قام الحسن بن على خطيبًا رضي الله عنه في إحدى مراحل الصلح فقال: أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة ، وإني ناظر لكم كنظري لنفسي، وأرى رأيًا فلا تردوا عليَّ رأيي، *إن الذي تكرهون من الجماعة: أفضل مما تحبون من الفرقة*. وقد تحقق بفضل الله ثم حرص الحسن على وحدة الأمة ذلك المقصد العظيم، فقد ارتأى رضي الله عنه أن يتنازل عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين، وتجنبًا للمفاسد العظيمة التي ستلحق الأمة كلها في المآل إذا بقى مصرًا على موقفه، من استمرار الفتنة، وسفك الدماء، وقطع الأرحام، واضطراب السبل، وتعطيل الثغور .. وغيرها، وقد تحققت -بحمد الله- وحدة الأمة بتنازله عن عَرَض زائل من أعراض الدنيا حتى سمى ذلك العام *عام الجماعة*. وهذا يدل على فقه الحسن في معرفته لاعتبار المآلات ومراعاته نتائج التصرفات، ولهذا الفقه مظاهره في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، =ومثال ذلك: 1- *النهي عن سب المشركين*: قال تعالى: { *وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ* } [الأنعام: 108]. رغم أن سب آلهة المشركين أمر جائز لما فيه من إهانة الباطل ونصرة الحق إلا أن الشارع الحكيم لم يقف نظره واعتباره عند هذه الغاية القريبة، بل نظر إلى نتيجة هذا العمل المشروع، وما سينجم عنه من آثار غير مشروعة، ثم قضى بعدم سب آلهة المشركين سدًا لذريعة سبهم لله تعالى انتقامًا لآلهتهم، وانتصارًا لباطلهم، إذ إن المصلحة التي ستحصل من إهانة آلهتهم أهون بكثير من مفسدة سبهم لرب العالمين، والمفسدة إذا أربت على المصلحة: *قُدِّم درءُ المفسدة على جلب المصلحة*. 2- *النهي عن الجهر والمخافتة في القراءة*: قال تعالى: { *وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* } [الإسراء: 110] حيث نهى المولى عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالقراءة في الصلاة؛ التفافاً إلى مآل ذلك إذا سمع المشركون قراءته، فيحملهم ذلك على سب الله تعالى وشتم دينه وكلامه.. يقول ابن عباس رضي الله عنهما في سبب نزول هذه الآية: إن الكفار -يعنى بمكة حين كان مختفيًا- كانوا إذا سمعوا القرآن سبوه ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { *وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ* } أى بقراءتك فيسمعِ المشركون فيسبوا القرآن، { *وَلَا تُخَافِتْ بِهَا* } عن أصحابك فلا يسمعون، { *وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* {. 3- *خرق الخضر للسفينة*: قال تعالى: { *أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا* } [الكهف: 79]. فالاعتداء على ملك الغير بغير حق من الأمور المحظورة على وجه القطع في الشرع، لكننا رأينا الخضر عليه السلام يهوي على السفينة بالخرق الذي هو في ظاهر الحال تعييب، وإلحاق الخسارة بأهلها، ولما أنكر عليه موسى عليه السلامِ فعله، وقرره بالجميل الذي أسداه إليهما أهل السفينة حين أركبوهما بغير أجرة؛ بيَّن له أن المفسدة لم ترتكب إلا لما فيها من دفع مفسدة أعظم وهي غصب السفينة وذهابها جملة؛ حيث إن وراءهم ملكًا يأخذ كل سفينة سالمة من العيوب غصبًا. ولا شك أن ارتكاب ضرر يسير في الحال إذا كان فيه دفع لمفسدة أعظم في المآل، يعتبر أمرًا محمودًا، والشريعة جارية على ملاحظة النتائج ودفع المفاسد العظيمة المتوقعة في الآجل، حتى وإن كان ذلك بارتكاب مفاسد أقل منها في الحال، ثم إن مفسدة خرق السفينة وتعييبها يمكن تداركها بالإصلاح، بينما ذهاب ذات السفينة إذا تحقق؛ لم يتعلق بعودتها أمل . 4- *امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المنافقين*، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين؛ فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: *ما هذا*؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار؛ وقال المهاجري: يا للمهاجرين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: *دعوها فإنها منتنة*. قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد؛ فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: *دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه*. إن قتل المنافقين واستئصالهم فيه مصلحة ظاهرة للمسلمين، وتطهير لصفهم من أن تندس إليه عناصر التخذيل والإفساد؛ لكن لما كان في ذلك هز الثقة بالمسلمين وزرع لقالة السوء عنهم بحيث ينتشر في الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل الذين يعتنقون دينه بالقتل والتصفية الجسدية، فإن الأمر يتغير، وأصبح التغاضي عن قتلهم مصلحة أعلى وأولى من المصالح الأخرى التي تتأتى من استئصالهم، ورغم أن بقاء المنافقين فيه من المفاسد المحققة ما لا ينكره عاقل، إلا أن في القضاء عليهم مفسدة تفوق مفسدة بقائهم؛ لذا اقتضت حكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تدفع المفسدة العظمى بالمفسدة الصغرى . 5- *ترك النبي صلى الله عليه وسلم تجديد الكعبة على قواعد إبراهيم*: وهو ما ثبت من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * لَوْلا حَداثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بالكُفْرِ لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ، ولَجَعَلْتُها علَى أساسِ إبْراهِيمَ، فإنَّ قُرَيْشًا حِينَ بَنَتِ البَيْتَ اسْتَقْصَرَتْ، ولَجَعَلْتُ لها خَلْفًا*. ولما كانت الكعبة المشرفة تمثل مهوى أفئدة المؤمنين، ومجلى تاريخ النبوة الأولى، كان الأصل أن تبقى على ما تركها عليه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لكن قريشًا حين أرادت تجديد بنائها في الجاهلية، لم يكن معها من المال الحلال ما يكفى لإعادة البناء إلى ما كان عليه، فانتهت لها الاستطاعة إلى تشييدها على النحو الذي كانت عليه في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد كانت نفس النبي صلى الله عليه وسلم تستشرف إلى تدارك ما قصرت عنه نفقة قريش، غير أنه ترك المصلحة المحققة في إعادة بناء البيت على قواعده الأصلية التي أسسها إبراهيم عليه السلام، خشية اهتزاز حرمة البيت من النفوس، وخوف نفور الناس من الإسلام لاعتقادهم أن ذلك جرأة على الكعبة واعتداء على حرمتها. إن الحسن بن على رضى الله عنه في فهمه العميق لفقه اعتبار المآلات ومراعاة التصرفات، كان نتيجة طبيعة لتربيته على القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين، فقد كان مستوعبًا لمقاصد الشريعة قادرًا على التطبيق بين هدى الشريعة والواقع الفعلي الذى عاشه، فكانت اجتهاداته فريدة في مجال السياسة الشرعية، فتحت للمسلمين آفاق رحبة في تحقيق وحدة الأمة وتلاحم صفها، وقوة شوكتها، وإعادة دورها الحضاري، وهذا الفقه الدقيق والفهم العميق نحن في أشد الحاجة لفهمه والعمل به في حياتنا المعاصرة. فالحسن بن علي يعلمنا أصلاً عظيمًا من أعظم أصول الإسلام؛ *المحافظة على الجماعة*؛ وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا وأن لا يتفرقوا، وهو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة. فقد قام الحسن بن على بمحاربة التفرق والاختلاف، وعملٍ بالتوجيهات القرآنية الهادفة لتوحيد الأمة، قال تعالى: { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* } [آل عمران: 102 – 106]. خامسًا: *مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*: ومن الأسباب التى دعت أمير المؤمنين الحسن بن علي إلى الصلح ما رُوِّع به من مقتل أبيه، فقد ترك ذلك فراغًا كبيرًا في جبهة العراق وأثر اغتياله على نفسية الحسن رضي الله عنه فترك فيها حزنًا وأسى شديدًا، فقد قتل هذا الإمام العظيم بدون وجه حق، ولم يرع الخوارج سابقته في الإسلام، ولا فضائله العظيمة، ولا خدماته الجليلة التي قدمها للإسلام، فقد كانت حياته حافلة بالقيم والمثل والعمل على تكريس أحكام الشريعة على مستوى الدولة والرعية.. لقد كان عليّ رضى الله عنه مَعْلمًا من معالم الهدى وفارقًا بين الحق والباطل، فكان من الطبيعي أن يتأثر المسلمون لفقده ويشعروا بالفراغ الكبير الذى تركه، فقد كان وقع مصيبة مقتله على المسلمين عظيمًا، فجللهم الحزن، وفاضت مآقيهم بالدموع، ولهجت ألسنتهم بالثناء والترحم عليه رضي الله عليه، وكان مقتله سببًا في تزهيد الحسن في أهل العراق أولئك الذين غمرتهم مكارم أخلاق أمير المؤمنين، وشرف صحبته، فأضلتهم الفتن والأطماع، وانحرفوا عن الصراط المستقيم، ونستثني من ذلك أولئك الصادقين المخلصين لدينهم وخليفتهم الراحل رضي الله عنه وأرضاه، فقد كان مقتله ضربة قوية وجهت لعهد الخلافة الراشدة وكانت من أسباب زوالها فيما بعد. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [91]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: كانت هناك عوامل وأسباب متعددة ساهمت في دفع أمير المؤمنين الحسن للصلح مع معاوية رضي الله عنه منها: أولاً: *الرغبة فيما عند الله وإرادة صلاح هذه الأمة*: قال الحسن بن على رضى الله عنهما ردًا على نفير الحضرمي عندما قال له: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة. فقال: كانت جماجم العرب بيدي، يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله. وقال في خطبته التى تنازل فيها لمعاوية: .. إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة . إن استحضار الحسن رضي الله عنه وإرادة وجه الله وتقديم ذلك، والحرص على إصلاح ذات البين لهو من أسباب الصلح ودوافعه عند الحسن بن علي رضي الله عنه، فمكانة الصلح في الإسلام عظيمة، وهو من أجل الأخلاق الاجتماعية، إذ به يرفع الخلاف وينهي المنازعة التي تنشأ بين المتعاملين ماديًا أو اجتماعيًا، ويعود بسببه الود والإخاء بين المتنازعين لكونه يرضي طرفي النزاع ويقطع دابر الخصام، ولذلك كان الصلح من أسمى المطالب الشرعية لتتحقق به الأخوة التي ينشدها لهم ويصفهم بها، كما في قوله تعالى: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ* } [الحجرات: 10] وهي الأخوة التي يذهبها الخلاف والتنازع فيما بينهم ولذلك اعتنى القرآن الكريم بالصلح كثيرًا، أمرًا به، وترغيبًا فيه، وتنويهًا به وبأهله، وإليك البيان: 1- *الأمر بالإصلاح*: ففي مثل قوله سبحانه وتعالى: { *يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* } [الأنفال: 1]. وقوله سبحانه وتعالى: { *وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* } [الحجرات: 9، 10] فترى أن الله تعالى أمر عباده بأن يصلحوا ذات بينهم لما بينهم من الإخاء كما صرح به في آية الحجرات حيث قال: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ* } [الحجرات: 10] إذ بينت هذه الآية علّيَّة الأمر بالإصلاح بين المؤمنين بصيغة القصرَ، المفيدة لحصر حالهم في حال الأخوة، مبالغة في تقرير هذا الحكم بين المسلمين، لما بينهم من انتساب إلى أصل واحد وهو الإيمان الذي هو منشأه البقاء الأبدى في الجنات، فأشارت جملة: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ* } إلى وجوب الإصلاح بين المؤمنين ومن هذه الأوامر القرآنية يُعلم أن الإصلاح بين الناس ليس من نافلة القول، بل هو تكليف إلهي للقادرين عليه، حتى لا تفسد أواصر الأخوة الإيمانية بين المؤمنين، وهو مع ذلك من التعاون على البر والتقوى، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين أمر الله تعالى بهما في غير آية، ومعلوم أن هذا من الواجبات الشرعية التكليفية على المؤمنين في علاقتهم الاجتماعية، فكل هذه الأمور تحتم على المسلم القيام بالإصلاح بين المسلمين بل وبين الناس عامة، ولتستقر الحياة الاجتماعية عامرة بالود والإخاء ، وكانت هذه الأوامر دافعة للحسن بن علي رضي الله عنه للسعي في الإصلاح. 2- *الترغيب في القيام بالإصلاح*: ولقد رتب الله تعالى على القيام به فضلاً كبيرًا وأجرًا عظيمًا، يناله القائم بذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى كما قال الله جل شأنه: { *لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا* } [النساء: 114]. ووعد القائمين به مغفرة ورحمة، كما يفيده قول الله جل ذكره: { *وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا* } [النساء: 129] فإن في هذه الآية إشارة إلى مغفرة الله ورحمته للمصلحين، كَما أذن به ختم الآية بصفتي المغفرة والرحمة لله سبحانه وتعالى، ومثل هذه الآية قوله تعالى: { *فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* } [البقرة: 182]، فإن فيها من الإشارة إلى مغفرته ورحمته سبحانه للمصلح ما في سابقتها، بدلالة نفي الإثم، وتذييلها بصفتي المغفرة والرحمة، وهي إشارة جلية وقد وصف سبحانه نفسه بقوله: { *إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ* } [الأعراف: 170]. 3- *التنويه بالصلح والقائمين عليه*: وتكرار هذا الوعد يدل على علو شأن الإصلاح بين الناس عند الله تعالى، ولذلك أجزل للقائم به تلك المثوبة الكريمة والأجر العظيم، وقد دل على ذلك أيضاً تنويه الله تعالى به بمثل قوله سبحانه: { *وَالصُّلْحُ خَيْرٌ* } [النساء: 128] فإن وصفه بالخيرية دليل على علو منزلته عند الله تعالى، وذلك لما له من عظيم الأثر في إصلاح ذات البين بين الناس، الذي طالما تشوف الشارع الحكيم إليه في المجتمعات الإنسانية، ولما له من دلالة على كريم أخلاق القائم به أو الراضي عنه، ولهذا كان من أبرز أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام كما قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام: { *إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ* } [هود: 88]، كما قال على لسان موسى وهو يخاطب أخاه هارون رضي الله عنه: { *وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ* } [الأعراف: 142] إلى غير ذلك من الآيات، والإصلاح في مثل هاتين الآيتين عام فيشمل الإصلاح في الدين والدنيا، ومنه الإصلاح بين الناس عند حدوث المقتضى لذلك من نزاع ونحوه لا يخلو منه مجتمع من المجتمعات البشرية. فهذا المقصد القرآنى الكريم، كان دافعًا للحسن بن على في الصلح، وقد تتبع خطوات جده صلى الله عليه وسلم في الحرص على الصلح، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه في الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فقد حدث ذات يوم أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: *اذهبوا بنا نصلح بينهم*. فانظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوان عن الذهاب للإصلاح بين المسلمين حينما بدر الشقاق بينهم ليحسم الخلاف، ويعيد الوئام قبل أن يستفحل الأمر ويتسع الخرق على الراقع . ولأهمية الصلح بين الناس وفضله أجاز الإسلام الكذب فيه إذا كان القصد من ذلك الإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: *ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرًا*. (صحيح) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * لاَ يحلُّ الْكذبُ إلاَّ في ثلاثٍ يحدِّثُ الرَّجلُ امرأتَهُ ليرضيَها والْكذبُ في الحربِ والْكذبُ ليصلحَ بينَ النَّاسِ*. (صحيح، دون قوله ليرضيها، وحسن مع قوله ليرضيها) وما ذلك إلا لعظم خطر الخلاف بين المسلمين وفساد ذات بينهم كما بينه صلى الله عليه وسلم: *إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة* أي: الخصلة التى من شأنها أن تحلق، أراد أنها خصلة سوء تذهب الدين كما تذهب الموسى الشعر، ولقد بين عليه الصلاة والسلام ما للصلح من أجر عظيم بقوله: *ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة*؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: *إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة* . (صحيح) ولذلك كان من أمله الكبير ورجائه العظيم في نسله المبارك الحسن السبط رضي الله عنه أن يصلح الله به فساد ذات البين الذي أعلمه الله بحدوثه في أمته بعد وفاته، فمن حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: *إن بنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين*. (صحيح) فرغبة الحسن بن علي رضي الله عنه في الأجر والمثوبة وإرادته للإصلاح دفعته لهذا الصلح المبارك. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [89]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما* *من أهم الشخصيات في خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي*: كانت الظروف التى أعقبت وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه صعبة ومعقدة؛ إذ لازالت الحرب قائمة مع معاوية بن أبي سفيان، وفي هذه الظروف بايع أهل الكوفة الحسن بن علي رضي الله عنه بالخلافة عام 40هـ/ ْ660م، ولذلك لم يكن لدى الحسن رضي الله عنه متسع من الوقت لإجراء تغييرات إدارية، أو تغيير الولاة، فأقر عمال أبيه على ولاياتهم، عدا الكوفة، فقد ولى عليها *المغيرة بن نوفل* بعد ما سار إلى معاوية بدلاً من واليها السابق هاني ابن النخعي، أما على المدائن، فقد استمر *سعد بن مسعود الثقفي* عاملاً عليها ، وقد كان عاملاً للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه على ذات المدينة، وقد استبقاه الحسن إبان خلافته واستمر يشغل منصبه الإداري إلى نهاية عهد الحسن بن علي رضي الله عنه وتنازله لمعاوية، أما على البصرة فقد جاء في بعض الروايات، بأن *عبد الله بن عباس* كان واليًا عليها من قبل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبقي عليها لغاية عقد الصلح مع معاوية بن أبي سفيان، ثم خرج من البصرة معتزلاً السياسة قاصدًا مكة المكرمة، متفرغًا للعلم والتعليم، أما ولاية فارس فقد كانت *لزياد بن سفيان*، وكان علي رضي الله عنه قد بعثه إلى فارس لتأديب بعض المتمردين بها، فظفر بهم وتمكن من القضاء عليهم، ثم ولاه بعد ذلك على فارس فاستمرت ولايته لغاية عقد الصلح مع معاوية، كما أبقى الحسن رضي الله عنه العمال أنفسهم الذين كانوا يعملون لوالده الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد استبقى *عبيد الله بن أبي رافع* كاتبًا، وكذلك استبقى *شريح بن الحارث* قاضى الكوفة، وأبقى *معقل ابن قيس الرياحي* على الشرطة، وكان من أهم شخصيات عهد خلافته، شقيقه *الحسين بن علي* رضي الله عنه، وهذا سنفرد له كتابًا خاصًا به بإذن الله تعالى.. ومن أهم شخصيات عهده أيضاً: - *قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي*، - *وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي*، - *وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي*، وقد رأيت أن أترجم للشخصيات الثلاث الأخيرة. *قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه*: هو قيس بن سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب، الأمير المجاهد، أبو عبد الله سيد الخزرج وابن سيدهم أبي ثابت الأنصاري الخزرجي الساعدي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، كان من فضلاء الصحابة وأحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافَع، ومن بيت سيادتهم، له عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، عن أبي ليلى قال: كان سهل بن حُنيف، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرت بهما جنازة فقاما، فقيل؛ إنما هو من أهل الأرض فقالا: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرت به جنازة فقام، فقيل: إنما هي جنازة يهودي، فقال: *أليست نفساً*. وفى هذا الحديث تكريم الإنسان من حيث هو إنسان، وعن أبي عمار، عن قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله. وعن محمد بن شرحبيل، عن قيس بن سعد قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعنا له ماء فاغتسل، ثم أتيناه بملحفة ورسية، فالتحف بها، فكأني أنظر إلى أثر الورسي على عُكنة. وروى عنه أيضاً: أنس، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو ميسرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعروة ، وعبد الله بن مالك الجيشاني، وأبو عمار الهمداني، وميمون بن أبي شيب، وعريب بن حميد الهمداني، والوليد بن عبده، وآخرون.. وقد حدث قيس بن سعد بالكوفة والشام ومصر، وكان قيس ضخمًا حسنًا طويلاً إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض، وكانت أمه بنت عم أبيه واسمها *فكيهة بنت عبيد ابن دُليم*، وكان موقعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كصاحب الشرطة من الأمير، وحمل لواء الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، واستعمله على الصدقة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، وشارك في بعض السرايا منها: 1- *سرية أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى سيف البحر*: تعتبر سرية أبي عبيدة رضي الله عنه إلى سيف البحر، استمرارًا لسياسة النبي صلى الله عليه وسلم العسكرية لإضعاف قريش ومحاصرتها اقتصاديًا على المدى الطويل، فقد بعث صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة راكب قبل الساحل ليرصدوا عيرًا لقريش، وعندما كانوا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع فكان قدر مزود تمره يأكلون منه كل يوم قليلاً، حتى كان أخيرًا نصيب الواحد منهم تمرة واحدة، وقد أدرك الجنود صعوبة الموقف فتقبلوا هذا الإجراء بصدور رحبة دون تذمر أو ضجر، بل إنهم ساهموا في خطة قائدهم التقشفية فصاروا يحاولون الإبقاء على التمرة أكبر وقت ممكن ، يقول جابر رضي الله عنه أحد أفراد هذه السرية: كنا نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها الماء فتكفينا يومنا إلى الليل.. وقد سأل وهب بن كيسان جابرًا رضي الله عنه: ما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، وقد اضطر ذلك الجيش إلى أكل ورق الشجر، قال جابر رضي الله عنه: وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبله بالماء فنأكله، فسمي ذلك الجيش *جيش الخبط*، وقد أثر هذا الموقف في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وكان من أحد جنود هذه السرية، فنحر للجيش ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه، وقد جاء ما فعله قيس بن سعد من كرم وجود مفصلاً في تاريخ ابن عساكر، فعن داود بن قيس، وإبراهيم بن محمد الأنصاري، وخارجة بن الحارث، قالوا: بعث صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر، إلى حين، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشترى مني تمرًا بجزر، يوفيني الجزر ها هنا وأوفيه التمر بالمدينة، ... فوجد رجلاً من جهينة فقال قيس: بعني جزرا أوفيك وسقة من تمر المدينة، قال الجهني: والله ما أعرفك، فمن أنت؟ قال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم. قال الجهيني: ما أعرفني بنسبك، وذكر كلامًا، فابتاع منه خمس جزائر، كل جزور بوسق من تمر، فشرط عليه البدوي تمر دخرة مصلبة من تمر آل دُليم، يقول قيس: نعم، قال: فأشهد له نفرًا من الأنصار، ومعهم نفر من المهاجرين، قال قيس: أشهد من تحب، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطاب، قال عمر: ما أشهد، هذا يدين ولا ماله إنما المال لأبيه، قال الجهيني: والله ما كان سعد ليخنى بابنه في وسقة من تمر، وأرى وجهًا حسنًا وفعالاً شريفًا ... وأخذ قيس الجزر فنحرها لهم في مواطن ثلاثة كل يوم جزورًا، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره، وقال: تريد أن تخفر ذمتك ولا مال لك؟ وجاء في رواية أخرى: .... أقبل أبو عبيدة ومعه عمر، فقال: عزمت عليك أن لا تنحر، أتريد اْن تخفر ذمتك؟ قال قيس: يا أبا عبيدة، أترى أبا ثابت يقضي ديون الناس ويحمل الكل، ويطعم في المجاعة لا يقضي عني وسقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل الله، فكاد أبو عبيدة أن يلين له وجعل عمر يقول: اعزم فعزم عليه وأبى أن ينحر، وبقي جزوران، فقدم بهما قيس المدينة ظهرًا يتعاقبون عليهما، وبلغ سعدًا فقال: ما صنعت في مجاعة القوم؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟، قال: نحرت، قال: أصبت، قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيت، قال: من نهاك؟ قال: أبو عبيدة أميري، قال: وثم؟ قال: زعم أنه لا مال لي، وأن المال لأبيك، فقلت: أبي يقضى عن الأباعد، ويحمل الكل، ويطعم الطعام في المجاعة ولا يصنع هذا بي، قال: فلك أربع حوائط أدناها حائط منه تجذ خمسين وسقًا، وقدم البدوي مع قيس فأوفاه وسقته وحمله وكساه. وفى هذه القصة قيم ودووس وعبر كثيرة منها: أ- ضرورة الصبر لأصحاب الدعوة لأنهم سيمرون بمشاق عظيمة. ب- أهمية تربية الأبناء على الكرم والمروءة ومكارم الأخلاق، وهذا واضح في تربية سعد لابنه قيس وإعطاؤه الأموال العظيمة تشجيعًا له للمضي في طريق المروءة والكرم. ج- أهمية وجود المال الصالح للعبد الصالح، فلو لم يكن لسعد مال كثير لم يستطع قيس المساهمة في حل أزمة المجاعة. د- وكان قيس بن سعد رضي الله عنه يقول: اللهم هب لي حمدًا ومجدًا، لا مجدًا إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم لا يصلحني إلا القليل . == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [74]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.